أبو مدين الغوث .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أبو مدين الغوث .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

    أبو مدين الغوث

    صيغت شخصية المغرب العربي الكبير ، في إطار الاسلام العام وحدث ذلك عبر عدة مراحل ، وبوساطة عده قوى ومؤسسات ، فبعدما فتح العرب الشمال الافريقي ، دخل سكانه في الإسلام ، وبالتالي في التاريخ ، ثم أخذوا يعبرون عن شخصيتهم ورغباتهم بوسائل إسلامية كان منها عقائد الخوارج ، والمالكية ، والتشيع المعتدل والمتطرف ، والاعتزاز ، وجاء ذلك بصورة ثورات كثيرة ، ومحاولات لتأسيس الملك ، ونشاط دعوى ، أو تجاري ، وغير ذلك كثير وفي البداية كانت المساجد أهم مراكز الدعوة ، إنما حين تذكر المساجد كمراكز للدعوة يذكر إلى جانبها أولاً الرباطات ثم الزوايا ، فالمغرب بسواحله الطويلة للغاية القائمة على المتوسط الأطلسي ، كان دائماً عرضة للخطر عبر البحر ، وكما حدث في المشرق ، حيث أقام المسلمون أماكن للمرابطة على السواحل لصد أي عدوان ، فقد انتقلت التجربة إلى المغرب ، ومن الملاحظ أن غالبية الذين رابطوا كانوا من المتطوعة ، حيث كانوا يبتغون الجهاد في سبيل الله ، وكثير منهم فر إلى المرابطة من جور السلطان ، أو اغراءات التوظيف ، لذلك عاش بين المرابطين عدد من كبار العلماء وعرفت مجتمعات المرابطين حركة علمية كانت وثيقة الصلات بالزهد و التقشف، والمثالية ، والخشونة والبراءة ، ونمت تجربة الرباطات في المغرب نمواً كبيراً خاصة في السواحل المتوسطية ،
    حيث دفعت وشغلت دوراً كبيراً للغاية حتى قيام الخلافة الفاطمية ، إلى السواحل الأطلسية ، كما نقلت التجربة من الثغور الساحلية إلى الثغور الداخلية ، وصار الرباط عبارة عن مؤسسة عسكرية مدنية أفرادها يشغلون وقتهم في رصد السواحل والحراسة ، مع التعبد والخلوة والتعلم ، ونسخ الكتب ، ولهذا فإن الدور الثقافي الرباطات كبير للغاية . ومعلوم أن العالم الإسلامي تعرض في القرنين الثاني والثالث لأزمات كبيرة ، استغلها السبعية مع حركات الفرق الأخرى وفي أواخر القرن الثالث تم إقامة الخلافة الفاطمية ، لكن منذ القرن الخامس ، أو قبل ذلك ، حدثت استفاقة عباسية نشطة وتراجعت قوى الخلافة الفاطمية وأصيبت بإنتكاسات خطيرة ، ووضح هذا كله في تاريخ الدولة الغزنوية وتجلى في قيام السلطنة السلجوقية ، وتأسيس المدرسة النظامية في بغداد . ومرت الاستفاقة العباسية بعدة مراحل ، كانت أولاها بسيطة فيها شيء من التزمت ، لهذا عادت الحركات الفكرية حتى حركة الأشاعرة منها ، لكن هذه المرحلة لم تدم طويلا انتصرت حركة الأشاعرة ممزوجة بالتصوف وسيطرت على الفكر الإسلامي بكافة اتجاهاته .. وعلى صعيد الغرب الإسلامي كان من نتائج المرحلة الأولى قيام دولة المرابطين ، ومن نتائج المرحلة التالية قيام الدولة الموحدية ، وجاء انتصاراً لكتاب احياء علوم الدين للغزالي ، وفاتحة عهد إسلامي جديد فقد زالت الرباطات وأخذت زوايا الصوفية تحل محلها ، وقامت هذه الزوايا بدور كبير على صعيد الشمال الأفريقي بشكل خاص ، وعلى صعيد الدعوة الاسلامية في افريقية بشكل عام . والبحث في هذا الموضوع هام ومثير ، ويكفينا هنا طرق بابه ، والتعريف بأحد رواد حركة التصوف وهو الغوث أبو مدين .
    شعيب بن الحسين - وقيل الحسن - الأندلسي ، ولد في الأندلس ، ربما في العقد الثاني من القرن السادس ، وتعلق في بداية حياته ببعض المتصوفة ، ثم سافر إلى المغرب الأقصى، والتحق بسبته ثم بمراكش التي غادرها إلى فاس مركز العلم والعلماء .

    أخذ أبو على شيوخها علم الطريقة وعلم الحقيقة ، أن إقامته في فاس طالت ، وهناك تكون صوفيا وتدرب أفضل تدريب ، ويذكر أنه توجه حاجاً إلى مكة ( فتعرف في عرفة بالشيخ عبد القادر الجيلاني ، فقرأ عليه في الحرم الشريف ، كثيراً من الحديث وألبسه خرقة الصوفية ، وأودعه كثيراً من أسراره ، وحلاه وفي فاس مدین ويبدو بملابس أنواره

    وعقب عودة أبي مدين إلى المغرب ذاعت شهرته ، وقصده المريدون وترقى إلى مرتبة الولاية ، وكان في مجالسه يقرأ الحديث ، ويعظ ويرشد ، وقد وصفه أحمد معاصريه بقوله : وكان زاهداً فاضلاً ، عارفاً بالله تعالى ، قد خاض من الأحوال بحاراً ، ونال من المعارف أسراراً ، وخصوصاً مقام التوكل ، لا يشق فيه غباره ، ولا تجهل آثاره وكان مبسوطا بالعلم ، مقبوضاً بالمراقبة ، كثير الالتفات بقلبه إلى الله تعالى ، ، ومما حفظ من أحاديثه قوله : ( بسر حياته ظهر حياتي ، وبنور صفاته استنارت صفاتي ، وبديمومته دامت مملكتي ، وفي توحيده أفنيت همتي ، فسر التوحيد في قوله : لا إله إلا أنا والوجود بأسره حرف جاء لمعنى وبالمعنى ظهرت الحروف ، وبصفاته اتصف كل موصوف ، وباسمه ائتلف كل مألوف فمصنوعاته له محكمة ، ومخلوقاته له مسلمة لأنه خالقها ومظهرها ، ومنه مبدأها وإليه مرجعها . أن نشاط أبي أغضب الادارة الموحدية وأخافها .



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٣٤_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	66.4 كيلوبايت 
الهوية:	76082 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٣٥_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	83.2 كيلوبايت 
الهوية:	76083 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٣٥ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	72.7 كيلوبايت 
الهوية:	76084 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٣-٠١-٢٠٢٣ ١٤.٣٦_1.jpg 
مشاهدات:	6 
الحجم:	45.7 كيلوبايت 
الهوية:	76085

  • #2
    Abu Madian relief

    The personality of the Great Arab Maghreb was formulated within the framework of general Islam, and this happened through several stages, and with the mediation of several forces and institutions. , moderate and extremist Shiism, and pride, and this came in the form of many revolutions, and attempts to establish the king, and lawsuit or commercial activity, and many more. The very long period based on the Atlantic Mediterranean was always exposed to danger across the sea, and as happened in the East, where the Muslims set up places for stationing on the coasts to repel any aggression, so the experience moved to Morocco, and it is noticeable that the majority of those stationed were volunteers, as they wanted jihad For the sake of God, and many of them fled to the Almoravids from the tyranny of the Sultan, or the temptations of employment, so a number of senior scholars lived among the Almoravids, and the Almoravid societies knew a scientific movement that was closely linked to asceticism and Austerity, idealism, roughness and innocence, and the experience of Rabat in Morocco has grown significantly, especially in the Mediterranean coasts,
    Where it pushed and occupied a very large role until the establishment of the Fatimid caliphate, to the Atlantic coasts, as it transferred the experience from the coastal frontiers to the inner frontiers, and the ribat became a civilian military institution whose members occupied their time in monitoring the coasts and guarding, with worship, solitude, learning, and copying books. The cultural role of Rabat is very large. It is known that the Islamic world was exposed in the second and third centuries to major crises, exploited by the Seven, with the movements of other sects, and at the end of the third century, the Fatimid caliphate was established, but since the fifth century, or before that, an active Abbasid awakening took place and the forces of the Fatimid caliphate retreated and suffered serious setbacks, and this clarified It is all in the history of the Ghaznavid state and was manifested in the establishment of the Seljuk Sultanate and the establishment of the Nizamiyya School in Baghdad. The Abbasid awakening passed through several stages, the first of which was simple and contained a bit of puritanism. This is why intellectual movements returned, even the Ash'ari movement, but this stage did not last long. The Ash'ari movement mixed with Sufism triumphed and dominated Islamic thought in all its directions.. On the level of the Islamic West, this was one of the results of the stage. The first is the establishment of the Almoravid state, and one of the results of the next phase is the establishment of the Almohad state, and it came as a victory for Al-Ghazali’s book Revival of Religious Sciences, and ushered in a new Islamic era. in Africa in general. Research on this subject is important and exciting, and it is sufficient for us here to knock on its door, and to introduce one of the pioneers of the Sufism movement, which is Al-Ghawth Abu Madyan, who is
    Shoaib bin Al-Hussein - and it was said Al-Hassan - Al-Andalusi, was born in Andalusia, perhaps in the second decade of the sixth century, and attached himself at the beginning of his life to some Sufis, then traveled to Al-Aqsa Morocco, and joined Ceuta and then Marrakesh, which he left for Fez, the center of knowledge and scholars.

    Abu Ali its sheikhs acquired the knowledge of the method and the knowledge of the truth, that his stay in Fez was long, and there he would become a Sufi and train in the best way, and he mentions that he went on pilgrimage to Mecca (so he was introduced to Sheikh Abd al-Qadir al-Jilani in Arafat, so he recited to him in the Noble Sanctuary a lot of hadith and clothed him with a Sufi rag, And he entrusted him with many of his secrets, and he adorned him in Fez Medina, and he appeared in the clothes of his lights

    After Abi Madyan’s return to Morocco, his fame spread, and the disciples visited him, and he rose to the rank of guardianship. Especially the station of reliance, in which its dust is not divided, its traces are not ignorant, and he was happy with knowledge, gripped by observation, with a lot of attention in his heart to God Almighty, and among his hadiths he memorized was his saying: (In the secret of his life my life appeared, and in the light of his attributes my attributes were illuminated, and in his continuity my kingdom lasted, and in his monotheism I exhausted my aspiration, he explained monotheism in his saying: There is no god but me and existence in its entirety is a letter that came to a meaning and in the meaning the letters appeared, and with His attributes every described is described, and in His name every familiar is united, so his artifacts are decisive, and his creatures are submitted to Him because He is their Creator and manifestation, and from Him is their origin and to Him is their reference. Almohad administration and feared it,

    تعليق

    يعمل...
    X