مسرحيون سعوديون: رؤية 2030 فتحت آفاق الإبداع للمسرح والمسرحيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسرحيون سعوديون: رؤية 2030 فتحت آفاق الإبداع للمسرح والمسرحيين

    مسرحيون سعوديون: رؤية 2030 فتحت آفاق الإبداع للمسرح والمسرحيين


    المسرح السعودي يشهد فترة ازدهار مع دعم الدولة ومؤسساتها له.
    الأحد 2023/03/05
    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    تطور في الأداء والمواضيع

    شكلت الثقافة محورا مهما وأساسيا من رؤية السعودية 2030 انطلاقا من التأليف والنشر، وصناعة السينما والإنتاج الموسيقي والفنون التشكيلية، والفنون الأدائية والاستعراضية. ومنذ انطلاقها تشكلت الكثير من الملامح بفضل الإنجازات الكبرى التي عملت فيها مؤسسات المملكة المعنية جنبا إلى جنب مع المثقفين والمبدعين والفنانين، وقد كان للمسرح نصيب كبير منها، وهذا ما أكدت عليه ندوة المسرح السعودي في أفق رؤية 2030 والتي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي.

    سعت ندوة “المسرح السعودي في أفق رؤية 2030” التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الشارقة للمسح الخليجي، إلى الإجابة عن الكثير من التساؤلات منها: ما الذي تعنيه رؤية 2030 من منظور أهل المسرح السعودي؟ وما إمكانات المسرح السعودي لتحقيق أهداف هذه الرؤية؟ وإلى أي مدى يجسد الحراك المسرحي الراهن في المملكة ملمحا من جهود الإستراتيجية الوطنية المستقبلية؟
    مسرح الحياة والمجتمع


    بداية يقول الناقد والمخرج سامي الجمعان إن “المواطن السعودي المنتمي إلى قطاع المسرح تساءل غيره من أبناء المملكة العربية السعودية عن دوره، عن موقعه، عن انعكاس رؤية المملكة 2030 عليه، عن فنه، عن مستقبله المسرحي. والحقيقة أنها كانت مرحلة تحول بالنسبة إليه، رفع سقف طموحاته حد السماء، بأن ثمة جديدا سيطرأ على واقعه الفني، وأن مرحلة جديدة ستأخذه إلى تحقيق طموحاته وآماله، التي ربما لم تتحقق في مراحل سابقة حيث كان المسرحي السعودي يناضل في ظل فقر الإمكانات وضعف البنية التحتية، وعدم قدرة جمعيات الثقافة والفنون ملجأه الأول لاحتضان موهبته، وترجمة طموحه العريض، فضلا عن رعاية الشباب، وبعض الجهات الأخرى. وكما هو معروف مرت سنين طوال والمسرحي السعودي نسخة من دونكيشوت الذي يحارب طواحين الهواء، من أجل أن يحقق وجوده، فكانت رؤية 2030 طوق نجاة بالنسبة إليه، في منظوره المبدئي لها”.



    يشير الجمعان إلى أن الدولة أعلنت عن الرؤية وإستراتيجياتها الطموحة، ففتحت لكل القطاعات نوافذ تطلعات لا حد لها، رؤية واضحة المعالم، صريحة الأهداف، لم تترك شاردة ولا واردة لم تسع لترجمتها واقعا مستقبليا حالما. هنا فتش المسرحي السعودي عن ممراته فيها، بحث بلهفة عن تموقعه في تفاصيلها، فاكتشف أن المسألة مرتبطة بحالة تغيير شمولي، أو تغيير منهجية وزارة الثقافة تغييرا كاملا، فكان ذلك بخطوة فصل وزارة الثقافة عن وزارة الإعلام. وبنيل وزارة الثقافة استقلاليتها نالت القوة وتمكنت من أدواتها، فوضعت خريطة ثقافية منظمة للغاية بالتأكيد كان المسرح جزءا منها. وترقب المسرحي السعودي على مضض وعلى أحر من الجمر الشكل الجديد الذي سيتولى المسرح في وزارة الثقافة حتى أعلن عن هيئة المسرح والفنون الأدائية، التي تولت المسرح ومشاريعه. وأول فرحتين نالهما إعلان الهيئة عن: أولا المسرح الوطني السعودي في حفل حضره ضيوف من كل الدول، وثانيا حفل ضخم آخر خصص لإعلان إستراتيجية هيئة المسرح والفنون الأدائية، مما أعطى انطباعا واضحا للمسرحي السعودي بأن الهيئة تترجم ما جاء في سياسة الدولة عبر الرؤية.

    ويوضح “انتظر المسرحي السعودي قليلا من الوقت حتى أعلنت وزارة الثقافة عن جمعية المسرح والفنون الأدائية التي هي بمثابة حافظة حقوق الفنان المسرحي السعودي، والجمعية تعمل على قدم وساق من أجل أن تكون حاضرة في خدمته”.

    ويتساءل “هذه في مجملها وقائع إدارية تترجم موقع الحراك المسرحي السعودي في رؤية 2030، ولكن كيف يمكنني رصد ترقب وانتظار وتطلع المسرحي السعودي للرؤية وما تحمله لمسرحه؟”.



    ويجيب “كل المسرحيين السعوديين رسموا حلمهم في المحاور الثلاثة التي شكلت حجر أساس الرؤية وهي: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح، وهذه المحاور العامة ترجمت إلى 96 هدفا إستراتيجيا. وقد اكتشف المسرحي السعودي أن في كل محور من المحاور الثلاثة له ما يتسق مع حراكه المسرحي، مثلا نص محور المجتمع الحيوي على وجوب أن يعتني المواطن بهويته وتراثه الثقافي. وفي اقتصاد مزدهر وجد المسرحي أن الرؤية تحمله مسؤولية أن يصبح المسرح رافدا اقتصاديا عبر الاستثمار الحقيقي، حيث نصت على ارتفاع إنفاق الأسر على الترفيه، واعتبر المسرحي أحد الذين يوجهون بضاعتهم الفنية الإبداعية للأسرة السعودية. وفي محور وطن طموح لاحظنا كيف وضع هدف أساسي هو تمكين تحقيق أثر أكبر للقطاع غير الربحي“.

    ويؤكد الجمعان أن “المسرحي السعودي انخرط في دواليب الرؤية بعد أن تلمس تغييرا جذريا في مجتمعه السعودي على شتى المستويات، الحياة الاجتماعية، الانفتاح الاقتصادي، جودة الحياة، استضافة الشعوب، ثم إن بلاده أصبحت وجهة للمبدعين في العالم أجمع وليس العالم العربي فحسب، من هنا بدأت الصورة في ذهنه تتحول بوصلتها، إنه يتوجه نحو مسرح أعمق مما كان، إنه المسرح المرتبط بالحياة والمجتمع، المسرح الذي يكون زادا يوميا للناس عامة وليس للنخبة فحسب”.
    جهود الدولة


    يرى الكاتب والممثل المسرحي سامي الزهراني أنه في إطار تعزيز جودة الحياة وضعت رؤية المملكة 2030 عددا من البرامج والمبادرات الهادفة إلى تحسين نمط حياة الفرد والأسرة، وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن. ولأن رفاهية النفس لها الأثر في تحقيق النجاحات، وتقديم أقصى ما يمكن أن يقدمه الفرد لنفسه ومجتمعه ووطنه، كان تركيز الرؤية على جعل حياة المواطن والمقيم أكثر حيوية وثراء وذلك عبر إشراكهما في الأنشطة الثقافية التي تسهم في تعزيز جودة الحياة للجميع.



    ويضيف “في ظل تحقيق هذه الرؤية في القطاع الثقافي وجعل الثقافة نمط حياة لتحقيق النمو الاقتصادي، وتعزيز مكانة السعودية دوليا، والحفاظ على هويتها، خصوصا في المسرح، تم تأسيس وزارة تعنى بالثقافة عام 2018، وانبثقت عنها 13 هيئة ثقافية مستقلة من ضمنها هيئة المسرح والفنون الأدائية في عام 2020. كما سعت الوزارة إلى تطوير الإمكانات وتعزيز الفرص والقدرات في القطاع المسرحي من خلال ما أطلقته من توجهات ومبادرات تتماشى بدقة مع المحاور الإستراتيجية لرؤية المملكة 2030”.

    ويتابع قائلا إنه ضمن “أول حزمة من هذه المبادرات لخدمة القطاع المسرحي تم اعتماد برنامج الابتعاث الثقافي الذي تضمن عددا من الطلاب والطالبات الذين يدرسون المسرح في الجامعات العالمية، كما تم إطلاق منصة أبدع الإلكترونية لتقديم الدعم والتمكين للنشاط المسرحي، وذلك عن طريق إتاحة خدمة إصدار التراخيص والتصاريح للممارسين والموهوبين السعوديين والمقيمين في القطاع المسرحي، وأقامت الوزارة مسابقة للتأليف المسرحي وهي مسابقة يرسل فيها المشتركون نصوصهم المسرحية. وتتيح المسابقة فوز المشاركين بجوائز قیمة. أيضا من مبادرات وزارة الثقافة صندوق التنمية الثقافي ‘صندوق نمو الثقافي‘ لدعم وتمكين المواهب السعودية في مختلف مجالات الإبداع، وتسعى الوزارة من خلاله إلى دعم الممارسين في مجالات إبداعية متنوعة من ضمنها المجال المسرحي”.

    ويسترسل بقوله “كما اعتمدت الوزارة بناء عدد من بيوت الثقافة في مختلف مناطق المملكة تحتوي على مسارح متكاملة لتمكين المسرحيين المشتغلين من إقامة العروض المسرحية المختلفة، وتعزيز نمو القطاع الثالث وهو القطاع غير الربحي من خلال المساهمة في تأسيس جمعية المسرح والفنون الأدائية المهنية ودعم وحث التكوينات المسرحية المختلفة لتتوجه إلى الشكل المؤسساتي الرسمي من خلال العديد من التكوينات الرسمية، مثل الجمعيات وأندية الهواة والشركات، وهذا يندرج تحت تحويل الأشكال الرسمية لتنظيم دعمها لتجويد المنتج المسرحي المختلف”.



    ويضيف الزهراني أنه من جانب آخر تأتي هيئة المسرح والفنون الأدائية لتقديم العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج المختلفة والنوعية والمتفردة التي ستعمل على النهوض بالمجال المسرحي والفنون الأدائية ودعم وتشجيع التمويل والاستثمار فيه، واعتماد برامج تدريبية مهنية وجهات مانحة للشهادات المتخصصة في المجال. إن العديد من المبادرات والبرامج والمسابقات التي أطلقتها هذه الهيئة تختص بالمسرح مثل مسابقة الكوميديا، ومبادرة المسرح الوطني، ومبادرة تطوير المهارات، والبرنامج التدريبي ‘المحترف المسرحي’، وندوات كالوس التي نوقشت من خلالها الكثير من مفاصل المسرح بمشاركة العديد من المسرحيين السعوديين والعرب، ومبادرة تمثيل المملكة دوليا التي خصصت لدعم المشاركات المسرحية السعودية دوليا، ومشروع حصر الفرق المسرحية والممارسين في مختلف أنحاء المملكة، وبرنامج ‘من الفكرة إلى الخشبة’ الذي تضمن العديد من الدورات التدريبية المسرحية التي قدمت افتراضيا وحضوريا، قدمها عدد من المدربين العرب والأجانب، وبرنامج ‘الفرشات والنحل’ الذي يعنى بالأطفال للتعريف بمفاهيم الفنون المسرحية، وبرنامج المسرح الموسيقي”.

    ويشدد على أن ما تقدمة الهيئة يركز في هذه المرحلة على تأسيس القطاع والارتقاء بأدائه من خلال تنمية المواهب وبناء القدرات، ودعم وتمويل إقامة الفعاليات من خلال منح التراخيص، إلى جانب دعم وتمويل الإنتاج للمسرح الوطني والقطاع الخاص ورفع مستوى الوعي بالقطاع محليا ودوليا وتعزيز منظومة قطاع المجتمع المدني وتوسيع أدوار نطاقه مع الوقت.

    ويلفت الزهراني إلى إعلان مجلس إدارة مؤسسة حديقة الملك سلمان، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عن إطلاق الأعمال الإنشائية بالمجمع الملكي للفنون في مدينة الرياض على مساحة تزيد على 500 ألف متر مربع، والذي يشتمل على ثلاث أكاديميات من ضمنها أكاديمية للفنون المسرحية ومسرح وطني بسعة 2300 مقعد.

    ويُعدّ مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وجهة ثقافية وإبداعية متعددة الأبعاد، ومساحة مُلهمة لاكتشاف الذات، والتحفيز على الابتكار والإبداع. كما يسعى المركز إلى دعم اقتصاد المعرفة في المملكة، والإسهام في تطوير كافة الأصعدة الثقافية والمعرفية من خلال الانفتاح على مختلف ثقافات العالم، وذلك من خلال توفير ورش العمل التفاعلية والعروض والأنشطة المصمّمة خصيصا لإثراء المجتمع بمختلف الفئات العمرية، وقد تم افتتاح المركز للزوّار منذ عام 2018 ليصبح منصة للإبداع، تُجمع فيها المواهب للتعلّم ومشاركة الأفكار.

    وفي مداخلته تساءل عضو مجلس إدارة جمعية المسرح والفنون الأدائية خالد الباز “إلى أي مدى تمثل الحركة المسرحية الحالية في المملكة جهود الإستراتيجية الوطنية المستقبلية؟”.

    ويؤكد أن ظهور الحركة المسرحية في السعودية يمكن أن يعزى إلى عدة عوامل من أهمها جهود الحكومة في تعزيز التعبير الثقافي والفني في البلاد. وفي عام 2018 تم إنشاء الهيئة العامة للترفيه في المملكة لتعزيز الأنشطة الثقافية والترفيهية، كجزء من برنامج رؤية 2030. ويهدف هذا البرنامج إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الإصلاح الاجتماعي والثقافي. وكجزء من هذا البرنامج، استثمرت الحكومة في الفنون، بما في ذلك المسرح والسينما والموسيقى والأنشطة الثقافية الأخرى. وهناك عامل مهم آخر هو التحرير المتزايد للمعايير الاجتماعية والثقافية. وقد أدى ذلك إلى تنامي الشهية للتعبير الفني بين المواطنين السعوديين، وخاصة جيل الشباب. إن الطبيعة الاجتماعية المحافظة في البلاد لديها تعبير فني محدود منذ فترة طويلة، ومع ذلك خلق الحراك الثقافي المتزايد فرصا جديدة أمام الفنانين للتعبير عن أنفسهم والتواصل مع الجماهير.

    ويضيف الباز “ما تزال الحركة المسرحية في السعودية في مهدها، لكنها قطعت أشواطا كبيرة بالفعل؛ حيث تشير العديد من العلامات إلى أن لديها القدرة على أن تصبح جزءا لا يتجزأ من المشهد الثقافي. من أهم هذه العلامات الاهتمام المتزايد بالمسرح والأنشطة الفنية الأخرى بين الشباب السعودي. ومن المرجح أن يزداد هذا الطلب على المسرح في السنوات القادمة، حيث يصبح المزيد من الشباب السعودي مهتما باستكشاف هوياتهم والتعبير عن أنفسهم بشكل إبداعي. علامة مهمة أخرى هي المشاركة المتزايدة للمرأة في الحركة المسرحية، حيث أصبحت قادرة على المشاركة في الحركة المسرحية كفنانة وعضو وجمهور”.
    مرحلة جديدة



    أصبح المسرح ضمن الاهتمامات والإستراتيجيات الوطنية الثقافية، وهو ما ساهم في حل مشكلات كثيرة واجهها المسرح السعودي


    أما مستقبل المسرح السعودي في ضوء أهداف رؤية 2030 فقد توقفت عنده الدكتورة لطيفة البقمي لتحلله وترصده وتوثقه انطلاقا من رؤية استشرافية، حيث تقول “كان لرؤية المملكة 2030 تأثيرها المباشر على المسرح والثقافة بعمومها حيث أخذت منحى مغايرا لما كان سائدا؛ حين أعلن عن تأسيس وزارة الثقافة، التي أعلنت عن إستراتيجية جديدة تعنى بالثقافة والمثقفين، ومن ضمنهم المسرحيون. ولا يزال المجال الثقافي في المملكة يعيش حالة ديناميكية من التطورات التنظيمية المتواصلة، من خلال إطلاق إستراتيجيات الهيئات الثقافية، وصدور التنظيمات واللوائح لرفع المستوى التنظيمي والاحترافي للقطاع الثقافي، غير أن بعض التطورات التنظيمية المتزامنة مع العناية العامة بالثقافة أخـذت تؤتي أكلها، ويعكس ذلـك التوسع اللافت فـي فـرص الـدعـم والتمكين للثقافة والإبداع من المنح وصناديق الدعم، والمسابقات الثقافية، والهيئات والحاضنات، ولا تزال المسيرة طويلة نحو تأسيس وتطوير بنى ثقافية متينة تدفع بالممارسين الثقافيين إلى آفاق متصاعدة من الإبداع، وتتيح المزيد من فرص التفاعل مع الثقافة لكافة شرائح المجتمع”.

    وتلفت إلى أن المسرح قد أصبح ضمن الاهتمامات والإستراتيجيات الوطنية الثقافية؛ وهو ما ساهم في حل مشكلات كثيرة كان المسرح السعودي يواجهها. وتحول المسرح من جهود أفراد إلى مشروع دولة، مؤسسات وطنية كبرى تعي مسؤوليتها الكاملة تجاه الدعم والتمويل وتبني الفِرَق المسرحية، ونشر المسرح الإبداعي الثقافي الذي يستثمر في ثقافة المجتمع ووعيه وفكره.

    وترصد البقمي هذا المستقبل للحراك المسرحي السعودي في ظل رؤية 2030 من خلال عدد من المحاور، هي كالتالي: أولا إطلاق قطاع هيئة المسرح والفنون الأدائية الذي تبنى العديد من المبادرات الطموحة ومنها مبادرة “اكتشاف المواهب”، من خلال إطلاق مسابقة الكوميديا لتطوير صناعة الكوميديا والترفيه الحي في كافة مناطق المملكة، واستهدفت فئة الشبان والشابات الموهوبين ضمن الفئة العمرية 18 – 35 سنة في مجال الكوميديا والمهتمين بالفنون الكوميدية. وتذكر أيضا مبادرة “تطوير المهارات” وهي برنامج تدريبي متقدم في “فن صناعة المسرح” لتمكين المواهب المسرحية برفع مستوى كفاءة التدريب والتأهيل المعرفي في القطاع المسرحي.
    الحركة المسرحية السعودية قطعت أشواطا كبيرة وهو ما تؤكده عدة مؤشرات تثبت أنها جزء لا يتجزأ من المشهد الثقافي

    ومن المبادرات التي تذكرها البقمي أيضا مبادرة العمل والتعلُّم “التي تسعى إلى تمكين المواهب من اكتساب المهارات التقنية الحديثة في مجال المسرح، والتي تهدف إلى تنمية المواهب المحلية ودمجها مع الخبرات العالمية، والتعرف على تقنيات عالمية متقدِّمة من خلال العمل على عروض تستخدم التقنيات الحديثة”. وكذلك هناك منصة التراخيص والتصاريح الثقافية مقدمة للأفراد والمنشآت تعزيز مساهمة القطاع الخاص في خدمة النشاط الثقافي السعودي، من خلال توفير التراخيص اللازمة لمزاولة الأنشطة في مختلف القطاعات الثقافية.

    وفيما يتعلق بالفرق المسرحية، تقول “كان تأسيس المسرح الوطني بداية خطوة لمرحلة جديدة للمسرح السعودي، حيث عُدَّ ذلك اعترافَا رسميّا بالمسرح. فقد أطلق المسرح الوطني في حفل بهيج حضره مسرحيون سعوديون وعرب، واشتمل على عرض مسرحية ‘درايش من نور’، وهو العرض الذي أكد حضور المرأة على خشبة المسرح. كما شهد المسرحيون شكلا جديدا من التنظيم المسرحي عبر تأسيس فرق مسرحية خاصة وترسيمها عبر وزارة الموارد البشرية، مثل تأسيس “تعاونية مسرح كيف” وترسيم “جمعية خويد للمسرح والفنون الأدائية” في جيزان، بالإضافة إلى 18 ناديا من أندية المسرح على منصة هاوي، التابعة لوزارة الموارد البشرية.

    وتذكر في الإطار ذاته الورش والندوات والفعاليات والمهرجانات التي نفَّذتها الهيئة، مثل مهرجان “قمم للفنون الأدائية الجبلية” في دورتيه الأولى والثانية، والذي يقام في عسير للتعريف بالفنون الأدائية الجبلية العريقة، والاحتفاء بها وبالحِرَف اليدوية والأكلات الشعبية المعروفة والأزياء التقليدية والأزياء المستخدمة في أداء الرقصات الشعبية. لقد سعت هيئة المسرح إلى خلق حراك مسرحي متواصل وتنظيم مواسم مسرحية في كل مدينة، وتوفير بنية تحتية متقدِّمة. فالمسارح الموجودة على مستوى المملكة، حسب تقرير الحالة الثقافية في المملكة 2021 الذي صدر مؤخرا عن وزارة الثقافة، بلغت حوالي 262 مسرحا، منها مسارح فروع جمعية الثقافة والفنون ومسارح الأندية الأدبية وغيرها، وهي مهمة في تقديم العروض المسرحية.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    محمد الحمامصي
    كاتب مصري
يعمل...
X