مصور الشهر
مارتن كولبيك
الموضوع هونقطة البداية
مارتن كولبيك مصور بريطاني شاب إنطلق من هوايته في التصوير الفوتوغرافي للطبيعة وعناصرها ، إلى التصوير السينمائي ليتحول بحكم حاجته للعمل الوظيفي إلى « كاميرامان « لحياة الأدغال .. لكنه لم يتخل عن إندفاعه الرئيسي نحو الصورة الثابتة ، خاصة بعد رحلته الطويلة معها وعشقه الكبير لكل ما يتعلق بها .
* إقرا و اهضم المعلومات حاول تنفيذ افكارك بنفسه كي تتعلم من اخطائك ، على هدي هذه المقولة ينطلق المصور العالمي الشاب مارتن كولبيك في عمله وذلك منذ بداية دخوله إلى عالم التصوير الفوتوغرافي الثابت بعد تخرجه بـدرجـة جـامعية في العلوم الحيوية .. ومن ثم حصوله على وظيفة مدير المؤسسة « كوميت الفوتوغرافية ، في بيرمينغهام مع بداية عام ١٩٨٠ حيث أراد من وظيفته هذه إدخار المال للقيام برحلة إلى أميركا في خطة لتصوير المناظر الطبيعية عبر الولايات الأميركية .
* ومن جامعة كاليفورنيا في سانتا کروز حاز على فرصته الأولى حيث إنضم إلى حلقـة دراسية حول التصوير الفـوتـوغـرافي معنـونـة باسم تصوير الطبيعة .. هذه الحلقات كانت تمزج التصوير الفوتوغرافي مع السفر ... وقد دفع قسطاً قدره 350 دولاراً ، وسافر إلى يوسيمايت مالي - في الولايات المتحدة الاميركية - معتقداً انه هناك بأن الدراسة مقتصرة على تصوير المناظر الطبيعية فعاد سيقوم هناك بتصوير حيوانات المنطقة مع حشراتها ، لكنه فوجيء منها بهذه المجموعة من الصور بعد رحلة شاقة وممتعة لم يتعلم فيها مارتن الا القليل من الناحية النظرية لكن وكما يؤكد في حديثه عن هذه الحلقة الدراسية انها حققت له فرصة تحقيق تجارب خاصة به .
تحميض الأفلام لتلك الدراسات كانت تتم في يوسيمایت ، تباعاً وذلك في غاليري - انسيل ادامز حيث يحصل المصور على نتائج أعماله خلال خمسة أو ستة أيام بعد التصوير .
ويمكن أن نختصر رحلة مارتن کولبيك نظرياً بما ورد على لسانه حول هذه الحلقة الدراسية التي إستمرت لفترة سبعة أسابيع تقريباً حيث قال عنها :
ـ كانت العملية كلها عبارة عن درس في التعلم بالممارسة ، زادت من إدراكي إلى حد هائل ، وأهم علت به هو أن المناظر الطبيعية مهما كانت مثيرة وفعالة ، الموضوع مجرد نقطة البداية فيها وعليه أن يبعث الحماس الذي يجعلنا نبذل الجهد للسعي إلى اخذ اللقطة أما الضـوء واللون فان إستغلالهما على الوجه الموضوع ويؤديان إلى محتوى ناجح ولا يفوتني هنا ان اذكر الأكمل يحولهما إلى جزء بان افضل النتائج حققتها الغزوات التي كنت أقوم بها الفجر وعند الغروب .
ففي النهار يكون الحر شديداً والنور تعتريه غشاوة تتسبب بظهور صور كتيبة باهتة الألوان لذلك كنت أبدأ باختيار اللقطات والتخطيط لها مسبقاً ، بحيث امضي النهار باحثا عن المواقع وعازلا لمحتوياتها ، ومن ثم منجزاً للأعمال المعنية في افكاري لاعود بعدها عند الفجر أو الغروب حين يكون التشبع اللوني رائعاً ، ظـلال في رأسي من صور . على صعيد المعدات فان مارتن وجـود وانوار . دراماتيكية ، لأطبق ما وضعته الذي إبتدا مع كاميرا « كونيكا خلال بدايته الفوتوغرافية يعتمد الآن على كاميرات كانون ( FTB ) و ( AE - I ) إلى جانب عدسات ۲۸ علم و ٥۰ ملم وزووم ۷۰ - ١٥٠ ملم ، بينما يلتقط جميع صوره افلام کوداکروم 64 وعلى الرغم من الأجهزة الاستثنائية التي وضعتها ، کومیت فوتوغرافيك بين يديه ، ظلت البساطة باعتماد ما يريده ، تعكس إهتمامه بالفعالية الوظيفية للقطع المعنية فقط ففي بداية الحلقة الدراسية كان يستعمل كاميرا ( AEI ) وضعها الأوتـومـاتيكي ، لكن التعريضات الضوئية التي جاءت غير مناسبة ـ على صعيد الألوان
الباهتة ـ جعلته ينتقل إلى كاميرا ( FTB ) ويكتشف فوائد جهاز تعبیر بعد الموضوع ( Spotmeter ) وهكذا انجز مارتن جميع اعماله تقريباً بهذه الكاميرا ومع عدسة الزووم التي يعتبرها ذات قيمة لا تقدر خصوصاً عندما يريد عزل موضوع ما .
وبقي مارتن بعد إنتهاء المدة المحددة للحلقة الدراسية في الولايات المتحدة الأميركية ، حيث امضى خمسة أسابيع أخرى متنقلاً في أرجاء البلاد وعاملا على تضخيم ملفه الانتاجي ، ومحققاً بذلك نجاحاً هائلا على صعيد التصوير الفوتوغرافي خوله لاحقاً الدخول إلى مهنة التصوير والتفرغ لها .. والطريق بعد هذه الرحلة لم يكن سهلا امام مارتن عاد إلى شهورا عدة وهو خالي الوفاض موطنه - إنكلترا - وهناك قضي وبقي عاطلا عن العمل حتى لفتت نظره حلقة تلفزيونية وثائقية حول حياة الأدغال منطقة اوزبراي ، وعندها وجد نفسه امام الباب الذي يريد ان يطرقه للعمل في سبيل كسب عيشه . ومن هذا المنطلق بدأت علاقته مع مؤسسة ، افلام لندن العلمية » المتخصصة بانتاج الأفلام حول حياة الأدغال رغم عدم وجود اي خبرة لديه في مجال التصوير المتحرك فعمل كمساعد في البداية ليتحول بعد عدة تجارب إلى مصور سينمائي متفرغ - کامیرامان . ليوفق لاحقاً بين عمله هذا وهاجسه الأهم الا وهو إنجاز أفضل الصور الثابتة لحياة الأدغال وللطبيعة بشكل عام
وعن التوفيق بين الاتجاهين يقول مارتن كولبيك
- إن ضغط العمل لا يترك في سوى القليل من الوقت مما دفعني لانجـاز معظم أعمـالي داخـل الاستديو ، ولكن بشكل لا بد أن يبدو للناظر وكانه صور في موقعه الحقيقي ، خصوصا وأن الجزء الرئيسي لأي لقطة يتم في مبنى
مجهز باضواء إصطناعية توحي بضوء النهار الطبيعي ، وهنا أرى ان الفارق بين النجاح والفشل يمكن أن يقوم على مدى ما يحتفظ به أحدنا من خلفيات دراسية حول عادات الحيوان .
أما التصوير الفعلي فهو الجزء الأصغر من العملية .
ولكن هل يعني هذا أن إلتقاط الصور الثابتة للطبيعة ، كرغبة وهاجس لدى مارتن ، قد تراجع بحكم ظروفه هذه إلى موقع خلفي . وان هوايته سائرة نحو الاندثار نتيجة ضغوط مهنته الجديدة ؟ !
مارتن ينفي ذلك بقوله :
- بالعكس أنا الآن أكثر حماساً من ذي قبل ولكن لا أنفي أن رحلتي الأميركية أولدت عندي شعوراً أو ظروف إنارة تثير حماسي وقبل بأنه لا وجود هنا في إنكلترا لمواقع الرحلة هذه لم تخطر على بالي فكرة تصوير المناظر الطبيعية بشكل جدي ، هذا إذا لم اتطرق إلى مسالة عدم إهتمامي بمشاهدة أعمـال مصورين آخرين ... لكن حدث السنة الماضية أن فتحت عيني على أعمال اشخاص امثال بوب مور وجون بلاكيمور فادركت إمكانيات كل من اللقطات الافرادية والملونة للمناظر الطبيعية . كما أثـار إنتباهي إستخدام ايرنست هاآس للنصف التجريدي للون .
اخيرا لا بد من التنـويـه بالواقعية التامة التي يتعامل بها مارتن كولبيك مع عمله وعدم إضفاء صفات وتسميات مبالغ بها على إتجاهه الفني واهدافه من ورائه .. حيث يردد :
ـ لكي أكون صادقاً كل الصدق أقول إنه لا وجود لرسالة عميقة خلف عملي ، وعلى الرغم من أهمية المشاهدين لعملنا لكن يبقى هذا العمـل مفتقراً إلى الحيـويـة المطلوبة .. المتعة في نظري هي ان أكون هناك .. والمكافاة أن أشاهد تلك المتعة منعكسة على وجوه الناس الذين يشاهدون اعمالي .
مارتن كولبيك
الموضوع هونقطة البداية
مارتن كولبيك مصور بريطاني شاب إنطلق من هوايته في التصوير الفوتوغرافي للطبيعة وعناصرها ، إلى التصوير السينمائي ليتحول بحكم حاجته للعمل الوظيفي إلى « كاميرامان « لحياة الأدغال .. لكنه لم يتخل عن إندفاعه الرئيسي نحو الصورة الثابتة ، خاصة بعد رحلته الطويلة معها وعشقه الكبير لكل ما يتعلق بها .
* إقرا و اهضم المعلومات حاول تنفيذ افكارك بنفسه كي تتعلم من اخطائك ، على هدي هذه المقولة ينطلق المصور العالمي الشاب مارتن كولبيك في عمله وذلك منذ بداية دخوله إلى عالم التصوير الفوتوغرافي الثابت بعد تخرجه بـدرجـة جـامعية في العلوم الحيوية .. ومن ثم حصوله على وظيفة مدير المؤسسة « كوميت الفوتوغرافية ، في بيرمينغهام مع بداية عام ١٩٨٠ حيث أراد من وظيفته هذه إدخار المال للقيام برحلة إلى أميركا في خطة لتصوير المناظر الطبيعية عبر الولايات الأميركية .
* ومن جامعة كاليفورنيا في سانتا کروز حاز على فرصته الأولى حيث إنضم إلى حلقـة دراسية حول التصوير الفـوتـوغـرافي معنـونـة باسم تصوير الطبيعة .. هذه الحلقات كانت تمزج التصوير الفوتوغرافي مع السفر ... وقد دفع قسطاً قدره 350 دولاراً ، وسافر إلى يوسيمايت مالي - في الولايات المتحدة الاميركية - معتقداً انه هناك بأن الدراسة مقتصرة على تصوير المناظر الطبيعية فعاد سيقوم هناك بتصوير حيوانات المنطقة مع حشراتها ، لكنه فوجيء منها بهذه المجموعة من الصور بعد رحلة شاقة وممتعة لم يتعلم فيها مارتن الا القليل من الناحية النظرية لكن وكما يؤكد في حديثه عن هذه الحلقة الدراسية انها حققت له فرصة تحقيق تجارب خاصة به .
تحميض الأفلام لتلك الدراسات كانت تتم في يوسيمایت ، تباعاً وذلك في غاليري - انسيل ادامز حيث يحصل المصور على نتائج أعماله خلال خمسة أو ستة أيام بعد التصوير .
ويمكن أن نختصر رحلة مارتن کولبيك نظرياً بما ورد على لسانه حول هذه الحلقة الدراسية التي إستمرت لفترة سبعة أسابيع تقريباً حيث قال عنها :
ـ كانت العملية كلها عبارة عن درس في التعلم بالممارسة ، زادت من إدراكي إلى حد هائل ، وأهم علت به هو أن المناظر الطبيعية مهما كانت مثيرة وفعالة ، الموضوع مجرد نقطة البداية فيها وعليه أن يبعث الحماس الذي يجعلنا نبذل الجهد للسعي إلى اخذ اللقطة أما الضـوء واللون فان إستغلالهما على الوجه الموضوع ويؤديان إلى محتوى ناجح ولا يفوتني هنا ان اذكر الأكمل يحولهما إلى جزء بان افضل النتائج حققتها الغزوات التي كنت أقوم بها الفجر وعند الغروب .
ففي النهار يكون الحر شديداً والنور تعتريه غشاوة تتسبب بظهور صور كتيبة باهتة الألوان لذلك كنت أبدأ باختيار اللقطات والتخطيط لها مسبقاً ، بحيث امضي النهار باحثا عن المواقع وعازلا لمحتوياتها ، ومن ثم منجزاً للأعمال المعنية في افكاري لاعود بعدها عند الفجر أو الغروب حين يكون التشبع اللوني رائعاً ، ظـلال في رأسي من صور . على صعيد المعدات فان مارتن وجـود وانوار . دراماتيكية ، لأطبق ما وضعته الذي إبتدا مع كاميرا « كونيكا خلال بدايته الفوتوغرافية يعتمد الآن على كاميرات كانون ( FTB ) و ( AE - I ) إلى جانب عدسات ۲۸ علم و ٥۰ ملم وزووم ۷۰ - ١٥٠ ملم ، بينما يلتقط جميع صوره افلام کوداکروم 64 وعلى الرغم من الأجهزة الاستثنائية التي وضعتها ، کومیت فوتوغرافيك بين يديه ، ظلت البساطة باعتماد ما يريده ، تعكس إهتمامه بالفعالية الوظيفية للقطع المعنية فقط ففي بداية الحلقة الدراسية كان يستعمل كاميرا ( AEI ) وضعها الأوتـومـاتيكي ، لكن التعريضات الضوئية التي جاءت غير مناسبة ـ على صعيد الألوان
الباهتة ـ جعلته ينتقل إلى كاميرا ( FTB ) ويكتشف فوائد جهاز تعبیر بعد الموضوع ( Spotmeter ) وهكذا انجز مارتن جميع اعماله تقريباً بهذه الكاميرا ومع عدسة الزووم التي يعتبرها ذات قيمة لا تقدر خصوصاً عندما يريد عزل موضوع ما .
وبقي مارتن بعد إنتهاء المدة المحددة للحلقة الدراسية في الولايات المتحدة الأميركية ، حيث امضى خمسة أسابيع أخرى متنقلاً في أرجاء البلاد وعاملا على تضخيم ملفه الانتاجي ، ومحققاً بذلك نجاحاً هائلا على صعيد التصوير الفوتوغرافي خوله لاحقاً الدخول إلى مهنة التصوير والتفرغ لها .. والطريق بعد هذه الرحلة لم يكن سهلا امام مارتن عاد إلى شهورا عدة وهو خالي الوفاض موطنه - إنكلترا - وهناك قضي وبقي عاطلا عن العمل حتى لفتت نظره حلقة تلفزيونية وثائقية حول حياة الأدغال منطقة اوزبراي ، وعندها وجد نفسه امام الباب الذي يريد ان يطرقه للعمل في سبيل كسب عيشه . ومن هذا المنطلق بدأت علاقته مع مؤسسة ، افلام لندن العلمية » المتخصصة بانتاج الأفلام حول حياة الأدغال رغم عدم وجود اي خبرة لديه في مجال التصوير المتحرك فعمل كمساعد في البداية ليتحول بعد عدة تجارب إلى مصور سينمائي متفرغ - کامیرامان . ليوفق لاحقاً بين عمله هذا وهاجسه الأهم الا وهو إنجاز أفضل الصور الثابتة لحياة الأدغال وللطبيعة بشكل عام
وعن التوفيق بين الاتجاهين يقول مارتن كولبيك
- إن ضغط العمل لا يترك في سوى القليل من الوقت مما دفعني لانجـاز معظم أعمـالي داخـل الاستديو ، ولكن بشكل لا بد أن يبدو للناظر وكانه صور في موقعه الحقيقي ، خصوصا وأن الجزء الرئيسي لأي لقطة يتم في مبنى
مجهز باضواء إصطناعية توحي بضوء النهار الطبيعي ، وهنا أرى ان الفارق بين النجاح والفشل يمكن أن يقوم على مدى ما يحتفظ به أحدنا من خلفيات دراسية حول عادات الحيوان .
أما التصوير الفعلي فهو الجزء الأصغر من العملية .
ولكن هل يعني هذا أن إلتقاط الصور الثابتة للطبيعة ، كرغبة وهاجس لدى مارتن ، قد تراجع بحكم ظروفه هذه إلى موقع خلفي . وان هوايته سائرة نحو الاندثار نتيجة ضغوط مهنته الجديدة ؟ !
مارتن ينفي ذلك بقوله :
- بالعكس أنا الآن أكثر حماساً من ذي قبل ولكن لا أنفي أن رحلتي الأميركية أولدت عندي شعوراً أو ظروف إنارة تثير حماسي وقبل بأنه لا وجود هنا في إنكلترا لمواقع الرحلة هذه لم تخطر على بالي فكرة تصوير المناظر الطبيعية بشكل جدي ، هذا إذا لم اتطرق إلى مسالة عدم إهتمامي بمشاهدة أعمـال مصورين آخرين ... لكن حدث السنة الماضية أن فتحت عيني على أعمال اشخاص امثال بوب مور وجون بلاكيمور فادركت إمكانيات كل من اللقطات الافرادية والملونة للمناظر الطبيعية . كما أثـار إنتباهي إستخدام ايرنست هاآس للنصف التجريدي للون .
اخيرا لا بد من التنـويـه بالواقعية التامة التي يتعامل بها مارتن كولبيك مع عمله وعدم إضفاء صفات وتسميات مبالغ بها على إتجاهه الفني واهدافه من ورائه .. حيث يردد :
ـ لكي أكون صادقاً كل الصدق أقول إنه لا وجود لرسالة عميقة خلف عملي ، وعلى الرغم من أهمية المشاهدين لعملنا لكن يبقى هذا العمـل مفتقراً إلى الحيـويـة المطلوبة .. المتعة في نظري هي ان أكون هناك .. والمكافاة أن أشاهد تلك المتعة منعكسة على وجوه الناس الذين يشاهدون اعمالي .
تعليق