كتب الناقد التشكيلي Aboud Salman.عن الفنان محمد ابو زريق .التشكيلي والناقد الاردني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الناقد التشكيلي Aboud Salman.عن الفنان محمد ابو زريق .التشكيلي والناقد الاردني


    Aboud Salman


    8 مايو 2021 ·
    تعتبر تجربة الفنان التشكيلي والناقد العربي الاردني محمد ابو زريق، واحدة من تلك التجارب التشكيلية العربية التي عاشت ولازالت تعيس ،زمن مايشتغل في النفس من مشاعر، واحاسيس تقليدية، تعتبر من اهم صفات الانسان الفنان، المصور والمجرب والباحث في خصائص أعماق التكوين الانساني، حيث يشترك مع جميع الناس ليتجذر في فطرة تاريخية ،حيث يميل الانسان بشكل طبيعي الى نقل تعبيراته الى عموم الناس في المجتمع، ومن هنا تبدو الذات تلقائيا تسعى الى تحميل حياة الفرد وفكره، الى كل مايتصل من مسكن وملبس وادوات وحتمية لتلك القدرات والامكانيات المنفعلة غريزيا الى الامتداد الشديد، ولهذا سكنت جوانب نشاطات الفنان المصور والملون العتيق محمد ابو زريق، التعبيرية لتشملها جميعا، ناقلا احتياجاته الشخصية والاجتماعية والروحية، بما يواجه شعوره ،مفرد منتج في سبيل ارساء قواعد تأسيس اسس العملية الإبداعية الجمالية، من خلال عمله الفني، اللوحة الفنية الذي يشتغل عليه لزمن طويل جدا، وفق مجموع مجهوداته الفنية التشكيلية، حيث عاش في الأردن فاعلا متفاعلا في الحركة الفنية التشكيلية العربية في الأردن وفلسطين، وكان من أبرز رواد الحركة التشكيلية هناك، ممكن مكنه ذلك في سياق تأسيس تجربة فنية منهجية علمية، تقوم على موضوعة الفن التشكيلي، والبحث الجمالي، في تأسيس غي كل الأحوال التشكيلية ملامح ،معايير مقومات وضعية، انفعالية وبحثية في سبيل تكريس تاملية الفنان الباحث في صيغ كل ماهو شخصي واجتماعي وملتصق في هموم حياة الهموم اليومية التي انطلق منها، ملون، ومعبرة في مداه التعبيري الجمالي، راسم لوجوده احيانا قصدية الفنان الاجتماعي المعلم،والمربي الجمالي، الذي تسكنه المساحات اللونية، كاحساس صادق لذاتية الفنان الخبير تشكليا، والباحث غي الكتل اللونية التي يسكبها وفق انفعال محددات التحويرات الانسانية والشيئية المكونة ،في احاسيس المصور اللوني، في تقنية الحفار التشكيلي الذي يفاجاءك في حبر قماشة ألوانه، وعلى حين غرة، ينثر اشلاء شخوصه، مترامية الأطراف، سوبرمانية التصاوير التشكيلية، مابين قيم اللون والملمس، ودسامة اللون في توزعاته، لموزاييك حرارة اللون،وبرودته التي تعطي مرات رتابة محبلة،ومرات تأخذك في وقفة تأمل، وتحملك منابع الدهشة، راسمة فيك مفارقات أقدار لوحاته وشخوص تكاوينها بظلالها المتشحة، بالنمنمة التجريدية التجريبية اللونية، حيث يحب امتلاك البداهة اللونية، ويمازج توزعاتها العفوية،والقصدية تاركا للقارات والمتلقي، وقدرات المتامل، ان يحدق عميقا في ثقافته الفنية المبنية على أسس المعايير المعرفية الجمالية، والاسس العمرانية التشكيلية التي يريد الفنان المخضرم محمد ابو زريق ان يقولها وفق حيلة الفنان الشخصية والاجتماعية، حيث عاش عمره الطويل وفق مكانته في نسيج المجتمع العربي، يرتقي بالذائقة، وفي ساحة العمل الفني، يبدع وجوده الابداعي والفني،ولمسيرة طويلة جدا، تجعله من كبار الفنانين التشكيليين العرب في الأردن وفلسطين، وان مضى بلا احتفاء وتكريم دائم، ولكنه حضوره الخصب في الساحة الفنية، كناقد وتشكيلي، تجعل من مجهوداته الإبداعية، وهي مجهودات مليئة بالجهد والمعاناة والبحث والتقصي، وبمستويات عالية، كل ذلك يقودنا إلى ان النشاط الابتكاري للفنان والناقد والمعلم التشكيلي، محمد ابو زريق، في إنجاح الحركة التعبيرية في نبضه، هي حاصل رغبة ملحة وليس مجرد حلم يطوينا بين جوانحه فقط، لمجرد التعبير عن الذات وبكرة البحث فيها، وهي بقدر ذلك ولكنها تحمل طاقة الفنان الابتكارية الحريص على طرق الولوج الى جهات مجهولة لاستكشاف المسامات التطويرية التصويرية، من كن روحانية الايغال والاتصال في علائق الأشياء في الكون، وخاصة عندما يقدمها الفنان ابو زريق محمد، في كشوفات صيغ التكرار او الابتكار، او التحليل اللوني ،المستزيد في محاولة لاستكشاف في استشراف ماهو مخبأ، بطرق غير محددة، فالفنان الملتزم يقوم غي تحقيق وظيفة الفن، اتجاه مجتمعه وقضاياهم المعاشة، وينتقل تلقائيا الى مراحل متقدمة من عمر التجربة في الأعمال الفنية، وفي بؤرة البحث التشكيلي، يتح الفنان ابو زريق لشخوص لوحاته ان تنمو سريعا، كطريق للمعرفة الشيئية البيئة، مستحب وحدات القياس الجمالي، عندما يحول معروضاته المعرفة ، فيما ينتجه في أعماله التصويرية المكتظة في زخرف تجريداته الشرقية، حيث وضوح الفكرة، صفة دائمة في طبيعة كب مايحيط به، ويمتاز عنه، كذلك فعل مخاطبة الذكاء اللوني الذي يتقنه وكأنه مزخرف مرصود في ثمار حساسية الفنان اللونية، اتجاه تصميماته وتشكيلاته، في اثاث ملابس عوالمه المرسومة وفق تكاوين تاخذ من تكعبية مطالب الحياة، كل هذا الاتساع، في ميزة الجمال، والحس والذوق والأناقة البصرية، عندما وظف ابو زريق صاحب العين المدربة على توظيف طاقات الفن التطبيقي كجزء لايتحزء من طاقات نبض روح الفنان المستعرض، لمحاولات صياغتها وفق لفة بصرية تصويرية جمالية مبدعة، ووفق زخم تراكمي ياخذ من الالفة روحية انعكاس ذاته، كحالة انسانية ووجدانية متجذرة على الود والالفة والابتكار التشكيلي الذي يريده، ايقاعات ونمطية وتنام وحياة شعب ،لم يمل بعد من خطوط تصميماته وتشكيلاته في تجريداته المليئة في اضاءات انماطه الابتكارية في ملامس ضربات ريشته المتنزهة مابين منسجمات ملامسه، وتمرس خبراته العملية في سيكولوجية اللون والمحدادات، والتي تظهر تموجات ودقة ادائية، والوان منغمسة في سلوك درامي متجذر في شكل الهموم العامة ،والتكوينات الانسانية، وتشكيلاته الاجتماعية الشكلية، في علاقاته اللونية والخطية الجمالية، حول حياة الناس والمراة والافراد،والسمات البارزة الدائمة الحضور في مواسم الايام الصعبة، سواء عندما يرسم شواهد عصره، او عندما ينزع للون كحالة حركية متأثرة في نبض روح الفنان، الناقد الذي كرس مدلولاته ليقولها في اعماله، ودورها الوظيفي عندما تحتل الفنون مكانتها اللائقة في حياة الشعوب العربية،
    كذلك هو دفتر الرغبات في دفتر الايام، ينحت وجوده الابداعي الكاتب والاديب والمؤلف التشكيلي، عندما يجد حاجة ماسة في داخله، كي يكتب او يرسم ،كمن تثقله قراءة كف الاحلام في حلم لايتحسس قراءته ،برقصة الاطياف لمن مروا، ومن هنا تستخرج الذكريات ككل الخيالات في مختلف الخيارات، ومنها يسجل سطر في كتاب الامل، ذلك هو الناقد الفنان ابو زريق محمد الذي ترك العديد من الكتابات النقدية وفي خجل ضاحك، يراقص محبرته في شكل راس قلمه الابداعي، يسيطر فهرس المخلوقات الجمالية، في جغرافية من يرسمون اللون حياة، ومن يكتبون اللوحة قصيدة لونية في شكل الاحلام المعتادة، وفي بطن مواويل الضوء يستعيد نسخ هواجس عتيقة ، هي مفردات هندسة الروح القلقة، التي جاءت من عسف طرقات المخيمات والشتات، متشظي في تهاويم وقائع الامس واليوم، تخالطه رؤى ومشاعر دفين وحرمان في احلام واقعية، لن تتحقق متبين الفكرة والشكل، وقد امتزجت في تجريد وحرية،وحرف مقدس اختاره من حكايا البيئة المحلية الشعبية، الطالعة من هجرات الفلسطيني في رؤى استعلام قيمه التعبيرية بوطن لازال بحث دائم وقلق، وبكائيات، وعالم متجذر، يبحث في مضمون رسائل قرءت على عجل، في احساس لاشعوري يتكهن بالافق والتاويل، واعماق الباطن، في استنباط ايحاءات متحركة يكتبها ابو زريق محمد الباحث التشكيلي في مساحات قدراته على الكشف واليقظة، هاجس مجنون في حلم امراة شاعرة يتوق لها الانسان الشاعر الفنان، المشاغب في عشقه، وكأنه في حساسية ملمس عوالمه، ذلك الارابيسكي الشرقي الطالع من ازمات تجلياته، إلى ذروة الأشكال التي تتناول الهم الانساني الفلسطيني وعذابات كل ماهو بصري غرافيكي نازع الى الانتعاق بحرية،
    كما يريدها هنا :
    ( إن تحولات المشهد البصري، قد عبرت عن مسار يتماهى فيه التجسيم والتجريد، من حيث مروره بمرحلة الصورة في البدايات، "مساواة الصورة للأصل"، حيث تشكل الصورة المجردة الأصل وتمثله، مرورا بمرحلة الأيقونة، " استبدال الصورة بالأصل" في العصور الوسيطة ، وصولا إلى الصورة الرقمية في الوسائل التقنية الحديثة، "خيانة الصورة للأصل"، وعبر هذا الانتقال تكونت سلطة الصورة، حيث ارتكزت هذه السلطة على أطراف ثلاثة، شكلت ما يسمى "مجتمع الصورة"، هي المرسل /الفنان، المستهلك/ الجمهور، والرسالة / العمل الفني، وقد نشأ عن العلاقة المركبة بين أطراف مجتمع الصورة، ومع تعددية قراءة المشهد البصري الحديث، نشأ عنها نتائج خطيرة تمثلت في خيانة الصورة للأصل ، منتقلة من محتواها الأول من حيث الإيصال والإظهار والتبيان، إلى المحتوى الجديد من حيث الإخفاء والتنميط والتسلط.)
    (( الإنسان كائن رمزي بامتياز يحول الإشارة والعلامة إلى لغة ورمز بمعنى أن الإشارة لديه يمكن أن تتحول من لغة تؤشر على شيء محدد إلى رمز يمثل أشياء أخرى خارج السياق الذي استعمل فيه وهو بهذا يحقق انفصاله المباشر عن المحيط ليتجاوزه إلى أقانيم تخص عوالم الفكر والأسطورة والميثولوجيا، ذلك أن الإنسان قد حاول منذ القدم دمج ما هو واقعي بما هو رمزي ابتداء من العدد المجرد وترميزه وصولا إلى الشكل وما يحيل إليه من مضامين، وهذا واضح في الحضارات الزراعية الكبرى وفي المدارس الفلسفية القديمة والحديثة، فلكل عدد مضمون رمزي يكافؤه، ولكل شكل معنى يستدعيه،))
    ( بعد اكثر من اربعين عاما من الفن فإنني احس بحاجتي الى فهم ما اعمل وكلما حاولت وجدت نفسي اجهل وجل ما وصلت اليه ان مجاهيل روحي اكبر مني وان مناطقي المكتشفة ما زالت ضبابية الملامح والرؤى .
    رغم هذا فإنني أدعي حضور المقدس بقوة في مرحلتي هذه فالمقدس هو المغيوب الوحيد القادر على الحضور بروحانيته التي فرضت نفسها على شكل ايقونات مقدسة مشغولة بما يشبه الزخرفة وما هي بزخرفة وفيها ما يشي بقطع الزجاج المعشق تعبيرا عن روح المقدس اما هذه المرأة التي فرضت حضورها علي فما زالت تفعل فعلها داخل هذا المقدس اذ انها تستحضر العذراء التي استعصت على الإمحاء واكتسبت الخلود واعطت حفيدتها الفلسطينية البعد في الرمز والإيحاء فأصبحت مركز اللوحة وقلبها النابض والحراك لكل هذا الصخب .
    ربما حضر المقدس في هذا الظرف البالغ الحساسية لأن القدس تتعرض في هذا الوقت الى عملية تهويد مستمرة وانه لا بد من استحضار كل ما يمثله المقدس من قوى نائمة لمقاومة هذا التهويد )
    ((( هكذا يتفجر بياض الورق أو القماش عن مساحات وخطوط وألوان، باحثة عن هيئة تجمعها ونسق يلظمها ، متصارعة على احتلال البياض ، والبياض مدى ورؤيا ، كتلا رهيفة من ضوء ، عصية على الإزاحة إلا للجواهر المفضية إلى فعل الضوء ، أو لذلك المحارب الأزلي المسمى ظلا، وفي كلا الحالين يقبل كل منهما الإزاحة في عملية إمحاء وإظهار ، وحوار خلاق )))

    شخصيات فلسطينية » فنانون » تشكيلي وتطبيقي
    محمد أبو زريق
    مكان الولادة : الجسير - الخليل
    تاريخ الولادة : 1964

    من مواليد 1947 لعائلة تم تهجيرها من قرية (الجسير ـ الخليل)، درس في مخيم عقبة جبر ـ أريحا، وحصل على الثانوية العامة سنة 1967، درس بعد ذلك في معهد سبلين (صيدا) وحصل على دبلوم في التربية الرياضية سنة 1970، عمل مدرساً في وكالة الغوث (عمان) منذ 1971، وحتى الآن، حصل على ليسانس في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية سنة 1978، أولى لوحاته المدرسية رسمها على جدران البيوت أخذها (من صبغة اللفت الحمراء والنيلة الزرقاء والعصفر الأصفر والحور الأبيض)، أي من خامات الطبيعة الممكنة، وقد تعرف محمود أبو زريق إلى الفنان عبد الوهاب الطيب (فلسطيني استشهد عام 1976)، فتعلم منه فن الرسم، سانده وأشرف على تدريبه، ورسم أول لوحة شارك بها في معرض اليونسكو (بيروت) سنة 1969، ثم رسم على البراكيات في مخيم حطين (شنلر) أما البداية الفعلية له فقد كانت عام 1974، في أول معرض فردي في قاعة جمعية الصداقة الأردنية السوفياتية، وكان معرضه الثاني سنة 1980، في رابطة التشكيليين الأردنيين، ثم الثالث في المركز الثقافي السوفياتي بعمان سنة 1982، ثم الرابع في مجمع بنك الإسكان سنة 1984، وكان المعرض الخامس سنة 1988، في جاليري عالية والسادس في جاليري عالية سنة 1992، ويستعد لمعرضه السابع في مؤسسة شومان أهم محطاته الفنية كانت سنة 1981، عندما شارك في تأسيس جماعة الفنانين الشباب.
    ـ شاهدت لوحات لمحمد أبو زريق من مختلف مراحله الفنية في مرسمه الخاص، وناقشته ساعات طوالاً، وخرجت بالملاحظات التالية:

    أولاً: بدأ محمد أبو زريق بداية مدارسية، أي انه كان يبحث عن مذهب فني يعتنقه، فاختار السوريالية الرموزية الأسطورية، لهذا نجد الملامح الشخوصية الأسطورية تهيمن على لوحاته في هذه المرحلة، لكن نوافذ لوحاته، مفتوحة على الأفق البعيد الذي يشكل فضاءً تقليدياً، فالأفق مفتوح وغير مؤطر، وفضاءات اللوحة مندلقة على بعضها البعض، والفكرة تسيطر بتناسباتها المنطقية على اللوحة وتكوينها العام، والكتل واضحة الحدود، ونلمح السيطرة المتقنة على الخطوط التي تبدو منطقية عقلانية، لكن العالم يبدو لنا سوريالياً غير منطقي.
    ثانياً: في المرحلة الوسطى نجد محمد أبو زريق ينتقل إلى تأطير لوحته، فيستخدم النوافذ بتقليديتها المعروفة، إذا ما نظرنا إليها منعزلة مستقلة، وهي جزء ملتحم جسدياً بفكرة التواصل الشرياني في اللوحة، هنا في هذه المرحلة، نقرأ ما نسميه بثلاثية التواصل في اللوحة (الفضاء + إطار النافذة + الأرضية)، كأن الفنان يريد وصل قاع الأرض بأعالي السماء، لكن أداة الربط دائماً منطقية رموزية ومن الناحية الانفعالية تشعر بإنسان وحيد موحش (لا وجود له في اللوحة)، يرقب العالم من خلال نوافذ لوحاته.
    ثالثاً: في مرحلته الجديدة، يرتد محمد أبو زريق إلى أعماق ذاته بما يشبه الهزيمة كأنه تعب من انتظار أفراح الفضاء التي لا تأتي، يقتلع الإطار التقليدي للنافذة المفتوحة على الفضاء المفتوح، وينتقل إلى قلب اللوحة، حين ينقل الإطار إلى منطقة الوسط، فيصبح الإطار والفضاء عمقاً للوحته، ثم يبدأ بالاشتغال في تفاصيل الفضاء، ضمن الإطار الذي تم تغيير موقعه القديم، هكذا قام الفنان بخلق علاقات جديدة بين عناصر لوحته، وقد عمق ذلك بتعميق الفضاء في منطقة الوسط، وتلاعب بتقديم تزيينات رموزية غير هندسية، فالبلاط يتشقق كالروح ويصبح قابلاً لميلاد العشب، هكذا تحول الفضاء المؤطر إلى ملصق (بوستر).
    رابعاً: عندما نصبح داخل المشهد نفقد المبادرة والانفعال، تتحول إلى (برغي) في آلة المشهد العام ويتلاشى التفاعل، تصبح وردة صناعية مكتملة الشكل، لكن بلا رائحة، الكل هباء وقبض الريح، لهذا نتوحد مع الوحشة والعزلة، هكذا نصبح محكومين بغوغائية المشهد، لهذا نختار العزلة لأننا لا نمتلك قراراً في تغيير المشهد أو حتى الاحتجاج عليه، تتحول العلاقات داخل اللوحة إلى علاقات باردة ملصقية وينقطع التواصل بين الرموز، بل تصبح الرموز بلا معنى، وقد تم تجريدها من إيقاعها الرموزي، تصبح المتعة في حوار وتنامي الأشكال، خط مائل يغازل مستطيلاً أو مربعاً صامتاً، تتحول الحركة في داخل المشهد إلى حركة صامتة تنظر إليه محدقة، لا يعنيها التفاعل، كل عنصر من عناصر اللوحة يمتلك نرجسية العزلة، يحرك الفنان عناصر لوحته باتجاه تحول الهدف إلى الوجود المائل أمامك، المشهدية بالنسبة للفنان محمد أبو زريق هي: جلاء الشكل هو متعة في حد ذاته، متعة تأتي من نظامه ورونقه، من تلازم المضمون والشكل وانفصالهما في آن واحد، يكتمل الشكل، فيحضر المضمون ويحضر المضمون فينفصل عن الشكل، ولكن الشكل هو الباقي، إنها المشهدية التي تحيلك إلى نفسها، إن هذه المشهدية هي التي تحيلك إلى نفسك من خلال الرؤية، مروراً بالعين، فالوجدان، وهي متعة استقرار العين في الرؤية ومتعة حضور ما لا يمكن الإمساك به، المشهدية هي المضمون والجسد في نفس الوقت، لكنها لا تحيلك إلى الترميز إلا بالقدر الذي تعيدك فيه من الرمز إلى المشهد، دونما حاجة لطرح السؤال عن معنى الوجود،
يعمل...
X