الخليل الفراهيدي
[ ۱۰۰ - ١٧٠ ه / ٧١٨ - ٧٨٦ م ]
الخليل هو أبو عبد الرحمن بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي ويقال الأزدي اليحمدي ، ويقال أن أبيه أحمد أحمد بعد رسول الله ، وأصله من الأزد من فراهيد ويقال أن الخليل قد ولد في عثمان ) عام مائة للهجرة ) ، ثم جاء إلى البصرة في العراق ، وفيها نشأ وتلقى ثقافته . وقد درس و القرآن والحديث على أبي عمرو بن العلاء ، وظهرت عليه منذ صغره مخايل الذكاء الخارق ، ولهذا قيل عنه في المستقبل أذكى العرب بعد النبي عال وبعد عمر بن الخطاب ، وقد عاش زاهداً في خص من أخصاص البصرة فقيراً معدما لا يقدر على فلسين ) وأصحابه يكسبون بعلمه الأموال ( وقد اشتهر بصلاحه وكان عاقلا عليماً وقوراً شاعراً موسيقياً . وقيل إنه دعا بمكة أن يرزقه الله علما لم يسبقه أحد إليه ولا يؤخذ الا عنه ، فرجع من حجه ففتح الله عليه بعلم العروض الذي جاء. نتيجة المعرفته بالإيقاع والنغم ولترابط وتقارب العلمين ( العروض ثم
الإيقاع والنغم ) توفي الخليل في عام ١٧٠ هـ وفي رواية ١٧٤ وفي أخرى ١٧٧ وثمة رواية تقول ١٤٠، ويقول ابن الجوزي إن وفاته كانت سنة ١٣٠ هـ ٣٥ - مائة أوائل
وهذا بعيد جداً . وأكثر الروايات قبولاً ولادته عام ۱۰۰ هـ ووفائه عام ۱۷۰ هـ.
وقد قيل في سبب وفاته إنه قال ( أريد أن أوجد نوعاً من الحساب تمضي به الجارية إلى البياع فلا يمكنه ظلمها ، ودخل المسجد وهو يعمل فكره بذلك فاصطدم بسارية من سواري المسجد وهو مشغول عنها بفكره فانقلب على ظهره ، وكانت سبب موته ، وقيل بل كان يقطع آنئذ بحراً من العروض يعتبر الخليل إمام نحاة البصرة في القياس والتحليل النحوي وهو الرائد والمكتشف لأوزان الشعر كما وأنه رائد صناعة المعاجم في اللغة العربية إذ وضع كتاب العين ) وهو أول قاموس جامع للغة العرب وقد صنفه على مخارج الحروف من الحلق فكان تركيب الحروف عنده العين والحاء والهاء الخاء والغين والقاف والكاف والجيم فالشين والصاد والضاد والسين والراء والفاء والدال والتاء والظاء والذال فالثاء والزاي واللام والنون والطاء والميم والواو والألف والياء وقد كتابه بالعين لأنه ابتدأه بحرف العين ويقال إن المنية قد عاجلت الخليل قبل اتمامه هذا الكتاب فقام بإنجازه أحد تلاميذه وهو الليث بن نصر بن سيار ، وقيل بل صنفه لليث الذي ولع بالكتاب ولعاً صرفه عن زوجته وآله ، فقامت زوجته بإحراقه في غيابه وكان الخليل قد توفي ، فأملى الليث بعد ذلك نصف الكتاب وجمع العلماء فأعادوا تصنيف الباقي لكن بدرجة دون درجة العمل الأصلي سمي .
يوازي شهرة الخليل في قاموس العين ابتداعه واكتشافه أوزان الشعر ذاك الذي أطلق عليه اسم العروض ، أي راض القياس فوزن بـــه
دي الصعب من الشعر الملتوي عن وجهه حتى قومه .. أو من عرض الشعر على الأوزان القياسية ، وقد اتبع فكرة التبادل والتوافق في الرياضيات في وضع عروض الشعر التي رأى أنها تدور في خمس دوائر ، واستنتج أن العرب قد استخدموا خمس أوزان وأهملوا أوزاناً أخرى استنبطها لهم ومن الدوائر الخمس استنتج الخليل خمسة عشر بحراً ، قطعها وسماها ، وقد أضاف عليها فيما بعد بحراً واحداً المتدارك وكانت الأوزان الجديدة منطلقاً للشعر الأندلسي والعباسي ، واستند الخليل في تقطيعه للشعر بناء على الساكن والمتحرك من أحرف الكلمة . أسماء البحور التي سماها الطويل والمديد والبسيط والوافــــر والكامل والرجز والهزج والرمل والسريع والمنشرح والخفيف والمضارع و المقتضب والمجتث والمتقارب وأخيراً أضيف المحدث . لقد ألف الخليل الكثير من الكتب انحصرت في نطاق اهتماماته و من
حسب ما يلي :
1 - في اللغة كتاب العين ثم كتاب ما فاتت العين .
- كتاب معاني الحروف وكتاب (الحروف) وكتاب (النقط والشكل) ثم كتاب ( الشواهد ) ثم كتاب ( العوامل ) .
في العروض كتاب ( العروض ) .
- في الموسيقى كتاب (آلات العرب ) وكتساب ( الايقاع ) ثم
كتاب ( النغم ) الله ومن تلاميذ الخليل المشهورين . عبد بن هارون بن السميع ، وسيبويه صاحب كتاب اللغة المشهور والأصمعي والنضر بن شميل وحنين ابن اسحق وغيرهم ولقد اشتهر عن الخليل بعض الأقوال الحكيمة منها قوله :
وهي ( أكمل ما يكون الانسان عقلا وذهنا إذا بلغ الأربعين سنة السن التي بعث الله تعالى فيها محمداً الا الله ثم يتغير وينقص إذا بلغ السن التي قبض فيها رسول الله وأصفى ثلاثاً وستين سنة وما يكون ذهن الانسان في وقت السحر ) وكان من زهده يقول ( إني لأغلق علي بابي فما يجاوزه همي ) . وقد اجتمع الخليل مرة بعبد الله ابن المقفع في ليلة فظلا يتحدثان إلى الغداء فلما تفرقا قيل للخليل كيف رأيت ابن المقفع ؟ قال : ( رأيت رجلا علمه أكثر من عقله ) وقيل لابن المقفع كيف رأيت الخليل قال : ( رأيت رجلا عقله أكبر من علمه ) . ومما يذكر عن الخليل أيضاً ( لا يعلم الانسان خطأ معلمه حتى يجالس غيره ) . ويقال إنه كان له ولداً متخلفاً دخل عليه مرة فرآه يقطع بيت شعر بأوزان العروض ، فخرج إلى الناس وقال : ( إن أبي قد جن فدخلوا عليه وأخبروه بما قال ابنه فقال مخاطباً إياه . لو كنت تعلم ما أقول عذرتني أو كنت تعلم ما تقول عذلتكــا لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت أنك جاهل فعذرتكا أجمع النقاد والمؤرخون على أن الخليل الفراهيدي من أهم أعـلام اللغة وعلومها ، وأنه إمام النحاة البصريين ورائد . علوم العروض والقواميس وعلى هذا كان إجماع النقاد والمؤرخين وبقي دون تغير على مر السنين منذ وجد الخليل الفراهيدي وإلى الآن وسيبقى أثره ما دامت اللغة العربية وقد قال فيه الشيخ حمدان الرازي المتوفي عام ٣٢٢ ه ( الخليل أحمد أول من استخرج العروض فاستنبط منها ومن علل النحو مالم يستخرجه أحد ولم يسبق إلى مثله أحد ) . بينما قال أحمد المتوفي عام ٢٩٥ هـ في كتابه (الصاحبي) بأن الروايات قد توافرت بأن أبا الأسود أول من وضع العربية وأن الخليل أول من تكلم أحمد بن فارس
[ ۱۰۰ - ١٧٠ ه / ٧١٨ - ٧٨٦ م ]
الخليل هو أبو عبد الرحمن بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي ويقال الأزدي اليحمدي ، ويقال أن أبيه أحمد أحمد بعد رسول الله ، وأصله من الأزد من فراهيد ويقال أن الخليل قد ولد في عثمان ) عام مائة للهجرة ) ، ثم جاء إلى البصرة في العراق ، وفيها نشأ وتلقى ثقافته . وقد درس و القرآن والحديث على أبي عمرو بن العلاء ، وظهرت عليه منذ صغره مخايل الذكاء الخارق ، ولهذا قيل عنه في المستقبل أذكى العرب بعد النبي عال وبعد عمر بن الخطاب ، وقد عاش زاهداً في خص من أخصاص البصرة فقيراً معدما لا يقدر على فلسين ) وأصحابه يكسبون بعلمه الأموال ( وقد اشتهر بصلاحه وكان عاقلا عليماً وقوراً شاعراً موسيقياً . وقيل إنه دعا بمكة أن يرزقه الله علما لم يسبقه أحد إليه ولا يؤخذ الا عنه ، فرجع من حجه ففتح الله عليه بعلم العروض الذي جاء. نتيجة المعرفته بالإيقاع والنغم ولترابط وتقارب العلمين ( العروض ثم
الإيقاع والنغم ) توفي الخليل في عام ١٧٠ هـ وفي رواية ١٧٤ وفي أخرى ١٧٧ وثمة رواية تقول ١٤٠، ويقول ابن الجوزي إن وفاته كانت سنة ١٣٠ هـ ٣٥ - مائة أوائل
وهذا بعيد جداً . وأكثر الروايات قبولاً ولادته عام ۱۰۰ هـ ووفائه عام ۱۷۰ هـ.
وقد قيل في سبب وفاته إنه قال ( أريد أن أوجد نوعاً من الحساب تمضي به الجارية إلى البياع فلا يمكنه ظلمها ، ودخل المسجد وهو يعمل فكره بذلك فاصطدم بسارية من سواري المسجد وهو مشغول عنها بفكره فانقلب على ظهره ، وكانت سبب موته ، وقيل بل كان يقطع آنئذ بحراً من العروض يعتبر الخليل إمام نحاة البصرة في القياس والتحليل النحوي وهو الرائد والمكتشف لأوزان الشعر كما وأنه رائد صناعة المعاجم في اللغة العربية إذ وضع كتاب العين ) وهو أول قاموس جامع للغة العرب وقد صنفه على مخارج الحروف من الحلق فكان تركيب الحروف عنده العين والحاء والهاء الخاء والغين والقاف والكاف والجيم فالشين والصاد والضاد والسين والراء والفاء والدال والتاء والظاء والذال فالثاء والزاي واللام والنون والطاء والميم والواو والألف والياء وقد كتابه بالعين لأنه ابتدأه بحرف العين ويقال إن المنية قد عاجلت الخليل قبل اتمامه هذا الكتاب فقام بإنجازه أحد تلاميذه وهو الليث بن نصر بن سيار ، وقيل بل صنفه لليث الذي ولع بالكتاب ولعاً صرفه عن زوجته وآله ، فقامت زوجته بإحراقه في غيابه وكان الخليل قد توفي ، فأملى الليث بعد ذلك نصف الكتاب وجمع العلماء فأعادوا تصنيف الباقي لكن بدرجة دون درجة العمل الأصلي سمي .
يوازي شهرة الخليل في قاموس العين ابتداعه واكتشافه أوزان الشعر ذاك الذي أطلق عليه اسم العروض ، أي راض القياس فوزن بـــه
دي الصعب من الشعر الملتوي عن وجهه حتى قومه .. أو من عرض الشعر على الأوزان القياسية ، وقد اتبع فكرة التبادل والتوافق في الرياضيات في وضع عروض الشعر التي رأى أنها تدور في خمس دوائر ، واستنتج أن العرب قد استخدموا خمس أوزان وأهملوا أوزاناً أخرى استنبطها لهم ومن الدوائر الخمس استنتج الخليل خمسة عشر بحراً ، قطعها وسماها ، وقد أضاف عليها فيما بعد بحراً واحداً المتدارك وكانت الأوزان الجديدة منطلقاً للشعر الأندلسي والعباسي ، واستند الخليل في تقطيعه للشعر بناء على الساكن والمتحرك من أحرف الكلمة . أسماء البحور التي سماها الطويل والمديد والبسيط والوافــــر والكامل والرجز والهزج والرمل والسريع والمنشرح والخفيف والمضارع و المقتضب والمجتث والمتقارب وأخيراً أضيف المحدث . لقد ألف الخليل الكثير من الكتب انحصرت في نطاق اهتماماته و من
حسب ما يلي :
1 - في اللغة كتاب العين ثم كتاب ما فاتت العين .
- كتاب معاني الحروف وكتاب (الحروف) وكتاب (النقط والشكل) ثم كتاب ( الشواهد ) ثم كتاب ( العوامل ) .
في العروض كتاب ( العروض ) .
- في الموسيقى كتاب (آلات العرب ) وكتساب ( الايقاع ) ثم
كتاب ( النغم ) الله ومن تلاميذ الخليل المشهورين . عبد بن هارون بن السميع ، وسيبويه صاحب كتاب اللغة المشهور والأصمعي والنضر بن شميل وحنين ابن اسحق وغيرهم ولقد اشتهر عن الخليل بعض الأقوال الحكيمة منها قوله :
وهي ( أكمل ما يكون الانسان عقلا وذهنا إذا بلغ الأربعين سنة السن التي بعث الله تعالى فيها محمداً الا الله ثم يتغير وينقص إذا بلغ السن التي قبض فيها رسول الله وأصفى ثلاثاً وستين سنة وما يكون ذهن الانسان في وقت السحر ) وكان من زهده يقول ( إني لأغلق علي بابي فما يجاوزه همي ) . وقد اجتمع الخليل مرة بعبد الله ابن المقفع في ليلة فظلا يتحدثان إلى الغداء فلما تفرقا قيل للخليل كيف رأيت ابن المقفع ؟ قال : ( رأيت رجلا علمه أكثر من عقله ) وقيل لابن المقفع كيف رأيت الخليل قال : ( رأيت رجلا عقله أكبر من علمه ) . ومما يذكر عن الخليل أيضاً ( لا يعلم الانسان خطأ معلمه حتى يجالس غيره ) . ويقال إنه كان له ولداً متخلفاً دخل عليه مرة فرآه يقطع بيت شعر بأوزان العروض ، فخرج إلى الناس وقال : ( إن أبي قد جن فدخلوا عليه وأخبروه بما قال ابنه فقال مخاطباً إياه . لو كنت تعلم ما أقول عذرتني أو كنت تعلم ما تقول عذلتكــا لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت أنك جاهل فعذرتكا أجمع النقاد والمؤرخون على أن الخليل الفراهيدي من أهم أعـلام اللغة وعلومها ، وأنه إمام النحاة البصريين ورائد . علوم العروض والقواميس وعلى هذا كان إجماع النقاد والمؤرخين وبقي دون تغير على مر السنين منذ وجد الخليل الفراهيدي وإلى الآن وسيبقى أثره ما دامت اللغة العربية وقد قال فيه الشيخ حمدان الرازي المتوفي عام ٣٢٢ ه ( الخليل أحمد أول من استخرج العروض فاستنبط منها ومن علل النحو مالم يستخرجه أحد ولم يسبق إلى مثله أحد ) . بينما قال أحمد المتوفي عام ٢٩٥ هـ في كتابه (الصاحبي) بأن الروايات قد توافرت بأن أبا الأسود أول من وضع العربية وأن الخليل أول من تكلم أحمد بن فارس
تعليق