امتاز شعر ميلياغر بالقوة في التعبير والدقة في الوصف والمقدرة الفنية ، وكان يكتب النثر أيضاً ، وله رسالة تدعى ( رسالة عن الحور Churites - Graced وقد استخدم فيها أسلوب مينبوس النثري ذي المقاطع الشعرية ( المقامات العربية ( مستخدماً السخرية والحكمة فيها بآن واحد. لقد كان ميلياغر شاعراً غزلياً من الطراز الأول ، وهجاءاً مراً ، وأسلوبه اليوناني جيد ، بالرغم من أنه يتكلف أحيانا ، وقد اشتهر بنزواته الغرامية ، وبفطنته وسفسطته ، وكان شعره مشهوراً حق كان له حساد كثيرون نتبينهم من لهجة خطابه وصياغة شعره ، وحتى أنه كان من المألوف أخذ مقاطع من شعره لكتابتها على شواهد القبور وإحدى هذه القطع :
سر بهدوء أيها الغريب ، فالرجل المسن ينام بين الموتى الأتقياء ، يلفه النوم الذي هو نصيب الجميع، هذا هو مبلغر بن ايوكراتس الذي قرن آلهة الحب الدامعة العذبة وآلهة الشعر مع العرائس ، لقد ربته صور التي ولدتها السماء ، وتراب جدرة المقدس حق بلغ أشده، كوس المحبوبة من الميروبس شيخوخته ، فإذا كنت فينيفيا أقول لك تايديوس Naidius وإذا كنت يونانيا أقول لك Chaire أي السلام وقل أنت نفس القول » . ورعت
وعبت
ومن قصائده الغزلية :
ما أحلى ابتسام الكأس الحبيب ، بعد أن مسها فم زنوفيلا
الجميل ، وما أسعدني إذا وضعت شفتيها الوردتين على شفتي ،
روحي عبا في عناق طويلا ) . ومما قاله متغزلاً بحبيبته ( هليودورا ( التي أحبها في . سأجدل البنفسج الأبيض والآس الأخضر صور قائلا :
سأجدل النرجس والزنبق اللامع سأجدل الزعفران الحلو والسنبل البري الأزرق سأجدل آخر الأمر الورد رمز الحب الأكيد حتى يتألف منها جميعاً تاج من الجمال خليق بأن يزين غدائر هليودورا الحلوه والآن وقد اختطفها الموت ولوث الثرى زهرتها الناضرة فإني أتوسل إليك يا أمنا الأرض أن تكوني رحيمة حق تضمها إلى صدرك
ونرى من مطالعة هذه القصيدة رقة شعر ميليغر وعذوبة كلماته وجمال صوره ونتحرى حرقة الحب لديه ، وفاجعته الأليمة ونتحسس صدق عاطفته وإخلاصه ، وخوفه على محبوبته حتى بعد أن ضمها القبر فنراه يتوسل إلى الأرض أن تكون رحيمة حين تضم حبيبته إلى صدرها وهو يتخيلها أما حقيقية تضم أولادها بجنو إلى صدرها الدافي. إلا أن ما خلد ذكر ميليغر وأعطاه الشهرة الواسعة هو فكرة خطرت له في جزيرة كوس إذ جمع ديواناً شعرياً سماه الاكليل أو التاج Stephamos ، وقد ضم فيه مختارات من خيرة أشعار الكتاب الأوائل وحتى زمنه ، فجمع نحو خمسين شاعراً من الأوائل حتى معاصريه ، مختاراً نحو ۱۳۰ قصيدة ، وذلك اعتباراً من سايفو ، وأكثر القصائد إن لم يكن جميعها في الرثاء ، وقد شبه كل منها في شعر من عنده بزهرة جميلة أو شجرة أنيقة ، وقد قارن كل قصيدة في المقدمة بزهرة فكان الكل باقة كاملة يقدمها إلى حبيبته هليودورا ومن أبيات هذه المجموعة مايحي ذكر بعض الموتى من عظماء الرجال أو يخلد ذكرى تماثيل مشهورة أو أقارب فارقوا الحياة . وقدم نموات منهم .
ذاتية منها مثلاً : كتبت امرأة ماتت وهي تلد ثلاثة أطفال مودعة الحياة قائلة : « وبعد هذا فلتطلب النساء الأبناء ، ومن مختاراته ماهو موجه للأطباء والنساء السليطات ومجهزي الموتى الدفن ، ومعلمي الأموات وهي كالسهام الموجهة إلى صدورهم ، وإلى صدر بخيل أفاق من إغماء. عندما شم رائحة فلس ، أو النحوي الذي ظهر له حفيد ذكر ثم أنثى ثم أنثى وذكر معا ( خنثى ، ، ويقدم صورة ملاكم محترف يترك الملاكمة ليتزوج فتقوم زوجته بكيل اللكمات له بأكثر مما كان يلاقيه في حلبة الملاكمة
ويقدم صورة «ليس » المرأة التي رمت مرآتها بعيداً . أن أصبحت المرآة عديمة الفائدة لأنها لا تظهرها بالصورة التي كانت عليها من قبل و مقطوعة تمجد أثر النبيذ في توسيع شرايين الإنسان . وهو باختصار يقدم ماورد في الأدب في ذلك العصر عن آلام العاشقين ، وسواهم ويقدم صوراً عن الحياة الاجتماعية في ذاك العصر ، إلا أن التاج لم يبق على حاله كما دونه ميليغر ، فقد ضم إليه الكثير من الأشعار حق صار يربو على أربعمائة قصيدة معظمها يمتدح جمال النساء والغلمان ويتفتن بنشوة الحب الموجعة . بعد
فتصف إحدى القصائد الموضوعة باقة من سبعة أولاد من صور شبههم بالزنبقة الجميلة والبنفسجة البيضاء والوردة والكرمة والبرعم والزعفران ذي الضفائر الذهبية ، وغصن الزعتر ، وغصون الزيتون الدائم الاخضرار وقد قدم إله الحب هذه الباقة إلى أفروديت . كذلك ضم إلى التاج بعض الأشعار المسيحية وهي توكيدات ليوم البعث والحساب . وضم إكليل ( تاج ، القرن السادس الميلادي إلى ديوان شعر كله تغزل في الغلمان جمعه استرابون السرديني (٥۰) ق.م) ، كما ضمت إليه فيها بعد مقطوعات أخرى معظمها من أشعار ميليغر في
صحیح . ( القسطنطينية ( حوالي عام ٩٢٠ م . كذلك ضمت حوالي ثلاثين قصيدة من شعر فيلو ديموس إلى مجموعة التاج، وأشرف عليها فيليبوس السالونيكي حوالي ٤٠ ق.م أن مجموعة ميليغر لم تكن الأولى من نوعها في العالم ، فقد سبقتها محاولات ناقصة جداً أو غير مجدية، ولكن من الاكليل نشأت دواوين الشعر اليوناني ، وفي الإكليل نجد أن المقطوعات الشعرية قد لفتت النظر كثيراً وكانت النموذج الذي اقتدي به في المجموعات المتأخرة ولاسيما المجموعتين الشهيرتين اللتين قام يجمعهما قسطنطين كيفالوس و الذي ازدهر عام ۹۱۷ ، وماكسيموس بلانواديس في عام ١٣٠١ و هما عملان عظيمان على أية حال ووصفه فيليب حتي في تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين [ ٢٨٦/١ ] :
المسيحيين ، وأخذ ديوان الشعر اليوناني شكله الذي هو عليه في اسطانبول
لقد وصف جورج سارتون بكتابه تاريخ العلم [ ٨١/٦ ] ميليغر بأنه كان أعظم شعراء القرنين الأول والثاني قبل الميلاد فاذا ما قورنوا به
بدا صغرهم وكبر ميليغر سليم عادل عبد الحق في كتابه روما والشرق الروماني [ صفحة ٤٨٢ ] : وكان شاعراً هجاءاً لعبقريته مضاء صخور اليرموك البازلتية ، وقد ملك التعبير في نوع المقطوعات وصور بأشعار خالدة عواطف حية ، ورغبات ممتازة ودمعات مراقة » . وقال عنه د
بأنه أكثر الشعراء طرافة في عصر غير شعري ) . وقد أجمع كل من كتب عنه بما في ذلك لاروس ، وموسوعة امريكانا وقاموس الأسماء والأعلام الرومانية واليونانية على أنه مؤسس علم الانتولوجيا وأنه كان الرائد في ذلك .
سر بهدوء أيها الغريب ، فالرجل المسن ينام بين الموتى الأتقياء ، يلفه النوم الذي هو نصيب الجميع، هذا هو مبلغر بن ايوكراتس الذي قرن آلهة الحب الدامعة العذبة وآلهة الشعر مع العرائس ، لقد ربته صور التي ولدتها السماء ، وتراب جدرة المقدس حق بلغ أشده، كوس المحبوبة من الميروبس شيخوخته ، فإذا كنت فينيفيا أقول لك تايديوس Naidius وإذا كنت يونانيا أقول لك Chaire أي السلام وقل أنت نفس القول » . ورعت
وعبت
ومن قصائده الغزلية :
ما أحلى ابتسام الكأس الحبيب ، بعد أن مسها فم زنوفيلا
الجميل ، وما أسعدني إذا وضعت شفتيها الوردتين على شفتي ،
روحي عبا في عناق طويلا ) . ومما قاله متغزلاً بحبيبته ( هليودورا ( التي أحبها في . سأجدل البنفسج الأبيض والآس الأخضر صور قائلا :
سأجدل النرجس والزنبق اللامع سأجدل الزعفران الحلو والسنبل البري الأزرق سأجدل آخر الأمر الورد رمز الحب الأكيد حتى يتألف منها جميعاً تاج من الجمال خليق بأن يزين غدائر هليودورا الحلوه والآن وقد اختطفها الموت ولوث الثرى زهرتها الناضرة فإني أتوسل إليك يا أمنا الأرض أن تكوني رحيمة حق تضمها إلى صدرك
ونرى من مطالعة هذه القصيدة رقة شعر ميليغر وعذوبة كلماته وجمال صوره ونتحرى حرقة الحب لديه ، وفاجعته الأليمة ونتحسس صدق عاطفته وإخلاصه ، وخوفه على محبوبته حتى بعد أن ضمها القبر فنراه يتوسل إلى الأرض أن تكون رحيمة حين تضم حبيبته إلى صدرها وهو يتخيلها أما حقيقية تضم أولادها بجنو إلى صدرها الدافي. إلا أن ما خلد ذكر ميليغر وأعطاه الشهرة الواسعة هو فكرة خطرت له في جزيرة كوس إذ جمع ديواناً شعرياً سماه الاكليل أو التاج Stephamos ، وقد ضم فيه مختارات من خيرة أشعار الكتاب الأوائل وحتى زمنه ، فجمع نحو خمسين شاعراً من الأوائل حتى معاصريه ، مختاراً نحو ۱۳۰ قصيدة ، وذلك اعتباراً من سايفو ، وأكثر القصائد إن لم يكن جميعها في الرثاء ، وقد شبه كل منها في شعر من عنده بزهرة جميلة أو شجرة أنيقة ، وقد قارن كل قصيدة في المقدمة بزهرة فكان الكل باقة كاملة يقدمها إلى حبيبته هليودورا ومن أبيات هذه المجموعة مايحي ذكر بعض الموتى من عظماء الرجال أو يخلد ذكرى تماثيل مشهورة أو أقارب فارقوا الحياة . وقدم نموات منهم .
ذاتية منها مثلاً : كتبت امرأة ماتت وهي تلد ثلاثة أطفال مودعة الحياة قائلة : « وبعد هذا فلتطلب النساء الأبناء ، ومن مختاراته ماهو موجه للأطباء والنساء السليطات ومجهزي الموتى الدفن ، ومعلمي الأموات وهي كالسهام الموجهة إلى صدورهم ، وإلى صدر بخيل أفاق من إغماء. عندما شم رائحة فلس ، أو النحوي الذي ظهر له حفيد ذكر ثم أنثى ثم أنثى وذكر معا ( خنثى ، ، ويقدم صورة ملاكم محترف يترك الملاكمة ليتزوج فتقوم زوجته بكيل اللكمات له بأكثر مما كان يلاقيه في حلبة الملاكمة
ويقدم صورة «ليس » المرأة التي رمت مرآتها بعيداً . أن أصبحت المرآة عديمة الفائدة لأنها لا تظهرها بالصورة التي كانت عليها من قبل و مقطوعة تمجد أثر النبيذ في توسيع شرايين الإنسان . وهو باختصار يقدم ماورد في الأدب في ذلك العصر عن آلام العاشقين ، وسواهم ويقدم صوراً عن الحياة الاجتماعية في ذاك العصر ، إلا أن التاج لم يبق على حاله كما دونه ميليغر ، فقد ضم إليه الكثير من الأشعار حق صار يربو على أربعمائة قصيدة معظمها يمتدح جمال النساء والغلمان ويتفتن بنشوة الحب الموجعة . بعد
فتصف إحدى القصائد الموضوعة باقة من سبعة أولاد من صور شبههم بالزنبقة الجميلة والبنفسجة البيضاء والوردة والكرمة والبرعم والزعفران ذي الضفائر الذهبية ، وغصن الزعتر ، وغصون الزيتون الدائم الاخضرار وقد قدم إله الحب هذه الباقة إلى أفروديت . كذلك ضم إلى التاج بعض الأشعار المسيحية وهي توكيدات ليوم البعث والحساب . وضم إكليل ( تاج ، القرن السادس الميلادي إلى ديوان شعر كله تغزل في الغلمان جمعه استرابون السرديني (٥۰) ق.م) ، كما ضمت إليه فيها بعد مقطوعات أخرى معظمها من أشعار ميليغر في
صحیح . ( القسطنطينية ( حوالي عام ٩٢٠ م . كذلك ضمت حوالي ثلاثين قصيدة من شعر فيلو ديموس إلى مجموعة التاج، وأشرف عليها فيليبوس السالونيكي حوالي ٤٠ ق.م أن مجموعة ميليغر لم تكن الأولى من نوعها في العالم ، فقد سبقتها محاولات ناقصة جداً أو غير مجدية، ولكن من الاكليل نشأت دواوين الشعر اليوناني ، وفي الإكليل نجد أن المقطوعات الشعرية قد لفتت النظر كثيراً وكانت النموذج الذي اقتدي به في المجموعات المتأخرة ولاسيما المجموعتين الشهيرتين اللتين قام يجمعهما قسطنطين كيفالوس و الذي ازدهر عام ۹۱۷ ، وماكسيموس بلانواديس في عام ١٣٠١ و هما عملان عظيمان على أية حال ووصفه فيليب حتي في تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين [ ٢٨٦/١ ] :
المسيحيين ، وأخذ ديوان الشعر اليوناني شكله الذي هو عليه في اسطانبول
لقد وصف جورج سارتون بكتابه تاريخ العلم [ ٨١/٦ ] ميليغر بأنه كان أعظم شعراء القرنين الأول والثاني قبل الميلاد فاذا ما قورنوا به
بدا صغرهم وكبر ميليغر سليم عادل عبد الحق في كتابه روما والشرق الروماني [ صفحة ٤٨٢ ] : وكان شاعراً هجاءاً لعبقريته مضاء صخور اليرموك البازلتية ، وقد ملك التعبير في نوع المقطوعات وصور بأشعار خالدة عواطف حية ، ورغبات ممتازة ودمعات مراقة » . وقال عنه د
بأنه أكثر الشعراء طرافة في عصر غير شعري ) . وقد أجمع كل من كتب عنه بما في ذلك لاروس ، وموسوعة امريكانا وقاموس الأسماء والأعلام الرومانية واليونانية على أنه مؤسس علم الانتولوجيا وأنه كان الرائد في ذلك .
تعليق