عودة التفاؤل اللايبنتزيّ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عودة التفاؤل اللايبنتزيّ

    عودة التفاؤل اللايبنتزيّ
    أريانا ماركيتي 6 ديسمبر 2022
    ترجمات
    عمل للفنان التشكيلي الكوبي توماس سانشيز
    شارك هذا المقال
    حجم الخط

    ترجمة: سارة حبيب

    "من الواضح أن الأشياء لا يمكن أن تكون خلاف ما هي عليه؛ لأنه كما أن كل الأشياء قد خُلِقت لغاية ما، فلا بدّ أنها بالضرورة قد خُلِقت لأفضل غاية. لاحظْ، على سبيل المثال، أن الأنف قد شُكِّل لأجل النظارات، ولذلك نرتدي النظارات".

    بانغلوس (فولتير، "كنديد")

    عام 1759، نشر فولتير "كنديد" أو "المتفائل"، وهي نوفيلا ذكية أماطت اللثام بحصافة وظرافة عن قصور التفكير التفاؤليّ. لكن، بالرغم من أن فولتير قدّم نقاشًا ذكيًا ضد التفاؤل، فإن جهوده لم تمنع التفاؤل من أن يشقّ طريقه إلى مجتمعاتنا العلمانية مفرطةِ العقلانية. في هذه المقالة القصيرة، سأحاول أن أشرح كيف أن تفاؤل لايبنتز يمكن أن يكون متموضعًا في مقاربتنا للحياة، والدورَ الجوهري الذي يلعبه في الإبقاء على الوضع الراهن وشرعنته، لا سيما فيما يتعلق بمسائل الحكم.



    أفضل العوالم الممكنة

    تساءل الفلاسفة، منذ أبيقور، عن كيفية التوفيق بين فكرة الله القدير الخيّر تمامًا ووجود الشر في العالم. هل الله عاجزٌ عن منع الشر؟ وكيف يمكن له أن يكون خيّرًا إذا سمح بظهور الشر؟

    عام 1710، قدّم غوتفريد فيلهيلم لايبنتز أحد أكثر المحاولات ابتكارًا لتناول مثل تلك الأسئلة، وهي ما ستُعرف لاحقًا باسم مناقشة "أفضل العوالم الممكنة". وتدور المناقشة على النحو التالي:

    1. الله كليّ القدرة، كليّ المعرفة، كليّ الخير؛
    2. خلق الله العالم الموجود حاليًا؛
    3. كان بوسع الله أن يخلق عالمًا مختلفًا أو ألا يخلق أيّ عالم على الإطلاق (بمعنى آخر، ثمة عوالم أخرى ممكنة)؛
    4. لأن الله كليّ القدرة وكليّ المعرفة، عرفَ أي عالم ممكن هو الأفضل وكان قادرًا على خلقه. ولأنه كليّ الخير، اختار أن يخلق ذلك العالم؛
    5. بالتالي، العالم الموجود، العالم الذي خلقه الله، هو أفضل كلّ العوالم الممكنة.
    "إن الشكل الأبسط من التفاؤل اللايبنتزيّ - الاعتقاد بأننا نعيش في أفضل العوالم الممكنة، حتى وإن كنّا لا نشعر بذلك- هو ما يجعلنا نستمر بالمصادقة على البنى ذاتها، ونبرّر الشر الذي ينتج عنها على أنه "أضرارٌ جانبية""
    وفقًا للايبنتز، تفحص الله في ذهنه، قبل خلق العالم، عددًا غير محدود من العوالم كلها ممكنةٌ على حد سواء. ولكونه الأبسط والأكثر تنوعًا، اختار الله عالَمنا على أنه أفضل خيار ممكن. بالتالي، الشر في هذا العالم ليس إلا واحدًا من المكونات التي تجعل هذا العالم أفضلَ العوالم الممكنة.

    من وجهة نظر ميتافيزيقية، الشر ضروريّ لأي عالم ممكن لأنه لو كانت الكائنات مثالية، ستصبح متطابقة مع خالقها. ولو كان الأمر كذلك، سيتبين بطلان فكرة الخلق ذاتها، كما أن عالمًا معيوبًا يظلّ أفضل من العدم. كذلك، إن إمكانية الاختيار بين الخير والشر عند البشر هي دلالة على خير الله اللانهائي، إذ أن تلك الإمكانية هي ما يتيح لنا أن نكون أحرارًا ونحقّق الخلاص.

    تعود إمكانية الشر إذًا إلى العالم في حدّ ذاته، في حين أن الشر الملموس هو شيء لا يظهر إلا من خلال فعل الإنسان. ولو كان الله قد زوّد الإنسان بإرادة أقوى تجعله يحجم عن الشر الأخلاقي، لما كان هذا أفضلَ العوالم، بما أن قدرة الإنسان على اختيار أفعاله هي بالضبط ما يفتح أبواب خلاصه الأبدي.

    بالطبع، فلسفة الدين عند لايبنتز هي أوسع من هذه المناقشةَ بكثير، لكن نقاشها كاملة سيكون خارج نطاق هذه المقالة. وما يجعل هذه المناقشة بالتحديد جديرة بإعادة النظر هو الطريقة التي خصّب بها منطقُها الأساسي رؤيةَ العالم في القرن الواحد والعشرين؛ تلك التي تخصّ الديمقراطيات الليبرالية الغربية، على وجه الخصوص.

    إن الشكل الأبسط من التفاؤل اللايبنتزيّ - الاعتقاد بأننا نعيش في أفضل العوالم الممكنة، حتى وإن كنّا لا نشعر بذلك- هو ما يجعلنا نستمر بالمصادقة على البنى ذاتها، ونبرّر الشر الذي ينتج عنها على أنه "أضرارٌ جانبية". وينعكس هذا بوضوح في مقاربتنا للبنى الاقتصادية والسياسية. فمهما بلغ عدد الجرائم والمظالم التي ترتكبها حكومة ما، سنظلّ نعتقد بأن هذه الطريقة في تنظيم المجتمع هي أفضل طريقة ممكنة. هكذا، نلقي مسؤولية الشر على فاعلين أفراد، ونوقف أي نقاش حقيقي حول الطرق التي يمكن بها للبنى التي بنيناها أن تدفع الناس إلى اتخاذ سلوك معادٍ للمجتمع.

    وفقًا للايبنتز، تفحص الله في ذهنه، قبل خلق العالم، عددًا غير محدود من العوالم كلها ممكنةٌ على حد سواء
    التفاؤل اللايبنتزيّ في القرن الواحد والعشرين مع بعض التحوير

    "كل البشر أحرار بالطبيعة؛ بالتالي أنت تمتلك حرية أكيدة بأن تغادر ساعة تشاء، لكنك ستواجه صعوبات كثيرة وجسيمة أثناء عبور الحدود" (فولتير، "كنديد").

    في القرن الواحد والعشرين، وجد التفاؤل اللايبنتزيّ أفضل تعبيرٍ عنه في الديمقراطيات الغربية العلمانية: الشكل المثالي من أفضل عالم ممكن. لا يهم أي نتاج نحققه من خلال نظمنا ومؤسساتنا، أو فيما إذا كانت تلك النظم والمؤسسات تفي بوعودها أم لا، يبقى ما لدينا هو أفضل ما يمكننا الحصول عليه.

    على المستوى الكلي، تدور النقاشات الرئيسية التي تؤيد فرضية أننا نعيش في أفضل العوالم الممكنة كالتالي:

    . قد تكون الديمقراطية معيوبةً لكنها تبقى أفضل شكل من الحكومات لدينا.

    · الحياة في الغرب ليست مثالية، لكنها تبقى الأفضل من بين كل الخيارات الأخرى.

    · النظام المالي في الغرب ليس مثاليًا لكنه يبقى النظام الذي يعمل أفضل من أي نظام آخر.

    · نواجه تحديات في عصرنا لكنه يبقى أفضل عصر يُعاش فيه.

    بتكرار هذه "الحقائق" مثل شعار، يمكننا الشعور بأننا مرتاحون، مُهدَّؤون، وقبل كل شيء سلبيون إزاء السلسلة اللانهائية من الكوارث التي تنتشر أمام أعيننا. وهذه الكوارث بالنتيجة يُنظر إليها كشرٍّ لا مناص منه، أو بالأحرى، كأفضل أسوأ خيار. ببساطة، يصبح الشر البنيوي حتمية ميتافيزيقية، قانونَ طبيعة، لا يمكن إلا قبوله وتقبّله.

    إن مجتمعنا، حتى مع كلّ عقباته الصغيرة - دمار بيئي، أزمة مالية لا نهاية لها، الاضمحلال النفسي الجسدي لسكانه- يبقى أفضل المجتمعات الممكنة. هكذا، وبينما نحن منجذبون لوسائل راحتنا اليومية، مشتّتون بخيارات لا تنتهي من المتع التي ننغمس فيها، نكون مستعدين لقبول أننا بلغنا فعلًا نهاية التاريخ. وكلما ازداد شعورنا بأننا عاجزون وعديمو الأهمية في وجه التحديات العالمية، ازداد تخديرنا لعقولنا ومشاعرنا بواسطة أشياء وتجارب تزيد من سقوطنا في فخ مأزقنا.

    ننظر، في الغرب، إلى كل تلك البلدان غير الليبرالية والمعادية للديمقراطية التي ابتليت بالقمع، الحروب، المجاعات، ونعطي أنفسنا تربيتة على الكتف لأننا كنا أكثر تنوّرًا منهم، لأننا طبّقنا نظامًا مختلفًا. ورغم أننا مذعورون، لا يسعنا إلا الشعور بالراحة جراء التأييد الذي يجلبه هذا إلى طريقتنا في الحياة. إن تجربة الآخر ليست موجودة إلا لتأكيد تجربتنا.

    بالنتيجة، كل شيء يمكن أن يُصاغ على شكل معضلات زائفة تجعلنا نعتقد أن الخيارين الوحيدين المتوفرين هما: العيش وفق مبادئ الديمقراطية الغربية أو الفناء تحت نير الطغاة. ذلك هو نطاق خطابنا الشعبي فيما يخص التفكير السياسي. لقد أعطينا خيارين، خيار جيد وآخر سيء، وقيل لنا إنهما الخياران الوحيدان المتوفران. وينطبق ذلك على كل جانب من جوانب حياتنا.

    نعتقد أننا سادة حيواتنا الحقيقيون، ومع هذا يبقى هنالك قائمة لننتقي خياراتنا منها؛ قائمة لا تتيح سوى درجات البنى اللامحدودة. وسواء أكنا نعمل لصالح القطاع العام أو الخاص، سواء أكنا نعمل لحسابنا أم لا، سواء أكنا نعمل لصالح شركة أو عمل تجاري صغير، فإن حدود ما هو ممكن مهيأة سلفًا لأجلنا. في أفضل العوالم الممكنة، لا حاجة للابتكار بما أنه لا حاجة لتغيير حقيقي، ولذلك لا يُقبَل الابتكار إلا في أكثر تعابيره سطحية. وأي محاولة لاقتراح خيار حقيقي ثالث تُوقف عن العمل عمدًا أو يُسخَر منها.

    البحث والتعليم عاجزان عن تقديم أي مصدر للإلهام والاختراع. وليس ثمة اهتمام بالاستثمار في مجال البحث الصرف بعد الآن، إذ أننا لا نتوقع حتى أن نجد بديلًا مناسبًا لما لدينا في الأساس. كل ما نهتم به هو سكب المزيد من المال لإجراء البحوث في الشيء الذي نعرفه أساسًا، وكيف نجعله يعمل رغم النكسات (انظروا فحسب إلى أي برنامج أبحاث اقتصادي!) نتوقع أن نحارب التغيير المناخي وكل التحديات الأخرى التي تهدد وجودنا حاليًا بالاكتفاء بنشر حلول سريعة وضعها العلماء والمفكرون الذين لا يُسمح لهم بالعمل إلا بافتراضِ أن أساس مجتمعاتنا لا يحتاج إلى إعادة نظر جذرية. نريد أن نستمر بالتفكير بالأشياء ذاتها والقيام بالأشياء ذاتها متوقعين نتائج مختلفة؛ التغيير من دون تغيير أي شيء حقًا. لماذا نتغير إذا كنا نعيش في قمة الحضارات كلها؟ هذا هو التفاؤل اللايبنتزيّ في القرن الواحد والعشرين.

    عام 1759، نشر فولتير "كانديد" أو "المتفائل"، وهي نوفيلا ذكية أماطت اللثام بحصافة وظرافة عن قصور التفكير التفاؤليّ
    علينا أن نزرع حديقتنا

    كيف يمكننا إذًا أن نزيح غِمامات التفاؤل اللايبنتزيّ هذه عن أعيننا ونعيد إلى حياتنا جرعات صحية من السلبية والتفكير النقدي؟ كيف يمكننا أن نطالب باسترداد حقنا بتقرير حقيقيّ لمصيرنا ونحرر أنفسنا من الأُطر المضطهِدة التي تحدّ من قدرتنا على ابتكار شيء جديد؟ أعتقد أن فولتير، أشرسُ منتقدي لايبنتز، لديه بعض الرؤى المثيرة للاهتمام ليقدمها لنا فيما يخص مواجهة التفاؤل اللايبنتزيّ.

    "كنديد" أو "المتفائل" تحفة فنية بين الروايات مكرَّسة بالكامل للسخرية من مناقشة "أفضل العوالم الممكنة" عند لايبنتز. الشخصية الرئيسية، كنديد، شاب بسيط وطيب القلب، يعيش في قلعة ثاندر تن ترونكه الجميلة. يتلقى كنديد تعاليم بانغلوس، وبانغلوس هو لايبنتزيٌّ مخلص لأفكار لايبنتز؛ إنه يعتقد أن الأشياء لا يمكن أن تكون خلاف ما هي عليه لأنه، بما أن كل شيء قد خُلِق لغاية، فكل شيء بالضرورة قد خُلق لأفضل الغايات. يظّل كنديد قادرًا على عيش حياة محجوبة تمامًا عن العالم إلى أن يُجبَر في أحد الأيام على الخروج من القلعة جرّاء علاقة بينه وبين كونيغوندا، ابنة بارون ثاندر تن ترونكه. وبعد هذا الحدث، يستمر كنديد بالسقوط من مصيبة إلى أخرى. هكذا، ينتقل من كونه مجبرًا على القتال في الجيش البلغاري، إلى النجاة من تحطم سفينة، إلى الاحتجاز كرهينة من قبل محاكم التفتيش، إلى العمل خادمًا (عدة مرات)، ليختبر بهذا، ويشهد، كل أنواع الجرائم والمصائب الممكنة.

    في النهاية، وبعد تحمّل أفظع الآلام، ينتهي المطاف بكنديد في تركيا ويتمكن من الانضمام مجددًا إلى محبوبته كونيغوندا. وبينما تأخذ شخصيات القصة أخيرًا استراحة من كل المصاعب التي عانتها- -عبودية، سوء معاملة، ضرب، إلى آخره- يؤكد بانغلوس أننا نعيش في أفضل كلّ العوالم الممكنة بما أن كل ما عانته تلك الشخصيات قادها إلى هذه اللحظة من السلام والتنعم:

    "ثمة تسلسل للأحداث في أفضل العوالم الممكنة هذا: لأنه لو لم تُطرَد من قلعة بديعة بسبب حب الآنسة كونيغوندا: لو لم تُحجَز في محاكم التفتيش: لو لم تأت مشيًا إلى أميركا: لو لم تطعن البارون: لو لم تفقد كل أغنامك من مقاطعة إل دورادو الجميلة: لما كنت لتغدو هنا تأكل الكبّاد المحفوظ ومكسّرات الفستق".
    "كما تحتاج الحديقة لإزالة الحشائش الضارة والكساء العشبي منها قبل أن تصبح جاهزة للتخصيب، تحتاج عقولنا إلى التنظيف من مخلفات التلقين قبل أن تتمكن من الإثمار"
    ينتهي الكتاب بملاحظة كنديد الشهيرة: "كل شيء قد قيل بشكل حسن، لكن يجب علينا أن نزرع حديقتنا". تلقّت هذه الجملة البسيطة تفسيرات كثيرة مختلفة، من كونها دعوة إلى التركيز على اتخاذ إجراءات فورية، إلى دعوة لحجب أنفسنا عن تأثيرات العالم. لكن، حسب فهمي، الدعوة لأن يزرع المرء حديقته ليست دعوة للانسحاب من العالم والتركيز على عمل المرء المباشر، بل العكس تمامًا!

    تحتاج الحديقة إلى التفاني، الجهد، العناية، والاهتمام المستمر. إنها تتطلب منا أن نحضّر التربة، نخصّبها، ونكون سريعي الاستجابة لمستلزماتها. وحيواتنا، تمامًا مثل حديقة، تتطلب اهتمامًا مستمرًا، لأنها من دونه ستتوقف عن الإثمار. وكما تحتاج الحديقة لإزالة الحشائش الضارة والكساء العشبي منها قبل أن تصبح جاهزة للتخصيب، تحتاج عقولنا إلى التنظيف من مخلفات التلقين قبل أن تتمكن من الإثمار. ومن خلال القيام بعملية استبطانٍ مؤلمة واستكشاف للذات يمكننا أن نباشر عملية تحرّرٍ من الوهم وانفصال عن رؤانا للعالم وعن الأفكار التي أصبحت عقيمة وتمنعنا من إنضاج أفكار جديدة. إن تنظيف عقولنا من الأعشاب والآفات الضارة هو خطوة ضرورية لأجل الترحيب بحياة وأفكار جديدة يمكنها بدورها أن تتناسل وتتغلغل في بيئاتها المحيطة.

    كذلك، بعد تنظيف حديقتنا، نحن بحاجة إلى أن نخصّبها ونزوّدها بالماء الضروري للحفاظ على صحتها. بالمثل، وبعد أن نخلق مساحة أكبر في عقولنا، نحن بحاجة إلى أن نغذيها من خلال إجراءات ملموسة وتجارب جديدة تؤدي إلى خلق أفكار ومعرفة جديدة بالإضافة إلى خلق خبرة حياتية متزنة. إن المحافظة على حديقة معافاة تتطلب اهتمامًا كاملًا وكذلك هي عقولنا. لأنه، بلمح البصر، يمكن أن تدمر آفة كل عملنا، تمامًا مثلما أن الإهمال المستمر وانعدام الرعاية يمكن أن يجعل عقولنا ذاويةً. إن زراعة حديقتنا عمل شاق، لكنه واجبنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين.

    بالنتيجة، لا يمكن أن نحصل على محاصيل جيدة إذا لم نزرع حدائقنا كما ينبغي، كما أنه لا يمكننا أن نحصل على مجتمع جيّد إذا لم يعتنِ الأفراد فيه بعقولهم. فأيّ نوع من الحلول نتوقع من مجتمع يتألف من أفراد غير أصحاء؟ وإذا كانت قراراتنا قد أوصلتنا إلى شفير الانهيار البيئي، لا يمكننا أن نثق بقدرتنا على إيجاد حلول له بواسطة ذات المقاربات وذات الرؤى القديمة للعالم. إذا أردنا إيجاد حلول حقيقية، علينا أن نرجع لزراعة حدائقنا المهملة. فلا شيء جيدًّا يمكن أن ينمو على أرضٍ يباب.



    أريانا ماركيتي: مساعدة بحث إيطالية في جامعة لوفين الكاثوليكية، بلجيكا، حيث تجري بحثًا اجتماعيًا عن آثار كوفيد-19. مدرّسة مساعدة في مجال الاستراتيجية وريادة الأعمال في كلية إدارة الأعمال في لندن. تدرس التقاطع بين الاستراتيجية والتنظيم، والتفاعل بين تصميم التنظيم الرسمي والثقافة التنظيمية. ويمتد نطاق اهتماماتها من الفلسفة السياسية إلى فلسفة التكنولوجيا.

    رابط النص الأصلي:

    https://epochemagazine.org/53/the-co...JX0o_ta1ld24p8
    • المترجم: سارة حبيب
يعمل...
X