ﺫﺍﺕ ﺻﺒﺎﺡ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﺧﻲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺟﺪﺍﺋﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﺭﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻑ ﺍﻟﻐﺪﻳﺮ ، ﺍﻣﺘﺰﺟﺖ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻋﺮﻕ ﺻﺎﻧﻊ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﻣﻊ ﺫﺭﺍﺕ ﺗﺮﺑﺔ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﺀ ، ﻧﻔﺦ ﺍﻟﻨﺪﻯ ﺑﻬﻤﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ، ﻟﺘﺘﺸﻜﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﺩ ﻭﻣﺜﺎﺑﺮﺓ ﺍﻷﻛﻒ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﻃﻴﻦ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺑﻜﻴﻨﻮﻧﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ، ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﻮﺍﺧﺮﺟﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ،
ﺛﻢ ﺩﻋﺎﻫﺎ ﻟﺮﻗﺼﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﺒﺔ ﻋﺠﻠﺔ ﺩﺍﺋﺮﻳﺔ
ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻬﺎ : ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺳﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺣﺲ ﺑﺸﻲﺀ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻲ .
ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺃﺑﺜﻚ ﻧﺒﻀﺎً ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ،
ﺳﺘﺮﻗﺼﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﻛﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺷﻘﻴﺔ ، ﻭﺃﺭﺳﻢ ﻟﻚ ﺗﻀﺎﺭﻳﺲ ﺃﻧﻮﺛﺘﻚ ، ﻛﻢ ﺃﺷﺘﻬﻲ ﺭﺳﻤﻚ ﻣﻦ ﺃﺩﻳﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﺧﺰﻑ ﻭﺃﻛﻮﻥ ﻟﻚ ﺇﻟﻬﺎً ﻣﻦ ﺇﺑﺪﺍﻉ ،
ﻜﻢ ﺃﺗﻮﻕ ﻟﺼﻨﻊ ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺰﻓﻴﺔ ﺃﺧﻠﺪﻫﺎ ﻓﺨﺎﺭﺍً،
ﻓﺘﺨﻠﺪﻧﻲ ﺍﺳﻤﺎً، ﺃﺻﻨﻌﻬﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ ﻭﺃﻟﻔﺤﻬﺎ ﺑﻨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻌﺸﻖ ، ﺣﻠﻢ ﻳﺮﺍﻭﺩﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻻ ﺃﺟﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﺑﻪ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭ ﺇﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﺲ ﺃﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ .
ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻐﺎﻡ ﺷﺮﻭﺩﻩ ﻭﻣﺤﺎﺩﺛﺘﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﺿﻢ ﺧﺼﺮ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﺼﻨﻊ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺠﺮﺓ ، ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺗﺤﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻟﻴﺲ ﻳﺪﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺻﻠﺼﺎﻝ ﺑﻼ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻓﺮﻥ ﺍﻟﺸﻮﺍﺀ، ﻗﺎﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ : ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ ﻭﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺼﻠﺼﺎﻝ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﺗﺘﻤﺪﺩ ﻭﺗﺘﻌﺎﻇﻢ ﺃﺟﺰﺍﺅﻫﺎ، ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺗﺸﻖ ﻋﺒﺎﺏ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﺍﻟﺨﺰﻓﻴﺔ ﻭﺗﺘﺸﺎﺑﻚ ﺑﻴﺪﻳﻪ ، ﻳﺘﺠﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻛﺄﻳﺔ ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺰﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ، ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺾ ﻳﺴﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﻟﻮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺼﻠﺼﺎﻝ ، ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻣﺎﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ، ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ، ﻛﻮﻣﻀﺔ ﻣﻦ ﺑﺮﻕ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ﺃﻧﺜﻰ ﻣﻦ ﺁﺟﺮ ، ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺣﺠﻢ ﺣﺪﻗﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ، ﺿﺤﻚ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ، ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻫﻞ ﻣﺴﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ؟ ﺃﻫﻮ ﺣﻠﻤﻲ ﻳﺘﺤﻘﻖ . ؟ ﺃﻡ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻫﺬﻱ؟
ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﺒﺚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺣﻞ ﻭﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ؟ .
ـ نورا الصّالح ـ
ﺛﻢ ﺩﻋﺎﻫﺎ ﻟﺮﻗﺼﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﺒﺔ ﻋﺠﻠﺔ ﺩﺍﺋﺮﻳﺔ
ﻗﺎﺋﻼ ﻟﻬﺎ : ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺳﺮﺍً ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺣﺲ ﺑﺸﻲﺀ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻲ .
ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺃﺑﺜﻚ ﻧﺒﻀﺎً ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ،
ﺳﺘﺮﻗﺼﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻲ ﻛﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺷﻘﻴﺔ ، ﻭﺃﺭﺳﻢ ﻟﻚ ﺗﻀﺎﺭﻳﺲ ﺃﻧﻮﺛﺘﻚ ، ﻛﻢ ﺃﺷﺘﻬﻲ ﺭﺳﻤﻚ ﻣﻦ ﺃﺩﻳﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻚ ﺇﻟﻰ ﺧﺰﻑ ﻭﺃﻛﻮﻥ ﻟﻚ ﺇﻟﻬﺎً ﻣﻦ ﺇﺑﺪﺍﻉ ،
ﻜﻢ ﺃﺗﻮﻕ ﻟﺼﻨﻊ ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺰﻓﻴﺔ ﺃﺧﻠﺪﻫﺎ ﻓﺨﺎﺭﺍً،
ﻓﺘﺨﻠﺪﻧﻲ ﺍﺳﻤﺎً، ﺃﺻﻨﻌﻬﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ ﻭﺃﻟﻔﺤﻬﺎ ﺑﻨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻌﺸﻖ ، ﺣﻠﻢ ﻳﺮﺍﻭﺩﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻻ ﺃﺟﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﺡ ﺑﻪ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭ ﺇﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﺲ ﺃﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ .
ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺪﻳﺮ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻐﺎﻡ ﺷﺮﻭﺩﻩ ﻭﻣﺤﺎﺩﺛﺘﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﺿﻢ ﺧﺼﺮ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﻛﺒﺪﺍﻳﺔ ﻟﺼﻨﻊ ﻋﻨﻖ ﺍﻟﺠﺮﺓ ، ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺗﺤﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻟﻴﺲ ﻳﺪﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺻﻠﺼﺎﻝ ﺑﻼ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻓﺮﻥ ﺍﻟﺸﻮﺍﺀ، ﻗﺎﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ : ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ ﻭﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻙ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺼﻠﺼﺎﻝ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﺗﺘﻤﺪﺩ ﻭﺗﺘﻌﺎﻇﻢ ﺃﺟﺰﺍﺅﻫﺎ، ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺗﺸﻖ ﻋﺒﺎﺏ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﺍﻟﺨﺰﻓﻴﺔ ﻭﺗﺘﺸﺎﺑﻚ ﺑﻴﺪﻳﻪ ، ﻳﺘﺠﻤﺪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻛﺄﻳﺔ ﻗﻄﻌﺔ ﺧﺰﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻄﻪ ، ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺾ ﻳﺴﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﻟﻮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺼﻠﺼﺎﻝ ، ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻣﺎﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ، ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ، ﻛﻮﻣﻀﺔ ﻣﻦ ﺑﺮﻕ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ﺃﻧﺜﻰ ﻣﻦ ﺁﺟﺮ ، ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺣﺠﻢ ﺣﺪﻗﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ، ﺿﺤﻚ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ، ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻫﻞ ﻣﺴﻨﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ؟ ﺃﻫﻮ ﺣﻠﻤﻲ ﻳﺘﺤﻘﻖ . ؟ ﺃﻡ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻫﺬﻱ؟
ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﺒﺚ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺣﻞ ﻭﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ؟ .
ـ نورا الصّالح ـ