الجاحظ
[ ١٥٩ ٥ / ٧٧٥ م - ٢٥٥ ٨٦٨/٥ م ]
هو عمر بن بحر . تضاربت الأقوال حول نسبه فهناك من يقول إنه مولى لكنانة وآخر من يعتبروه أصيل النسبة إليها ، ويسوقون نسبه إلى ليث بن بكر بن عبد مناة بن خزيمة القلمس . بالجاحظ الجحوظ عيناه ( لبروزهما من حدقتها ) وكني بأبي" عثمان كما يقول هو عن نفسه ) نسيت كنيتي ثلاثة أيام ، فأتيت أهلي ، فقلت بمن أكنى ؟ فقالوا بأبي عثمان). ولد الجاحظ على الرأي الغالب عام ٥١٥٩ / ٧٧٥ م وقد توفي والده وهو حديث السن ، وكانت ولادته في البصرة ، وفي بيئة فقيرة اضطرته لأن يكسب بيديه ليستطيع العيش ومتابعة تحصيل العلم . وقد بدأ دراسته بالكتاب أولاد القصابين . ثم انتقل إلى مساجد البصرة طالباً للعلم لدى الأدباء والعلماء المسجديين يلازمهم لتحصيل العلم . وقد حصل منهم ألوان المعرفة من العلوم الدينية إلى اللغوية والأدبية والفصاحة والفلسفة وسائر علوم عصره ، كذلك كان الخطباء المريد تأثير كبير في الجاحظ والمربد بالأصل سوق المواشي إلا أنه صار مقراً لاجتماع الخطباء والشعراء على غرار سوق عكاظ وبعد أن أنس الجاحظ نفسه القدرة العامية توجه إلى بغداد ، فاتصل بكبار رجال الدين وعلماء اللغة . وكان يكتري حوانيت الوراقين ويبيت فيها للمطالعة ،
كما كان يتردد على مجالس الأدباء مثل ابن وهب وابن الزيات وفيهم
وجد لديهم ما لم يجده عند مشايخه من قبل ، ومنذ البداية
تأثر كثيراً بحركة المعتزلة ، وتبحر بعلومها وعلوم العرب حتى صار على درجة كبيرة من المعرفة ، وهنا : انتقل الجاحظ إلى التأليف ، وكان أول أمره ينسب ما يكتبه لغيره ليلقى قبولاً لدى العامة ، وممن نسب إليهم ابن المقفع وسهل بن هارون ، ومما قاله في هذا الصدد : ( كنت أؤلف الكتاب الكثير المعاني ، الحسن النظم ، وانسبه إلى نفسي فلا أرى الأسماع ( تصفي إليه ) ، ولا الارادات تتيمم نحوه ، ثم أؤلف ماهو أنقص منه رتبة ، وأقل فائدة ، وأنحله عبد الله بن المقفع أو سهل بن هارون ، أو غيرهما من المتقدمين ، ممن صارت أسماؤهم في المصنفين ، فيقبلون على كتبها : ويسارعون إلى نسخها ، لا لشيء إلا لنسبتها للمتقدمين ، ولما بداخل أهل هذا العصر من حسد من بدو في عصرهم ، ومنافسته على المناقب التي عني بتشييدها ) .
وأخذ الجاحظ بالتصدي للمسائل العقائدية والدينية وكتب ( كتاب الامامة ( وأصبح له تلاميذ ومؤيدين ( من المعتزلة ) . ثم وصلت شهرته إلى الخليفة المأمون فسأله أن يكتب له رسالة في العباسية والاحتجاج لها ، ثم أسند إليه منصب ديوان الرسائل ( وهـو من أهم مناصب الدولة ) إلا أن الجاحظ إستعفى منه بعد ثلاثة أيام و بعد المأمون اتصل بوزير المعتصم ومن بعده الواثق محمد بن عبد الملك ( ابن الزيات ( الذي قربه إليه ، مما حدا بالجاحظ أن كتاب الحيوان ، وكانت مكافأته على ذلك خمسة آلاف دينار وبعد استلام المتوكل للحكم ( بعد الواثق ( أخذ المتوكل بالتنكيل عديه بالمعتزلة ومنهم الوزير ابن الزيات مما اضطر الجاحظ للهرب ، إلا أنه قبض عليه وسيق للقاضي ابن أبي دؤاد الذي عفا عنه ، لذلك قدم له كتاب البيان والتبيين ، وحصل على جائزة قدرها خمسة آلاف دينار وقد لازمه ولازم ابنه الوليد من بعده . كما اتصل بالفتح بن خاقان وزير المتوكل ، وقدم له بعض كتبه ، وكان الأخير يحصل على الجوائز للجاحظ من المتوكل الذي لم يقربه منه لدمامة خلقه ، وقد اشتهر عنه قصة المرأة التي أحضرته للصائغ ليمثل لها الشيطان كهيئته توفي عام ٢٥٥ هـ - ٨٦٨م ويقال أن سبب وفاته أن كتبه قد انهالت عليه وهو يقرأ فقتلته لقد تتلمذ الجاحظ على كبار علماء عصره مثل أبو عبيدة معمر بن المثنى ( ٧٢٨ - ٨٢٤ م ) والأصمعي ) ٧٣٩ . -۸۳۰ م ) وأبو اسحق النظام ( ت - ٨٣٥ م ) وأبو زيد الأنصاري ( ت - ٨٣٠ م ) . ثم أخذ عن كبار المترجمين مثل ابن البطريق وحنين ابن
في أواخر عمره أصيب الجاحظ بالفالج ، الذي اضطره للعودة إلى البصرة والاعتزال في بيته حيث كان يستقبل العلماء والأدباء الزائرين ، وظل على هذا الحال حق :
اسحق وبختیشوع يضاف إلى ذلك دراسته لآثار الحضارات السابقة مثل الهندية والفارسية واليونانية ثم اسفاره إلى انطاكية ودمشق ومصر التي زادت ثقافته إضافة إلى ذلك إن الجاحظ فطر على البحث والتمحيص وكان يعتبر الشك أساس البحث العلمي وقد كانت اتجاهاته فلسفية علمية تجريبية مغلفة بثوب أدبي بلاغي ساحر
[ ١٥٩ ٥ / ٧٧٥ م - ٢٥٥ ٨٦٨/٥ م ]
هو عمر بن بحر . تضاربت الأقوال حول نسبه فهناك من يقول إنه مولى لكنانة وآخر من يعتبروه أصيل النسبة إليها ، ويسوقون نسبه إلى ليث بن بكر بن عبد مناة بن خزيمة القلمس . بالجاحظ الجحوظ عيناه ( لبروزهما من حدقتها ) وكني بأبي" عثمان كما يقول هو عن نفسه ) نسيت كنيتي ثلاثة أيام ، فأتيت أهلي ، فقلت بمن أكنى ؟ فقالوا بأبي عثمان). ولد الجاحظ على الرأي الغالب عام ٥١٥٩ / ٧٧٥ م وقد توفي والده وهو حديث السن ، وكانت ولادته في البصرة ، وفي بيئة فقيرة اضطرته لأن يكسب بيديه ليستطيع العيش ومتابعة تحصيل العلم . وقد بدأ دراسته بالكتاب أولاد القصابين . ثم انتقل إلى مساجد البصرة طالباً للعلم لدى الأدباء والعلماء المسجديين يلازمهم لتحصيل العلم . وقد حصل منهم ألوان المعرفة من العلوم الدينية إلى اللغوية والأدبية والفصاحة والفلسفة وسائر علوم عصره ، كذلك كان الخطباء المريد تأثير كبير في الجاحظ والمربد بالأصل سوق المواشي إلا أنه صار مقراً لاجتماع الخطباء والشعراء على غرار سوق عكاظ وبعد أن أنس الجاحظ نفسه القدرة العامية توجه إلى بغداد ، فاتصل بكبار رجال الدين وعلماء اللغة . وكان يكتري حوانيت الوراقين ويبيت فيها للمطالعة ،
كما كان يتردد على مجالس الأدباء مثل ابن وهب وابن الزيات وفيهم
وجد لديهم ما لم يجده عند مشايخه من قبل ، ومنذ البداية
تأثر كثيراً بحركة المعتزلة ، وتبحر بعلومها وعلوم العرب حتى صار على درجة كبيرة من المعرفة ، وهنا : انتقل الجاحظ إلى التأليف ، وكان أول أمره ينسب ما يكتبه لغيره ليلقى قبولاً لدى العامة ، وممن نسب إليهم ابن المقفع وسهل بن هارون ، ومما قاله في هذا الصدد : ( كنت أؤلف الكتاب الكثير المعاني ، الحسن النظم ، وانسبه إلى نفسي فلا أرى الأسماع ( تصفي إليه ) ، ولا الارادات تتيمم نحوه ، ثم أؤلف ماهو أنقص منه رتبة ، وأقل فائدة ، وأنحله عبد الله بن المقفع أو سهل بن هارون ، أو غيرهما من المتقدمين ، ممن صارت أسماؤهم في المصنفين ، فيقبلون على كتبها : ويسارعون إلى نسخها ، لا لشيء إلا لنسبتها للمتقدمين ، ولما بداخل أهل هذا العصر من حسد من بدو في عصرهم ، ومنافسته على المناقب التي عني بتشييدها ) .
وأخذ الجاحظ بالتصدي للمسائل العقائدية والدينية وكتب ( كتاب الامامة ( وأصبح له تلاميذ ومؤيدين ( من المعتزلة ) . ثم وصلت شهرته إلى الخليفة المأمون فسأله أن يكتب له رسالة في العباسية والاحتجاج لها ، ثم أسند إليه منصب ديوان الرسائل ( وهـو من أهم مناصب الدولة ) إلا أن الجاحظ إستعفى منه بعد ثلاثة أيام و بعد المأمون اتصل بوزير المعتصم ومن بعده الواثق محمد بن عبد الملك ( ابن الزيات ( الذي قربه إليه ، مما حدا بالجاحظ أن كتاب الحيوان ، وكانت مكافأته على ذلك خمسة آلاف دينار وبعد استلام المتوكل للحكم ( بعد الواثق ( أخذ المتوكل بالتنكيل عديه بالمعتزلة ومنهم الوزير ابن الزيات مما اضطر الجاحظ للهرب ، إلا أنه قبض عليه وسيق للقاضي ابن أبي دؤاد الذي عفا عنه ، لذلك قدم له كتاب البيان والتبيين ، وحصل على جائزة قدرها خمسة آلاف دينار وقد لازمه ولازم ابنه الوليد من بعده . كما اتصل بالفتح بن خاقان وزير المتوكل ، وقدم له بعض كتبه ، وكان الأخير يحصل على الجوائز للجاحظ من المتوكل الذي لم يقربه منه لدمامة خلقه ، وقد اشتهر عنه قصة المرأة التي أحضرته للصائغ ليمثل لها الشيطان كهيئته توفي عام ٢٥٥ هـ - ٨٦٨م ويقال أن سبب وفاته أن كتبه قد انهالت عليه وهو يقرأ فقتلته لقد تتلمذ الجاحظ على كبار علماء عصره مثل أبو عبيدة معمر بن المثنى ( ٧٢٨ - ٨٢٤ م ) والأصمعي ) ٧٣٩ . -۸۳۰ م ) وأبو اسحق النظام ( ت - ٨٣٥ م ) وأبو زيد الأنصاري ( ت - ٨٣٠ م ) . ثم أخذ عن كبار المترجمين مثل ابن البطريق وحنين ابن
في أواخر عمره أصيب الجاحظ بالفالج ، الذي اضطره للعودة إلى البصرة والاعتزال في بيته حيث كان يستقبل العلماء والأدباء الزائرين ، وظل على هذا الحال حق :
اسحق وبختیشوع يضاف إلى ذلك دراسته لآثار الحضارات السابقة مثل الهندية والفارسية واليونانية ثم اسفاره إلى انطاكية ودمشق ومصر التي زادت ثقافته إضافة إلى ذلك إن الجاحظ فطر على البحث والتمحيص وكان يعتبر الشك أساس البحث العلمي وقد كانت اتجاهاته فلسفية علمية تجريبية مغلفة بثوب أدبي بلاغي ساحر
تعليق