الأديب وليّ الدين يكن (Wali Ed-Din-Yakan) كاتبٌ وشاعرٌ تركي الأصل..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأديب وليّ الدين يكن (Wali Ed-Din-Yakan) كاتبٌ وشاعرٌ تركي الأصل..

    يكن (ولي دين)

    Yakan (Wali Ed-Din-) - Yakan (Wali Ed-Dine-)

    يكن (ولي الدين ـ)
    (1290ـ 1339هـ/1873ـ 1921م)

    وليّ الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يَكَن، كاتبٌ وشاعرٌ تركي الأصل، وُلد في الأستانة ثمَّ جاءت أسرته إلى القاهرة وهو في الثانية من عمره، وتوفي والده وعمره ست سنوات فكفله عمه علي حيدر، ثمَّ أدخله مدرسة الأنجال التي يتعلم فيها أبناء الطبقة الحاكمة، ليتعلم مبادىء العلوم واللغات العربية والتركية والإنكليزية، والتحق بعدها بمدارس أخرى، وأتقن عدداً من اللغات إضافة إلى التركية والعربية، ومنها الفرنسية والإنكليزية واليونانية، وسافر إلى الأستانة مرتين، وعُيّن في الثانية عضواً في مجلس المعارف، ولكن السلطان عبد الحميد نفاه في سنة 1902 إلى ولاية سيواس، فلما أعلن الدستور العثماني سنة 1908 عاد إلى مصر واشتغل بالكتابة، ثم عيّنه السلطان حسين كامل سكرتيراً لديوان كبير الأمناء (1914 ـ 1917)، وهجر العمل بعد ذلك بسبب المرض (الربو)، وتوفي بالقاهرة.
    كان ولي الدين يكن حرباً على الاستبداد والمتعاونين في سبيله، فلما زار الأستانة رأى الاضطهاد والظلم في زمن عبد الحميد، فعاد إلى مصر لينشىء مع يوسف فتحي سنة 1895 جريدة أسبوعية هي «المقياس»، ثم أنشأ مع أمين إمام جريدة «الاستقامة» سنة 1897، فأخذ ينتقد فيها ولاة الأمر، فأغلقت سريعاً، فقال في ذلك ساخراً:
    ولما غدا قولُ الصواب مُذَمَّـــــماً
    عَزَمْتُ على ألاً أقول صوابا
    فجافيت أقلامي وعفت (استقامتي)
    ورحتُ أرجّي للسلامة بــابا
    استمر ولي الدين ينشر مقالاته اللاذعة في الصحف المصرية، كالمقطم والأهرام والمؤيد والمشير والقانون الأساسي، واتصل بجماعة ذات غايات سياسية، فقبض عليه ونفي إلى سيواس، وظلّ خصماً للشيخ أبي الهدى الصيادي الذي كان عيناً للسلطة، وقد هجاه وحرّض عليه في مقالاته وقصائده، وله في ذلك «الخافي والبادي في فضائح الصيادي».
    لولي الدين يكن عدد من الكتب المطبوعة والرسائل المخطوطة، فالمطبوع هو: «المعلوم والمجهول»: وهو كتاب في مجلدين، في الأول منهما ما شاهده من فساد الحكومة العثمانية، ويتحدّث في الثاني عن معاناته في السجن والنفي و«الصحائف السود« وهو كتاب يضم مقالاته التي نشرها في الصحف المصرية يصف فيها أحوال العباد والبلاد، وغايته منها الإصلاح. و«التجاريب» وهو كتاب يضمّ عدداً من المقالات التي نشرها في الصحف، وهو شبيه بكتاب الصحائف السود. و«خواطر نيازي»، وهو كتاب ترجمه ولي الدين عن اللغة التركية، ومؤلفه محمد نيازي، وهو بطل من أبطال الحرية، وقد كان ضابطاً في الجيش العثماني، ثار على حكم عبد الحميد، و«الطلاق» رواية لبول بورجيه Paul Bourget ترجمها عن الفرنسية، و«ديوان ولي الدين يكن» جمعه ونشره أخوه يوسف حمدي يكن بعد ثلاث سنوات من وفاته 1924.
    كان ولي الدين شاعراً مجيداً، وقد قسّم ديوانه إلى سبعة أقسام، وكان القسم الأول الأهم وهو في الشعر السياسي، وهو فيه بركان غاضب على المستبدين، وقد حارب فيه الفساد، ومما قاله في ذلك:
    طغى الشرُّ في بعض النفوس ولم يزل
    يربّ ُإلى أن أعلن الشرَّ كــاتمُ
    فجاؤوا يسوسونَ الأنامَ سياســــة ً
    سدى لم تسسها قبل ذاك البهائم
    فكم عالم صاحوا به أنتَ جاهــــلٌ
    وكم جاهل قالوا له أنتَ عالم
    وكانت الأقسام الأخرى موزعة بين الرثاء والعزاء والمديح والدهريات والهجاء والغراميات والمتنوعات، ومن شعره الجيد ما نظمه في المنفى، وهو يحن إلى مصر، ومن ذاك قوله:
    يامصرُ لا أنساكِ ما طال المدى
    وأخالُ ما في الناس مَنْ ينساكِ
    كان ولي الدين مولعاً بالجمال والحبّ، وفي شعره الغزلي حيوية لا ترى في سواه، ومن ذلك ما قاله في خطاب قلبه الذي يسوقه إلى موارد التهلكة:
    أيُّها القلبُ لستَ تقبلُ نصحــاً
    فتجرّع هذا الذي تبتغيــــهِ
    كيف تشكو الهوى ولاتتقيـــهِ
    والذي يشتكي الهوى يتقيه
    كنتَ طفلاً فيه ومازلت طفلاً
    وبنوهُ شابوا ونسلُ أبيـــــهِ
    ولماأصيب بداء الربو وعجز الطبّ عن مداواته بعد عام 1918 نحل جسده إلى أن أصبح جلداً على عظم، فأخذ يتلهف إلى الموت، ومما قاله في هذا الموضوع:
    وضنىً لبست ثيابه زمناً
    فلبثت لا أقضي ولا أشفى
    حَوْلٌ تكامل في مرارته
    قد خلته من طوله ألفـا
    كان أسلوب يكن مرآة صادقة عن نفسه، فهو أسلوب متوتر منفعل سريع متلاحق الإيقاع، يتميز بالقوة والنبرة العالية أكثر مما يهتمّ بالصيغة الفنية أو التصويرالبياني.
    خليل الموسى

يعمل...
X