كلمة العدد
نستطيع القول أن المجتمع الفوتوغرافي في منطقتنا العربية حقق تقدماً لا بأس به في الآونة الأخيرة .. لكن هذا لا يمنع القول أن هناك نقطة مهمة لا بد منها حتى يصبح هذا التقدم كاملا وفعالا فبعد الاتجاه نحو معاهد ومدارس التصوير ، بات من الضروري الاتجاه نحو » التشريح الآلي وأقصد تصليح الكاميرات وهذا الأمر مطلوب ممن يملكون الطاقات والخلفيات حول هذا الموضوع ، علما أن الطموح يدفعنا للاشارة إلى وجود معاهد متخصصة في هذا المجال فبلادنا العربية تفتقر الى هذه الخدمات بحيث أنها تبدو معدومة تماماً ، مما يضطر الكثيرين لارسال معداتهم للخارج ، حتى حين يقتضي الأمر مجرد إصلاحات بسيطة ورشات تصليح الكاميرات الفوتوغرافية - والفيديو والسينما - مجال واسع ومطلوب ، ومن هنا أشدد على القادرين والعلمين التوجه نحو هذا العمل المهني الواسع .
رئيس التحرير
فلاش تقديم فرید ظفور
مدخل الى فلسفة التصوير الضوئي
إن طبيعتنا الضوئية تخطو نحو الأفضل وحياتنا الفنية تسير الى الامام ، والقيمة الفنية درب مفتوح يصنعه الإنسان بنفسه والحياة الضوئية تحقيق للحرية ، والحرية هي تحقيق للشهادة .. والشهادة تحقيق للإرادة ، والإرادة لغة ضوئية ، شكل ضوئي ، صورة مبدعة .
ابجدية لقطة متفردة ولئن إنفردت الكاميرا بأنها أبلغ تعبير عن خبر صحفي ، فإن ذلك لا يمنع من أن تحمل سائر وجوه العمل الصحفي مهام أخرى ،
ومسؤولية الصورة هي مسؤولية الأمة ،
أما السعادة الضوئية فهي الهدوء الداخلي في عمليات الغرفة المظلمة . والإعتدال بتدرجات اللون هو معيار السعادة .
ولا تكفي معرفة التصوير كي نمارسه ، فغاية الصورة الفنية هي الإبداع . وهي عملة الحياة اليومية بوجهيها العلم والفن والتجربة الضوئية العملية تقدم لنا صيغة الواقع الضوئي كما هو ، لذلك كان لكل شعب صوره التي تحددها شروط حياته من عادات وتقاليد وحضارة وليس في العالم ولا خارجه من شيء يمكن تصوره وإعتباره خيرا ، افضل من تصوير الإنسان ذاته .
إن وجدان الصورة معرفتها بالحاضر والشاهد في اللغة الضوئية عبارة عن الحاضر . و إن الشعور الضوئي معرفة نظرية بالنفس وهو التامل الباطني بالصورة ، ومفتاح معرفتنا باحوالنا النفسية ووقائعنا الذهنية المرتبطة بمكان وزمان الصورة ، وإن الشعور الضوئي إذا إكتشف مرة لا يلبث أن يستمر في إنقسامه فيصبح أكثر تجريداً واكثر خفة واكثر فطئة التصوير تواصل ضمائر البشر والصورة وذكاءاً وإبداعاً حوار أحرار العالم ، أما المصور فإنه شاهد الحضارة .
تفكيره ممارسة الحياة ، وصوره بواكير مستقبل و أرشيف ماضي وتمثال حاضر .
لذلك كان هناك قانون حقيقي هو العقل المستقيم الذي يطابق الطبيعة وهو ثابت بالبشر .
منقوش في القلوب جميعا ، ومن الجلي أن التبعية الضوئية هي تعلق الإرادة الفنية بنظام آخر لا يقدر المرء على تبديله إلا إذا حمل نفسه على ذلك حملا .
والحق ان الوجدان الفني وتعاليمه ، علامة إستقلالنا الذاتي لأن قوانين الوجدان الضوئي لا تفرض علينا من خارج ، كما تفرض أحكام الشرطة و أوامرها .. قانون الوجدان الفني يختلف في البيئة الواحدة ، بل في الإسرة الواحدة ووجداننا وذوقنا الفني يختلف وينمو ويتطور ، والذوق الفني هو عملية معرفة وتقويم معاً إنه يحكم على ذات الفاعل وعلى العمل بذاته ، ولا يحكم قانون هذا العمل . وهو شكل من أشكال الإستبصار . والوجدان يميـز غريزيا قيمة العمل الفني ، لذلك من الخير دائما ان نصور ونحن نعرف لماذا نصور - ويقترن الوجدان الفني بالذوق السليم الذي هو القدرة على إصدار حكم جيد والتمكن من الكشف عن جانب الصواب في اللقطة إنه ذوق الواقع بالدرجة الأولى وهذا الذوق السليم يختلف عن الفكر الألي الرتيب الذي يستعين بأراء جاهزة محنطة فيطبق تطبيقاً ميكانيكيا المباديء العامة على الأوضاع الخاصة ، وهو لا يقوم على تطبيق المباديء ولكنه يستخلصها ، لأننا نحكم على الأشياء وعلى الكائنات بما نحن ، أكثر من حكمنا عليها فيما نعرف .
وكما يفهم الفنان الأثر الجميل الذي يزدريه الإنسان العادي كذلك يتألم المهذب من أمور لا يفطن لخشونتها الإنسان الفظ الغليظ ومن لم يكن نقياً لن يفهم ، النقاء . ووجداننا يميز الجمال لقرابته منه ، ويقدر الأعمال الفنية بكيانه ذاته ، أكثر من تقديرها بوزنها صراحة بميزان الفكر النير والعقل المنهجي وهو ينبوع حي ووسيط بين المباديء العامة والكلية ، والخاصة والجزئية والوجدان الفني هو الحاكم الذي بيده القول الفصل بمحكمة الفن ، وهو قاموس المصطلحات الفنية وهو المرجع الوحيد الذي يلجأ الفرد إليه .
وهنا تظهر مشكلته ، عزلته التي تبعث القلق غالباً ، ومن المحتوم على الإنسان أن يحذر نفسه التي بين جنبيه ، ويحتاط ضد الإنحياز الفني والأحكام المسبقة والتقليد الأعمى ، والوجد ان لا يفارق الشعور النفسي بوجه من الوجوه ، وبهذا فإن حضور قيمة المعرفة هو الحقيقة ، وغيابها جهل وإنحرافها خطا والجمال هو القيمة التي تعتبر ايضا ان الطبيعة قوام التحديدات المعطاة لنا وإن قيمة الحقيقة والجمال تشتركان في أنهما ليمتا نظر فني إلى الماضي والسطح .
- إن المصورين والفنانين الضوئيين يمكثون أمام محكمة الوجدان الفني مثول الأبطال والصالحين ... ومن شأن الوجدان - الذوق ـ في كل حال أن ينظر نظرة سريعة نافذة إلى جمال العمل الضوئي او قيمه ويتفحص الظروف التي تكتنفه ، ويزن التفاصيل والتدرجات الرمادية واللونية عينها ، ويقرنها بمقياس الحكم على قيمة الصورة قبل إلتقاطها ليخلص إلى إستكشاف كيفية اخذها ، ومدى ملاءمتها مع الواقع ، وهل أخذت عن قصد وسابق تصميم أو أنها عرضية وعفوية وهل كانت نية المصور سليمة أم مغرضة صالحة أم طالحة ، وينتهي الفحص الوجداني الفني الدقيق الى إصدار الحكم من قبل قاضي الوجدان الضوئي بان ، المصور جدير بالثناء والشكر ام أنه أهل للملامة والذم ، ويتحدد تبعاً لذلك نصيب المصور من المكافاة أو العقاب ....
نستطيع القول أن المجتمع الفوتوغرافي في منطقتنا العربية حقق تقدماً لا بأس به في الآونة الأخيرة .. لكن هذا لا يمنع القول أن هناك نقطة مهمة لا بد منها حتى يصبح هذا التقدم كاملا وفعالا فبعد الاتجاه نحو معاهد ومدارس التصوير ، بات من الضروري الاتجاه نحو » التشريح الآلي وأقصد تصليح الكاميرات وهذا الأمر مطلوب ممن يملكون الطاقات والخلفيات حول هذا الموضوع ، علما أن الطموح يدفعنا للاشارة إلى وجود معاهد متخصصة في هذا المجال فبلادنا العربية تفتقر الى هذه الخدمات بحيث أنها تبدو معدومة تماماً ، مما يضطر الكثيرين لارسال معداتهم للخارج ، حتى حين يقتضي الأمر مجرد إصلاحات بسيطة ورشات تصليح الكاميرات الفوتوغرافية - والفيديو والسينما - مجال واسع ومطلوب ، ومن هنا أشدد على القادرين والعلمين التوجه نحو هذا العمل المهني الواسع .
رئيس التحرير
فلاش تقديم فرید ظفور
مدخل الى فلسفة التصوير الضوئي
إن طبيعتنا الضوئية تخطو نحو الأفضل وحياتنا الفنية تسير الى الامام ، والقيمة الفنية درب مفتوح يصنعه الإنسان بنفسه والحياة الضوئية تحقيق للحرية ، والحرية هي تحقيق للشهادة .. والشهادة تحقيق للإرادة ، والإرادة لغة ضوئية ، شكل ضوئي ، صورة مبدعة .
ابجدية لقطة متفردة ولئن إنفردت الكاميرا بأنها أبلغ تعبير عن خبر صحفي ، فإن ذلك لا يمنع من أن تحمل سائر وجوه العمل الصحفي مهام أخرى ،
ومسؤولية الصورة هي مسؤولية الأمة ،
أما السعادة الضوئية فهي الهدوء الداخلي في عمليات الغرفة المظلمة . والإعتدال بتدرجات اللون هو معيار السعادة .
ولا تكفي معرفة التصوير كي نمارسه ، فغاية الصورة الفنية هي الإبداع . وهي عملة الحياة اليومية بوجهيها العلم والفن والتجربة الضوئية العملية تقدم لنا صيغة الواقع الضوئي كما هو ، لذلك كان لكل شعب صوره التي تحددها شروط حياته من عادات وتقاليد وحضارة وليس في العالم ولا خارجه من شيء يمكن تصوره وإعتباره خيرا ، افضل من تصوير الإنسان ذاته .
إن وجدان الصورة معرفتها بالحاضر والشاهد في اللغة الضوئية عبارة عن الحاضر . و إن الشعور الضوئي معرفة نظرية بالنفس وهو التامل الباطني بالصورة ، ومفتاح معرفتنا باحوالنا النفسية ووقائعنا الذهنية المرتبطة بمكان وزمان الصورة ، وإن الشعور الضوئي إذا إكتشف مرة لا يلبث أن يستمر في إنقسامه فيصبح أكثر تجريداً واكثر خفة واكثر فطئة التصوير تواصل ضمائر البشر والصورة وذكاءاً وإبداعاً حوار أحرار العالم ، أما المصور فإنه شاهد الحضارة .
تفكيره ممارسة الحياة ، وصوره بواكير مستقبل و أرشيف ماضي وتمثال حاضر .
لذلك كان هناك قانون حقيقي هو العقل المستقيم الذي يطابق الطبيعة وهو ثابت بالبشر .
منقوش في القلوب جميعا ، ومن الجلي أن التبعية الضوئية هي تعلق الإرادة الفنية بنظام آخر لا يقدر المرء على تبديله إلا إذا حمل نفسه على ذلك حملا .
والحق ان الوجدان الفني وتعاليمه ، علامة إستقلالنا الذاتي لأن قوانين الوجدان الضوئي لا تفرض علينا من خارج ، كما تفرض أحكام الشرطة و أوامرها .. قانون الوجدان الفني يختلف في البيئة الواحدة ، بل في الإسرة الواحدة ووجداننا وذوقنا الفني يختلف وينمو ويتطور ، والذوق الفني هو عملية معرفة وتقويم معاً إنه يحكم على ذات الفاعل وعلى العمل بذاته ، ولا يحكم قانون هذا العمل . وهو شكل من أشكال الإستبصار . والوجدان يميـز غريزيا قيمة العمل الفني ، لذلك من الخير دائما ان نصور ونحن نعرف لماذا نصور - ويقترن الوجدان الفني بالذوق السليم الذي هو القدرة على إصدار حكم جيد والتمكن من الكشف عن جانب الصواب في اللقطة إنه ذوق الواقع بالدرجة الأولى وهذا الذوق السليم يختلف عن الفكر الألي الرتيب الذي يستعين بأراء جاهزة محنطة فيطبق تطبيقاً ميكانيكيا المباديء العامة على الأوضاع الخاصة ، وهو لا يقوم على تطبيق المباديء ولكنه يستخلصها ، لأننا نحكم على الأشياء وعلى الكائنات بما نحن ، أكثر من حكمنا عليها فيما نعرف .
وكما يفهم الفنان الأثر الجميل الذي يزدريه الإنسان العادي كذلك يتألم المهذب من أمور لا يفطن لخشونتها الإنسان الفظ الغليظ ومن لم يكن نقياً لن يفهم ، النقاء . ووجداننا يميز الجمال لقرابته منه ، ويقدر الأعمال الفنية بكيانه ذاته ، أكثر من تقديرها بوزنها صراحة بميزان الفكر النير والعقل المنهجي وهو ينبوع حي ووسيط بين المباديء العامة والكلية ، والخاصة والجزئية والوجدان الفني هو الحاكم الذي بيده القول الفصل بمحكمة الفن ، وهو قاموس المصطلحات الفنية وهو المرجع الوحيد الذي يلجأ الفرد إليه .
وهنا تظهر مشكلته ، عزلته التي تبعث القلق غالباً ، ومن المحتوم على الإنسان أن يحذر نفسه التي بين جنبيه ، ويحتاط ضد الإنحياز الفني والأحكام المسبقة والتقليد الأعمى ، والوجد ان لا يفارق الشعور النفسي بوجه من الوجوه ، وبهذا فإن حضور قيمة المعرفة هو الحقيقة ، وغيابها جهل وإنحرافها خطا والجمال هو القيمة التي تعتبر ايضا ان الطبيعة قوام التحديدات المعطاة لنا وإن قيمة الحقيقة والجمال تشتركان في أنهما ليمتا نظر فني إلى الماضي والسطح .
- إن المصورين والفنانين الضوئيين يمكثون أمام محكمة الوجدان الفني مثول الأبطال والصالحين ... ومن شأن الوجدان - الذوق ـ في كل حال أن ينظر نظرة سريعة نافذة إلى جمال العمل الضوئي او قيمه ويتفحص الظروف التي تكتنفه ، ويزن التفاصيل والتدرجات الرمادية واللونية عينها ، ويقرنها بمقياس الحكم على قيمة الصورة قبل إلتقاطها ليخلص إلى إستكشاف كيفية اخذها ، ومدى ملاءمتها مع الواقع ، وهل أخذت عن قصد وسابق تصميم أو أنها عرضية وعفوية وهل كانت نية المصور سليمة أم مغرضة صالحة أم طالحة ، وينتهي الفحص الوجداني الفني الدقيق الى إصدار الحكم من قبل قاضي الوجدان الضوئي بان ، المصور جدير بالثناء والشكر ام أنه أهل للملامة والذم ، ويتحدد تبعاً لذلك نصيب المصور من المكافاة أو العقاب ....
تعليق