المتنبي
حققت الدعوة الاسماعيلية عظيم انتصاراتها في أواخر القرن الثالث حيث تأسست الخلافة الفاطمية في إفريقية ( تونس ) وكانت هذه الخلافة تهدف الى الإستيلاء على العالم الإسلامي ، وإزالة الخلافة العباسية من الوجود ، وآنذاك كانت الأحوال العامة في العالم الاسلامي مشجعة ، فقد كان التشيع مسيطراً على أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة وخراسان والشام والعراق ، فالخلافة العباسية نفسها نتيجة لهذا سيطر علها الشيعه في مطلع القرن الرابع ، ثم تحكم بها الديلم . وتذكر مصادر التاريخ الفاطمي أن المهدي تلقى بعدما أعلن الخلافة الفاطمية عدداً الرسائل بالولاء والطاعة من عدد كبير من حكام العالم الإسلامي وطلب منه أصحاب الرسائل التعليمات لإعلان الثورة ، فأمرهم بالتريث لقد كان على الفاطميين حق يصلوا إلى الشرق الإسلامي احتلال مصر أولاً مع تحويل شيعة العالم الإسلامي إلى المذهب الاسماعيلي ، ولتحقيق هذه الأهداف أرسل المهدي أكثر من حملة ضد مصر ، كما حرك الدعاة في المشرق وأمر بعضهم بالقدوم الى مصر ، ففعلوا ، حتى يعتقد بأن أرض مصر حوت تجمعاً للدعاة الفاطميين كما أن الأوامر صدرت لهؤلاء الدعاة بالعمل على تأمين من لاحتلال مصر . قاعدة تستخدم )
بعد هذا كله ما شأن المتنبي وهذه الأحداث ؟ في الحقيقة لقد كثر الحديث عن المتنبي قديماً وحديثاً ، وخاصة من الجوانب الأدبية والفكرية ، وبات كل حديث جديد حوله فيه تكرار لأحاديث سابقة ، إن لم يطرق جوانب غير معروفة ، يعتمد على مواد إخبارية جديدة مع رؤى أعمق وأشمل الحوادث القرن الرابع للهجرة . أرجح الروايات سنة ٣٠٣ه في الكوفة ، في محلة كندة ، وهو حي يماني الأصل ، والكوفة شهرت منذ خلافة علي بن أبي طالب بميول أهلها إلى التشيع ، وتميزت الأحياء اليمانية فيها بشدة التشيع وفي الكوفة تفجرت غالبية ثورات الشيعة في العصر الأموي ، وفيها أيضاً عاش الكثير من قادة الشيعة ودعاتهم ، وفي الكوفة تطور الفكر الشيعي تطوراً كبيراً للغاية
6 ولد المتنبي في العصر الذي حقق فيه الشيعة أعظم انتصاراتهم بقيام الخلافة الفاطمية ، ويذكر أن المتنبي دفع في طفولته للقراءة ربما في في مدارس العلويين وحسب بعض الروايات ، قيل أرضعته وهو طفل إمرأة علوية من آل عبيد الله ) ربما المقصود بآل عبيد الله آل المهدي الخليفة الفاطمي الأول لأنه شهر في المشرق باسم عبيد الله ) .
وهذا الأمر يثير مشكلة نسب المتنبي ! إنه كما هو مشهور أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي، وقيل فيه غير هذا ، وقيل بأن أباه الحسين كان يعرف بعيدان السيقاء ( والسقاء بكسر السين ( وقيل في بعض الروايات السقاء ( بفتح السين وفتح القاف المشددة ( وهذا الأمر أثار خلافاً ، فالبعض ذهب إلى أن والد المتنبي نبذ بلقب ( عيدان السيقاء ( لأنه كان نحيلاً أو لعيب كان يحسده ، والبعض الآخر قال بأنه كان يعمل في السقاية بنقل الماء وبيعه . أن الذين حسدوا المتنبي بعدما نال شهرته الكبيرة أرادوا الحط من مكانته الاجتماعية، مع أن ثقافته وأخلاقه وإعداده العام يوحي بانه يبدو
كان يملك مكانة اجتماعية جيدة ، ولهذا ذهب البعض إلى حد القول بأنه كان علوي النسب ، لا بل تجاوز ذلك بعض الكتاب في أيامنا فقالوا بأن أباء كان الإمام محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر لدى الشيعة الإمامية ، وأنه تبعاً لذلك فالمتني كان من الممكن أن يعتبر الإمام الثالث عشر
لماذا الأمة نفهم وفي هذا خيال وأي خيال ، تجاوز به صاحبه حقائق كثيرة من التاريخ تبدأ في تقديس الرقم (۱۲) في بلاد العراق ذات الترات البابلي الذي قام على النظام الستيني في الحساب ، لأننا بدون ذلك لانستطيع أن اثني عشر وليسوا أقل أو أكثر علما بأن الإمام الثاني عشر لم يلد ولم يوجد في التاريخ بل في الوهم فقط .
عصر ان العصر الذي ولد فيه المتنبي : سيطر فيه الاسماعيلية على مسارات الفكر الاسلامي، خاصة الفلسفي منه ، وأن من يقرأ شعر المتنبي يمكنه أن يدرك مدى تغلغل الأفكار الاسماعيلية فيه ، ثم إن أخبار حياة المتنبي تؤيد هذا .
فهو بعدما نال درجة لا بأس بها من الثقافة التحق بالبادية التي كانت تمور بموجة جديدة قدمت من شبه جزيرة العرب ، وحملت قبائل من عامر بن صعصعة فيها قبائل كلاب ونمير وقشير وعقيل وغير ذلك من القبائل ولقد أرادت الدعوة الاسماعيلية استغلال هذه القبائل لمقاصدها ، وهذا ليس يجديد بالنسبة لها ، بل معروف فالكل سمع بحركات القرامطة وما يربطها بالحركة الاسماعيلية
لقد قال المتنبي الشعر منذ فترة مبكرة من حياته ، وتذكر أخباره
الأولى ، بأنه نشط بين قبائل بادية الشام ، وزار أجزاء كثيرة من بلاد
الشام ، وهذا يبين أنه كان يمارس وظيفة الداعي ، وتتحدث مصادر
حققت الدعوة الاسماعيلية عظيم انتصاراتها في أواخر القرن الثالث حيث تأسست الخلافة الفاطمية في إفريقية ( تونس ) وكانت هذه الخلافة تهدف الى الإستيلاء على العالم الإسلامي ، وإزالة الخلافة العباسية من الوجود ، وآنذاك كانت الأحوال العامة في العالم الاسلامي مشجعة ، فقد كان التشيع مسيطراً على أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة وخراسان والشام والعراق ، فالخلافة العباسية نفسها نتيجة لهذا سيطر علها الشيعه في مطلع القرن الرابع ، ثم تحكم بها الديلم . وتذكر مصادر التاريخ الفاطمي أن المهدي تلقى بعدما أعلن الخلافة الفاطمية عدداً الرسائل بالولاء والطاعة من عدد كبير من حكام العالم الإسلامي وطلب منه أصحاب الرسائل التعليمات لإعلان الثورة ، فأمرهم بالتريث لقد كان على الفاطميين حق يصلوا إلى الشرق الإسلامي احتلال مصر أولاً مع تحويل شيعة العالم الإسلامي إلى المذهب الاسماعيلي ، ولتحقيق هذه الأهداف أرسل المهدي أكثر من حملة ضد مصر ، كما حرك الدعاة في المشرق وأمر بعضهم بالقدوم الى مصر ، ففعلوا ، حتى يعتقد بأن أرض مصر حوت تجمعاً للدعاة الفاطميين كما أن الأوامر صدرت لهؤلاء الدعاة بالعمل على تأمين من لاحتلال مصر . قاعدة تستخدم )
بعد هذا كله ما شأن المتنبي وهذه الأحداث ؟ في الحقيقة لقد كثر الحديث عن المتنبي قديماً وحديثاً ، وخاصة من الجوانب الأدبية والفكرية ، وبات كل حديث جديد حوله فيه تكرار لأحاديث سابقة ، إن لم يطرق جوانب غير معروفة ، يعتمد على مواد إخبارية جديدة مع رؤى أعمق وأشمل الحوادث القرن الرابع للهجرة . أرجح الروايات سنة ٣٠٣ه في الكوفة ، في محلة كندة ، وهو حي يماني الأصل ، والكوفة شهرت منذ خلافة علي بن أبي طالب بميول أهلها إلى التشيع ، وتميزت الأحياء اليمانية فيها بشدة التشيع وفي الكوفة تفجرت غالبية ثورات الشيعة في العصر الأموي ، وفيها أيضاً عاش الكثير من قادة الشيعة ودعاتهم ، وفي الكوفة تطور الفكر الشيعي تطوراً كبيراً للغاية
6 ولد المتنبي في العصر الذي حقق فيه الشيعة أعظم انتصاراتهم بقيام الخلافة الفاطمية ، ويذكر أن المتنبي دفع في طفولته للقراءة ربما في في مدارس العلويين وحسب بعض الروايات ، قيل أرضعته وهو طفل إمرأة علوية من آل عبيد الله ) ربما المقصود بآل عبيد الله آل المهدي الخليفة الفاطمي الأول لأنه شهر في المشرق باسم عبيد الله ) .
وهذا الأمر يثير مشكلة نسب المتنبي ! إنه كما هو مشهور أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي، وقيل فيه غير هذا ، وقيل بأن أباه الحسين كان يعرف بعيدان السيقاء ( والسقاء بكسر السين ( وقيل في بعض الروايات السقاء ( بفتح السين وفتح القاف المشددة ( وهذا الأمر أثار خلافاً ، فالبعض ذهب إلى أن والد المتنبي نبذ بلقب ( عيدان السيقاء ( لأنه كان نحيلاً أو لعيب كان يحسده ، والبعض الآخر قال بأنه كان يعمل في السقاية بنقل الماء وبيعه . أن الذين حسدوا المتنبي بعدما نال شهرته الكبيرة أرادوا الحط من مكانته الاجتماعية، مع أن ثقافته وأخلاقه وإعداده العام يوحي بانه يبدو
كان يملك مكانة اجتماعية جيدة ، ولهذا ذهب البعض إلى حد القول بأنه كان علوي النسب ، لا بل تجاوز ذلك بعض الكتاب في أيامنا فقالوا بأن أباء كان الإمام محمد بن الحسن العسكري الإمام الثاني عشر لدى الشيعة الإمامية ، وأنه تبعاً لذلك فالمتني كان من الممكن أن يعتبر الإمام الثالث عشر
لماذا الأمة نفهم وفي هذا خيال وأي خيال ، تجاوز به صاحبه حقائق كثيرة من التاريخ تبدأ في تقديس الرقم (۱۲) في بلاد العراق ذات الترات البابلي الذي قام على النظام الستيني في الحساب ، لأننا بدون ذلك لانستطيع أن اثني عشر وليسوا أقل أو أكثر علما بأن الإمام الثاني عشر لم يلد ولم يوجد في التاريخ بل في الوهم فقط .
عصر ان العصر الذي ولد فيه المتنبي : سيطر فيه الاسماعيلية على مسارات الفكر الاسلامي، خاصة الفلسفي منه ، وأن من يقرأ شعر المتنبي يمكنه أن يدرك مدى تغلغل الأفكار الاسماعيلية فيه ، ثم إن أخبار حياة المتنبي تؤيد هذا .
فهو بعدما نال درجة لا بأس بها من الثقافة التحق بالبادية التي كانت تمور بموجة جديدة قدمت من شبه جزيرة العرب ، وحملت قبائل من عامر بن صعصعة فيها قبائل كلاب ونمير وقشير وعقيل وغير ذلك من القبائل ولقد أرادت الدعوة الاسماعيلية استغلال هذه القبائل لمقاصدها ، وهذا ليس يجديد بالنسبة لها ، بل معروف فالكل سمع بحركات القرامطة وما يربطها بالحركة الاسماعيلية
لقد قال المتنبي الشعر منذ فترة مبكرة من حياته ، وتذكر أخباره
الأولى ، بأنه نشط بين قبائل بادية الشام ، وزار أجزاء كثيرة من بلاد
الشام ، وهذا يبين أنه كان يمارس وظيفة الداعي ، وتتحدث مصادر
تعليق