ابن رستم
بعد ما قامت الخلافة العباسية، وقعت هذه الخلافة أسيرة لمشاكل الشرق الاسلامي فاضطرت في كثير من الأحيان إلى عدم الاهتمام بمشاكل الغرب الاسلامي ، ولهذا نلاحظ أن قوى كثيرة نشطت في أجزاء من الغرب ، فاستطاعت إقامة دول مستقلة عن الخلافة العباسية ومن الملاحظ أن الغرب الاسلامي بعد ما دخل في الاسلام ، قامت فيه حركات معارضة كبيرة للحكم الأموي ، وكان جل هذه الحركات في بداية القرن الثاني يؤمن بأفكار الخوارج ، وينتسب إلى إحدى فرقهم ، وقد نجم عن حركات الخوارج نتائج كبيرة كان أبرزها قيام دولة الأئمة الرستميين في تاهرت ) بعماله وهران الحالية ) ودولة بني مدرار في سجلماسة في المغرب ويمكن أن نضيف إليها دولة برغواطة في المغرب أيضاً ودولة الأئمة الرستميين الخارجية هي أول دولة فارسية تأسست في الاسلام ، فقد أسس هذه الدولة سنة ١٤٤ هـ عبد الرحمن بن رستم ، الذي كان إيراني الأصل ، قدم المغرب بعد فتحه ، والتحق بجماعات الأباضية من خوارج المغرب ، وكان على رأسهم زعيم يعرف بأبي الخطاب، وقد استقر أبو الخطاب في وقت تأسيس الدولة العباسية في طرابلس ٣٢ - مائة أوائل .
وفي هذا الوقت كان قد تغلب على جزء كبير من المغرب حبيب ابن عبد الرحمن الفهري ، وظل هكذا حتى غلبته قبيلة ورفجومة البربرية ، وقامت هذه القبيلة بزعامة عاصم بن جميل باقتحام القيروان، فقتلت كل قرشي كان فيها ، واستباحتها ، واستهانت بحرمة مساجدها . وأغضبت هذه الفعلة الشنعاء أبو الخطاب الأباضي ، فتحرك من طرابلس إلى القيروان فاحتلها ، وجاء هذا في وقت وصلت فيه أخبار إفريقية إلى مسامع أبي جعفر المنصور ، فقام بارسال جيش كبير بقيادة محمد بن الأشعث الخزاعي ، وأمره بابعاد خطر الخوارج عن مصر ، والعمل على تشتيت قواهم في المغرب وحين علم أبو الخطاب بأخبار حملة ابن الأشعث ، غادر القيروان نحو طرابلس ، وأناب في القيروان عبد الرحمن بن رستم ، وبعد معارك طاحنة هزم ابن الأشعث جيوش الأباضية وقتل زعيمهم أبو الخطاب ، ثم توجه نحو القيروان ، فخرج منها ابن رستم فاراً ثلة من رجال الأباضية ، ولاحقته قوات ابن الأشعث ، حق ألجأته إلى جبل عرف باسم ( سوفجاج ، ونزل ابن الأشعث بسفح هذا الجبل محاصراً لابن رستم ، الذي آب لنصرته فلول الأباضية وطال الحصار حتى مل ابن الأشعث ، فرجع إلى القيروان . وعندما كثرت الأباضية قرر عبد الرحمن ارتياد مكان يتخذه الأباضية مقراً لهم ، لذلك اتجه نحو الغرب ، حتى نزل سنة ١٦١ ه في غيضة في سفح جبل جزول ، فاختار منها موضعاً مربعاً لا شعراء ، فقالت البربر نزل تاهرت ) وتفسيره الدف للربيعه ) واستعمل خشب الغابة في بناء مسجد المدينة الجديدة والبيوت ، وسرعان ما تطورت مع ، جموع فيه هذه المدينة ، وطارت شهرتها
تقع تاهرت على ارتفاع ۱۱۰۰ م ، وكانت تشرف على منطقة تلول منداس ، وعلى الطريق الموصلة من هذه المنطقة إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ، عابرة لسهول وادي شلف ، ووجودها قرب منطقة سباسب شاسعة ، صالحة للمرعى جعل منها مركز اتصال مستمر بين البدو الرحل وسكان المدن والقرى ، وكان هذا من العوامل التي ساعدت فيما بعد على ازدهار الحركة التجارية فيها ، يضاف إلى هذا أنه انتهى قرب تاهرت طرق حبل ونشريس ، الذي سكنته قبائل من البربر كثيرة . وعليه لم يؤسس عبد الرحمن بن رستم مدينته في بقعة غير مأهولة ،
بل في منطقة كثيفة السكان ، فعلى بعد 9 كلم فقط من مدينته كان يوجد مدينة عرفت في العهد الروماني ، وكانت تدعى الآن باسم تاهرت القديمة وتطورت حركة العمران في المدينة ، وقام خوارجها عقب تأسيسها بمبايعة عبد الرحمن بن رستم بالإمامة ، وعلى هذا أسس ابن رستم في وقت واحد مدينة جديدة وأسرة حاكمة جديدة .
وعندما بلغت أخبار قيام تاهرت والامامه الرستمية إلى مسامع الخوارج في المشرق خاصة في البصرة ، قصدت مجموعات من الخوارج وأخرى من الايرانيين إليها.
ونشطت حركات الهجرة إلى هذه المدينة ، وصار المهاجرون والتجار يبنون فيها البيوت الفخمة والقصور والأسواق والمتاجر ، وصحيح ان المدينة قامت في الأصل لتلبية حاجات الأباضيه ، لكن سرعان ما استقر بها فئات من السنة والمعتزلة الواصليه ، وبنى هؤلاء مساكنهم ومساجدهم ، وتطورت الحياة الاجتماعية في هذه المدينة ، وقام نشاط تجاري وزراعي كبير فيها ، لهذا باتت تعرف باسم « عراق المغرب » و د بلخ المغرب ) .
بعد ما قامت الخلافة العباسية، وقعت هذه الخلافة أسيرة لمشاكل الشرق الاسلامي فاضطرت في كثير من الأحيان إلى عدم الاهتمام بمشاكل الغرب الاسلامي ، ولهذا نلاحظ أن قوى كثيرة نشطت في أجزاء من الغرب ، فاستطاعت إقامة دول مستقلة عن الخلافة العباسية ومن الملاحظ أن الغرب الاسلامي بعد ما دخل في الاسلام ، قامت فيه حركات معارضة كبيرة للحكم الأموي ، وكان جل هذه الحركات في بداية القرن الثاني يؤمن بأفكار الخوارج ، وينتسب إلى إحدى فرقهم ، وقد نجم عن حركات الخوارج نتائج كبيرة كان أبرزها قيام دولة الأئمة الرستميين في تاهرت ) بعماله وهران الحالية ) ودولة بني مدرار في سجلماسة في المغرب ويمكن أن نضيف إليها دولة برغواطة في المغرب أيضاً ودولة الأئمة الرستميين الخارجية هي أول دولة فارسية تأسست في الاسلام ، فقد أسس هذه الدولة سنة ١٤٤ هـ عبد الرحمن بن رستم ، الذي كان إيراني الأصل ، قدم المغرب بعد فتحه ، والتحق بجماعات الأباضية من خوارج المغرب ، وكان على رأسهم زعيم يعرف بأبي الخطاب، وقد استقر أبو الخطاب في وقت تأسيس الدولة العباسية في طرابلس ٣٢ - مائة أوائل .
وفي هذا الوقت كان قد تغلب على جزء كبير من المغرب حبيب ابن عبد الرحمن الفهري ، وظل هكذا حتى غلبته قبيلة ورفجومة البربرية ، وقامت هذه القبيلة بزعامة عاصم بن جميل باقتحام القيروان، فقتلت كل قرشي كان فيها ، واستباحتها ، واستهانت بحرمة مساجدها . وأغضبت هذه الفعلة الشنعاء أبو الخطاب الأباضي ، فتحرك من طرابلس إلى القيروان فاحتلها ، وجاء هذا في وقت وصلت فيه أخبار إفريقية إلى مسامع أبي جعفر المنصور ، فقام بارسال جيش كبير بقيادة محمد بن الأشعث الخزاعي ، وأمره بابعاد خطر الخوارج عن مصر ، والعمل على تشتيت قواهم في المغرب وحين علم أبو الخطاب بأخبار حملة ابن الأشعث ، غادر القيروان نحو طرابلس ، وأناب في القيروان عبد الرحمن بن رستم ، وبعد معارك طاحنة هزم ابن الأشعث جيوش الأباضية وقتل زعيمهم أبو الخطاب ، ثم توجه نحو القيروان ، فخرج منها ابن رستم فاراً ثلة من رجال الأباضية ، ولاحقته قوات ابن الأشعث ، حق ألجأته إلى جبل عرف باسم ( سوفجاج ، ونزل ابن الأشعث بسفح هذا الجبل محاصراً لابن رستم ، الذي آب لنصرته فلول الأباضية وطال الحصار حتى مل ابن الأشعث ، فرجع إلى القيروان . وعندما كثرت الأباضية قرر عبد الرحمن ارتياد مكان يتخذه الأباضية مقراً لهم ، لذلك اتجه نحو الغرب ، حتى نزل سنة ١٦١ ه في غيضة في سفح جبل جزول ، فاختار منها موضعاً مربعاً لا شعراء ، فقالت البربر نزل تاهرت ) وتفسيره الدف للربيعه ) واستعمل خشب الغابة في بناء مسجد المدينة الجديدة والبيوت ، وسرعان ما تطورت مع ، جموع فيه هذه المدينة ، وطارت شهرتها
تقع تاهرت على ارتفاع ۱۱۰۰ م ، وكانت تشرف على منطقة تلول منداس ، وعلى الطريق الموصلة من هذه المنطقة إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ، عابرة لسهول وادي شلف ، ووجودها قرب منطقة سباسب شاسعة ، صالحة للمرعى جعل منها مركز اتصال مستمر بين البدو الرحل وسكان المدن والقرى ، وكان هذا من العوامل التي ساعدت فيما بعد على ازدهار الحركة التجارية فيها ، يضاف إلى هذا أنه انتهى قرب تاهرت طرق حبل ونشريس ، الذي سكنته قبائل من البربر كثيرة . وعليه لم يؤسس عبد الرحمن بن رستم مدينته في بقعة غير مأهولة ،
بل في منطقة كثيفة السكان ، فعلى بعد 9 كلم فقط من مدينته كان يوجد مدينة عرفت في العهد الروماني ، وكانت تدعى الآن باسم تاهرت القديمة وتطورت حركة العمران في المدينة ، وقام خوارجها عقب تأسيسها بمبايعة عبد الرحمن بن رستم بالإمامة ، وعلى هذا أسس ابن رستم في وقت واحد مدينة جديدة وأسرة حاكمة جديدة .
وعندما بلغت أخبار قيام تاهرت والامامه الرستمية إلى مسامع الخوارج في المشرق خاصة في البصرة ، قصدت مجموعات من الخوارج وأخرى من الايرانيين إليها.
ونشطت حركات الهجرة إلى هذه المدينة ، وصار المهاجرون والتجار يبنون فيها البيوت الفخمة والقصور والأسواق والمتاجر ، وصحيح ان المدينة قامت في الأصل لتلبية حاجات الأباضيه ، لكن سرعان ما استقر بها فئات من السنة والمعتزلة الواصليه ، وبنى هؤلاء مساكنهم ومساجدهم ، وتطورت الحياة الاجتماعية في هذه المدينة ، وقام نشاط تجاري وزراعي كبير فيها ، لهذا باتت تعرف باسم « عراق المغرب » و د بلخ المغرب ) .
تعليق