مشروع رائد موسوعة الآثار السوريّة .للتوثيق وتوفير المعلومات الشاملة ـ سلوى صالح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشروع رائد موسوعة الآثار السوريّة .للتوثيق وتوفير المعلومات الشاملة ـ سلوى صالح

    موسوعة الآثار السوريّة مشروع رائد للتوثيق وتوفير المعلومات الشاملة
    دمشق ـ سلوى صالح

    يعكف فريق من الباحثين السوريين منذ أربع سنوات حتى الآن على إنجاز أول موسوعة من نوعها في العالم العربي، تصدرها هيئة الموسوعة العربية في دمشق لتوثيق التراث الأثري في سورية بلغة علمية مكثفة ومختصرة وواضحة يفهمها أي قارئ، بغية اطلاع المهتمين والباحثين الآثاريين على آثار سورية القديمة وإتاحة المعلومات اللازمة لأي موقع أثري بحسب التسلسل الألف بائي مع الصور والخرائط التوضيحية.
    التقينا عدداً من الباحثين القائمين على هذه الموسوعة التي يتوقع أن يصدر الجزء الأول منها خلال أيام فأوضحوا أنها تحوي كل ما يتعلق بحضارة سورية القديمة وفيها فلسطين والأردن ولبنان، من مواقع ومدن أثرية وشخصيات تاريخية مثل الملوك والقادة العسكريين والأساطير القديمة، وكل ما يتعلق بالتراث، مع أسماء المراجع لمن يحب الاستزادة.
    الدكتور عمار عبد الرحمن، رئيس موسوعة الآثار السورية، يقول إنه عقب اكتمال الموسوعة بأجزائها العشرة، بعد ثلاث سنوات مقبلة، ستترجم إلى الإنكليزية والفرنسية لتزويد المتاحف ومعاهد الآثار وخبراء الآثار في العالم لأهميتها في البحث العلمي المنهجي لدى المتخصصين، علما أن كل جزء يتألف من تسعمئة صفحة قطعاً كبيراً.
    يتوزع العمل في الموسوعة على أربعة أقسام، ولكل قسم باحث مسؤول، فهناك قسم ما قبل التاريخ الذي يترأسه عبد الرحمن، وقسم العصور التاريخية الذي يترأسه الدكتور محمود حمود، وقسم العصور الكلاسيكية ويترأسه الدكتور مأمون عبد الكريم، أما قسم العصور الإسلامية برئاسة الدكتور غزوان ياغي.
    من ناحيته، يقول ياغي، مدير البحث العلمي في مديرية الآثار، انه يعنى بمجمل المنتج الآثاري للحضارة الإسلامية في سورية والممتد من عام636 ميلادي، أي فترة فتح دمشق حتى عام 1919، عندما خرج العثمانيون من سورية، مشيراً إلى أن هذه الفترة غنية بالمنتج المعماري والفني الذي يتميز بالضخامة والجودة لناحية تخطيط المباني ووظائفها، أو لناحية الفنون المعمارية فيها. ويشير ياغي إلى حرص فريق العمل على أن تضمّ الموسوعة مداخل بأسماء معظم المباني الأثرية في سورية، كذلك مداخل بالفنون الصغرى التي تميزت بها سورية مثل الخزف والخشب وأسماء الحرف والصناعات التي اشتهرت وانتشرت من سورية لكل العالم مع مراعاة أن يكون الكاتب متخصصاً في هذا المجال بدافع الحرص على رفع سوية الأبحاث لتكون مرجعاً لجميع المهتمين والدارسين للآثار السورية، ففي هذه المداخل ثمانون في المئة من الأبحاث الجديدة التي تنجز للمرة الأولى ولا تتوافر في المراجع أي معلومة عنها
    بأي لغة وهنا تشكل الموسوعة المصدر الوحيد عن هذه المباني الأثرية والفنون والحرف المرتبطة بها. وللمرة الأولى تنشر في هذه الموسوعة مخططات وصور لأكثر المباني الأثرية والمواقع المذكورة، علماً أن إنجاز المخططات مكلف ومتعب، لذا يشكل العمل هذا زوادة مهمة لعلماء الآثار، بحسب الدكتور ياغي.
    أما الدكتور محمد الزين الخبير العلمي في قسم الآثار الكلاسيكية فيؤكد أن سورية تعج بالآثار التي تعود إلى العصور الكلاسيكية الممتدة إلى ألف سنة من تاريخ سورية، أي منذ قدوم الاسكندر المقدوني حتى الفتح العربي الإسلامي، وهي كثيرة ومتنوعة مثل المدن الأثرية في أفاميا وتدمر وشهبا ومواقع أخرى كثيرة تعود إلى تلك العصور، وبينها أنطاكية العاصمة يوم كانت سورية تشمل بلاد الشام كلها، لذا فإن آثار بعلبك والبتراء وجرش تُنسب إلى آثار سورية بامتياز. وهناك الأقنية الرومانية والطرقات والمعابد وكلها تدخل في إطار الموسوعة، إضافة إلى النقود والأدوات الفخارية التي تزهو بها أجنحة الآثار الكلاسيكية في المتاحف السورية.
    لفت الزين إلى الصعوبات التي تواجه فريق العمل قائلاً إنها صعوبات آنية ناجمة عن ظروف الأزمة مثل تعذر الوصول إلى المواقع الأثرية وصعوبة التواصل مع الباحثين في المناطق المختلفة من سورية، مشيراً إلى أن التعاون قائم ووثيق مع الاختصاصيين في مديرية الآثار ليس على نحو وظيفي وإنما على نحو شخصي كذلك التعاون مع أقسام الآثار في الجامعات السورية. ويتوقع الخبير العلمي أن تلقى الموسوعة اهتماماً كبيراً من الأوساط العلمية والأثرية والجامعية والسياحية فستكون مرجعاً لكل متخصص، ولكل من يعمل في هذا المجال، وهو مشروع رائد يجب تعريف الناس بأهميته إذ لا مثيل له في العالم العربي، شأنه شأن الموسوعة العربية التي كانت كسباً علمياً وثقافياً وحضارياً لسائر أبناء هذا الوطن.
    مدير المكتب الفني، غسان عيسى، تحدث عن عملية الإخراج فهو يتسلم الأبحاث الجاهزة مع الصور والمخططات والخرائط ويعيد رسم المخططات على برنامج كمبيوتريّ خاص لتصبح أكثر وضوحاً، مع التخلص من الكتابات الأجنبية عليها وترجمتها إلى كتابات عربية، بالتنسيق مع قسم الآثار، توخياً للدقة العلمية.
    أما بالنسبة إلى الخرائط فيقول عيسى إنه تم التعاقد مع الرسام بسام حميدي الذي يرسم الخرائط وفقا للمقاييس الجغرافية المعتمدة ويحدد عليها أمكنة المواقع مثل موقع خان أسعد باشا في دمشق مثلاً. ثم يأتي موضوع الصور فتتم المراجعة وقراءة البحث لاختيار الصور المناسبة للموضوع بمساعدة خبير يحدد القيم الطبيعية للصورة لناحية الدقة. وثمة صور تستبدل أو تُلغى إذا لم تستوف المعايير المطلوبة، وصور أخرى تتم معالجتها فنياً لكون القيم الطباعية مختلفة عن قيم الرؤية على شاشة الكمبيوتر كي تتميز الصورة لحظة الفرز بالدقة والجودة العالية. ويشير عيسى إلى أن بعض الصور تؤخذ من المواقع الإلكترونية لقطع أثرية سورية مسروقة ومعروضة في متاحف عالمية مثل اللوفر في فرنسا والميتروبوليتان في أميركا، فيستفاد من صورها الموثقة على الإنترنت لإغناء البحث بها.
    عد انتهاء العمليات الفنية وتصميم الأغلفة على يد مصمم خاص في المكتب الفني، ترسل المواد إلى المطبعة وتعاد بعد الطبع الأولي إلى المكتب الفني للتدقيق والمطابقة مع الأصول، ثم تطبع بحلتها النهائية وبنوعية ممتازة لناحية الورق الصقيل والطباعة الملونة الدقيقة والغلاف الأنيق، ما يجعلها جديرة بتزيين أكبر المكتبات المتخصصة في العالم، فضلاً عن قيمتها العلمية.


يعمل...
X