يونسون (ايفند)
Johnson (Eyvind-) - Johnson (Eyvind-)
يونسون (إيـڤند ـ)
(1900ـ 1976)
إيـڤند يُونسون Eyvind Johnson روائي سويدي ينتمي إلى الطبقة العاملة. صار في عام 1957عضواً في الأكاديمية السويدية التي منحته جائزة نوبل للأدب لعام 1974 مشاركة مع الشاعر السويدي هاري مارتنسون[ر] Harry Martinson. ولد يونسون لأبوين فقيرين في بلدة أوڤرلولِه Överluleå أقصى شمالي السويد. ترك المدرسة وهو في الثالثة عشرة من عمره وعمل في مجالات مختلفة لكسب عيشه، بيد أنه ثقّف نفسه بالمطالعة الكثيرة. استقر في ستوكهولم بعد الحرب العالمية الأولى وشارك في الحياة السياسية وحركة الاتحادات العمالية من أجل المساواة وحقوق العمال، ثم انتقل في عام 1921 إلى برلين حيث بدأ حياته صحفياً ناشئاً وراقب من كثب معاناة الشعب الألماني في فترة ما بعد الحرب. ثم أقام فترة طويلة في باريس حيث عمل مراسلاً لبعض الصحف السويدية وبدأ الكتابة شعراً ونثراً. عاد في عام 1930 إلى بلاده أديباً مرموقاً واستقر في ستوكهولم حتى وفاته.
بدأ يونسون مسيرته الأدبية بمجموعة الروايات القصيرة «الغرباء الأربعة» De fyra främlingarna ت(1924). وفي رواياته «في الذاكرة» Minnasت(1928) و«وداعاً لهملت» Avsked till Hamlet ت(1930) يلاحظ تأثره بعمالقة الأدب والفكر الأوربي أمثال: مارسيل بروست[ر] Marcel Proust وأندريه جيد[ر] André Gide وجيمس جويس[ر] James Joyce وتوماس مَن[ر] Thomas Mann. كتب يونسون «رواية أولوف» Romanen om Olof ت(1934ـ1937)، وهي ملحمة من أربعة أجزاء تعكس تجربته الشخصية في بداية حياته.
لم يكن يونسون بمعزل عن الأحداث السياسية التي كانت تدور حوله في ذلك الوقت، وفي رواياته «تمرينات ليلية» Nattövningت(1938) و«عودة الجندي» Soldatens återkomst ت(1940) والثلاثية الرمزية «كريلون» Krilon ت(1941ـ1943) عالج الحرب الأهلية الإسبانية وانتشار الحركة النازية في بلاده وسياسة الحياد التي تتبعها. فالسويد كانت دوماً دولة محايدة، وفي أثناء الحرب العالمية الثانية نجت من الاحتلال النازي ـ بعكس جاراتها ـ بمحاباتها للنازية من جهة وللحلفاء من جهة أخرى. وحرر يونسون في هذه الفترة الصحيفة الناطقة بلسان حركة المقاومة النروجية، مما جعل له جمهوراً كبيراً في كل من الدنمارك والنروج.
في روايته «الأمواج المتكسرة» Strandernas svall ت(1946) استلهم يونسون «الأوديسة» لهوميروس[ر] Homeros وصاغ منها رواية معاصرة أكد فيها ما أكده في أعماله اللاحقة من دائرية الزمن وتكرار التاريخ. وفي فترة قحط في نتاجه الأدبي - تزامنت مع بدايات الحرب الباردة - اتهمه اليسار بالتعاطف مع أمريكا ومناوءة الشيوعية، بيد أنه عاود الكتابة من جديد ونشر رواية «أيام سعادته» Hans nådes tid ت(1960) التي حلل فيها خصائص الحكم الاستبدادي وما يواجهه الإنسان من مصاعب في السلم والحرب والحب، وكان لها الدور الأكبر في منحه جائزة نوبل عام 1974. طغت على يونسون في آخر سنوات حياته روح التشاؤم؛ مما ظهر في رواياته: «فاڤل وحيداً» Favel ensam ت(1968) و«بضع خطوات نحو الصمت» Några steg mot tystnaden ت(1973). وتجاوزت مؤلفاته ثلاثين رواية إضافة إلى العديد من مجموعات الروايات القصيرة والمقالات الأدبية والصحفية.
كان لنشأة يونسون القاسية الأثر الكبير في أدبه، وازدادت نزعته الأوربية وضوحاً وأفقه توسعاً نتيجة إقامته الطويلة في كل من برلين وباريس وزيارته العديد من العواصم الأوربية الأخرى. كان مجدداً وحداثياً في أسلوبه الروائي، ومبدعاً من حيث الشكل ومن حيث إدخاله أسلوب المناجاة الداخلية interior monologue في الرواية السويدية، كما كان في أدبه المدافع الأول عن قيمة الإنسان وكرامته في عصرٍ تفشى فيه الاستبداد.
طارق علوش
Johnson (Eyvind-) - Johnson (Eyvind-)
يونسون (إيـڤند ـ)
(1900ـ 1976)
إيـڤند يُونسون Eyvind Johnson روائي سويدي ينتمي إلى الطبقة العاملة. صار في عام 1957عضواً في الأكاديمية السويدية التي منحته جائزة نوبل للأدب لعام 1974 مشاركة مع الشاعر السويدي هاري مارتنسون[ر] Harry Martinson. ولد يونسون لأبوين فقيرين في بلدة أوڤرلولِه Överluleå أقصى شمالي السويد. ترك المدرسة وهو في الثالثة عشرة من عمره وعمل في مجالات مختلفة لكسب عيشه، بيد أنه ثقّف نفسه بالمطالعة الكثيرة. استقر في ستوكهولم بعد الحرب العالمية الأولى وشارك في الحياة السياسية وحركة الاتحادات العمالية من أجل المساواة وحقوق العمال، ثم انتقل في عام 1921 إلى برلين حيث بدأ حياته صحفياً ناشئاً وراقب من كثب معاناة الشعب الألماني في فترة ما بعد الحرب. ثم أقام فترة طويلة في باريس حيث عمل مراسلاً لبعض الصحف السويدية وبدأ الكتابة شعراً ونثراً. عاد في عام 1930 إلى بلاده أديباً مرموقاً واستقر في ستوكهولم حتى وفاته.
لم يكن يونسون بمعزل عن الأحداث السياسية التي كانت تدور حوله في ذلك الوقت، وفي رواياته «تمرينات ليلية» Nattövningت(1938) و«عودة الجندي» Soldatens återkomst ت(1940) والثلاثية الرمزية «كريلون» Krilon ت(1941ـ1943) عالج الحرب الأهلية الإسبانية وانتشار الحركة النازية في بلاده وسياسة الحياد التي تتبعها. فالسويد كانت دوماً دولة محايدة، وفي أثناء الحرب العالمية الثانية نجت من الاحتلال النازي ـ بعكس جاراتها ـ بمحاباتها للنازية من جهة وللحلفاء من جهة أخرى. وحرر يونسون في هذه الفترة الصحيفة الناطقة بلسان حركة المقاومة النروجية، مما جعل له جمهوراً كبيراً في كل من الدنمارك والنروج.
في روايته «الأمواج المتكسرة» Strandernas svall ت(1946) استلهم يونسون «الأوديسة» لهوميروس[ر] Homeros وصاغ منها رواية معاصرة أكد فيها ما أكده في أعماله اللاحقة من دائرية الزمن وتكرار التاريخ. وفي فترة قحط في نتاجه الأدبي - تزامنت مع بدايات الحرب الباردة - اتهمه اليسار بالتعاطف مع أمريكا ومناوءة الشيوعية، بيد أنه عاود الكتابة من جديد ونشر رواية «أيام سعادته» Hans nådes tid ت(1960) التي حلل فيها خصائص الحكم الاستبدادي وما يواجهه الإنسان من مصاعب في السلم والحرب والحب، وكان لها الدور الأكبر في منحه جائزة نوبل عام 1974. طغت على يونسون في آخر سنوات حياته روح التشاؤم؛ مما ظهر في رواياته: «فاڤل وحيداً» Favel ensam ت(1968) و«بضع خطوات نحو الصمت» Några steg mot tystnaden ت(1973). وتجاوزت مؤلفاته ثلاثين رواية إضافة إلى العديد من مجموعات الروايات القصيرة والمقالات الأدبية والصحفية.
كان لنشأة يونسون القاسية الأثر الكبير في أدبه، وازدادت نزعته الأوربية وضوحاً وأفقه توسعاً نتيجة إقامته الطويلة في كل من برلين وباريس وزيارته العديد من العواصم الأوربية الأخرى. كان مجدداً وحداثياً في أسلوبه الروائي، ومبدعاً من حيث الشكل ومن حيث إدخاله أسلوب المناجاة الداخلية interior monologue في الرواية السويدية، كما كان في أدبه المدافع الأول عن قيمة الإنسان وكرامته في عصرٍ تفشى فيه الاستبداد.
طارق علوش