كلمات الخريجين و مقالاتهم
نصف قرن في خدمة الأجيال العربية بقلم اللواء عبدالله حبيشي ...
التعليم هو السبيل الثقافي الذي تأخذ عن طريقه أجيال متتابعة من الناس مكانها في التاريخ ، والتعليم هو الذي أطال حياة الانسانية وجعلها على ما هي عليه من رقي وتقدم . فالانسان ليس مزوداً للحياة فطرياً إلا بما يكفل العيش بقدرات متواضعة لذلك فقد أخذ التعليم على عاتقه تطوير هذه القدرات وخلق هذا الانسان الحديث الذي بدأ يسيطر على الطبيعة عن طريق العلم والتربية والتثقيف بواسطة التعليم نكتسب ثقافة الماضي وحضارته .
ونرث عقول الأجيال المتعاقبة ونشارك في الحضارة الحاضرة ، وفي مطلع المستقبل .
وتأتي المدرسة لتؤكد إنسانية الإنسان وتعطيه طابعه الحضاري وفيها ينصهر الفرد في المجتمع القائم . فالتلميذ الصغير يبدأ حيث انتهى الكبير وكل جيل يبدأ الحياة حيث انتهى الجيل الآخر وما يتعلمه الشاب في المدرسة هو زاده في حياتـه كلها وهذه ميزة من ميزات الانسان التي تفرقه عن الحيوان فالانسان يستطيع أن يتعلم مما تعلمه الآخرون فهو لايتعلم فقط من تجاربه الخاصة .
والإنسان إذا ترك لشأنه تنمو مناشطه عشوائيـة فوضوية فتأتي المدرسة لتقوده في الطريق الصحيح فيلائم بينه وبين بيئته الاجتماعية ويفعل فيها وينفعل بها . المدرسة هي التي تربي العقل والجسم معاً وهي تشحذ الإرادة وتوقد العواطف النبيلة . يبدأ تعليم الإنسان منذ دخوله عتبة أول صف ولاينتهي إلا بالموت ولكن المدرسة هي التي تفتح آفاقه على العلم وعلى الحياة وتعلمه كيف يعلم نفسه طيلة حياته وللتعليم الثانوي مكانة خاصة في مجمل حياة الإنسان ففي هذه المرحلـة يدرس الطالب العلم وفق منهج واضح محدد ليصبح قادراً على خوض غمار الحياة مباشرة بعدها ومن هنا جاءت الأهمية العظيمة لثانوية رائعة مثل ثانوية جول جمال التي تلقينا العلم في رحابها والتي صقلت شخصياتنا وأعدتنا للنزول إلى معترك الحياة مسلحين بسلاحين خطير بن هما : المعرفة ، والسلوك وعندما يتوافر في هذه الثانوية المعطاء أساتذة من خيرة أساتذة القطر خلال خمسين عـاماً مـن عمرها المديد كانوا جهابذة في العلم ، وقادة في الرأي ورجالا ً في السلوك يكون لمثل هذه الثانوية مكانة عظيمة في تاريخ القطر الثقافي والعلمي ، وبالتالي كانت الأجيال التي تخرجت على أيديهم خلال نصف القرن الماضي مزودة برصيد عال من التأهيل جعلهم يقومون بواجبهم كلبنات صالحة في المجتمع ، قامت على أكتاف العديد منهم منجزات عظيمة ، وأدوا لمجتمعهم خدمات جلى في الحقول الوطنية والعلمية ( ان خمسين عاماً في حياة مؤسسة تعليميـة مثل ثانوية جول جمال يعتبر في عمر الثقافة عصراً مديداً إن ازدهارها لم يتوقف ، وعطاءها استمر في سيره الحثيث نتمنى لهذه المؤسسة الثقافية العظيمة في عيد يوبيلها الذهبي التقدم والازدهار وازدياد العطاء .
الدكتورة زكية الصوفي
المستشارة في منظمة التربية والعلوم والثقافة ( يونسكو )
إيـه مدرستي : يابوتقة تحويل الأبناء من مدافعين عن حمى الوطن دفاعاً جزئياً محدوداً إلى منظمين لخططه تنظيماً شاملاً جامعـاً بين جدرانك ثم جهد دماغي فكري إنساني ضخم لعمليات التنمية ، وتحت سمائك انقلبت الإحصاءات والرياضيات والنظريات والبرامج إلى خطط في دماغ نخبة من أبنائك البررة قبل أن تصبح سياسة لوجودهم أو مسيرة لحياتهم . وأصبح محيطك الصغير المحدود معيناً لا ينضب للمعلومات والتنظيمات والانفعالات التي كانت اجابتها قراراً إيه مدرستي : لقد برهنت أن الإنسان هو القاعدة الأولى للتنمية ، والعائد الأعلى للانتاج والرأسمال الأغلى للاقتصاد ، وان عملية التنمية أول ما تكون ، والتقدم أول ما يخطط ، والاقتصاد أول ما يرسم في فكر الانسان وعقله . لقد كانت التربية التي تعطى لابنائك تربية ملتزمة لتكوين بنيتهم الأساسية تكوينا إنمائيا قويما ، تربية ساعدت المواطن على تحقيق إنسانيته ، لقد أعطيت بنيك .
وسائل النضال من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتمنيت لديهم طاقات المشاركة الحماسية وعودتهم الاسهام في هذا النضال ، بحثاً عن التنمية وحرصاً على تحقيقها وعبأت طاقاتك من أجل تربية تدريبية اجتماعية ، وسهرت من أجل تربية انتاجية اقتصادية ، وكافحت من أجل تربية ديمقراطية سياسية ، وناضلت من أجل تربية ايديولوجية علمية متصلة اتصالا " وثيقاً بالتربية ، وجهدت من أجل تربية مرتبطة ارتباطاً حياً بالتخطيط وعملت من أجل عملية حضارية متكاملة ، لقد أعطيت أبناءك الوسائل اللازمة لتكوينهم أنفسهم ، فأصبحوا ما أصبحوا عليه .. فكان منهم المفكر والاقتصادي ، والعالم والبطل ، وكان منهم من قاد الجيوش ودافع عن حمى الوطن شبلا ، وخاض حرباً ضروساً للذود عن كرامته وتحريره ورفع رأسه والحفاظ على اقتصاده أسداً ، ساهراً عليه كيد المعتدين الغاصبين ، آخذاً بيده من أجل مستقبل أفضل تحقق التنمية الشاملة والمشاركة الفعالة لجميع المواطنين .
إيه أيها العرين :
سر رعاك الله ، بعد أن جدد ابنك البار بناءك ، وأعاد لك بهاءك ورونق شبابك ، على ما عهدناه بك من إخلاص في العطـاء وامنح أبنـاءك وسائل المعرفة ليتمكنوا من تعليم أنفسهم تعليماً مستمراً مدى الحياة ، وتكوينهم بصورة دائمة في هذا العالم السريع التجدد ، فيستطيعوا بذلك اللحاق بالركب ، والسير في قلب المجموعة البشرية . إن آمالنا بك لكبيرة وأمانينا بك لفتية . . . حقق الله لنا ولك كبير الأماني وجميل الآمال .
نصف قرن في خدمة الأجيال العربية بقلم اللواء عبدالله حبيشي ...
التعليم هو السبيل الثقافي الذي تأخذ عن طريقه أجيال متتابعة من الناس مكانها في التاريخ ، والتعليم هو الذي أطال حياة الانسانية وجعلها على ما هي عليه من رقي وتقدم . فالانسان ليس مزوداً للحياة فطرياً إلا بما يكفل العيش بقدرات متواضعة لذلك فقد أخذ التعليم على عاتقه تطوير هذه القدرات وخلق هذا الانسان الحديث الذي بدأ يسيطر على الطبيعة عن طريق العلم والتربية والتثقيف بواسطة التعليم نكتسب ثقافة الماضي وحضارته .
ونرث عقول الأجيال المتعاقبة ونشارك في الحضارة الحاضرة ، وفي مطلع المستقبل .
وتأتي المدرسة لتؤكد إنسانية الإنسان وتعطيه طابعه الحضاري وفيها ينصهر الفرد في المجتمع القائم . فالتلميذ الصغير يبدأ حيث انتهى الكبير وكل جيل يبدأ الحياة حيث انتهى الجيل الآخر وما يتعلمه الشاب في المدرسة هو زاده في حياتـه كلها وهذه ميزة من ميزات الانسان التي تفرقه عن الحيوان فالانسان يستطيع أن يتعلم مما تعلمه الآخرون فهو لايتعلم فقط من تجاربه الخاصة .
والإنسان إذا ترك لشأنه تنمو مناشطه عشوائيـة فوضوية فتأتي المدرسة لتقوده في الطريق الصحيح فيلائم بينه وبين بيئته الاجتماعية ويفعل فيها وينفعل بها . المدرسة هي التي تربي العقل والجسم معاً وهي تشحذ الإرادة وتوقد العواطف النبيلة . يبدأ تعليم الإنسان منذ دخوله عتبة أول صف ولاينتهي إلا بالموت ولكن المدرسة هي التي تفتح آفاقه على العلم وعلى الحياة وتعلمه كيف يعلم نفسه طيلة حياته وللتعليم الثانوي مكانة خاصة في مجمل حياة الإنسان ففي هذه المرحلـة يدرس الطالب العلم وفق منهج واضح محدد ليصبح قادراً على خوض غمار الحياة مباشرة بعدها ومن هنا جاءت الأهمية العظيمة لثانوية رائعة مثل ثانوية جول جمال التي تلقينا العلم في رحابها والتي صقلت شخصياتنا وأعدتنا للنزول إلى معترك الحياة مسلحين بسلاحين خطير بن هما : المعرفة ، والسلوك وعندما يتوافر في هذه الثانوية المعطاء أساتذة من خيرة أساتذة القطر خلال خمسين عـاماً مـن عمرها المديد كانوا جهابذة في العلم ، وقادة في الرأي ورجالا ً في السلوك يكون لمثل هذه الثانوية مكانة عظيمة في تاريخ القطر الثقافي والعلمي ، وبالتالي كانت الأجيال التي تخرجت على أيديهم خلال نصف القرن الماضي مزودة برصيد عال من التأهيل جعلهم يقومون بواجبهم كلبنات صالحة في المجتمع ، قامت على أكتاف العديد منهم منجزات عظيمة ، وأدوا لمجتمعهم خدمات جلى في الحقول الوطنية والعلمية ( ان خمسين عاماً في حياة مؤسسة تعليميـة مثل ثانوية جول جمال يعتبر في عمر الثقافة عصراً مديداً إن ازدهارها لم يتوقف ، وعطاءها استمر في سيره الحثيث نتمنى لهذه المؤسسة الثقافية العظيمة في عيد يوبيلها الذهبي التقدم والازدهار وازدياد العطاء .
الدكتورة زكية الصوفي
المستشارة في منظمة التربية والعلوم والثقافة ( يونسكو )
إيـه مدرستي : يابوتقة تحويل الأبناء من مدافعين عن حمى الوطن دفاعاً جزئياً محدوداً إلى منظمين لخططه تنظيماً شاملاً جامعـاً بين جدرانك ثم جهد دماغي فكري إنساني ضخم لعمليات التنمية ، وتحت سمائك انقلبت الإحصاءات والرياضيات والنظريات والبرامج إلى خطط في دماغ نخبة من أبنائك البررة قبل أن تصبح سياسة لوجودهم أو مسيرة لحياتهم . وأصبح محيطك الصغير المحدود معيناً لا ينضب للمعلومات والتنظيمات والانفعالات التي كانت اجابتها قراراً إيه مدرستي : لقد برهنت أن الإنسان هو القاعدة الأولى للتنمية ، والعائد الأعلى للانتاج والرأسمال الأغلى للاقتصاد ، وان عملية التنمية أول ما تكون ، والتقدم أول ما يخطط ، والاقتصاد أول ما يرسم في فكر الانسان وعقله . لقد كانت التربية التي تعطى لابنائك تربية ملتزمة لتكوين بنيتهم الأساسية تكوينا إنمائيا قويما ، تربية ساعدت المواطن على تحقيق إنسانيته ، لقد أعطيت بنيك .
وسائل النضال من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتمنيت لديهم طاقات المشاركة الحماسية وعودتهم الاسهام في هذا النضال ، بحثاً عن التنمية وحرصاً على تحقيقها وعبأت طاقاتك من أجل تربية تدريبية اجتماعية ، وسهرت من أجل تربية انتاجية اقتصادية ، وكافحت من أجل تربية ديمقراطية سياسية ، وناضلت من أجل تربية ايديولوجية علمية متصلة اتصالا " وثيقاً بالتربية ، وجهدت من أجل تربية مرتبطة ارتباطاً حياً بالتخطيط وعملت من أجل عملية حضارية متكاملة ، لقد أعطيت أبناءك الوسائل اللازمة لتكوينهم أنفسهم ، فأصبحوا ما أصبحوا عليه .. فكان منهم المفكر والاقتصادي ، والعالم والبطل ، وكان منهم من قاد الجيوش ودافع عن حمى الوطن شبلا ، وخاض حرباً ضروساً للذود عن كرامته وتحريره ورفع رأسه والحفاظ على اقتصاده أسداً ، ساهراً عليه كيد المعتدين الغاصبين ، آخذاً بيده من أجل مستقبل أفضل تحقق التنمية الشاملة والمشاركة الفعالة لجميع المواطنين .
إيه أيها العرين :
سر رعاك الله ، بعد أن جدد ابنك البار بناءك ، وأعاد لك بهاءك ورونق شبابك ، على ما عهدناه بك من إخلاص في العطـاء وامنح أبنـاءك وسائل المعرفة ليتمكنوا من تعليم أنفسهم تعليماً مستمراً مدى الحياة ، وتكوينهم بصورة دائمة في هذا العالم السريع التجدد ، فيستطيعوا بذلك اللحاق بالركب ، والسير في قلب المجموعة البشرية . إن آمالنا بك لكبيرة وأمانينا بك لفتية . . . حقق الله لنا ولك كبير الأماني وجميل الآمال .
تعليق