مسلم بن قريش
بعدما فتح المسلمون العراق والشام أوجد عمر بن الخطاب ولاية تفصل بين الشام والعراق ، دعيت باسم الجزيرة ، وحوت هذه الولاية الغنية عدة مدن هامة ، كانت الموصل أهمها وأبعدها شهرة ، وفي تاريخ الاسلام شهدت أراضي الجزيرة نشاطات عسكرية كبرى ، كما عاش في هذه الأراضي أعداد من القبائل العربية.
وعندما حل التمزق بالخلافة العباسية ، وظهرت النزعات الاستقلالية في الأقاليم ، تأسس في الموصل في القرن الرابع هـ الدولة الحمدانية ، وهي دولة لم تذق طعم الاستقرار ، حيث أحاط بها الأعداء من كل جهة ، وتعرضت بشكل خاص لضغط جاء من الشمال وآخر من الجنوب وصنع ضغط الشمال الأكراد ، في حين قامت قبيلة عقيل ، الحديثة الهجرة من شبه الجزيرة ، بضغط الجنوب ، ولم تقو الدولة الحمدانية على الصمود فسقطت ، فورث أملاكها دولتان واحدة كردية في الشمال عرفت باسم الدولة المروانية ، وأخرى عربية في الموصل عرفت باسم الدولة المقبلية .
لقد تقلب على حكم الامارة العقيلية في الموصل عدة أمراء كان أشهرهم قرواش ابن المقلد ، وأعظمهم قاطبة مسلم بن قريش ، وحكم قرواش الموصل من سنة ( ۱۰۰۰ حق ۱۰۵۰ م ) وكان من أعظم شخصيات عصره البدوية ، فقد كان أديباً شاعراً نهاباً وهاباً ، على طرائق الأعراب في جاهليتهم ، وقد استطاع أن يحافظ على استقلال إمارته ويقيم علاقات متوازنة بين الخلافتين العباسية والفاطمية لكن هذا التوازن اختل بشدة في أواخر أيامه ، عندما تعرضت الجزيرة لبواكير هجرة التركمان وغاراتهم عليها .
إن تاريخ الدولة العقيلية بعد قرواش بن المقلد هو جزء من تاريخ قيام السلطنة السلجوقية ، وهو سجل للصراع حول الشام والجزيرة بين سكانها وحكامها العرب والمهاجرين من التركمان بزعامة السلاجقة وسواهم وخلال هذا الصراع الحاد الكبير برز مسلم بن قريش العقيلي زعيماً للعرب ينافح عن قضيتهم حتى الموت . وقد تسلم مسلم إمارة الوصل سنة ١٠٦١م ، وذلك في وقت تعاظم فيه خطر التركمان ، واشتد فيه الصراع بينهم وبين العرب من أجل سيادة بلاد الشام والجزيرة ، وفي البداية نجح التركمان في السيطرة على القسم الأكبر من جنوب الشام ، ودخلوا دمشق ، ثم توجهت أنظارهم نحو حلب ، وكانت تحت حكم مستخلفي المرداسيين من قبيلة كلاب ، كما كانت هذه القبيلة تعاني من التمزق الشديد ، وتوجهت أنظار عرب الشام إلى من يتزعمهم في ساعات المحنة ، فوجدوا ضالتهم في شخص مسلم ابن قريش
وعمل مسلم في البداية من أجل جمع القوى العربية الممزقة ، وحقق في هذا السبيل نجاحات كبرى ، بدعم أحوال إمارة حلب ، ويمكنها من الصمود في وجه التركمان ، إنما حدث أن تفجر الوضع القبلي مرة ثانية في شمال الشام ، وفي سنة ۱۰۷۹ م تلقى مسلم من سابق بن محمود بن صالح بن مرداس أمير حلب رسالة جاء فيها : ( أنت أولى بي من الغير ، والعربية تجمعنا ، فإن كنت مأكولاً حيث استطاع أن . عندما نستعرض ولقد قابل العرب في الشام ما قام به ابن قريش بسرور كبير ، وترحاب عظيم ، ولدينا شواهد كثيرة على ذلك ، منها على سبيل المثال مانجده عندما نستعرض ديوان الشاعر ابن حيوس، الذي أمضى قرابة الستين سنة من عمره يمدح بها ولاة دمشق الفاطميين ، ثم الأمراء المرداسيين في حلب، مع عدد من الوزراء والفادة في القاهرة. قصائد هذا الديوان الحافل ، يسترعي انتباهنا قصيدة متميزة بصدق عاطفتها ، وشدة تعبير أحاسيس قائلها ، وقد نظم ابن حيوس هذه القصيدة في أخريات أيام حياته ، ومدح بها مسلم بن قريش بعد دخوله حلب ، ومما قال فيها : يا رحمة بعثت فأحيت أمة قد طالما منيت بمن لم يرحم جليت ظلم النائبات كما جلا ضوء الغزالة جنح ليل مظلم وأطرت ليل الخوف حق ماله بالشام منذ طرقته من مجثم إن الرعايا في جنابك أمنت كيد الغشوم وفتكة المتغشرم لا الظبية الغيداء تخشى القسور الضاري ولا الذمي حيف المسلم فخصصت بالاذلال كل مقلنس و عممت بالاعزاز كل معمم وغد أستخلي الشام منهم مثلما أخلت خزاعة مكة من جرهم مما يؤسف له أنه لم يتحقق حلم ابن حيوس في إخلاء الشام من التركمان، الذين ملكوا طاقات امبراطورية ناشئة ، ولهذا عبثاً حاول ابن قريش التصدي لتيار التركمان الجارف ، لم يلق سلاحه ، وخاض العديد من
فكن أنت أكلي ، ، ونتيجة لذلك حشد مسلم جيوشه ، وجاء حلب سنة ١٠٨٠ م ، فتمكن من أخذها مع قلمتها ، وهكذا وحد مسلم بن قريش بين شمال الشام والجزيرة ، وأخذ يخطط اضم بقية الشام الى هذه الوحدة و اطرد التركمان من الشام.
بعدما فتح المسلمون العراق والشام أوجد عمر بن الخطاب ولاية تفصل بين الشام والعراق ، دعيت باسم الجزيرة ، وحوت هذه الولاية الغنية عدة مدن هامة ، كانت الموصل أهمها وأبعدها شهرة ، وفي تاريخ الاسلام شهدت أراضي الجزيرة نشاطات عسكرية كبرى ، كما عاش في هذه الأراضي أعداد من القبائل العربية.
وعندما حل التمزق بالخلافة العباسية ، وظهرت النزعات الاستقلالية في الأقاليم ، تأسس في الموصل في القرن الرابع هـ الدولة الحمدانية ، وهي دولة لم تذق طعم الاستقرار ، حيث أحاط بها الأعداء من كل جهة ، وتعرضت بشكل خاص لضغط جاء من الشمال وآخر من الجنوب وصنع ضغط الشمال الأكراد ، في حين قامت قبيلة عقيل ، الحديثة الهجرة من شبه الجزيرة ، بضغط الجنوب ، ولم تقو الدولة الحمدانية على الصمود فسقطت ، فورث أملاكها دولتان واحدة كردية في الشمال عرفت باسم الدولة المروانية ، وأخرى عربية في الموصل عرفت باسم الدولة المقبلية .
لقد تقلب على حكم الامارة العقيلية في الموصل عدة أمراء كان أشهرهم قرواش ابن المقلد ، وأعظمهم قاطبة مسلم بن قريش ، وحكم قرواش الموصل من سنة ( ۱۰۰۰ حق ۱۰۵۰ م ) وكان من أعظم شخصيات عصره البدوية ، فقد كان أديباً شاعراً نهاباً وهاباً ، على طرائق الأعراب في جاهليتهم ، وقد استطاع أن يحافظ على استقلال إمارته ويقيم علاقات متوازنة بين الخلافتين العباسية والفاطمية لكن هذا التوازن اختل بشدة في أواخر أيامه ، عندما تعرضت الجزيرة لبواكير هجرة التركمان وغاراتهم عليها .
إن تاريخ الدولة العقيلية بعد قرواش بن المقلد هو جزء من تاريخ قيام السلطنة السلجوقية ، وهو سجل للصراع حول الشام والجزيرة بين سكانها وحكامها العرب والمهاجرين من التركمان بزعامة السلاجقة وسواهم وخلال هذا الصراع الحاد الكبير برز مسلم بن قريش العقيلي زعيماً للعرب ينافح عن قضيتهم حتى الموت . وقد تسلم مسلم إمارة الوصل سنة ١٠٦١م ، وذلك في وقت تعاظم فيه خطر التركمان ، واشتد فيه الصراع بينهم وبين العرب من أجل سيادة بلاد الشام والجزيرة ، وفي البداية نجح التركمان في السيطرة على القسم الأكبر من جنوب الشام ، ودخلوا دمشق ، ثم توجهت أنظارهم نحو حلب ، وكانت تحت حكم مستخلفي المرداسيين من قبيلة كلاب ، كما كانت هذه القبيلة تعاني من التمزق الشديد ، وتوجهت أنظار عرب الشام إلى من يتزعمهم في ساعات المحنة ، فوجدوا ضالتهم في شخص مسلم ابن قريش
وعمل مسلم في البداية من أجل جمع القوى العربية الممزقة ، وحقق في هذا السبيل نجاحات كبرى ، بدعم أحوال إمارة حلب ، ويمكنها من الصمود في وجه التركمان ، إنما حدث أن تفجر الوضع القبلي مرة ثانية في شمال الشام ، وفي سنة ۱۰۷۹ م تلقى مسلم من سابق بن محمود بن صالح بن مرداس أمير حلب رسالة جاء فيها : ( أنت أولى بي من الغير ، والعربية تجمعنا ، فإن كنت مأكولاً حيث استطاع أن . عندما نستعرض ولقد قابل العرب في الشام ما قام به ابن قريش بسرور كبير ، وترحاب عظيم ، ولدينا شواهد كثيرة على ذلك ، منها على سبيل المثال مانجده عندما نستعرض ديوان الشاعر ابن حيوس، الذي أمضى قرابة الستين سنة من عمره يمدح بها ولاة دمشق الفاطميين ، ثم الأمراء المرداسيين في حلب، مع عدد من الوزراء والفادة في القاهرة. قصائد هذا الديوان الحافل ، يسترعي انتباهنا قصيدة متميزة بصدق عاطفتها ، وشدة تعبير أحاسيس قائلها ، وقد نظم ابن حيوس هذه القصيدة في أخريات أيام حياته ، ومدح بها مسلم بن قريش بعد دخوله حلب ، ومما قال فيها : يا رحمة بعثت فأحيت أمة قد طالما منيت بمن لم يرحم جليت ظلم النائبات كما جلا ضوء الغزالة جنح ليل مظلم وأطرت ليل الخوف حق ماله بالشام منذ طرقته من مجثم إن الرعايا في جنابك أمنت كيد الغشوم وفتكة المتغشرم لا الظبية الغيداء تخشى القسور الضاري ولا الذمي حيف المسلم فخصصت بالاذلال كل مقلنس و عممت بالاعزاز كل معمم وغد أستخلي الشام منهم مثلما أخلت خزاعة مكة من جرهم مما يؤسف له أنه لم يتحقق حلم ابن حيوس في إخلاء الشام من التركمان، الذين ملكوا طاقات امبراطورية ناشئة ، ولهذا عبثاً حاول ابن قريش التصدي لتيار التركمان الجارف ، لم يلق سلاحه ، وخاض العديد من
فكن أنت أكلي ، ، ونتيجة لذلك حشد مسلم جيوشه ، وجاء حلب سنة ١٠٨٠ م ، فتمكن من أخذها مع قلمتها ، وهكذا وحد مسلم بن قريش بين شمال الشام والجزيرة ، وأخذ يخطط اضم بقية الشام الى هذه الوحدة و اطرد التركمان من الشام.
تعليق