احمدالاسعد / معاناة الارض والانسان في صورة الجنوب
اللقاء مع المصور أحمد الأسعد لم يقتصر على دوره كمصور صحفي وصاحب إتجاه للصورة الفنية المعبرة عن معاناة الأرض والإنسان ، بل تعداه إلى نظرة لماضي وحاضر الصورة الصحفية ودور النقابة في دعم المصـور هذا الدور الذي يراه سلبيا وبعيداً عن النضوج .
المصورين اللبنانيين القلائل الذين إمتهنوا التصوير الصحفي عبر الباب الثقافي - التقني للتصوير وهو من القلة الذين يبحثون عن الصورة المعبرة التي تحكي مأساة جيل أو قل مأساة أرض وهو إلى جانب ذلك غزير الانتاج بعيداً عن التعقيدات الروتينية التي إتسمت بها الصورة الفوتوغرافية طيلة عشر سنوات ، وإن كان يعيش قلب مأساة الوطن إلا أنه إتخذ إسلوباً مميزاً بجسد من خلاله مفهوم الانسانية الشاملة عبر رؤيا فنية معبرة .
المصور في سطور
واحمد الاسعد له اسلوبه الخاص المستمد من ثقافته ودوره الاجتماعي ، إلى جانب نشاطاته المهنية والنقابية ، حيث يعتبر أحد مؤسسي نقابة المصورين لبنان وهو يعمل جاهدا لتغيير المفهوم السائد حول الصورة الفوتوغرافية معتبراً أن الواقع الحالي لا يشرف وأن المصورين الصحفيين تركوا أثراً سلبياً على الصورة الفنية .
أحمد الأسعد - ٣١ سنة من مواليد الجنوب اللبناني .
يعمل مصوراً في مجلة الحوادث ويعتبر من أهم المصورين على صعيد التحقيقات الصحفية في المجلات الاسبوعية محلياً وعربياً ، صاحب جائزة أفضل صورة من معرض المصورين الصحفيين
الأول في كلية بيروت الجامعية شارك في معرض الفنانين التشكيليين في القاعة الزجاجية . الموضوع عن الجنوب من تحضير معرض آخر عن الجنوب في فندق الكارلتون - مع عدد من المصورين وبإشراف إتحاد الصحفيين العرب وقد جال هذا المعرض في معظم الدول العربية وبعض الدول الأوروبية .
مهنة خجولة
عن بدايته يقول أحمد الأسعد
- كانت البداية عام ١٩٦٧ بمجلة الحوادث التي لا زلت من فيها - الآن يومها كنا نقوم بمهنة التصوير بشكل خجول كان ذلك في أواخر الستينات حيث التخلف التقني وقلة الاهتمام بتنمية الصورة الصحفية في تلك الفترة تعرفت على الزميل زهير سعادة ، الذي كان رئيسا لقسم التصوير في المجلة وقد كان المشجع الأول في في التعامل بجدية مع هذا المجال الفني الهام وقد عزز إندفاعي هذا ما كنت عليه من رغبة جامحة أن أكون أحد هؤلاء المصورين الذين أرى صورهم تغطى صفحات المجلات والصحف و إكتشفت بعدها هذا الاندفاع وحده لا يكفي لشق طريقي باتجاه النجاح ، إذ لا بد من المثابرة على العطاء عبر تنمية الثقافة الذاتية ، من خلال الدراسة ومطالعة المباديء الأساسية لفن التصوير
ولمرتكزات العمل الصحفي كوسيلة لتنمية شخصية المصور وزيادة أفاقه في سبيل إنتاج أفضل .
وللحقيقة أقول في هذا المجال إنني و إن أعطيت مهنتي الكثير فهي لم تبخل علي بالمقابل
التصوير بين الأمس واليوم
- كيف ترى مهنة التصوير اليوم وبعد حوالي سبعة عشر عاماً من العمل ضمنها ؟ - في هذا العصر الذي يمكن تسميته عصر الصورة . إستناداً إلى ما نعيشه من تشويه لكل شيء ، وإنطلاقاً من كون الصورة هي المستند غير القابل للتشويه . أدركت المؤسسات الصحفية هذه الحقيقة وبدأت بالعمل إنطلاقاً من إدراكها هذا ، مما أسهم وإلى حد بعيد في تطوير المهنة . وتطوير المصور بالمقابل فأنشئت الأقسام الخاصة بالمصورين ، وتم تزويدهم بكافة اللوازم المتطورة على أنواعها . كذلك قامت المؤسسات برعاية المصور من
الناحيتين الاجتماعية والمادية أثمر برأيك عن تحسين في نوعية عطاء المصور .
وهكذا وجدنا أن راتب المصور إرتفع بنسبة خمسة إلى سنة اضعاف بين الأمس واليوم هذا التحسن المادي ، أو هل هو نتيجة له ؟ ـ لا بد ان يتلازم ذلك مع العطاء الأفضل من قبل المصور ليس على صعيد الكمية ، بل النوعية التي لا بد وأن تاتي متلازمة مع الحس والشعور الفني المميز إلا أن المشكلة القائمة - واقول ذلك من باب النقد البناء ـ هي في عدم إعطاء المصورين لمهنتهم ما أعطته هي لهم ، وهذا يعود لجملة أسباب نقف في طليعتها قلة المطالعة ، التي أفقدت المصور القدرة على التطوير والابداع ويليها عدم إهتمام المصور بنفسه وبمظهره بالقدر الكافي ، فأنا أفهم
ان يتنقل مصور الحرب بالملابس العملية كالجينز مثلا ، لكن هذا الأمر لا ينطبق على مصور اللقاءات الرسمية والديبلوماسية والذي يتحتم وجوده بين النواب والوزراء والشخصيات الرسمية الاخرى .
اكثر من حادثة حول الهندام
هل تعتبر لهذا الأمر قدره الكبير من الأهمية في عمل المصور ؟
و أكثر من هذا ... خاصة بعدما رأيت بام عيني وفي إحدى المناسبات في القصر الجمهوري ، كيف رفض أحد ضباط التشريفات دخول ثلاثة من الزملاء المصورين على رئيس الجمهورية بناء على هندامهم .
وأذكر هنا أن الصحفي الراحل سليم اللوزي ، كان يضع هندام الشخص في طليعة الاعتبارات لدى إختياره للعمل معه ، وكان يؤكد أن هؤلاء سيكونون سفراء المجلة وحاملي إسمها ، ولا بد أن يكون شكلهم مناسباً لذلك .
الصورة الفنية
بعيداً عن العمل الصحفي ما هي نتاجات أحمد الأسعد الفنية ، وما رأيه بركود الانتاج الفني عند المصورين الصحفيين ؟
إنطلاقا من واقعي كابن للجنوب ، عايش مأساة منطقته بكل أبعادها ، وجدت نفسي معنياً بابراز هذه المعاناة ، والتعبير عنها من خلال العدسة ومن هنا إعتبرت الجنوب جزءاً من رؤيتي الواقعية المتجسدة عبر صوري فكان الإنسان كما الطبيعة في مزيج واحد للبيئة عندي خاصة و أن هذه الطبيعة في جنوبنا صارت جزءاً من الماساة إسوة بيني البشر بل هي مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بماساة الانسان وصيرورته ومن هنا كانت الطبيعة هي الرمز الملهم والدائم للمواضيع الفوتوغرافية اما حول الشق الثاني من السؤال فيتابع أحمد الأسعد : المصورون الصحفيون حالت العديد من الظروف دون توجههم إلى الصورة الفنية ، أول هذه الظروف تتعلق بانشغالهم الدائم في عملهم وثانيها أن الصورة الفنية تحتاج إستقراراً مادياً لدى صاحبها ، في الوقت الذي يرى المصور الصحفي أن تصوير مواضيع ذات مردود مالي هي الأولى بنظره تبعا لظروفه المالية وانا واحد من هؤلاء الذين حالت الظروف المالية دون عطاء أكثر في مجال الصورة الفنية ، فقد باشرت في فترة سابقة بتحضير معرض فوتوغرافي خاص بي لكنني فوجئت بعد مدة بأنني لم أعد قادراً على تحمل نفقات هذا المشروع ، فعدت وبعت الصور بسعر الكلفة ، وذلك بسبب حاجتي للمال .
هذا الواقع لا يمكن أن يتبدل إلا حين تأخذ الصورة الفنية مكانتها ، وتكفل للمصور المردود الكافي لاستمرارية نتاجاته .
- اين تجد موقعك وسط الفنون الحديثة للتصوير وما هي برايك صفات المصور الناجح ؟ ـ أنا من الناحية التقنية تقليدي بمعنى أنني لا زلت استعمل آلات تصویر ، رولي فلكس ، ٦ × ٦ سنتم . التي اجد نفسي أكثر تحكماً بها واجد أنها تعطي مجالات وزوايا غير محدودة ، علما انني امتلك كاميرات حديثة قلما استعملها وضمن نفس هذا الاطار التقليدي أجد أن الأبيض والأسود يجسد رؤيتي للمواضيع ، مما يعطيها الانطباع المؤثر والأقوى . فالتصوير بالأبيض والأسود ذو مجال واسع وكبير ، يمكننـي من التلاعب للوصول إلى الرؤيا التي أريدها .
ومن هنا اتوجه للمصورين الجدد بنصيحة تتلخص بالتحول إلى بنية ٦ × ٦ و في أكثر من مجال ، تصویر المناظر واللقطات الفنية وصور الوجوه .
دور النقابة
وعن رأيه في دور النقابة بصفته من اعضائها الأوائل ، يقول المصور أحمد الأسعد - نقابيا أرى وجود مشكلة ذات شقين ، الأول يتعلق بالاطار المحدود لطبيعة عمل المصور . وما يشكله بالنسبة للصحيفة . حيث الجدل القائم حول إنتماء النقابة إلى القطاع العمالي وهذا يؤيده أصحاب الصحف ان تنتمي النقابة إلى إتحاد الصحافة ، وهذا ما نعتبره من حقنا كمصورين صحفيين علماً ان أحداً لا يعترف لنا بهذا الحق رغم كوننا العمود الرئيسي
للصحافة .
الشق الآخر من المشكلة يتعلق بانحدار العمل الصحفي ككل .
فالمجلة او الصحيفة لم تعد تهتم لنوعية الصورة قدر إهتمامها بالمبلغ الذي سيتقاضاه المصور وهذا ما جعل الأفضلية في غالبية المؤسسات للمصور الأقل كلفة حتى ولو كان هذا المصور يعمل سائق تاكسي في أوقاته الأخرى !!!
النقابة ليست مسؤولة عن هذا الأمر
بل المؤسسات الصحفية وإتحاد الصحافة أيضاً -
ولست هنا في مجال الدفاع عن النقابة وتأكيداً على ذلك أقول بأن النقابة بدورها مقصرة بحق المصور : وهذا عائد لعدم النضج الكافي عند بعض الزملاء مما أضاع المصور بين الوعود والعهود ، دون أن يتحقق له الحد الأدنى من الناحيتين الاجتماعية والصحية .
اللقاء مع المصور أحمد الأسعد لم يقتصر على دوره كمصور صحفي وصاحب إتجاه للصورة الفنية المعبرة عن معاناة الأرض والإنسان ، بل تعداه إلى نظرة لماضي وحاضر الصورة الصحفية ودور النقابة في دعم المصـور هذا الدور الذي يراه سلبيا وبعيداً عن النضوج .
المصورين اللبنانيين القلائل الذين إمتهنوا التصوير الصحفي عبر الباب الثقافي - التقني للتصوير وهو من القلة الذين يبحثون عن الصورة المعبرة التي تحكي مأساة جيل أو قل مأساة أرض وهو إلى جانب ذلك غزير الانتاج بعيداً عن التعقيدات الروتينية التي إتسمت بها الصورة الفوتوغرافية طيلة عشر سنوات ، وإن كان يعيش قلب مأساة الوطن إلا أنه إتخذ إسلوباً مميزاً بجسد من خلاله مفهوم الانسانية الشاملة عبر رؤيا فنية معبرة .
المصور في سطور
واحمد الاسعد له اسلوبه الخاص المستمد من ثقافته ودوره الاجتماعي ، إلى جانب نشاطاته المهنية والنقابية ، حيث يعتبر أحد مؤسسي نقابة المصورين لبنان وهو يعمل جاهدا لتغيير المفهوم السائد حول الصورة الفوتوغرافية معتبراً أن الواقع الحالي لا يشرف وأن المصورين الصحفيين تركوا أثراً سلبياً على الصورة الفنية .
أحمد الأسعد - ٣١ سنة من مواليد الجنوب اللبناني .
يعمل مصوراً في مجلة الحوادث ويعتبر من أهم المصورين على صعيد التحقيقات الصحفية في المجلات الاسبوعية محلياً وعربياً ، صاحب جائزة أفضل صورة من معرض المصورين الصحفيين
الأول في كلية بيروت الجامعية شارك في معرض الفنانين التشكيليين في القاعة الزجاجية . الموضوع عن الجنوب من تحضير معرض آخر عن الجنوب في فندق الكارلتون - مع عدد من المصورين وبإشراف إتحاد الصحفيين العرب وقد جال هذا المعرض في معظم الدول العربية وبعض الدول الأوروبية .
مهنة خجولة
عن بدايته يقول أحمد الأسعد
- كانت البداية عام ١٩٦٧ بمجلة الحوادث التي لا زلت من فيها - الآن يومها كنا نقوم بمهنة التصوير بشكل خجول كان ذلك في أواخر الستينات حيث التخلف التقني وقلة الاهتمام بتنمية الصورة الصحفية في تلك الفترة تعرفت على الزميل زهير سعادة ، الذي كان رئيسا لقسم التصوير في المجلة وقد كان المشجع الأول في في التعامل بجدية مع هذا المجال الفني الهام وقد عزز إندفاعي هذا ما كنت عليه من رغبة جامحة أن أكون أحد هؤلاء المصورين الذين أرى صورهم تغطى صفحات المجلات والصحف و إكتشفت بعدها هذا الاندفاع وحده لا يكفي لشق طريقي باتجاه النجاح ، إذ لا بد من المثابرة على العطاء عبر تنمية الثقافة الذاتية ، من خلال الدراسة ومطالعة المباديء الأساسية لفن التصوير
ولمرتكزات العمل الصحفي كوسيلة لتنمية شخصية المصور وزيادة أفاقه في سبيل إنتاج أفضل .
وللحقيقة أقول في هذا المجال إنني و إن أعطيت مهنتي الكثير فهي لم تبخل علي بالمقابل
التصوير بين الأمس واليوم
- كيف ترى مهنة التصوير اليوم وبعد حوالي سبعة عشر عاماً من العمل ضمنها ؟ - في هذا العصر الذي يمكن تسميته عصر الصورة . إستناداً إلى ما نعيشه من تشويه لكل شيء ، وإنطلاقاً من كون الصورة هي المستند غير القابل للتشويه . أدركت المؤسسات الصحفية هذه الحقيقة وبدأت بالعمل إنطلاقاً من إدراكها هذا ، مما أسهم وإلى حد بعيد في تطوير المهنة . وتطوير المصور بالمقابل فأنشئت الأقسام الخاصة بالمصورين ، وتم تزويدهم بكافة اللوازم المتطورة على أنواعها . كذلك قامت المؤسسات برعاية المصور من
الناحيتين الاجتماعية والمادية أثمر برأيك عن تحسين في نوعية عطاء المصور .
وهكذا وجدنا أن راتب المصور إرتفع بنسبة خمسة إلى سنة اضعاف بين الأمس واليوم هذا التحسن المادي ، أو هل هو نتيجة له ؟ ـ لا بد ان يتلازم ذلك مع العطاء الأفضل من قبل المصور ليس على صعيد الكمية ، بل النوعية التي لا بد وأن تاتي متلازمة مع الحس والشعور الفني المميز إلا أن المشكلة القائمة - واقول ذلك من باب النقد البناء ـ هي في عدم إعطاء المصورين لمهنتهم ما أعطته هي لهم ، وهذا يعود لجملة أسباب نقف في طليعتها قلة المطالعة ، التي أفقدت المصور القدرة على التطوير والابداع ويليها عدم إهتمام المصور بنفسه وبمظهره بالقدر الكافي ، فأنا أفهم
ان يتنقل مصور الحرب بالملابس العملية كالجينز مثلا ، لكن هذا الأمر لا ينطبق على مصور اللقاءات الرسمية والديبلوماسية والذي يتحتم وجوده بين النواب والوزراء والشخصيات الرسمية الاخرى .
اكثر من حادثة حول الهندام
هل تعتبر لهذا الأمر قدره الكبير من الأهمية في عمل المصور ؟
و أكثر من هذا ... خاصة بعدما رأيت بام عيني وفي إحدى المناسبات في القصر الجمهوري ، كيف رفض أحد ضباط التشريفات دخول ثلاثة من الزملاء المصورين على رئيس الجمهورية بناء على هندامهم .
وأذكر هنا أن الصحفي الراحل سليم اللوزي ، كان يضع هندام الشخص في طليعة الاعتبارات لدى إختياره للعمل معه ، وكان يؤكد أن هؤلاء سيكونون سفراء المجلة وحاملي إسمها ، ولا بد أن يكون شكلهم مناسباً لذلك .
الصورة الفنية
بعيداً عن العمل الصحفي ما هي نتاجات أحمد الأسعد الفنية ، وما رأيه بركود الانتاج الفني عند المصورين الصحفيين ؟
إنطلاقا من واقعي كابن للجنوب ، عايش مأساة منطقته بكل أبعادها ، وجدت نفسي معنياً بابراز هذه المعاناة ، والتعبير عنها من خلال العدسة ومن هنا إعتبرت الجنوب جزءاً من رؤيتي الواقعية المتجسدة عبر صوري فكان الإنسان كما الطبيعة في مزيج واحد للبيئة عندي خاصة و أن هذه الطبيعة في جنوبنا صارت جزءاً من الماساة إسوة بيني البشر بل هي مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بماساة الانسان وصيرورته ومن هنا كانت الطبيعة هي الرمز الملهم والدائم للمواضيع الفوتوغرافية اما حول الشق الثاني من السؤال فيتابع أحمد الأسعد : المصورون الصحفيون حالت العديد من الظروف دون توجههم إلى الصورة الفنية ، أول هذه الظروف تتعلق بانشغالهم الدائم في عملهم وثانيها أن الصورة الفنية تحتاج إستقراراً مادياً لدى صاحبها ، في الوقت الذي يرى المصور الصحفي أن تصوير مواضيع ذات مردود مالي هي الأولى بنظره تبعا لظروفه المالية وانا واحد من هؤلاء الذين حالت الظروف المالية دون عطاء أكثر في مجال الصورة الفنية ، فقد باشرت في فترة سابقة بتحضير معرض فوتوغرافي خاص بي لكنني فوجئت بعد مدة بأنني لم أعد قادراً على تحمل نفقات هذا المشروع ، فعدت وبعت الصور بسعر الكلفة ، وذلك بسبب حاجتي للمال .
هذا الواقع لا يمكن أن يتبدل إلا حين تأخذ الصورة الفنية مكانتها ، وتكفل للمصور المردود الكافي لاستمرارية نتاجاته .
- اين تجد موقعك وسط الفنون الحديثة للتصوير وما هي برايك صفات المصور الناجح ؟ ـ أنا من الناحية التقنية تقليدي بمعنى أنني لا زلت استعمل آلات تصویر ، رولي فلكس ، ٦ × ٦ سنتم . التي اجد نفسي أكثر تحكماً بها واجد أنها تعطي مجالات وزوايا غير محدودة ، علما انني امتلك كاميرات حديثة قلما استعملها وضمن نفس هذا الاطار التقليدي أجد أن الأبيض والأسود يجسد رؤيتي للمواضيع ، مما يعطيها الانطباع المؤثر والأقوى . فالتصوير بالأبيض والأسود ذو مجال واسع وكبير ، يمكننـي من التلاعب للوصول إلى الرؤيا التي أريدها .
ومن هنا اتوجه للمصورين الجدد بنصيحة تتلخص بالتحول إلى بنية ٦ × ٦ و في أكثر من مجال ، تصویر المناظر واللقطات الفنية وصور الوجوه .
دور النقابة
وعن رأيه في دور النقابة بصفته من اعضائها الأوائل ، يقول المصور أحمد الأسعد - نقابيا أرى وجود مشكلة ذات شقين ، الأول يتعلق بالاطار المحدود لطبيعة عمل المصور . وما يشكله بالنسبة للصحيفة . حيث الجدل القائم حول إنتماء النقابة إلى القطاع العمالي وهذا يؤيده أصحاب الصحف ان تنتمي النقابة إلى إتحاد الصحافة ، وهذا ما نعتبره من حقنا كمصورين صحفيين علماً ان أحداً لا يعترف لنا بهذا الحق رغم كوننا العمود الرئيسي
للصحافة .
الشق الآخر من المشكلة يتعلق بانحدار العمل الصحفي ككل .
فالمجلة او الصحيفة لم تعد تهتم لنوعية الصورة قدر إهتمامها بالمبلغ الذي سيتقاضاه المصور وهذا ما جعل الأفضلية في غالبية المؤسسات للمصور الأقل كلفة حتى ولو كان هذا المصور يعمل سائق تاكسي في أوقاته الأخرى !!!
النقابة ليست مسؤولة عن هذا الأمر
بل المؤسسات الصحفية وإتحاد الصحافة أيضاً -
ولست هنا في مجال الدفاع عن النقابة وتأكيداً على ذلك أقول بأن النقابة بدورها مقصرة بحق المصور : وهذا عائد لعدم النضج الكافي عند بعض الزملاء مما أضاع المصور بين الوعود والعهود ، دون أن يتحقق له الحد الأدنى من الناحيتين الاجتماعية والصحية .
تعليق