يقولون عن سام مزمانيان
جوزف نصر : سام أرشف مجاهل الجمهورية اللبنانية !
جورج سمرجيان : سام لغز يصعب تفكيكه إبراهيم الطويل : تخرجت من مدرسته محترفاً
جوزيف نصر احد مسؤولي جريدة - النهار . . ممن عايشوا سام لأكثر من عشرين سنة يقول عن المصور الراحل - رفقتي لسـام بدات عـام ١٩٦٣ ، وكان قد سبقني إلى العمل في جريدة - النهار ، بخمس سنوات ، حيث سبق له أن غطي احداث عام ١٩٥٨ وما تبعها .
وكان قد بدا يبرز بشكل قوي وعملنا معاً بعد ذلك كفريق دائم عنـوان - مجـاهـل الجمهورية ، و ، المقسم ١٩ . . حيث قمنا بتقديم تحقيقات تحت
إسبوعية مصورة المناطق لبنائية من أقصى الشمال إلى الجنوب فالبقاع ، بعملية هي بمثابة مسح فوتوغرافي لأوضاع القرى والمناطق المتخلفة ، خصوصا في تلك الأيام ، حيث معظم القرى التي لا يصلها الماء ولا الكهرباء . كما هو معروف حتى الطرقات لم تكن صالحة لسير السيارات ... كنا دائما نعود بارشيف كامل عن المناطق اللبنانية بما فيها من انهر وسهول وجبـال ، وفي أحـوال طبيعية متنوعة من كل الفصول وغالباً ما كنا نبيت عند الأصدقاء لتكملة المواضيع التي صرفنا يوماً بكامله من الفجر حتى الغروب دون أن نكتفي فيها .. ولو عدنا اليوم للأرشيف لوجدنا ان لكل زاوية , لا بل لكل عجوز في هذه المناطق صورة خاصة عند سام ، صاحب النظرة المختلفة لكل الأمور كان سام يحب الطبيعة الريفية يحب البيـادر ، والشلالات الحيوانات كان يفضل الماعز لذا كان يذهب باستمرار إلى راشيا ومن الوادي لكثرة الماعز هناك .
ويتابع جوزيف نصر :
- سام ، بالإضافة إلى كل ذلك لعب دورا كبيرا في مسار الصحافة اللبنانية ، لا لمجرد تاسيسه قسم
التصوير في النهار ، بل لانه كان على إستعداد لتعليم الجميع دون ادنی خوف من المزاحمة . مما يؤكد ثقته بنفسه ومقدرته ... اما على صعيد الأسلوب فاهم ما يميز سام هو تداخل الاحساس الفني في الصورة الصحفية لقد في سبيل لقطة مميزة إنه بكل حق صاحب مدرسة وإسلوب خاص وقد سعى بجدية في إتجاه كان على إستعداد لقضاء نهار كامل التصوير الاختصاصي في لبنان . بحيث يصبح لدينا المصور الرياضي والمصور المتخصص بالأحداث السياسية واخـر
للأحداث الأمنية وما شابه .
- أما أفضل ما اذكره عن سام يتابع جوزيف نصر - انه نام ليلتين بجانب الطائرات المختطفة في الأردن فتزود بالطعام والشراب مسبقا لتقديره لما سيحدث ، وكل ذلك للحصول على الصورة النادرة لحادثة تفجير الطائرات ، وكان يومها يعمل في - النهار ، وفي ، اليونايتد برس ، في آن معاً وفضل إعطاء السبق الصحفي لجريدة النهار » ، ورغم ذلك حاز عن نفس الصور على جائزة مالية كبيرة من - اليونايتد برس إضافة لجائزة المصور الأول في الوكالة نفسها .
وفي مرة أخرى ابکی سام النجمة الفرنسية بريجيت باردو لكثرة إصراره على ملاحقتها في محاولة منه للحصول على صورة واحدة لها
دون - ماكياج . والادارة تدرس الآن اقتراح بتسمية جائزة باسم سام تمنح للمتفوقين من
قسم التصوير كل سنة .
سر المصلحـة تبـريـر للجاهلين .
جورج سمرجيان : أحد تلاميذ سام مزمانیان وهو المصور الذي اعده إستاذه ليكون مصوراً عالمياً وشهد له قبل وفاته بانه حقق الكثير على هذا الطريق ... يقول جورج سمرجیان :
- سام لغز يصعب تفكيكه ولكن مع التقرب منه تحسه طفلا كبيرا ، دائم الحركة كارها للعنف تواقاً للهدوء اما مهنياً فقد بدات معه في عام ١٩٦٧ ، وقد تشربت طريقته في العمل . فهو يريد لكل موضوع خلفية تدعمه وكان بحثنا دائما للابتعاد عن الصورة التقليدية مؤكداً ان تحركات
الأشخاص وخلفياتهم ، حتى في الموضوع السياسي ، افضل بكثير من الحصول على صور تقليدية للاجتماع .. ومن أهم ما يربطنا به هو محاولاته الدائمة لارشادنا وتصحيح اخطائنا .
ويتابع جورج سمرجيان :
ـ كان سام مصوراً متبصراً يرى الأمور بعين ثاقبة وهو أبعد الناس عنها فقد طلب مني إحـدى المرات .. وكنا في بيروت ظهرا ، ان اذهب الى « صوفر ، حالا وحدد في موقعاً معيناً يطل على « بحمدون قائلا « سترى مشهداً ضبابياً يغطي قرية بحمدون ... صوره وعد بسرعة ! ، وقد ذهبت وعدت فعـلا بلقطة نادرة من نفس الموقع .. وقد شرح في يومها الكثير عن إسلوبه كذلك كان يشرح للجميع ، فهو دائم العطاء ولا وجود عنده للسر ، على العكس فهو يقول « كلمة سر المصلحة هي عذر يختلقه الجـاهلـون والضعفاء ، .
حكايته مع رومي شنايدر .
إبراهيم الطويل : المصور الآخر الذي رشحه سام للعالمية في المجال الفونوغرافي يقول :
- يبدو أن سام كان راسخ الاعتقاد بانه قادر على جعل أي شخص يرغب بالتصوير مصورا ناجحاً ومن هنا نشر إعلاناً يدعو فيه طلاب المدارس إلى دورة لتعلم التصوير خلال فصـل الصيف وبعد إنتهاء الدورة ، التي إلتحقت بها ، رفضت العودة إلى المدرسة ، كان ذلك عام ١٩٧٣ حيث ادخل سام التصوير في كياني فلم أعد قادراً على الانسلاخ عنه .
ويتابع إبراهيم الطويل :
- لقد اخذت عن سام الكثير ولكن الأهم نظـرتـه الثاقبة للأمور ... ففي إحدى المرات مثلاً جاءت رومی شنايدر إلى لبنان وطلب مني سام الذهاب إلى أحد المطاعم لتصويرها . فذهبت لكنني منعت من التصوير ، ولما عدت واخبرته بذلك ، قال إذهب انت واحد الزملاء سريعاً وادخل لوحدك إلى المطعم دون استئذان وحاول التقاط صورة ، ومهما حصل أسرع الى الخارج ولا بد أن يلحق بك البعض ، فيكون زميلك بانتظارك .. وكاميرا أخرى جاهزة بيده ، فيصور عملية المطاردة وتعودون في بموضوع آخر ... وفعلا حصل ما توقعته نظرة سام الثاقبة . وعدنا بقصة مصورة .. وهي مجرد تاكيد آخر على عناده ورفضه للهزيمة رغم كل الهدوء الذي يعرف عنه . .
کمیل حداد : سام ربع قرن من العطاء
سيظل مرآة تعكس الحقيقة
کمیل حداد : من زملاء سام ومن هنا يقول :
في جريدة النهار ، لا بل هو من المفاخرين بانه تتلمذ على يديه - سنجعل إحدى عدساتنا قلماً ودمعنا حبراً لنكتب عن غیاب سام ، معزین انفسنا به .
لقد عرفناه خبراً وعاشرناه صورة وتابعناه مدرسة واخيراً فقدناه ابا ... نحن تلاميذه ورفاق دربه على مدى ربع قرن لا نجد عزاء لنا بغيابه ... لن نبكيه لأنه لا يحب البكاء لكن وعدنا له بان تظل صورته في اعيننا مرأة تعكس الحقيقة والحدث والابداع
الفني عبر الكاميرا .
لينم قرير العين ، هاديء البال ، فقد أعطى طيلة ربع قرن بلا حدود ، وبحنان لا مثيل له .
إنه ينبوع الكرم الذي روى هذه النبتة العظيمة للصورة في لبنان . ولا بد أن تنمو هذه النبتة ، لا بد ان تتحول إلى شجرة وارفة الظلال ، لا بد وأن تثمر كل شجرة كان سام لها تراباً وماء !
جوزف نصر : سام أرشف مجاهل الجمهورية اللبنانية !
جورج سمرجيان : سام لغز يصعب تفكيكه إبراهيم الطويل : تخرجت من مدرسته محترفاً
جوزيف نصر احد مسؤولي جريدة - النهار . . ممن عايشوا سام لأكثر من عشرين سنة يقول عن المصور الراحل - رفقتي لسـام بدات عـام ١٩٦٣ ، وكان قد سبقني إلى العمل في جريدة - النهار ، بخمس سنوات ، حيث سبق له أن غطي احداث عام ١٩٥٨ وما تبعها .
وكان قد بدا يبرز بشكل قوي وعملنا معاً بعد ذلك كفريق دائم عنـوان - مجـاهـل الجمهورية ، و ، المقسم ١٩ . . حيث قمنا بتقديم تحقيقات تحت
إسبوعية مصورة المناطق لبنائية من أقصى الشمال إلى الجنوب فالبقاع ، بعملية هي بمثابة مسح فوتوغرافي لأوضاع القرى والمناطق المتخلفة ، خصوصا في تلك الأيام ، حيث معظم القرى التي لا يصلها الماء ولا الكهرباء . كما هو معروف حتى الطرقات لم تكن صالحة لسير السيارات ... كنا دائما نعود بارشيف كامل عن المناطق اللبنانية بما فيها من انهر وسهول وجبـال ، وفي أحـوال طبيعية متنوعة من كل الفصول وغالباً ما كنا نبيت عند الأصدقاء لتكملة المواضيع التي صرفنا يوماً بكامله من الفجر حتى الغروب دون أن نكتفي فيها .. ولو عدنا اليوم للأرشيف لوجدنا ان لكل زاوية , لا بل لكل عجوز في هذه المناطق صورة خاصة عند سام ، صاحب النظرة المختلفة لكل الأمور كان سام يحب الطبيعة الريفية يحب البيـادر ، والشلالات الحيوانات كان يفضل الماعز لذا كان يذهب باستمرار إلى راشيا ومن الوادي لكثرة الماعز هناك .
ويتابع جوزيف نصر :
- سام ، بالإضافة إلى كل ذلك لعب دورا كبيرا في مسار الصحافة اللبنانية ، لا لمجرد تاسيسه قسم
التصوير في النهار ، بل لانه كان على إستعداد لتعليم الجميع دون ادنی خوف من المزاحمة . مما يؤكد ثقته بنفسه ومقدرته ... اما على صعيد الأسلوب فاهم ما يميز سام هو تداخل الاحساس الفني في الصورة الصحفية لقد في سبيل لقطة مميزة إنه بكل حق صاحب مدرسة وإسلوب خاص وقد سعى بجدية في إتجاه كان على إستعداد لقضاء نهار كامل التصوير الاختصاصي في لبنان . بحيث يصبح لدينا المصور الرياضي والمصور المتخصص بالأحداث السياسية واخـر
للأحداث الأمنية وما شابه .
- أما أفضل ما اذكره عن سام يتابع جوزيف نصر - انه نام ليلتين بجانب الطائرات المختطفة في الأردن فتزود بالطعام والشراب مسبقا لتقديره لما سيحدث ، وكل ذلك للحصول على الصورة النادرة لحادثة تفجير الطائرات ، وكان يومها يعمل في - النهار ، وفي ، اليونايتد برس ، في آن معاً وفضل إعطاء السبق الصحفي لجريدة النهار » ، ورغم ذلك حاز عن نفس الصور على جائزة مالية كبيرة من - اليونايتد برس إضافة لجائزة المصور الأول في الوكالة نفسها .
وفي مرة أخرى ابکی سام النجمة الفرنسية بريجيت باردو لكثرة إصراره على ملاحقتها في محاولة منه للحصول على صورة واحدة لها
دون - ماكياج . والادارة تدرس الآن اقتراح بتسمية جائزة باسم سام تمنح للمتفوقين من
قسم التصوير كل سنة .
سر المصلحـة تبـريـر للجاهلين .
جورج سمرجيان : أحد تلاميذ سام مزمانیان وهو المصور الذي اعده إستاذه ليكون مصوراً عالمياً وشهد له قبل وفاته بانه حقق الكثير على هذا الطريق ... يقول جورج سمرجیان :
- سام لغز يصعب تفكيكه ولكن مع التقرب منه تحسه طفلا كبيرا ، دائم الحركة كارها للعنف تواقاً للهدوء اما مهنياً فقد بدات معه في عام ١٩٦٧ ، وقد تشربت طريقته في العمل . فهو يريد لكل موضوع خلفية تدعمه وكان بحثنا دائما للابتعاد عن الصورة التقليدية مؤكداً ان تحركات
الأشخاص وخلفياتهم ، حتى في الموضوع السياسي ، افضل بكثير من الحصول على صور تقليدية للاجتماع .. ومن أهم ما يربطنا به هو محاولاته الدائمة لارشادنا وتصحيح اخطائنا .
ويتابع جورج سمرجيان :
ـ كان سام مصوراً متبصراً يرى الأمور بعين ثاقبة وهو أبعد الناس عنها فقد طلب مني إحـدى المرات .. وكنا في بيروت ظهرا ، ان اذهب الى « صوفر ، حالا وحدد في موقعاً معيناً يطل على « بحمدون قائلا « سترى مشهداً ضبابياً يغطي قرية بحمدون ... صوره وعد بسرعة ! ، وقد ذهبت وعدت فعـلا بلقطة نادرة من نفس الموقع .. وقد شرح في يومها الكثير عن إسلوبه كذلك كان يشرح للجميع ، فهو دائم العطاء ولا وجود عنده للسر ، على العكس فهو يقول « كلمة سر المصلحة هي عذر يختلقه الجـاهلـون والضعفاء ، .
حكايته مع رومي شنايدر .
إبراهيم الطويل : المصور الآخر الذي رشحه سام للعالمية في المجال الفونوغرافي يقول :
- يبدو أن سام كان راسخ الاعتقاد بانه قادر على جعل أي شخص يرغب بالتصوير مصورا ناجحاً ومن هنا نشر إعلاناً يدعو فيه طلاب المدارس إلى دورة لتعلم التصوير خلال فصـل الصيف وبعد إنتهاء الدورة ، التي إلتحقت بها ، رفضت العودة إلى المدرسة ، كان ذلك عام ١٩٧٣ حيث ادخل سام التصوير في كياني فلم أعد قادراً على الانسلاخ عنه .
ويتابع إبراهيم الطويل :
- لقد اخذت عن سام الكثير ولكن الأهم نظـرتـه الثاقبة للأمور ... ففي إحدى المرات مثلاً جاءت رومی شنايدر إلى لبنان وطلب مني سام الذهاب إلى أحد المطاعم لتصويرها . فذهبت لكنني منعت من التصوير ، ولما عدت واخبرته بذلك ، قال إذهب انت واحد الزملاء سريعاً وادخل لوحدك إلى المطعم دون استئذان وحاول التقاط صورة ، ومهما حصل أسرع الى الخارج ولا بد أن يلحق بك البعض ، فيكون زميلك بانتظارك .. وكاميرا أخرى جاهزة بيده ، فيصور عملية المطاردة وتعودون في بموضوع آخر ... وفعلا حصل ما توقعته نظرة سام الثاقبة . وعدنا بقصة مصورة .. وهي مجرد تاكيد آخر على عناده ورفضه للهزيمة رغم كل الهدوء الذي يعرف عنه . .
کمیل حداد : سام ربع قرن من العطاء
سيظل مرآة تعكس الحقيقة
کمیل حداد : من زملاء سام ومن هنا يقول :
في جريدة النهار ، لا بل هو من المفاخرين بانه تتلمذ على يديه - سنجعل إحدى عدساتنا قلماً ودمعنا حبراً لنكتب عن غیاب سام ، معزین انفسنا به .
لقد عرفناه خبراً وعاشرناه صورة وتابعناه مدرسة واخيراً فقدناه ابا ... نحن تلاميذه ورفاق دربه على مدى ربع قرن لا نجد عزاء لنا بغيابه ... لن نبكيه لأنه لا يحب البكاء لكن وعدنا له بان تظل صورته في اعيننا مرأة تعكس الحقيقة والحدث والابداع
الفني عبر الكاميرا .
لينم قرير العين ، هاديء البال ، فقد أعطى طيلة ربع قرن بلا حدود ، وبحنان لا مثيل له .
إنه ينبوع الكرم الذي روى هذه النبتة العظيمة للصورة في لبنان . ولا بد أن تنمو هذه النبتة ، لا بد ان تتحول إلى شجرة وارفة الظلال ، لا بد وأن تثمر كل شجرة كان سام لها تراباً وماء !
تعليق