بإمكان ذوقك الموسيقي الكشف عن فهمٍ أعمق لشخصيتك وذلك وفقًا لدراستين نُشرتا في علم النفس.
أجرى باحثون من جامعات كامبردج والولايات المتحدة الأمريكية استطلاعًا شمل أكثر من 21000 شخص عبر استبيانين منفصلين على شبكة الإنترنت لمعرفة كيفية تطابق الأنواع الرئيسية الخمسة للشخصية والمعروفة باسم “the Big Five” (وهي: المُنفتح والمنبسط والقانع والعُصابي وذو الضمير الحي)، مع مختلف أنواع الموسيقى التي شملت الألحان الرقيقة والسجيّة والمتطورة والقويّة والمعاصرة.
لم تكن المحاولات السابقة لإيجاد روابط بين الموسيقى والسمات الشخصية تمثل بالضرورة مجموعة كبيرة من الأشخاص بسبب صغر سن المُختبَرين وبالتالي فإن احتمالية اشتراكهم بأذواق موسيقية متشابهة، وكان لديهم تعريفات مختلفة للأنواع الموسيقية التي استمعوا إليها.
في هذه المرة كان أكثر من نصف المُختبَرين أكبر من 22 عامًا وتم عرضهم جميعًا مع 25 مقطعًا موسيقيًا غير مألوف صنّفها خبراء الموسيقى مسبقًا.
قال المؤلفون في دراستهم: «تؤكد هذه النتائج أن الموسيقى – وهي شكل من أشكال التعبير عن الذات في كل مكان عبر الثقافات البشرية – تنقل معلومات مفيدة عن الخصائص النفسية الأساسية».
إذن كيف تتطابق أنواع الشخصية؟
مال الأشخاص ذوو الطبيعة الراضية القنوعة إلى إعطاء جميع المقتطفات الموسيقية درجات أعلى في حين لُوحظ أولئك الذين يميلون إلى العُصابية أنهم أكثر قسوة.
إذا كنت تفضّل سماع الموسيقى الهادئة فمن الأرجح أن تكون شخصًا ثرثارًا ونشيطًا.
ومن ناحية أخرى، يميل الأشخاص الذين يتمتعون بشخصيات منفتحة إلى إبداء الإعجاب بالموسيقى المتطورة التي تُعرف بأنّها “ملهمة ومعقدة وديناميكية” وكانوا أقل اهتمامًا بالموسيقى الرقيقة والبطيئة.
إذا كنت تستمتع بقضاء ليلة في الأوبرا، فمن الأرجح أن تكون شخصًا مبدعًا وعميقًا، إذ يستمتع الأشخاص المنفتحون النشيطون والثرثارون بالموسيقى المتواضعة التي تميل إلى الاسترخاء.
ثم تحوّل الباحثون إلى الفيسبوك كوسيلة لقياس أنماط الشخصية وكيفية ارتباطها بتفضيلات الأشخاص الموسيقية من خلال النظر في عدد الفنانين الموسيقيين الذين أعجبوا بهم، ويقول الباحثون إنّ نتائجهم يمكن أن تتنبّأ أيضًا بشخصية الشخص بناءً على ذوقه الموسيقي، والعكس صحيح.
ما لا تقيسه الدراسة هو المتغيّرات على مستوى الشخص، مثل مكان وجود الشخص ووضعه الاجتماعي الاقتصادي وثقافته وكل الأشياء التي يمكن أن تؤثر على نوع الموسيقى التي يهتم بها.
قد تكون إعجابات الشخص على الفيسبوك عبارة عن “سلوكيات طبيعية الحدوث وعملية” ولكنّها لا تعكس تلقائيًا ما يستمع إليه الأشخاص في الواقع.
المصدر:ibelieveinsci