أبو بكر الصديق
( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين )
آل عمران : ١٤٤
في السنة العاشرة للهجرة مرض النبي محمد الا الله ، وطال مرضه واشتد فلزم بيته وفراشه ، ولم يعد يمكنه إمامة المسلمين في الصلوات ، لذلك استخلف صاحبه أبا بكر وأوكل اليه القيام بقيادة الصلوات الخمس ، وحيث لم يشاركه أحد في هذه المهمة صار يعرف بكلمة واحدة . هي و الخليفة » . ويبدو أن اشتداد مرض الرسول خلق في المدينة جو أمن القلق والتوجس، حيث طرح الكثير من المسلمين أسئلة حول مستقبل الإسلام والمسلمين بعد النبي ، كما أثاروا مسألة قيادة الأمة. ويبدو أن صدى هذه الأمور وصل الى النبي . ومن المؤكد أن النبي الله لم يقم بوضع أي حل ، وكل ما قام به هو التشديد بالوصية على التمسك بما جاء في القرآن الكريم ، وسبب ذلك يعود الى أن تسمية من يحكم المسلمين ويقودهم بعد وفاة النبي مخالف لجوهر الإسلام ومنطق التاريخ. مع التصورات السياسية للعرب آنئذ ذلك أن في التسمية توريث والأنبياء لا يورثون ، وفي الإسلام حاكم الأمة الله ، والنبي لم يقم باختيار هذا الحاكم، بل الله تعالى هو الذي اختار رسوله، لذلك تركت مسألة الادارة بعد النبي شوروية اجتهادية في حدود ما رسمته الشريعة ، أن مجموعات من المسلمين اجتهدت حلولاً للأزمة المقبلة والنبي مازال حياً كما كان حال الأنصار .
سمع عمر وتوفي النبي الله و علم خبر الوفاة المدينة وتجاوزها الى داخل الجزيرة وفور حدوث ذلك أبو بكر بأن الأنصار مجتمعون خارج المدينة في مكان عرف باسم سقيفة بني ساعدة « فبادر نحوهم يصحبه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، وفي السقيفة وجد أبو بكر وصحبه أن الأنصار أجمع رأيهم على اختيار سعد بن عبادة أميراً ، وتدخل أبو بكر فسبب انهيار هذا المشروع، وقام عمر بن الخطاب فأعلن اختيار أبي بكر وليس ابن عبادة ، وتوجه أبو بكر وصحبه بعدئذ نحو المسجد، حيث قام باعلان عملية الاختيار هذه ، فرضي بها جل الحضور .
وعاشت المدينة ذاك اليوم رعباً شديداً ، وكان يوم اثنين انشغل به آل الرسول في تجهيزه لدفنه ، وأقبل يوم الثلاثاء وتجمع الناس في المسجد حيث وردتهم الأخبار تقول بأن قبائل من الأعراب ارتدت عن الاسلام وتريد غزو المدينة ونهبها ، وتحرك أبو بكر بسرعة وحزم ، ومتن شعور المسلمين بالخطر الخارجي من موقفه ، فأسكت كل أصوات المعارضة ، وهكذا شرع في إعداد أعمال الدفاع عن المدينة وإعادة الثقة والنظام . الثلاثاء دون أن يدفن النبي ، وفي صباح يوم ا الأربعاء خرج العباس عم النبي على الناس وخاطبهم بقوله : ( خلوا بيننا وبين صاحبنا فإنه يأسن كما يأسن الناس ، ونتيجة لهذا تقرر دفن النبي حيث توفي ، ولقد وصفت عائشة أم المؤمنين الحال في بداية حكم أبي بكر بقولها : «توفي رسول الله فلو نزل بالجبال الراسيات مانزل بأبي لهاضها ، اشرأب النفاق .
بالمدينة ، وارتدت العرب ، فوالله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي الى
أعظمها في الإسلام ) .
قام أبو بكر بعد انتخابه وبيعته على منبر النبي فيخطب الناس ، وأعلن علهم برنامجه ، وحيث كان قبل وفاة النبي يعرف بالخليفة فقد ظل يحمل نفس التسمية بعد الوفاة ، وهكذا ولد مع بيعته مؤسسة الخلافة الاسلامية الشهيرة .
وبعد دفن النبي قام أبو بكر بإرسال جيش أسامة ، وهو جيش كان النبي قد أعده قبل وفاته. وبعد هذا شرع في إعداد الجيوش لإعادة السيطرة على شبه الجزيرة ، وهذه الأداة صنعت من قبل النبي وتدرب رجالها على يديه لمدة عشر سنوات، وخلال معارك كثيرة ، وكانت حسنة التسليح ، جيدة النظام، قوية العقيدة تحسن فنون القتال الصاعق ، وكان أبرز قادتها خالد بن الوليد . وبسرعة فائقة قضي على ردة الأعراب ، وعادت الوحدة والادارة المركزية لشبه الجزيرة ، وأثناء هذا وضعت الترتيبات اللازمة لتنفيذ أوامر النبي وخططه في فتح العالم ونشر الاسلام، وكان لشبه الجزيرة جبهتان بریتان رئيسيتان تصلها ببلدان عالم القرون الوسطى . وقام أبو بكر بإرسال جيش نحو العراق وثلاثة نحو بلاد الشام ، وكانت مهمة جيش العراق الاتجاه شرقاً حتى الصين والهند ، ومهمات جيوش الشام: الاول ساحل المتوسط حتى القسطنطينية ، والثاني فلسطين فمصر فالشمال الافريقي ، والثالث سورية المجوفة حتى أعالي بلاد الرافدين - الجزيرة - فأرمينية فشواطيء البحر الأسود .
لقد شغل أبو بكر منصبه لمدة عامين ، حدثت خلالها تطورات كبيرة وتبدلات خطيرة على كافة مستويات الحياة لدى المسلمين ، وشملت جميع .
( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين )
آل عمران : ١٤٤
في السنة العاشرة للهجرة مرض النبي محمد الا الله ، وطال مرضه واشتد فلزم بيته وفراشه ، ولم يعد يمكنه إمامة المسلمين في الصلوات ، لذلك استخلف صاحبه أبا بكر وأوكل اليه القيام بقيادة الصلوات الخمس ، وحيث لم يشاركه أحد في هذه المهمة صار يعرف بكلمة واحدة . هي و الخليفة » . ويبدو أن اشتداد مرض الرسول خلق في المدينة جو أمن القلق والتوجس، حيث طرح الكثير من المسلمين أسئلة حول مستقبل الإسلام والمسلمين بعد النبي ، كما أثاروا مسألة قيادة الأمة. ويبدو أن صدى هذه الأمور وصل الى النبي . ومن المؤكد أن النبي الله لم يقم بوضع أي حل ، وكل ما قام به هو التشديد بالوصية على التمسك بما جاء في القرآن الكريم ، وسبب ذلك يعود الى أن تسمية من يحكم المسلمين ويقودهم بعد وفاة النبي مخالف لجوهر الإسلام ومنطق التاريخ. مع التصورات السياسية للعرب آنئذ ذلك أن في التسمية توريث والأنبياء لا يورثون ، وفي الإسلام حاكم الأمة الله ، والنبي لم يقم باختيار هذا الحاكم، بل الله تعالى هو الذي اختار رسوله، لذلك تركت مسألة الادارة بعد النبي شوروية اجتهادية في حدود ما رسمته الشريعة ، أن مجموعات من المسلمين اجتهدت حلولاً للأزمة المقبلة والنبي مازال حياً كما كان حال الأنصار .
سمع عمر وتوفي النبي الله و علم خبر الوفاة المدينة وتجاوزها الى داخل الجزيرة وفور حدوث ذلك أبو بكر بأن الأنصار مجتمعون خارج المدينة في مكان عرف باسم سقيفة بني ساعدة « فبادر نحوهم يصحبه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح، وفي السقيفة وجد أبو بكر وصحبه أن الأنصار أجمع رأيهم على اختيار سعد بن عبادة أميراً ، وتدخل أبو بكر فسبب انهيار هذا المشروع، وقام عمر بن الخطاب فأعلن اختيار أبي بكر وليس ابن عبادة ، وتوجه أبو بكر وصحبه بعدئذ نحو المسجد، حيث قام باعلان عملية الاختيار هذه ، فرضي بها جل الحضور .
وعاشت المدينة ذاك اليوم رعباً شديداً ، وكان يوم اثنين انشغل به آل الرسول في تجهيزه لدفنه ، وأقبل يوم الثلاثاء وتجمع الناس في المسجد حيث وردتهم الأخبار تقول بأن قبائل من الأعراب ارتدت عن الاسلام وتريد غزو المدينة ونهبها ، وتحرك أبو بكر بسرعة وحزم ، ومتن شعور المسلمين بالخطر الخارجي من موقفه ، فأسكت كل أصوات المعارضة ، وهكذا شرع في إعداد أعمال الدفاع عن المدينة وإعادة الثقة والنظام . الثلاثاء دون أن يدفن النبي ، وفي صباح يوم ا الأربعاء خرج العباس عم النبي على الناس وخاطبهم بقوله : ( خلوا بيننا وبين صاحبنا فإنه يأسن كما يأسن الناس ، ونتيجة لهذا تقرر دفن النبي حيث توفي ، ولقد وصفت عائشة أم المؤمنين الحال في بداية حكم أبي بكر بقولها : «توفي رسول الله فلو نزل بالجبال الراسيات مانزل بأبي لهاضها ، اشرأب النفاق .
بالمدينة ، وارتدت العرب ، فوالله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي الى
أعظمها في الإسلام ) .
قام أبو بكر بعد انتخابه وبيعته على منبر النبي فيخطب الناس ، وأعلن علهم برنامجه ، وحيث كان قبل وفاة النبي يعرف بالخليفة فقد ظل يحمل نفس التسمية بعد الوفاة ، وهكذا ولد مع بيعته مؤسسة الخلافة الاسلامية الشهيرة .
وبعد دفن النبي قام أبو بكر بإرسال جيش أسامة ، وهو جيش كان النبي قد أعده قبل وفاته. وبعد هذا شرع في إعداد الجيوش لإعادة السيطرة على شبه الجزيرة ، وهذه الأداة صنعت من قبل النبي وتدرب رجالها على يديه لمدة عشر سنوات، وخلال معارك كثيرة ، وكانت حسنة التسليح ، جيدة النظام، قوية العقيدة تحسن فنون القتال الصاعق ، وكان أبرز قادتها خالد بن الوليد . وبسرعة فائقة قضي على ردة الأعراب ، وعادت الوحدة والادارة المركزية لشبه الجزيرة ، وأثناء هذا وضعت الترتيبات اللازمة لتنفيذ أوامر النبي وخططه في فتح العالم ونشر الاسلام، وكان لشبه الجزيرة جبهتان بریتان رئيسيتان تصلها ببلدان عالم القرون الوسطى . وقام أبو بكر بإرسال جيش نحو العراق وثلاثة نحو بلاد الشام ، وكانت مهمة جيش العراق الاتجاه شرقاً حتى الصين والهند ، ومهمات جيوش الشام: الاول ساحل المتوسط حتى القسطنطينية ، والثاني فلسطين فمصر فالشمال الافريقي ، والثالث سورية المجوفة حتى أعالي بلاد الرافدين - الجزيرة - فأرمينية فشواطيء البحر الأسود .
لقد شغل أبو بكر منصبه لمدة عامين ، حدثت خلالها تطورات كبيرة وتبدلات خطيرة على كافة مستويات الحياة لدى المسلمين ، وشملت جميع .
تعليق