عثمان بن عفان ٢_a .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عثمان بن عفان ٢_a .. كتاب مائة أوائل من تراثنا ، الكاتب عبد الهادي حرصوني

    وذلك أن العرب اليوم جلست في المحافل وتحدثت بالأحاديث ، فاشغل العرب بالغزو وقاتل : العدو ، حتى لا يرجع أحدهم - إذا رجع - إلى منزله إلا وقد أهمته نفسه فلا يتفرغ لعيب الأمراء .

    قال : ثم تكلم معاوية فقال : يا أمير المؤمنين إنك قد جمعتنا ، وذكرت أنه قد كثرت الشكايا منا . وأنت قد ملكتنا رقاب الناس ، وجعلتنا أوتاداً في الأرض ، فخذ كل واحد منا بما يليه من عمله ، حتى يكفيك ما قبله ولا يكون هاهنا شكاية أحد ، ولا ينقم أحد عليك . وقبل عثمان رأي معاوية فرد عماله الى الولايات، لكن الشكايات تطورت وضاقت نفس عثمان بها ، فصار سريع الغضب ، وشعر بعجزه عن إيقاف موجة التذمر التي تفشت في كل مكان بين المسلمين. ووقف منه الصحابة مع سكان المدينة موقف الناقد بشكل فيه كثير من السلبية . كما أمعن أقرباؤه من الولاة في استغلال لينه وطيبة قلبه وحبه لآله وذويه ، ورأى ذوي أن الوقت قد حان الموثوب على السلطة الجميع بلاد الإسلام أو الاستئثار الأبدي بحكم ولاية من الولايات ، كما كان حال معاوية مثلاً . وتحولت الشكايات الى أعمال عنف ، بدأت أولاً في الكوفة ووصلت الأمور ذروتها عام ٣٤ هـ / ٦٥٤م . ففي هذا العام رجع سعيد بن العاص من الحجاز نحو الكوفة ، وذلك بعد اجتماعه بعثمان ، وعندما صار إلى مشارف الكوفة خرج أهل الكوفة عليه بالسلاح ، فتلقوه وردوه ، وقالوا : لا والله لا يلي علينا حكماً ما حملناه سيوفنا . وكان الأشتر النخعي مالك بن الحارث على رأس الذين تصدوا لسعيد ومنعوه من دخول الكوفة ورضخ هنمان لمطالب الكوفيين فعزل سعيداً ، وأقر تعيين أبي موسى ! الأشعري والياً على الكوفة بعد أن اختاره أهلها. وقد كان قبول عثمان المطالب الكوفيين أول رضوخ في مجابهة عملية بين الخلافة والعناصر الثائرة ، وقد جرت هذه المطامح منهم المجابهة وراءها أحداثاً أكثر جسامة ، تجلت في تحدي أوامر الخليفة كل حين والتفكير بخلعه .

    والمشاكل التي أدت الى الثورة في الكوفة ، حدت ما يماثلها - من حيث الجوهر - في مصر ، وثار جند مصر وحمل وفد منهم احتجاجاتهم في عريضة عابوا فيها على الخليفة سياسته اللينة ، وتسلط أقربائه على رقاب الناس مع تبديد الأموال ، وهددوا باستعمال القوة والسلاح ، ان لم يستجب عثمان لمطالبهم ويحدث الاصلاح والتغير المطلوب .

    ولقد حال وجود معاوية في الشام ، دون انفجار للموقف هناك مثل بقية الأمصار ، والواقع أن معاوية لم يحل فقط دون الثورة في ولايته ، بل استفاد مما حدث ، واستغل معطيات ظروفه حيث وجد فيها الفرصة السانحة لتثبيت أركانه مع دعائم حكمه في الشام ، وتطلع نحو الانفراد الدائم بالحكم في الشام اعتماداً على جنده الذي كونه بنفسة ، ثم عرف كيف يغرس في قلوب هذا الجند الشامي الحب والولاء الأعمى له دون سواه ، ثم الايمان بقضيته والدفاع عنها ، والتفاني في سبيلها ، وحقق معاوية كل ذلك بفضل ما أوتيه من حنكة ومقدرة ، وبعد نظر ، ومطامح عرف كيف يخطط لتحقيقها .

    وتجمع ثوار مصر مع ثوار الكوفة في المدينة ، وهناك لاقوا مساندة معتبرة من معظم سكان المدينة ، وكبار الصحابة فيها مثل الزبير وطلحة وعائشة أم المؤمنين ، وعندما أدرك عثمان عظم الثورة وحسن تنظيمها وأحقية مطالب رجالاتها اضطر الى الانصياع وحاول إيجاد مخرج يقيه ويقي سلطته ويحفظ الأمة من الفتنة ، وكاد أن ينجح في هذا السبيل ، لولا أن الثوار اكتشفوا، أو بالأحرى تيقنوا من معرفة أن عثمان ما كان إلا حاكماً
    إسمياً ، وأنه كان فريسة أجهزته من بني أمية ، وهنا حاصروا عثمان في بيته ومنعوه من الخروج منه ، وحاولوا إجباره على التنازل من الخلافة فأخفقوا ، لذلك قاموا أخيراً بقتله

    لقد كان عثمان آنذاك حاكم أكبر دولة في العالم وأقواها ، ومع ذلك لم يكن لديه حرس خاص به ولم يكن له بلاطه ولا قصره ، بل كان كل ماملكه للدفاع عن نفسه ، بالإضافة إلى عياله بعضاً من العبيد والموالي . وعاش هؤلاء داخل داره التي يبدو أنها كانت واسعة عالية الجدران متينة الأبواب ، واستمر الحصار أربعين يوماً شارك فيه قوى خفية محرضة كما أجج نارة كثير من أهل المدينة مهاجرين وأنصار ، وكان كبار القوم يحرضون أثناء ذلك على قتل عثمان أو يصمتون إزاء أصوات التحريض، فهذه عائشة أم المؤمنين كانت تقول جهاراً : « أيها الناس ، هذا قميص رسول الله لم يبل وبليت سفته ، اقتلوا نعثلاً ، قتل الله نعثلا ، واشتد الحصار على عثمان وحاول علي بن أبي طالب تدارك الموقف والحيلولة دون سفك الدماء فأخفق وحاول آخرون إيجاد مخرج فلم يفلحوا وكتب عثمان إلى عمال الولايات يستنجد فتقاعسوا هم عن نجدته . لقد أراد الجميع من أصدقاء وخصوم الخلاص من عثمان ، وأدرك هو هذا فخاطبهم بقوله : « لا تقتلوني ؛ فوالله لئن قتلتموني لا تقاتلون عدواً جميعاً أبداً، ولا تقسمون فينا جميعاً أبداً ، ولا تصلون جميعاً أبداً ، وأخذ العقلاء من المسلمين يزيحون عن أعينهم غشاوة الفتنة ، وهكذا بدأت تنتظم بعض المقاومة للثورة ، وبلغ الثوار هذا كما بلغهم مراسلة عثمان لولاة الأمصار فخافوا مغبة ذلك ، فألحوا في حصاره ومنعوه الماء ، ثم قاموا بحرق باب

    داره ودخلوا عليه الدار فقتلوه ، ولقد حدث هذا كله عام ٦٥٥/٥٣٥ م .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.٢٨ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	21 
الحجم:	87.4 كيلوبايت 
الهوية:	72196 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.٢٩_1.jpg 
مشاهدات:	6 
الحجم:	74.9 كيلوبايت 
الهوية:	72197 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.٢٩ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	82.6 كيلوبايت 
الهوية:	72198 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٢٣-٢٠٢٣ ٠٠.٣٠_1.jpg 
مشاهدات:	10 
الحجم:	52.9 كيلوبايت 
الهوية:	72199

  • #2
    And that is because the Arabs today sat in forums and spoke with hadiths, so the Arabs occupied themselves with the invasion and fought: the enemy, so that no one of them would return - if he did return - to his home except that his soul had exhausted him, so he would not devote himself to defaming the princes.

    He said: Then Muawiya spoke and said: O Commander of the Faithful, you have gathered us, and you have mentioned that there have been many complaints from us. And you have made us the necks of people, and made us pegs in the ground, so take each one of us with what follows from his work, so that what came before will suffice you, and there will be no one's complaint here, and no one will take revenge on you. Uthman accepted Muawiyah’s opinion, and he sent his workers to the provinces, but the complaints developed and Uthman’s soul was distressed by them, so he became quick to anger, and he felt his inability to stop the wave of discontent that spread everywhere among Muslims. And the Companions and the inhabitants of Medina took a critical stance from him in a way that contained a lot of negativity. His relatives among the governors also diligently exploited his softness, kindness of heart, and love for his family and his family, and the people saw that the time had come for the Islamic countries to rule over all, or for eternal monopoly over the rule of one of the provinces, as was the case with Muawiya, for example. The complaints turned into acts of violence, which first began in Kufa, and things reached their climax in 34 AH / 654 AD. In this year Saeed bin Al-Aas returned from Hijaz towards Kufa, after his meeting with Othman, and when he reached the outskirts of Kufa, the people of Kufa came out against him with weapons, so they met him and returned him, and said: No, by God, he does not rule over us as long as we carried our swords. Al-Ashtar Al-Nakhai Malik bin Al-Harith was at the head of those who confronted Saeed and prevented him from entering Kufa, and Henman acquiesced to the demands of the Kufans, so he dismissed Saeed, and approved the appointment of Abu Musa! Al-Ash'ari ruler of Kufa after being chosen by its people. Uthman's acceptance of the Kufan ​​demands was the first acquiescence in a practical confrontation between the caliphate and the rebellious elements, and these aspirations were carried out by them.
    The confrontation behind it is more serious events, which were manifested in defying the caliph's orders from time to time and thinking of deposing him.

    The problems that led to the revolution in Kufa bordered on what was similar - in terms of substance - in Egypt. Othman did not respond to their demands, and the required reform and change took place.

    The presence of Muawiyah in the Levant prevented an explosion of the situation there like the rest of the cities, and the reality is that Muawiyah did not only prevent the revolution in his mandate, but rather benefited from what happened, and took advantage of the facts of his circumstances, as he found in them the opportunity to establish his pillars with the pillars of his rule in the Levant, and aspired towards unilateralism He always ruled in the Levant depending on his army, which he formed himself, then he knew how to instill in the hearts of this Syrian soldier blind love and loyalty to him and no one else, then faith in his cause and defense of it, and devotion to it, and Muawiyah achieved all of this thanks to the skill and ability he was given, and farsightedness And aspirations knew how to plan to achieve them.

    The revolutionaries of Egypt gathered with the revolutionaries of Kufa in Medina, and there they met considerable support from most of the population of Medina, and the great companions there, such as Al-Zubayr, Talha, and Aisha, the mother of the believers. Sedition, and he almost succeeded in this path, had it not been for the revolutionaries discovering, or rather they were sure of knowing that Uthman was only a ruler.
    Nominally, and that he was a prey to his devices from the Umayyads, and here they besieged Uthman in his house and prevented him from leaving it, and tried to force him to abdicate from the caliphate, but they failed, so they finally killed him

    At that time, Othman was the ruler of the largest and most powerful country in the world, yet he did not have a guard of his own, and he did not have his court or palace, but rather everything he owned was to defend himself, in addition to his dependents, some slaves and loyalists. And they lived inside his house, which seemed to be spacious, with high walls, and solid doors, and the siege lasted for forty days, in which hidden inciting forces took part, and also fueled the fire of many of the people of Medina, Muhajireen and Ansar. The Mother of the Believers used to say aloud: “O people, this shirt of the Messenger of God has not worn out, and his foolishness has worn out. Kill Nathala, may God kill Nathla, and the siege on Uthman intensified. Ali bin Abi Talib tried to remedy the situation and prevent bloodshed, but he failed. To the workers of the states seeking help, so they failed to help him. Everyone, friends and opponents, wanted to get rid of Uthman, and he realized this, so he addressed them by saying: “Do not kill me; By God, if you kill me, you will never fight an enemy all together, and you will never swear on all of us, and you will never pray together, and the wise Muslims began to remove the veil of sedition from their eyes, and thus began to organize some resistance to the revolution, and the revolutionaries reached this as they were informed by Othman’s correspondence to the governors of the cities, so they feared the consequences of that. So they besieged him and prevented him from water, then they burned a door

    His house and they entered his house and killed him, and all of this happened in the year 535/655 AD.

    تعليق

    يعمل...
    X