يلقب منصور اليمن هذا ولم يحظ تاريخ النشاط الاسماعيلي في اليمن بعد بما يستحقه من دراسة على أن النشاط الدعوي الاسماعيلي في اليمن مالبث أن عانى من أزمات داخلية ، ثم أخذ بالانحسار والضعف بسبب حركة شيعية أخرى ، هي الحركة الزبدية التي قادها منذ سنة ٧٩٣/ ٨٢٨٠م الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين .
ومن جديد بدأت قيادة الدعوة الاسماعيلية بالبحث عن بلد جديد لتنشط فيه ، وجاء هذا بعدما تكونت لدى هذه الدعوة قناعات بصعوبة العمل في شبه الجزيرة ، وإنه من المحال ، النجاح في اتخاذها قاعدة العمل يهدف للقضاء على الخلافة العباسية ، واستبدالها بأخرى شيعية ، وكانت بلاد الشمال الأفريقي هي التي وقع عليها الاختيار ، فهي نائية وسبق لبعض مناطقها أن تأثر بالنشاط الشيعي الذي أدى إلى قيام دولة الأدارسة ، كما إن اتساع رقعة البلاد والحالة القبلية فيها والاجتماعية كانت مشجعة للغاية ، وتناسب الحاجة تماما ، وكان الوضع السياسي أيضاً مناسباً ، وموافقاً ، فقد كان الأغالبة يعانون من التفكك والضعف ، ولم يكن لهم سلطان على معظم قبائل البربر حيث عاشت كل قبيلة في منطقة خاصة بها ونعمت بقسط وافر من الحرية والاستقلال، كما أن الآدارسة كانوا في حال تمزق وتدهـــــور وكانت الروح الخارجية الوقادة لدى خوارج سجلماسة وتاهرت وسواهما قد بدأت تخبو المنطقة 6
مصياف غربي حماه ، في هذا الوقت بالذات كان بيت الامامة الاسماعيلي قد تحول من منطقة جبال الديلم إلى السكنى في بلاد الشام ، واستقر أولاً في منطقة ثم تحول إلى السلمية شرقي حماه ، وتم اختيار السلمية لترائها الزراعي ولكناها من قبل الهاشميين من قريش ثم لقربها
ویروی أنه عندما كانت هذه القيادة مقيمة في السامية وجهت بعض الدعاة إلى شمال افريقية حيث تحقق بعض النجاح ، ثم بلغ هذه القيادة وفاة دعاتها في افريقية ، وكانت آنذاك في وضع لم يمكنها من ارسال دعاة جدد من الشام ، لذلك أصدرت الأمر إلى قيادة اليمن التي كانت قد اجتازت أزماتها بإرسال داعية جديد يتحمل أعباء الدعوة في الشمال الافريقي ، ويبدو أن اليمن حوت آنند مركز تدريب للدعاة واعدادهم ، وفي اليمن اختير الحسين بن زكريا الشيعي الذي يعرف عادة باسم أبي عبد الله الداعي الصنعاني لمهمة الذهاب إلى المغرب وقيل له : يا أبا عبد الله أرض كنامه من المغرب ... ليس لها غيرك ، فإنها موطأة ممهدة لك » . أحمد بن
من البادية حيث نشط دعاة القرامطة بشكل مروع ، ولكن شقاقا وقع بين القرامطة بزعامة صاحب الخال ، والقيادة الاسماعيلية جعل هذه القيادة تفر من السلمية إلى حماة قبل تدمير السالمية وقتل كل من كان فيها من قبل صاحب الخال ، ولم تقم القيادة الاسماعيلية في حماة طويلا بل توجهت إلى الرملة ...
الله لما أمر به، لكنه لم يتوجه مباشرة إلى الاسكندرية في مصر ، ليسافر منها إلى المغرب ، بل توجه نحو مكة الحج أبو بعدد من حجاج البربر فتعرف إليهم ثم أقام معهم صلات للصداقة متينة ، وعند انتهاء موسم الحج صحبهم هناك إلى المغرب الأوسط ، وفي المغرب نشط أبو عبد الله ، فاستطاع في سنين قليلة ، استمالة العديد من قبائل البربر وقام بتنظيم قوى هذه القبائل ، وقادها للنصر في عديد من المعارك ، مكنته من إزالة ملك الأغالبة ، وانتزاع القيروان منهم ، وانصاع أبو عبد الله ، التقى عبد موسم إلى مصر ، ومن ملك ومع
من الله من الأغالبة أزال أيضاً دولة الرستميين في تاهرت تم استولى على سجلماسة . ويبدو أن أبا عبد الله قد جاهر اثناء عمله بأن الامام الذي يدعو إليه ، هو من أبناء اسماعيل بن جعفر الصادق ، أو بكلمة أخرى ، نقل الدعوة من التشيع العام إلى التشيع الاسماعيلي ، وهنا لابد لنا أن نتساءل : ماهي السبل التي مكنت أبي نشر دعوته والترويج لها ، ثم ماهي الأداة اللغوية التي استخدمها ، خاصة وأن نشاطه كان كبيراً للغاية ، أثار حوله ضجة لم تقتصر على
يبدو المغرب الأوسط بل تعدته إلى المغرب كله ثم إلى المشرق ؟ أن أول ما قام به كان الاستفادة من جهود الدعاة الذين سبقوه ولعله قام بإعادة تنظيم جهاز الدعوة ، وأعداد دعاة جدد وكان اعداده لهم عقائدياً وعسكرياً ، ونظراً لأنه مارس مهنة التعليم في أيامه الأولى في المغرب ، فمن خلال التعليم ، الذي اقتصر - كما يبدو - أبناء شيوخ القبائل ، أوجد الدعاة ، وبنى زعماء القبائل مع ولاشك أن الأفكار التي طرحت كانت بسيطة ، تعلقت بحق آل البيت بالامامة ، ثم بفكرة المهدي ، وقرب ظهوره ، وشروط طاعته المطلقة والإيمان به وتقديـه على صداقات .
ولقد أحسن أبو عبد الله استغلال ما كان لدى قبائل البربر من عقائد وعادات ، فالبربر كان بينهم من يرى بأنهم انحدروا من جالوت ، وكان وقومه يسكنون فلسطين ، حتى قتل داود جالوت ، واثر مقتل جالوت فر قومه من هناك حقى استقروا في المغرب ، واستغل أبو ترويجاً كبيراً ، ورغب البربر وأثارهم من أجل الزحف نحو فلسطين تحت لواء الإمام لتحريرها ، ذلك أن الامام المهدي وحده : ه يمكنه جب عمل في سابق الذي كان من أصل يمني الني لها الله هذه الفكرة وروج عبد
لأنه وريث نبي الاسلام ، والإسلام يجب ما قبله . ووعد أبو عبد الله البربر بالنصر ، لأن الذي سيقودهم هو المهدي و معلوم أن هدف الاسماعيلية لم يكن الاقتصار بالاستيلاء على رقعة من الأرض من أجل إقامة دولة اقليمية ، بل كان الهدف أمميا ، ابتغى أولاً وأساساً إزالة الخلافة العباسية من الوجود ، واحلال الخلافة الاسماعيلية علما ، ولاشك ان فلسطين كانت احدى بلدان الخلافة العباسية ، وكان الوصول من المغرب إلى العراق سيتم عبرها حتماً ...
وبعدما أيقن أبو عبد الله بأن الأمور قد توطدت له ، راسل الامامة الاسماعيلية في الشام ، وطلب قدوم الامام إلى افريقية (تونس) وكان الوفد الذي حمل الرسالة يضم بعض رجالات قبائل كتامة
واستجاب الامام الذي سيعرف بلقب المهدي ، وتحرك نحو المغرب في رحلة حفت بالمخاطر ، ووصل مع أسرته إلى سجلماسة في المغرب الأقصى ، وبعد اقامة وجيزة فيها كشف أمره ، فأودع السجن ، لكن أبا عبد الله خف لنصره فاستطاع انقاذه أعلنه أميراً للمؤمنين ، وكان ذلك سنة ٩٠٩م . وفي لحظة النصر الحاسم للدعوة الاسماعيلية كانت هذه الدعوة تعاني من انشقاق جديد ، ذلك أن الفوارق كبيرة بين الأحلام الطوباويه ، والبرامج السرابية من جهة ، وعمليات التطبيق من جهة أخرى ، ونجم عن الانشقاق الجديد نتائج خطيرة كان أولها تصفية أبي عبد الله الداعي وأركانه جسدياً ، تم ...
ومن جديد بدأت قيادة الدعوة الاسماعيلية بالبحث عن بلد جديد لتنشط فيه ، وجاء هذا بعدما تكونت لدى هذه الدعوة قناعات بصعوبة العمل في شبه الجزيرة ، وإنه من المحال ، النجاح في اتخاذها قاعدة العمل يهدف للقضاء على الخلافة العباسية ، واستبدالها بأخرى شيعية ، وكانت بلاد الشمال الأفريقي هي التي وقع عليها الاختيار ، فهي نائية وسبق لبعض مناطقها أن تأثر بالنشاط الشيعي الذي أدى إلى قيام دولة الأدارسة ، كما إن اتساع رقعة البلاد والحالة القبلية فيها والاجتماعية كانت مشجعة للغاية ، وتناسب الحاجة تماما ، وكان الوضع السياسي أيضاً مناسباً ، وموافقاً ، فقد كان الأغالبة يعانون من التفكك والضعف ، ولم يكن لهم سلطان على معظم قبائل البربر حيث عاشت كل قبيلة في منطقة خاصة بها ونعمت بقسط وافر من الحرية والاستقلال، كما أن الآدارسة كانوا في حال تمزق وتدهـــــور وكانت الروح الخارجية الوقادة لدى خوارج سجلماسة وتاهرت وسواهما قد بدأت تخبو المنطقة 6
مصياف غربي حماه ، في هذا الوقت بالذات كان بيت الامامة الاسماعيلي قد تحول من منطقة جبال الديلم إلى السكنى في بلاد الشام ، واستقر أولاً في منطقة ثم تحول إلى السلمية شرقي حماه ، وتم اختيار السلمية لترائها الزراعي ولكناها من قبل الهاشميين من قريش ثم لقربها
ویروی أنه عندما كانت هذه القيادة مقيمة في السامية وجهت بعض الدعاة إلى شمال افريقية حيث تحقق بعض النجاح ، ثم بلغ هذه القيادة وفاة دعاتها في افريقية ، وكانت آنذاك في وضع لم يمكنها من ارسال دعاة جدد من الشام ، لذلك أصدرت الأمر إلى قيادة اليمن التي كانت قد اجتازت أزماتها بإرسال داعية جديد يتحمل أعباء الدعوة في الشمال الافريقي ، ويبدو أن اليمن حوت آنند مركز تدريب للدعاة واعدادهم ، وفي اليمن اختير الحسين بن زكريا الشيعي الذي يعرف عادة باسم أبي عبد الله الداعي الصنعاني لمهمة الذهاب إلى المغرب وقيل له : يا أبا عبد الله أرض كنامه من المغرب ... ليس لها غيرك ، فإنها موطأة ممهدة لك » . أحمد بن
من البادية حيث نشط دعاة القرامطة بشكل مروع ، ولكن شقاقا وقع بين القرامطة بزعامة صاحب الخال ، والقيادة الاسماعيلية جعل هذه القيادة تفر من السلمية إلى حماة قبل تدمير السالمية وقتل كل من كان فيها من قبل صاحب الخال ، ولم تقم القيادة الاسماعيلية في حماة طويلا بل توجهت إلى الرملة ...
الله لما أمر به، لكنه لم يتوجه مباشرة إلى الاسكندرية في مصر ، ليسافر منها إلى المغرب ، بل توجه نحو مكة الحج أبو بعدد من حجاج البربر فتعرف إليهم ثم أقام معهم صلات للصداقة متينة ، وعند انتهاء موسم الحج صحبهم هناك إلى المغرب الأوسط ، وفي المغرب نشط أبو عبد الله ، فاستطاع في سنين قليلة ، استمالة العديد من قبائل البربر وقام بتنظيم قوى هذه القبائل ، وقادها للنصر في عديد من المعارك ، مكنته من إزالة ملك الأغالبة ، وانتزاع القيروان منهم ، وانصاع أبو عبد الله ، التقى عبد موسم إلى مصر ، ومن ملك ومع
من الله من الأغالبة أزال أيضاً دولة الرستميين في تاهرت تم استولى على سجلماسة . ويبدو أن أبا عبد الله قد جاهر اثناء عمله بأن الامام الذي يدعو إليه ، هو من أبناء اسماعيل بن جعفر الصادق ، أو بكلمة أخرى ، نقل الدعوة من التشيع العام إلى التشيع الاسماعيلي ، وهنا لابد لنا أن نتساءل : ماهي السبل التي مكنت أبي نشر دعوته والترويج لها ، ثم ماهي الأداة اللغوية التي استخدمها ، خاصة وأن نشاطه كان كبيراً للغاية ، أثار حوله ضجة لم تقتصر على
يبدو المغرب الأوسط بل تعدته إلى المغرب كله ثم إلى المشرق ؟ أن أول ما قام به كان الاستفادة من جهود الدعاة الذين سبقوه ولعله قام بإعادة تنظيم جهاز الدعوة ، وأعداد دعاة جدد وكان اعداده لهم عقائدياً وعسكرياً ، ونظراً لأنه مارس مهنة التعليم في أيامه الأولى في المغرب ، فمن خلال التعليم ، الذي اقتصر - كما يبدو - أبناء شيوخ القبائل ، أوجد الدعاة ، وبنى زعماء القبائل مع ولاشك أن الأفكار التي طرحت كانت بسيطة ، تعلقت بحق آل البيت بالامامة ، ثم بفكرة المهدي ، وقرب ظهوره ، وشروط طاعته المطلقة والإيمان به وتقديـه على صداقات .
ولقد أحسن أبو عبد الله استغلال ما كان لدى قبائل البربر من عقائد وعادات ، فالبربر كان بينهم من يرى بأنهم انحدروا من جالوت ، وكان وقومه يسكنون فلسطين ، حتى قتل داود جالوت ، واثر مقتل جالوت فر قومه من هناك حقى استقروا في المغرب ، واستغل أبو ترويجاً كبيراً ، ورغب البربر وأثارهم من أجل الزحف نحو فلسطين تحت لواء الإمام لتحريرها ، ذلك أن الامام المهدي وحده : ه يمكنه جب عمل في سابق الذي كان من أصل يمني الني لها الله هذه الفكرة وروج عبد
لأنه وريث نبي الاسلام ، والإسلام يجب ما قبله . ووعد أبو عبد الله البربر بالنصر ، لأن الذي سيقودهم هو المهدي و معلوم أن هدف الاسماعيلية لم يكن الاقتصار بالاستيلاء على رقعة من الأرض من أجل إقامة دولة اقليمية ، بل كان الهدف أمميا ، ابتغى أولاً وأساساً إزالة الخلافة العباسية من الوجود ، واحلال الخلافة الاسماعيلية علما ، ولاشك ان فلسطين كانت احدى بلدان الخلافة العباسية ، وكان الوصول من المغرب إلى العراق سيتم عبرها حتماً ...
وبعدما أيقن أبو عبد الله بأن الأمور قد توطدت له ، راسل الامامة الاسماعيلية في الشام ، وطلب قدوم الامام إلى افريقية (تونس) وكان الوفد الذي حمل الرسالة يضم بعض رجالات قبائل كتامة
واستجاب الامام الذي سيعرف بلقب المهدي ، وتحرك نحو المغرب في رحلة حفت بالمخاطر ، ووصل مع أسرته إلى سجلماسة في المغرب الأقصى ، وبعد اقامة وجيزة فيها كشف أمره ، فأودع السجن ، لكن أبا عبد الله خف لنصره فاستطاع انقاذه أعلنه أميراً للمؤمنين ، وكان ذلك سنة ٩٠٩م . وفي لحظة النصر الحاسم للدعوة الاسماعيلية كانت هذه الدعوة تعاني من انشقاق جديد ، ذلك أن الفوارق كبيرة بين الأحلام الطوباويه ، والبرامج السرابية من جهة ، وعمليات التطبيق من جهة أخرى ، ونجم عن الانشقاق الجديد نتائج خطيرة كان أولها تصفية أبي عبد الله الداعي وأركانه جسدياً ، تم ...
تعليق