بعض من ذكريات .. بقلم
الاستاذ محمد شيخ ديب
هذا المعهد الضخم ... لي معه ذكريات طويلة . . . طويلة جداً ، ذكريات يبلغ مداها نيفاً وثلاثين عاماً قضيتها في كفاح مرير على مقاعد الدراسة وفي الإدارة التي تتحمل العبء الهائل لخلق جيل واع ، يؤمن بأمته العريقة كنا صغاراً ولكننا كنا نتلقى العلم والتربية كالكبار كان العلم في أيامنا جدياً مفعماً بالمثابرة والسهر ، بالمناقشة الشريفة والتحدي الطموح لم يكن أي واحد منا يهمل واجباته أو يحتقر نظام مدرسته أو يرفع نظره إلى مدرسيه إلا بالاحترام والتقـدير لم يكن الخوف ليمنعنا بل كان يحثنا تقديرنا إلى كـل ما حولنا في هذا البناء الذي شيد ليكون صرحاً ضـد المستعمر ، على الرغم من أن المستعمر كان بيننا وفي كل شبر من أراضينا ولكن ، نفوسنا كانت تأخذ منه كل ما ينفعها ، وتصد عنها كل ما يتنافى مع وطنيتها وحبها للحرية .
كان المستعمر يحثنا على تعلم لغته بشدة وصرامة . وكنا نحن نتقبل هذه الشدة برحابة صدر ونتقن تعلم هذه اللغة ، لأننا كنا نحس من أعماقنا بأن فيها كل الفائدة ... ولكننا كنا نرفض بإباء ما كان يلقنه لنا من تعاليم تعود عليه بالربح متغلغلة هذه اللغة ، وكنا نثور في كل مناسبة قومية ضد هذا الدخيل الذي احتل أرضنا بالحيلة الدولية وتمكن فيها ولكن إلى حين وبعد أن اجتزنا المرحلة الابتدائية ، وجمعتنا المرحلة الاعدادية فئة من الإخوة البارزين كان من بينهم شوقي بغدادي وصبري بستنجي وعبد الرحمن حكيم وأسعد حكيم حلاج . ومحمد عضيمة ورفيق المعلا وسليمان أزهري – ومصطفى . . . . قمنا بإنشاء مجلة مدرسية ، أخذتها على عاتقي مع شوقي بغدادي أسميناها التلميذ وبدأنا في إصدارها مكتوبة باليد على نسخ عديدة ، وكان يشترك في تحريرها عدد من الطلاب الأحرار باللغتين العربية والأجنبية وكانت مثالا للمجلة المكتملة من النواحي الأدبية والعلمية والفنية والقومية ، ومن يومها برز شوقي بغدادي كشاعر ينتظر له مستقبل لامع . وراحت هذه المجلة تقفز من نجاح إلى نجاح ضمن حدود المدارس إلى أن شجعت المدرسين على الكتابة فيها بكل أنواع العلوم والفنون .
كانت ثانوية جول جمال و ثانوية البنين » آنذاك ، كلها نشاط وحيوية تعج فيها الحركات ، القومية بأعلى مستوياتها لم تعرف التهاون ولا الاستهتار بـأي عمل وكان طلابها مثالا يحتذى به في جميع انحاء البلاد ، وهذا ماجعل نتائجهم مبرزة في الميادين كافة .
لقد أنتجت جول جمال أجيالا ً رائعة . . . . . غذت من أريجها قواداً عظاماً ، وأدباء مرموقين ونوابغ لاحصر لهم وأبطالا شرفوا بلادهم بالتضحيات الجسام فخلدتهم مدى الدهر .
جول جمال البطل الذي زين اسمه هذا المعهد هل ينساه أحد ؟ . .
لقد كان الشعلة التي تجسم فيها الفداء العربي أثناء العدوان الثلاثي الغادر على مصر ، وأنار طريق الوحدة العربية ليعم ضياؤها العالم بأثره .
حافظ الأسد . . . . كان يشتعل حماسة للقضية العربية ، ويلتهب شعوره إيماناً بالوحدة والحرية والاشتراكية منذ حداثته . لا أعرف يوما كان يستكين فيه . . بل كان دوماً مليئاً بالحركة بجمع حوله فئات من زملائه الأحرار ليتدارس معهم قضية بلاده وحريتها وعتقها من الاقطاع والاستغلال كان يقوم أيام العطل بنزهات قصيرة في المروج ومعه شلة من رفاقه ليبث فيهم الروح العربية الأصيلة وليضعوا الخطط والأفكار ضد المستعمر وكيفية ازعاجه والاعتراض له في كل المناسبات الملائمة كان حافظ الأسد يدرك تماماً أن لامستقبل لهذا الوطن دون علم وتحصيل ولذا كان ينهل من المعرفة فوق استطاعته ويبدي من المواظبة والجد فصولا تنال إعجاب مدرسيه وزملائه إلى جانب نشاطه القومي الذي لا يعرف الكلل .
كان يلفت الأنظار طوله الفارع الجميل
جده واجتهاده وتفوقه كان موضع الإعجاب . درجاته في صفه كانت الأولى دوماً
ولا عجب في أن يقود أمته في هذا العصر ، لأنه كان مؤهلا لها ، كأن القدر قد خطط لهذه القيادة منذ نعومة أظافره قيامه بحركة 16 تشرين كانت انعكاسـا لأفكاره التطورية .
إصلاحاته العظيمة كانت من : مخططاته التي يفكر فيها من الأعماق المكتسبات الشعبية التي حققها للشعب العربي السوري كانت من أحلامه اليافعة .
قيادته الحكيمة كانت منتظرة لجميع من كان يعرفه في صباه الانتصارات الرائعة التي تمت في حرب تشرين والجولان كانت نتيجة لتصميمه البطولي الخارق ولقيادته الواعية .
كنت أرنو إليـه وأقول في نفسي لابد لـه أن يأتي بالمعجزات وأن يكون له دور في تطوير بلادي تطويراً مذهلا وقد تحققت هذه التصورات بكل المكتسبات والانتصارات الشعبية والقومية ولا شك إنها لقيمة ، عندما يتم تحرير الأراضي المغتصبة جميعها وعندما يعود الحق الفلسطيني إلى أصحابه الشرعيين . . . . وعندما يتحقق لهذه الأمة العربية الخالدة وحدتها الشاملة من المحيط إلى الخليج .
الاستاذ محمد شيخ ديب
هذا المعهد الضخم ... لي معه ذكريات طويلة . . . طويلة جداً ، ذكريات يبلغ مداها نيفاً وثلاثين عاماً قضيتها في كفاح مرير على مقاعد الدراسة وفي الإدارة التي تتحمل العبء الهائل لخلق جيل واع ، يؤمن بأمته العريقة كنا صغاراً ولكننا كنا نتلقى العلم والتربية كالكبار كان العلم في أيامنا جدياً مفعماً بالمثابرة والسهر ، بالمناقشة الشريفة والتحدي الطموح لم يكن أي واحد منا يهمل واجباته أو يحتقر نظام مدرسته أو يرفع نظره إلى مدرسيه إلا بالاحترام والتقـدير لم يكن الخوف ليمنعنا بل كان يحثنا تقديرنا إلى كـل ما حولنا في هذا البناء الذي شيد ليكون صرحاً ضـد المستعمر ، على الرغم من أن المستعمر كان بيننا وفي كل شبر من أراضينا ولكن ، نفوسنا كانت تأخذ منه كل ما ينفعها ، وتصد عنها كل ما يتنافى مع وطنيتها وحبها للحرية .
كان المستعمر يحثنا على تعلم لغته بشدة وصرامة . وكنا نحن نتقبل هذه الشدة برحابة صدر ونتقن تعلم هذه اللغة ، لأننا كنا نحس من أعماقنا بأن فيها كل الفائدة ... ولكننا كنا نرفض بإباء ما كان يلقنه لنا من تعاليم تعود عليه بالربح متغلغلة هذه اللغة ، وكنا نثور في كل مناسبة قومية ضد هذا الدخيل الذي احتل أرضنا بالحيلة الدولية وتمكن فيها ولكن إلى حين وبعد أن اجتزنا المرحلة الابتدائية ، وجمعتنا المرحلة الاعدادية فئة من الإخوة البارزين كان من بينهم شوقي بغدادي وصبري بستنجي وعبد الرحمن حكيم وأسعد حكيم حلاج . ومحمد عضيمة ورفيق المعلا وسليمان أزهري – ومصطفى . . . . قمنا بإنشاء مجلة مدرسية ، أخذتها على عاتقي مع شوقي بغدادي أسميناها التلميذ وبدأنا في إصدارها مكتوبة باليد على نسخ عديدة ، وكان يشترك في تحريرها عدد من الطلاب الأحرار باللغتين العربية والأجنبية وكانت مثالا للمجلة المكتملة من النواحي الأدبية والعلمية والفنية والقومية ، ومن يومها برز شوقي بغدادي كشاعر ينتظر له مستقبل لامع . وراحت هذه المجلة تقفز من نجاح إلى نجاح ضمن حدود المدارس إلى أن شجعت المدرسين على الكتابة فيها بكل أنواع العلوم والفنون .
كانت ثانوية جول جمال و ثانوية البنين » آنذاك ، كلها نشاط وحيوية تعج فيها الحركات ، القومية بأعلى مستوياتها لم تعرف التهاون ولا الاستهتار بـأي عمل وكان طلابها مثالا يحتذى به في جميع انحاء البلاد ، وهذا ماجعل نتائجهم مبرزة في الميادين كافة .
لقد أنتجت جول جمال أجيالا ً رائعة . . . . . غذت من أريجها قواداً عظاماً ، وأدباء مرموقين ونوابغ لاحصر لهم وأبطالا شرفوا بلادهم بالتضحيات الجسام فخلدتهم مدى الدهر .
جول جمال البطل الذي زين اسمه هذا المعهد هل ينساه أحد ؟ . .
لقد كان الشعلة التي تجسم فيها الفداء العربي أثناء العدوان الثلاثي الغادر على مصر ، وأنار طريق الوحدة العربية ليعم ضياؤها العالم بأثره .
حافظ الأسد . . . . كان يشتعل حماسة للقضية العربية ، ويلتهب شعوره إيماناً بالوحدة والحرية والاشتراكية منذ حداثته . لا أعرف يوما كان يستكين فيه . . بل كان دوماً مليئاً بالحركة بجمع حوله فئات من زملائه الأحرار ليتدارس معهم قضية بلاده وحريتها وعتقها من الاقطاع والاستغلال كان يقوم أيام العطل بنزهات قصيرة في المروج ومعه شلة من رفاقه ليبث فيهم الروح العربية الأصيلة وليضعوا الخطط والأفكار ضد المستعمر وكيفية ازعاجه والاعتراض له في كل المناسبات الملائمة كان حافظ الأسد يدرك تماماً أن لامستقبل لهذا الوطن دون علم وتحصيل ولذا كان ينهل من المعرفة فوق استطاعته ويبدي من المواظبة والجد فصولا تنال إعجاب مدرسيه وزملائه إلى جانب نشاطه القومي الذي لا يعرف الكلل .
كان يلفت الأنظار طوله الفارع الجميل
جده واجتهاده وتفوقه كان موضع الإعجاب . درجاته في صفه كانت الأولى دوماً
ولا عجب في أن يقود أمته في هذا العصر ، لأنه كان مؤهلا لها ، كأن القدر قد خطط لهذه القيادة منذ نعومة أظافره قيامه بحركة 16 تشرين كانت انعكاسـا لأفكاره التطورية .
إصلاحاته العظيمة كانت من : مخططاته التي يفكر فيها من الأعماق المكتسبات الشعبية التي حققها للشعب العربي السوري كانت من أحلامه اليافعة .
قيادته الحكيمة كانت منتظرة لجميع من كان يعرفه في صباه الانتصارات الرائعة التي تمت في حرب تشرين والجولان كانت نتيجة لتصميمه البطولي الخارق ولقيادته الواعية .
كنت أرنو إليـه وأقول في نفسي لابد لـه أن يأتي بالمعجزات وأن يكون له دور في تطوير بلادي تطويراً مذهلا وقد تحققت هذه التصورات بكل المكتسبات والانتصارات الشعبية والقومية ولا شك إنها لقيمة ، عندما يتم تحرير الأراضي المغتصبة جميعها وعندما يعود الحق الفلسطيني إلى أصحابه الشرعيين . . . . وعندما يتحقق لهذه الأمة العربية الخالدة وحدتها الشاملة من المحيط إلى الخليج .
تعليق