عنترة بن شداد
[ ٥٢٥ - ٦١٥ م ]
عنترة بن شداد العبسي وقيل عنترة بن عمرو بن شداد ، كان أبوه من أشراف قبيلة عبس ، أما أمه أمة حيشة كانت تدعى زبيبه
مع عبده ، كان قد أسرها شداد في إحدى غزواته وتمشياً أعراف القبيلة فإن والد عنترة لم يعترف بأبوته لعنترة ابن الأمة السوداء ، مشقوق الشفة أجمد الشعر ، بل اعتبره عبداً من وعلى عادة القبيلة كان هناك حالة واحدة للاعتراف به ابنا
هي أن يثبت شجاعة وقوة وشهامة ، تعوض عن نسبه لأمه . لقد ولد عنترة في نجد ، في شبه الجزيرة العربية وأقام في بيت أبيه بمثابة عبد ، لذلك كان يرعى إبل والده الفني وخيوله ومواشيه . كان لجو الصحراء الأثر الكبير على حياة عنتره ، فمنها تعلم الفروسية والصبر والفصاحة والشهامة ، وكان يدفعه للمزيد من هذه الصفات : شعوره بالذل والاستهانة لكونه عبد لا يعترف به أبوه ، ولتعرضه للسخرية من أقرانه ، رغم أنه كان يحمل نفساً وثابة ثائرة ، تشده للزعامـــــة والعظمة والأنفه ، لكنه كان يصطدم بواقعه المرير الذي دفعه للثورة دفعاً ، وفرض عليه الاستهانة بحياته في سبيل نيل جريته أضف إلى ذلك عنصراً جديداً دخل حياته ، وهو حبه لابنة عمه عبلة التي كان يعرف تماماً استحالة زواجه منها طالما بقي في عبوديته ، تلك الدوافع جعلت عنترة فارساً بكل معاني الفروسية سواء المعاني الحربية ، أم المعاني الأخلاقية السامية . وإندفاعه بإخلاص في حبه العذري لابنة عمه عبلة التي رفض عمه أن يزوجها له لكونه عبداً أسوداً وقد لاحت بوادر التحرر لعنترة حينما أغار فرسان من طيء على ، فأخذوا الكثير من إبلهم مما دعا شداد إلى الطلب من عنترة أن لملاحقة المغيرين ، إلا أن عنترة أجابه بأن العبيد و تحسن عبس الحلاب والصر » .
ولكن شداد وعده بالحرية إذا تمكن من المغيرين ، وهب الفارس يثبت بطولته ويطلب حريته ولو بموته ، وكان له النصر والحريه ، وبالتالي اعتراف شداد بنسبه إليه . كان نصر عنترة هذا سبباً ليكون قائداً للكتائب التي تحارب أعداء عبس من طيء وغطفان وحنيفه ، وهكذا اشترك عنترة بعدة أيام كما اشترك أيضاً بحرب داحس والغبراء وأبلى بها بلاء حسناً مما أوجد له حساداً كثيرين
وقد عمر عنترة ، إذ عاش ما يقرب من التسعين عاماً ، وقيل إنه مات مقتولاً في إحدى غزواته على بني نبهان من طيء
ويعتبر عنتره من أشهر أبطال العرب ، كما يقول المستشرق كارل بروکلمان . وهو من أوائل الثوار على التفرقة العنصريه والعبودية ، وهو من أوائل الفرسان الذين كانوا مثالاً يحتذى بهم سواء في الفروسية
الحربية أو الفروسية الخلقية والشهامة . وأخيراً فقد كان عنترة مثالاً ورائداً للحب العذري المتفاني في الاخلاص والوفاء . وعنترة ذا شخصية فذة كبيرة جلودة ، عفيف النفس صبوراً كريماً رقيق الأحاسيس ، وشعره مثالاً للشعر القديم جداً
جمال في والحديث للغاية ، فهو جميل ورائع في كل زمان ومكان ، يجمع بين سهولة الألفاظ ، وجزالتها والنغمة الموسيقية المتميزة مع
الصور والتراكيب . والظاهرة المميزة لشعره تفاخره ببطولاته ، وكثرة مخاطبته لمحبوبته حتى في أقصى ساعات قتاله وأحلكما و لقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم و من آثار عنتره . ديوانه الذي يحوي حوالي ١٥٠٠ بيت أكثرها في الفخر والحماسة والغزل بعبله ، وقليل منه في المدح والرثاء ، وأشهر
قصائده معلقته التي مطلعها : هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم يادار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي أبيات معلقته (۷۹) بيتا قيل إنه قالها ، ردة فعل لتحدي وجه إليه من قبل رجل من عبس إذ تحداه أن يقول الشعر ، فرد عليه عنترة أن انتظر ، ثم قال قصيدتة المعلقة تلك التي سماها ويبلغ عدد
ابن سلام ( النادرة ) . واشتهرت باسم ( المذهبة ، كسائر المعلقات وقد طبعت عدة مرات وترجمت إلى عدة لغات عالمية
ويعتبر عنترة من أوائل شعراء الملاحم العرب ، وتعتبر قصيدته و المعلقة ، و إلياذة العرب، الأولى ، ويشبهه البعض بأنه شكسبير العرب كذلك يستفاد من شعره الكثير من المعلومات التاريخية وأسماء الأماكن والملوك
عصره وقد حظي عنترة بمكانة عالمية لم ينلها أي شاعر عربي آخر على مر d العصور وهو « أهم فارس احتفظت به ذاكرة العرب في أجيالهم التالية إلى يومنا هذا ، كما يقول « الدكتور شوقي ضيف » وهو من الشخصيات النادرة في التاريخ التي حظيت بشهرتها وقدرت مواهبها وعظمتها أثناء حياتها وبعد مماتها بأجيال وأجيال . فقد بدأ تقديره وتكريمه منذ أن أعطي حريته ، واعتبر من أصحاب المعلقات بقصيدته ( المذهبة » دون اختلاف عليها ، فهي من المعلقات السبع . : كيف ويقول أبو الفرج الأصفهاني بكتابه الأغاني [٢٤٠/٨] أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا ابن عائشة قال : أنشد النبي القول عنترة : ولقد أبيت على الطوى وأظله حتى أنال به كريم المأكل فقال ما وصف لي أعرابي وأحببت أن أراه إلا عنترة ، وقال أيضاً : أخبرني حبيب بن نصر وأحمد بن عبد العزيز ، قالا : حدثنا عمر بن شبة ، قال : قال عمر بن الخطاب للحطيئة كنتم في حربكم ؟ قال : كنا ألف فارس حازم ، قال : وكيف يكون ذلك ؟ قال : كان قيس بن زهير فينا ، وكان حازماً ، فكنا لا نعصيه وكان فارسنا عنتره فكنا نحمل إذا حمل ، ونحجم إذا أحجم ، وكان فينا الربيع بن زياد ، وكانذار أي فكنا نستشيره ولا نخالفه ، وكان فينا عروة ابن الورد فكنا نأتم بشعره ، فكنا كما وصفت لك ، فقال : عمر وقد أجمع النقاد على تقدير عنترة على مختلف العصور إلى يومنا هذا وما من إنسان عربي على مر العصور إلا وسمع عن عنترة شيئا ، أو روى شيئاً من شعره أو حفظ جانباً من أخباره وأقواله المنظومة والمنشورة. من ذلك كان عنترة موضع قصة ( ملحمة ( عربية طويلة قد تفوق صدقت
[ ٥٢٥ - ٦١٥ م ]
عنترة بن شداد العبسي وقيل عنترة بن عمرو بن شداد ، كان أبوه من أشراف قبيلة عبس ، أما أمه أمة حيشة كانت تدعى زبيبه
مع عبده ، كان قد أسرها شداد في إحدى غزواته وتمشياً أعراف القبيلة فإن والد عنترة لم يعترف بأبوته لعنترة ابن الأمة السوداء ، مشقوق الشفة أجمد الشعر ، بل اعتبره عبداً من وعلى عادة القبيلة كان هناك حالة واحدة للاعتراف به ابنا
هي أن يثبت شجاعة وقوة وشهامة ، تعوض عن نسبه لأمه . لقد ولد عنترة في نجد ، في شبه الجزيرة العربية وأقام في بيت أبيه بمثابة عبد ، لذلك كان يرعى إبل والده الفني وخيوله ومواشيه . كان لجو الصحراء الأثر الكبير على حياة عنتره ، فمنها تعلم الفروسية والصبر والفصاحة والشهامة ، وكان يدفعه للمزيد من هذه الصفات : شعوره بالذل والاستهانة لكونه عبد لا يعترف به أبوه ، ولتعرضه للسخرية من أقرانه ، رغم أنه كان يحمل نفساً وثابة ثائرة ، تشده للزعامـــــة والعظمة والأنفه ، لكنه كان يصطدم بواقعه المرير الذي دفعه للثورة دفعاً ، وفرض عليه الاستهانة بحياته في سبيل نيل جريته أضف إلى ذلك عنصراً جديداً دخل حياته ، وهو حبه لابنة عمه عبلة التي كان يعرف تماماً استحالة زواجه منها طالما بقي في عبوديته ، تلك الدوافع جعلت عنترة فارساً بكل معاني الفروسية سواء المعاني الحربية ، أم المعاني الأخلاقية السامية . وإندفاعه بإخلاص في حبه العذري لابنة عمه عبلة التي رفض عمه أن يزوجها له لكونه عبداً أسوداً وقد لاحت بوادر التحرر لعنترة حينما أغار فرسان من طيء على ، فأخذوا الكثير من إبلهم مما دعا شداد إلى الطلب من عنترة أن لملاحقة المغيرين ، إلا أن عنترة أجابه بأن العبيد و تحسن عبس الحلاب والصر » .
ولكن شداد وعده بالحرية إذا تمكن من المغيرين ، وهب الفارس يثبت بطولته ويطلب حريته ولو بموته ، وكان له النصر والحريه ، وبالتالي اعتراف شداد بنسبه إليه . كان نصر عنترة هذا سبباً ليكون قائداً للكتائب التي تحارب أعداء عبس من طيء وغطفان وحنيفه ، وهكذا اشترك عنترة بعدة أيام كما اشترك أيضاً بحرب داحس والغبراء وأبلى بها بلاء حسناً مما أوجد له حساداً كثيرين
وقد عمر عنترة ، إذ عاش ما يقرب من التسعين عاماً ، وقيل إنه مات مقتولاً في إحدى غزواته على بني نبهان من طيء
ويعتبر عنتره من أشهر أبطال العرب ، كما يقول المستشرق كارل بروکلمان . وهو من أوائل الثوار على التفرقة العنصريه والعبودية ، وهو من أوائل الفرسان الذين كانوا مثالاً يحتذى بهم سواء في الفروسية
الحربية أو الفروسية الخلقية والشهامة . وأخيراً فقد كان عنترة مثالاً ورائداً للحب العذري المتفاني في الاخلاص والوفاء . وعنترة ذا شخصية فذة كبيرة جلودة ، عفيف النفس صبوراً كريماً رقيق الأحاسيس ، وشعره مثالاً للشعر القديم جداً
جمال في والحديث للغاية ، فهو جميل ورائع في كل زمان ومكان ، يجمع بين سهولة الألفاظ ، وجزالتها والنغمة الموسيقية المتميزة مع
الصور والتراكيب . والظاهرة المميزة لشعره تفاخره ببطولاته ، وكثرة مخاطبته لمحبوبته حتى في أقصى ساعات قتاله وأحلكما و لقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم و من آثار عنتره . ديوانه الذي يحوي حوالي ١٥٠٠ بيت أكثرها في الفخر والحماسة والغزل بعبله ، وقليل منه في المدح والرثاء ، وأشهر
قصائده معلقته التي مطلعها : هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم يادار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي أبيات معلقته (۷۹) بيتا قيل إنه قالها ، ردة فعل لتحدي وجه إليه من قبل رجل من عبس إذ تحداه أن يقول الشعر ، فرد عليه عنترة أن انتظر ، ثم قال قصيدتة المعلقة تلك التي سماها ويبلغ عدد
ابن سلام ( النادرة ) . واشتهرت باسم ( المذهبة ، كسائر المعلقات وقد طبعت عدة مرات وترجمت إلى عدة لغات عالمية
ويعتبر عنترة من أوائل شعراء الملاحم العرب ، وتعتبر قصيدته و المعلقة ، و إلياذة العرب، الأولى ، ويشبهه البعض بأنه شكسبير العرب كذلك يستفاد من شعره الكثير من المعلومات التاريخية وأسماء الأماكن والملوك
عصره وقد حظي عنترة بمكانة عالمية لم ينلها أي شاعر عربي آخر على مر d العصور وهو « أهم فارس احتفظت به ذاكرة العرب في أجيالهم التالية إلى يومنا هذا ، كما يقول « الدكتور شوقي ضيف » وهو من الشخصيات النادرة في التاريخ التي حظيت بشهرتها وقدرت مواهبها وعظمتها أثناء حياتها وبعد مماتها بأجيال وأجيال . فقد بدأ تقديره وتكريمه منذ أن أعطي حريته ، واعتبر من أصحاب المعلقات بقصيدته ( المذهبة » دون اختلاف عليها ، فهي من المعلقات السبع . : كيف ويقول أبو الفرج الأصفهاني بكتابه الأغاني [٢٤٠/٨] أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال : حدثنا ابن عائشة قال : أنشد النبي القول عنترة : ولقد أبيت على الطوى وأظله حتى أنال به كريم المأكل فقال ما وصف لي أعرابي وأحببت أن أراه إلا عنترة ، وقال أيضاً : أخبرني حبيب بن نصر وأحمد بن عبد العزيز ، قالا : حدثنا عمر بن شبة ، قال : قال عمر بن الخطاب للحطيئة كنتم في حربكم ؟ قال : كنا ألف فارس حازم ، قال : وكيف يكون ذلك ؟ قال : كان قيس بن زهير فينا ، وكان حازماً ، فكنا لا نعصيه وكان فارسنا عنتره فكنا نحمل إذا حمل ، ونحجم إذا أحجم ، وكان فينا الربيع بن زياد ، وكانذار أي فكنا نستشيره ولا نخالفه ، وكان فينا عروة ابن الورد فكنا نأتم بشعره ، فكنا كما وصفت لك ، فقال : عمر وقد أجمع النقاد على تقدير عنترة على مختلف العصور إلى يومنا هذا وما من إنسان عربي على مر العصور إلا وسمع عن عنترة شيئا ، أو روى شيئاً من شعره أو حفظ جانباً من أخباره وأقواله المنظومة والمنشورة. من ذلك كان عنترة موضع قصة ( ملحمة ( عربية طويلة قد تفوق صدقت
تعليق