إن حدث الفتوحات هو حدث تاريخي كامل ، ومعلوم أن الحدث التاريخي هو ما كان بطله إنسان أو وراءه إنسان ، وكل حدث ليس فيه إنسان ليس بتاريخ ، فصراع حيوانات الغابه ، وأسماك المحيطات لا يمكن عده حوادث تاريخيه ، والإنسان هذا المخلوق العجيب فيه مجموعة من القوى والحواس والعوامل ، وهي متقلبة غير ثابتة ومتحوله ، وحياة الإنسان فيها طعام ، وتفكير ، وحروب ، وعلوم وآداب وفنون ، وعبادات ، وسياسة ، وإدارة ، وغرائز مختلفة وقوى متشعبة ، إلى غير ذلك ، والإنسان الذي فقد إحدى حواسه أو قواه وغرائزه ليس كاملاً بل فيه عامة ، وذوى العاهات بين البشر أقلية ، ولهذا إن تعليل حدث تاريخي بطله الانسان - اقتصادياً فقط أو دينياً ، أو غريزيا ، ... أو ... فقط فيه تشويه وبتر ، واعتماده كمن يعتبر ذوي العاهات بين البشر هم الأكثرية، إن الحدث التاريخي الكامل مثله مثل الرقم الكامل ، يمكن أن يحوي نسباً من الفعاليات مختلفة ومتباينة متحولة ، ولكنها غير متجمدة ولا متبلورة ، ولقيام أي . بد من معرض أو ،دافع لكن هذا لا يكفي لوحده ، فالشعور بالجوع غير كاف للدفع إلى نيل الطعام ، والشعور بالظلم والاستغلال لا يؤدي دائما إلى الثورة ، ثم حدوث الثورة لا يعني نجاحها ، وأكل الطعام لا يعني نهاية الجوع ونيل العافية ، وعليه إذا قلنا لا بد من محرض ، نتبع ذلك بالقول بأنه لا بد بعد ذلك من إرادة للتنفيذ ، وعزيمة على التحرك ، ثم قدرة على التطبيق قائمة على خطة ، وبعد هذا قد يحصل نجاح أولي ، يكتب له التأثير الدائم والخلود إذا ما حول إلى حدث لا نجاح دائم . ومسلم به أن المحرض على الفتوح هو الإسلام ، فالفتوحات قامت كانت هي إثر قيام الاسلام وباسمه وبسببه ، ولا شك أن عقيدة الجهاد في الاسلام المحرض ، فالاسلام قد مزج بين المفاهيم ، والفتوحات قد تمت بأيدي بشر ارتبطت مثاليتهم بالواقع لا بالخيال ، فكان كل واحد منهم يقول : ( إن لربك عليك حقاً ، وإن الجسمك عليك حقاً ، وان لزوجك عليك حقاً ، فأعطي كل ذي حق حقه ، ، ولعل سر نجاح المسلمين العظيم يكمن في العمل على الأرض والقلب مشدود إلى السماء ، ولقد استطاع المسلمون أن يعمل كل منهم في سبيل دنياه كأنه يعيش أبداً وكان العمل الدنيوي عملا في سبيل الآخرة ، كأن صاحبه سيموت غداً ، فالإسلام قد مزج المفهوم الدنيوي بالمفهوم الديني ، فكان كل عمل يقوم به الانسان حتى متعته الفردية عملاً تعبدياً ، يمكن أن يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى ، وفي قانون القتال عند المسلمين إذا كسب المسلم المعركة فينال كمية كبيرة من الغنائم ، وثواباً عظيماً ، وإذا ما قتل فإنه يذهب شهيداً إلى جنان النعيم ، والشهداء في الاسلام أحياء عنــــد ربهم يرزقون . على هذا تحرك العرب لفتح العالم تبعثهم عدة بواعث بعضها أعلى من بعض ، ويتبعون عدة غايات بعضها أرفع من بعض ، باعثهم الأول العقيدة ، وغايتهم المثلى نشرها ، لكن هذا النشر من أجل سعادة الدنيا وهناء الحاضر ، وبسعادة الدنيا وهناء الحاضر يتحقق رضى الله ، والقرار في الجنة ، حيث الهناء الأبدي والسعادة السرمدية بلا عناء ولا شقاء . وبعد معرفة المحرض والدافع على عزيمة التحرك لنبدأ الآن بالحديث عن التطبيق الذي يرتبط بخطط القتال ، والسلاح والتدريب والنظام، وما تم أثناء التحام الجيوش وبعد ذلك بدأت أعمال الفتوحات أولاً على جبهة العراق ، وكانت العراق
خاضعة الإمبراطورية الساسانية ، فبعد وفاة النبي وأثناء انشغال المسلمين بحروب الردة ، زار المدينة المثنى بن حارثة الشيباني ، الذي كان واحداً من زعماء قبيلة شيبان ، صاحبة الفضل في النصر يوم واتصل بأبي بكر ، ففوضه بمبادرة العمل العسكري ضد الفرس ، وعندما قضي على حركة الردة أمر أبو بكر خالد ابن الوليد بالتوجه نحو العراق والتعاون مع المثنى ، وكان هذا ذي قار ، سنة ١٢ ٥ / ٦٣٣ م .
مع وفي خلال أقل من عام واحد استطاع خالد بمعاونة المثنى ، تحقيق عدد من الانتصارات على حاميات الحدود الفارسية ، القوات التي جاء لنجدتها ، وتتوج عملها بحصار مدينة الحيرة ، حاضرة المناذرة والاستيلاء عليها صلحاً ، وقام أبو بكر بإمداد خالد بقوات جديدة ، وجعله قائداً أعلى الجميع القوات العربية في جبهة العراق ، لكن مكوث خالد لم يطل في العراق ، حيث جاءته أوامر الخليفة بالتحول إلى بلاد الشام ، حيث سيقوم يجليل أعماله التي ستعطيه شهرتة التاريخية الواسعة فحينما كانت الجيوش العربية نشطة ضد الفرس ، كانت كتائب أخرى تعمل ضد الدولة البيزنطية أيضاً ، وقواتها في بلاد الشام ، وكانت الأعمال العسكرية ضد بلاد الشام قد بدأت منذ أيام الرسول ، وكانت آخر قوة جهزها مع اللي قبل وفاته أراد إرسالها ضد بلاد الشام ثم توفي ، فكانت أول الجيوش التي تحركت زمن أبي بكر ، وعلى الرغم من هذا فإن حروب الردة قد عطلت العمل ضد بيزنطة في الشام لفترة وجيزة ، وبعد القضاء على الردة ، بدأت الأعمال العسكرية هناك ، أن بدأت في العراق بعدة أشهر . ففي سنة ١٣ / ٦٣٤م استنفر أبو بكر العرب في بقاع الجزيرة .
خاضعة الإمبراطورية الساسانية ، فبعد وفاة النبي وأثناء انشغال المسلمين بحروب الردة ، زار المدينة المثنى بن حارثة الشيباني ، الذي كان واحداً من زعماء قبيلة شيبان ، صاحبة الفضل في النصر يوم واتصل بأبي بكر ، ففوضه بمبادرة العمل العسكري ضد الفرس ، وعندما قضي على حركة الردة أمر أبو بكر خالد ابن الوليد بالتوجه نحو العراق والتعاون مع المثنى ، وكان هذا ذي قار ، سنة ١٢ ٥ / ٦٣٣ م .
مع وفي خلال أقل من عام واحد استطاع خالد بمعاونة المثنى ، تحقيق عدد من الانتصارات على حاميات الحدود الفارسية ، القوات التي جاء لنجدتها ، وتتوج عملها بحصار مدينة الحيرة ، حاضرة المناذرة والاستيلاء عليها صلحاً ، وقام أبو بكر بإمداد خالد بقوات جديدة ، وجعله قائداً أعلى الجميع القوات العربية في جبهة العراق ، لكن مكوث خالد لم يطل في العراق ، حيث جاءته أوامر الخليفة بالتحول إلى بلاد الشام ، حيث سيقوم يجليل أعماله التي ستعطيه شهرتة التاريخية الواسعة فحينما كانت الجيوش العربية نشطة ضد الفرس ، كانت كتائب أخرى تعمل ضد الدولة البيزنطية أيضاً ، وقواتها في بلاد الشام ، وكانت الأعمال العسكرية ضد بلاد الشام قد بدأت منذ أيام الرسول ، وكانت آخر قوة جهزها مع اللي قبل وفاته أراد إرسالها ضد بلاد الشام ثم توفي ، فكانت أول الجيوش التي تحركت زمن أبي بكر ، وعلى الرغم من هذا فإن حروب الردة قد عطلت العمل ضد بيزنطة في الشام لفترة وجيزة ، وبعد القضاء على الردة ، بدأت الأعمال العسكرية هناك ، أن بدأت في العراق بعدة أشهر . ففي سنة ١٣ / ٦٣٤م استنفر أبو بكر العرب في بقاع الجزيرة .
تعليق