وهناك استطاع أن يجذب الفلاحين إليه ، وذلك وبما أبداه من خلق قويم ، ودعوة جميلة » ، واسترعى نشاطه هذا انتباه أحد كبار الملاك راسمه الهيصم ، فسعى للقضاء على الحركة في المهد ، فأخفق ، وأثناء ذلك نال هذا الداعية لقب قرمط ، ثم أخذ ينتقل في قرى سواد العراق ، يدعو إلى عقيدته ، التي لاندري ماهي وماحوته من مبادىء
لذلك إنما يروى بأن عدداً كبيراً من الناس استجاب له وتبعه . وفي هذه الآونة كانت منطقة البصرة تشهد حوادث ثورة الزنج ، لهذا ذهب قرمط إلى البصرة واتصل بصاحب الزنج ، وتباحث معه وناظرة فلم يتفق معه واختلفا من حيث الآراء ، فانصرف قرمط عنه . وفي أواخر عهد الخليفة العباسي المعتضد ، بدأ القرامطة نشاطهم العسكري المضاد للسلطة فأرسل الخليفة قواته ضدهم ، فهزمهم تحولوا نحو الشام ، وهنا بدأوا نشاطهم ، فتصدى لهم حكام مصر الاسلامية سلطات بغداد وجيوشها ، وفي البداية هزم القرامطة قرب دمشق ، وقتل قائدهم الذي عرف بالشيخ ، واعتبر من قبلهم إماما ، وقد خلفه غداة مقتله قائد جديد عرف بصاحب الخال ، الذي كان أنشط قادة القرامطة وأبعدهم شهرة في الشام . لقد قيل أن صاحب الخال هو : أحمد إسماعيل بن جعفر الصادق ، وقيل اسمه : أحمد بن عبد الله بن جعفر أحمد وقيل : محمد بن عبد الله بن جعفر ، وقيل عبد الله ابن اسماعيل ، وقيل بل اسمه الحسين بن زكرويه بن مهرويه، وبعد استلامه لزعامة القرامطة اتخذ لنفسه لقب إمام ، وزعم أنه كان أخــا للشيخ قائد القرامطة السابق ، وقد أثارت قضية نسبه هذه جدلاً ومازالت تثير ، مرتبطة بقضيه نسب الأئمة الاسماعيلية ، ذلك أن إحدى مع بن عبد الله بن محمد بن بن محمد بن وهي
الروايات تقول : بأنه كان واحداً من أخوة أربعة ، قتل ثلاثة منهم أثناء عمليات القرامطة الحربية ، وعاش الرابع لينجو إلى شمال أفريقيه حيث نجحت الدعوة الاسماعيلية فأعلن هناك إماماً بلقب المهدي ، وباسم عبد الله ، وهو مؤسس الخلافة الفاطمية . هذا وإذا وقفنا عند قضية النسب نجدها لم تكن بذات أهمية عند بعض الاسماعيلية الأوائل ، ذلك أن النسب الروحي عن طريق الحلول كان هو المهم والأساسي ، أي كان من الممكن بالنسبة للإمام أن يحل روحياً بأي شخص كان يختاره ليكون إماما بعده وبعدما تسلم صاحب الخال إمامة القرامطة ، تسمى بالمهدي ، واستطاع أن يصبح سيد بادية الشام ، مع شمال ووسط الشام وكون لنفسه هيئة إدارية ، وحاشية ، وكان أقرب الناس منه ، رجلان عرفاً بالمدثر ، والمطوق ... بفترة وجيزة وجهدت سلطات مصر ثم سلطات بغداد في سبيل القضاء عليه ، فأخفقتا مراراً ، وأمام استفحال خطره ، قرر الخليفة العباسي المكتفي قيادة جيش بنفسه ضده ، وكان هذا سنة ٢٩١ ٩٠٤/٥، وبعد معارك كبيرة تمكن الجيش العباسي من هزيمة صاحب الخال ثم أمره مع كبار معاونيه ، حيث سيق مع أعوانه في موكب نصر مهيب إلى بغداد حيث أعدم صاحب الخال وأصحابه ومثل بهم في مشهد عام . لكن هزيمة القرامطة هذه لم تفعل أكثر من الحد من نشاطهم في الشام ، ليبدأوا نشاطاً جديداً كبيراً للغاية في العراق ، حيث أخذوا منذ سنة ٩٠٦/٥٢٩٣م في إعمال الغارة على كثير من الأماكن ، وفي مهاجمة القوافل ، خاصة المتوجهة إلى الحج ، وأخفقت الجيوش العباسية إخفاقاً ذريعاً في إيقافهم ، أو الحد من خطرهم ، فقد كانت البادية نسبه خشه من هناك ، لتكون ملاذاً عند الحاجة ، ومصدراً كبيراً وأساسياً للتجنيد . وقاد القرامطة في العراق ، ووجه أعمالهم زكرويه بن مهرويه ، وقد اختلف حول أصله ، وحقيقة هويته ، وتذكر بعض المصادر أن هذا الاسم كان اسما دعويا ، اتخذه صاحبه ليخفي نفسه ، وليكنم السلطات العباسية ، وما زكرويه في الحقيقة إلا كان علوي النسب ، إسماعيلي المنحدر ، أنجب أربعة من الأولاد ، قتل ثلاثة منهم في حركات القرامطة ، ونجا الرابع ، فكان أول خليفة فاطمي.. وبعد وفاة زكرويه صار كبير زعماء القرامطة أبو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي ، وقتل أبو سعيد هذا سنة ٣٠١ هـ / ٩١٣ م ، فخلفه أخوه أبو طاهر سليمان ، وكان أبو سعيد قد استولى قبل مقتله على ا الأحساء والقطيف ، وهجر والطائف ، وسائر البحرين ، ومنذ أيامه اتخذت البحرين قاعدة النشاط القرامطة ، وفي البحرين أقام القرامطة دولة ذات نظام على درجة من الرقي اجتماعياً وديموقراطياً ، وقد وصلتنا بعض الأوصاف التفصيلية لهذه الدولة .
وفي أيام أبي طاهر بلغت دولة قرامطة البحرين الذروة ، وقام القرامطة خلال ذلك بجملات كبيرة استولوا فيها على العديد من قوافل الحج ، وكان أشهر حملاتهم تلك التي هاجموا بها مكة سنة ٩٢٩/٥٣١٧م ، فأعملوا السيف بالحجيج ، وأهل مكة ، وخلع أبو طاهر باب الكعبه ، ووقف يلعب بسيفه على بابها ، ينشد ويقول :
أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفتهم أنا وأخذ كسوة الكعبة فقسمها بين أصحابه ، ونهب دور أهل مكة ، وخلع الحجر الأسود من البيت ، وعندما نفذ القرامطة عملياتهم هذه كانوا في الواقع يسعون إلى هدم أركان الإسلام وإبطاله .
لذلك إنما يروى بأن عدداً كبيراً من الناس استجاب له وتبعه . وفي هذه الآونة كانت منطقة البصرة تشهد حوادث ثورة الزنج ، لهذا ذهب قرمط إلى البصرة واتصل بصاحب الزنج ، وتباحث معه وناظرة فلم يتفق معه واختلفا من حيث الآراء ، فانصرف قرمط عنه . وفي أواخر عهد الخليفة العباسي المعتضد ، بدأ القرامطة نشاطهم العسكري المضاد للسلطة فأرسل الخليفة قواته ضدهم ، فهزمهم تحولوا نحو الشام ، وهنا بدأوا نشاطهم ، فتصدى لهم حكام مصر الاسلامية سلطات بغداد وجيوشها ، وفي البداية هزم القرامطة قرب دمشق ، وقتل قائدهم الذي عرف بالشيخ ، واعتبر من قبلهم إماما ، وقد خلفه غداة مقتله قائد جديد عرف بصاحب الخال ، الذي كان أنشط قادة القرامطة وأبعدهم شهرة في الشام . لقد قيل أن صاحب الخال هو : أحمد إسماعيل بن جعفر الصادق ، وقيل اسمه : أحمد بن عبد الله بن جعفر أحمد وقيل : محمد بن عبد الله بن جعفر ، وقيل عبد الله ابن اسماعيل ، وقيل بل اسمه الحسين بن زكرويه بن مهرويه، وبعد استلامه لزعامة القرامطة اتخذ لنفسه لقب إمام ، وزعم أنه كان أخــا للشيخ قائد القرامطة السابق ، وقد أثارت قضية نسبه هذه جدلاً ومازالت تثير ، مرتبطة بقضيه نسب الأئمة الاسماعيلية ، ذلك أن إحدى مع بن عبد الله بن محمد بن بن محمد بن وهي
الروايات تقول : بأنه كان واحداً من أخوة أربعة ، قتل ثلاثة منهم أثناء عمليات القرامطة الحربية ، وعاش الرابع لينجو إلى شمال أفريقيه حيث نجحت الدعوة الاسماعيلية فأعلن هناك إماماً بلقب المهدي ، وباسم عبد الله ، وهو مؤسس الخلافة الفاطمية . هذا وإذا وقفنا عند قضية النسب نجدها لم تكن بذات أهمية عند بعض الاسماعيلية الأوائل ، ذلك أن النسب الروحي عن طريق الحلول كان هو المهم والأساسي ، أي كان من الممكن بالنسبة للإمام أن يحل روحياً بأي شخص كان يختاره ليكون إماما بعده وبعدما تسلم صاحب الخال إمامة القرامطة ، تسمى بالمهدي ، واستطاع أن يصبح سيد بادية الشام ، مع شمال ووسط الشام وكون لنفسه هيئة إدارية ، وحاشية ، وكان أقرب الناس منه ، رجلان عرفاً بالمدثر ، والمطوق ... بفترة وجيزة وجهدت سلطات مصر ثم سلطات بغداد في سبيل القضاء عليه ، فأخفقتا مراراً ، وأمام استفحال خطره ، قرر الخليفة العباسي المكتفي قيادة جيش بنفسه ضده ، وكان هذا سنة ٢٩١ ٩٠٤/٥، وبعد معارك كبيرة تمكن الجيش العباسي من هزيمة صاحب الخال ثم أمره مع كبار معاونيه ، حيث سيق مع أعوانه في موكب نصر مهيب إلى بغداد حيث أعدم صاحب الخال وأصحابه ومثل بهم في مشهد عام . لكن هزيمة القرامطة هذه لم تفعل أكثر من الحد من نشاطهم في الشام ، ليبدأوا نشاطاً جديداً كبيراً للغاية في العراق ، حيث أخذوا منذ سنة ٩٠٦/٥٢٩٣م في إعمال الغارة على كثير من الأماكن ، وفي مهاجمة القوافل ، خاصة المتوجهة إلى الحج ، وأخفقت الجيوش العباسية إخفاقاً ذريعاً في إيقافهم ، أو الحد من خطرهم ، فقد كانت البادية نسبه خشه من هناك ، لتكون ملاذاً عند الحاجة ، ومصدراً كبيراً وأساسياً للتجنيد . وقاد القرامطة في العراق ، ووجه أعمالهم زكرويه بن مهرويه ، وقد اختلف حول أصله ، وحقيقة هويته ، وتذكر بعض المصادر أن هذا الاسم كان اسما دعويا ، اتخذه صاحبه ليخفي نفسه ، وليكنم السلطات العباسية ، وما زكرويه في الحقيقة إلا كان علوي النسب ، إسماعيلي المنحدر ، أنجب أربعة من الأولاد ، قتل ثلاثة منهم في حركات القرامطة ، ونجا الرابع ، فكان أول خليفة فاطمي.. وبعد وفاة زكرويه صار كبير زعماء القرامطة أبو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي ، وقتل أبو سعيد هذا سنة ٣٠١ هـ / ٩١٣ م ، فخلفه أخوه أبو طاهر سليمان ، وكان أبو سعيد قد استولى قبل مقتله على ا الأحساء والقطيف ، وهجر والطائف ، وسائر البحرين ، ومنذ أيامه اتخذت البحرين قاعدة النشاط القرامطة ، وفي البحرين أقام القرامطة دولة ذات نظام على درجة من الرقي اجتماعياً وديموقراطياً ، وقد وصلتنا بعض الأوصاف التفصيلية لهذه الدولة .
وفي أيام أبي طاهر بلغت دولة قرامطة البحرين الذروة ، وقام القرامطة خلال ذلك بجملات كبيرة استولوا فيها على العديد من قوافل الحج ، وكان أشهر حملاتهم تلك التي هاجموا بها مكة سنة ٩٢٩/٥٣١٧م ، فأعملوا السيف بالحجيج ، وأهل مكة ، وخلع أبو طاهر باب الكعبه ، ووقف يلعب بسيفه على بابها ، ينشد ويقول :
أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفتهم أنا وأخذ كسوة الكعبة فقسمها بين أصحابه ، ونهب دور أهل مكة ، وخلع الحجر الأسود من البيت ، وعندما نفذ القرامطة عملياتهم هذه كانوا في الواقع يسعون إلى هدم أركان الإسلام وإبطاله .
تعليق