مسرحية صوت من ذي قار .. تأليف الأستاذ زيادعجان . . . إخراج الأستاذ محمد بسام نتيفة
صوت من ذي قار مسرحية تاريخية ذات ثلاثة فصول . . . لعبت دوراً بارزاً وهاماً في تظاهرة اليوبيل الذهبي لثانوية الشهيد جول جمال . . . احتلت يومين من الأسبوع المكرس لهذه التظاهرة الفريدة . . . وكانت عند حسن الظن في اعطاء البعد الفني لإرادة المؤلف من ابراز حي بأسلوب سلس جذاب مشوق لفكرة الوحدة العربية التي اعتمدتها منذ مئات السنين القبائل العربية والتي استطاعت من خلالها تحقيق ما تصبو إليه من انتصارات ساحقة على قوى الشر والعدوان ، تلك القوى أوجدت ذاتها لتكون عبوة ناسفة لتشتيت شمل العرب و اشعال نار الضغينة والحقد بينهم لقد جاء ذلك على لسان الفارس حنظلة بن ثعلبة بن سيار في الفصل الأول من المسرحية ، حينها وقف أمام النعمان بن المنذر وقال :
ه اننا بحاجة إلى الوحدة . . نعم ، بوحدتنا تزيد قوتنا وبقوتنا ترفع الحيف والظلم عنا . . . ويؤكد قذارة التفرقة الفارس ربيعة بن غزالة السكوني حيث يقول : « اننا نقتتل هنا بدسائس البلاط الفارسي انهم يفرقون بيننا وما يحز بنفسي أن يقع بعضنا طائعا مختاراً في شراكهم . ثمة احساس غريب ، يسيطر على المشاهد عندما يسمع تلك الأقوال . . . انه محسها واقعية إلى أبعد الحدود لأنه يعيشها بكل أبعادها اليوم في عصرنا الحاضر . . . وخاصة عندما بدعم احساسه هذا بحرب تشرين التحريرية التي جسدت تلك الوحدة بشكل واقعي . . وحصدت ثمرة توحيدها في الانتصار الساحق على دولة الغزو .
الصهيوني وتحطيم عنفوانها بقدرة خلاقة وبعلم بارع يترجم المؤلف تلك الوحدة المعاصرة التي بتحقيقها يمكن لنا أن نعمل مانريد ونصل إلى منابع النور والحضارة ، ونصبح قوة هائلة لاتستطيع قدرة في الأرض ان تمنعنا من الحياة ، حياة الأحرار لاحياة العبيد ... ويتصاعد الطرح المسرحي في الفصل الثاني من المسرحية حيث يرينا المؤلف أطماع الفرس وقادتهم وتخطيطهم لقد نجح المؤلف في رسم تلك الأبعاد فوحد بين النتائج الموضوعية لتلك الوحدة وبينها في عصرنا هذا هرمز وقادته والتعالي والرفعة والابهة ، بينما كنا قد القذر لضرب العرب والأخذ من كرامتهم إلا أنه يركز على ناحية هامة من خلال الحوار في هذا الفصل ألا وهو « العنجهية ، التي تجلى بها كسرى بن رأينا النقيض في مجتمع القبائل العربية . . . . البساطة وروح الالفة والثقة والصدق . ووضع كل أمر في الميزان . . لقد كان ذلك واضحاً وضوح الشمس ويشتد الصراع وتنشد الانظار والأذهان إلى فصل الختام وتزاح الستارة عن الفصل الأخير . . . الذي ينقل فيه كل شيء من حيز التخطيط إلى حيز الفعل والتطبيق بصدق وأمانة وبساطة ...
وتقع المعركة عند « غدير ذي قار » الذي ... يت المسرحية والمعركة باسمه وتنقل أخبار المعركة على لسان بعض الشخصيات التي أوجدها المؤلف : بشكل معقول وصحيح ويفاجأ الجمهور بالانتصار بدحفس التكبر والتعالي بضرب شوكة الغدر والقذارة . . . وانتصار الحق ، . كل الحق ويبرز ذلك جليا بعودة الفرسان الأبطال من المعركة مكللين بأكاليل النصر والفخار . ويتعالى المتاف على لسان الفرسان : بالبكر وشيبان ، يا لعيس وتميم ، يا لثارات النعمان ..
فتطفح الوجوه بشراً وعلى لسان سلمى بنة هاني بن مسعود الشيباني : و انا هزموا ، . هزمت جيوش كسرى الحرارة . . . مؤكداً سبب النصر : هزمناهم ، ووسط الحماس الذي شمل الجميع . خطب هاني بن مسعود الشيباني . . . بفرسان العرب وحـدة صفوفنا سبب نصرنا . . لقد حاربناهم بعدالة قضيتنا وهزمناهم بتكاتفنا وتعاضدنا و يتابع خطبته قائلا : هذه هي رايتهم التي كانوا يظنون انها ستنكس رؤوسنا ولكن خاب فألهم وطاش سهمهم . أمام ذلك العرض ومن خلال تلك الأسطر لا بد وأنه لابد له من تحقيق عدة جوانب برزت ضخامة عمل كبير ليخرج بشكله التام الممتاز وتختتم المسرحية بالابتهاج بالنصر ، وذلك بعرض رقصات وموسيقى ختامية للمسرحية . . . فلقد رسمت بـد المخرج بدراسة عميقة خطوط المسرحية وحركتها . . وأعطيت لغتها التاريخية . . آخذة بعين الاعتبار روح العصر ومميزاته . . : أي أن جهداً كبيراً في الاخراج برز جلياً واضحاً للملأ . . . وتضافرت الجهود . . . فمن الملابس التاريخية التي كانت آية الروعة واالواقعية إلى المكياج الدقيق الذي أعطى الشخصيات حقها بحيث لا يستطيع المشاهد الذي يعرف إحدى الشخصيات قبل العرض أن يميزها أثناء العرض . .. أما الديكور . . . فقد نقل المشاهد إلى مضارب العرب أيام زمان فلقد أجادت ريشة الرسام ونجحت تخيلات المصمم الدقيقة في اعطاء المسرحية الزمان المناسب . بحيث انطبق الزمان والمكان . . بعد أن أضيفت بعض الجوانب التي ذكرتها من لباس ومكياج واضاءة . وهنا أقف عند ناحية هامة مهدت لكل ماذكرت ، لقد كانت تلك الانتاجات الموسيقية وهي الموسيقى » بحيث هيأت المشاهد للعيش ساعتين في خضم الماضي آية في الابداع الموسيقي اذ انضمت الى باقي المؤهلات الأخرى لتصنع العمل الممتاز . . أضف إلى ذلك الموسيقى والرقصات في النص الأخير التي كانت تعيد مئات السنين إلينا لنعيش مع سذاجتها وروعتها فالشخصيات رغم كونها جميعاً من طلبة ثانوية جول جمال إلا أنهم كانوا خلال المسرحية كالشخصيات . وطبعاً الا من بعض الهفوات التي الحقيقية للمسرحية لا يخلو منها أي مسعى ضخم بهذا الشكل لقد أجادوا . . . فأعطوا كل ما في وسعهم وأحسسنا بذلك .
وهكذا فلقد غدت مسرحية صوت من ذي قار عالم في كامل متكامل . تضافرت فيه جهود فنية وعززته جهود كانت بارزة . . . فغدت عملا فنياً ممتازاً خدم . وكان ما التزم به من التصاق تام بالجماهير . مخلصاً للمدرسة التي تخرج منها وهي مدرسة الفن للشعب .. والتي تنال العناية والتشجيع والرعاية من قبل الدولة والمسؤولين إن النقطة التي بدأت منها المسرحية هي الحياة .
صوت من ذي قار مسرحية تاريخية ذات ثلاثة فصول . . . لعبت دوراً بارزاً وهاماً في تظاهرة اليوبيل الذهبي لثانوية الشهيد جول جمال . . . احتلت يومين من الأسبوع المكرس لهذه التظاهرة الفريدة . . . وكانت عند حسن الظن في اعطاء البعد الفني لإرادة المؤلف من ابراز حي بأسلوب سلس جذاب مشوق لفكرة الوحدة العربية التي اعتمدتها منذ مئات السنين القبائل العربية والتي استطاعت من خلالها تحقيق ما تصبو إليه من انتصارات ساحقة على قوى الشر والعدوان ، تلك القوى أوجدت ذاتها لتكون عبوة ناسفة لتشتيت شمل العرب و اشعال نار الضغينة والحقد بينهم لقد جاء ذلك على لسان الفارس حنظلة بن ثعلبة بن سيار في الفصل الأول من المسرحية ، حينها وقف أمام النعمان بن المنذر وقال :
ه اننا بحاجة إلى الوحدة . . نعم ، بوحدتنا تزيد قوتنا وبقوتنا ترفع الحيف والظلم عنا . . . ويؤكد قذارة التفرقة الفارس ربيعة بن غزالة السكوني حيث يقول : « اننا نقتتل هنا بدسائس البلاط الفارسي انهم يفرقون بيننا وما يحز بنفسي أن يقع بعضنا طائعا مختاراً في شراكهم . ثمة احساس غريب ، يسيطر على المشاهد عندما يسمع تلك الأقوال . . . انه محسها واقعية إلى أبعد الحدود لأنه يعيشها بكل أبعادها اليوم في عصرنا الحاضر . . . وخاصة عندما بدعم احساسه هذا بحرب تشرين التحريرية التي جسدت تلك الوحدة بشكل واقعي . . وحصدت ثمرة توحيدها في الانتصار الساحق على دولة الغزو .
الصهيوني وتحطيم عنفوانها بقدرة خلاقة وبعلم بارع يترجم المؤلف تلك الوحدة المعاصرة التي بتحقيقها يمكن لنا أن نعمل مانريد ونصل إلى منابع النور والحضارة ، ونصبح قوة هائلة لاتستطيع قدرة في الأرض ان تمنعنا من الحياة ، حياة الأحرار لاحياة العبيد ... ويتصاعد الطرح المسرحي في الفصل الثاني من المسرحية حيث يرينا المؤلف أطماع الفرس وقادتهم وتخطيطهم لقد نجح المؤلف في رسم تلك الأبعاد فوحد بين النتائج الموضوعية لتلك الوحدة وبينها في عصرنا هذا هرمز وقادته والتعالي والرفعة والابهة ، بينما كنا قد القذر لضرب العرب والأخذ من كرامتهم إلا أنه يركز على ناحية هامة من خلال الحوار في هذا الفصل ألا وهو « العنجهية ، التي تجلى بها كسرى بن رأينا النقيض في مجتمع القبائل العربية . . . . البساطة وروح الالفة والثقة والصدق . ووضع كل أمر في الميزان . . لقد كان ذلك واضحاً وضوح الشمس ويشتد الصراع وتنشد الانظار والأذهان إلى فصل الختام وتزاح الستارة عن الفصل الأخير . . . الذي ينقل فيه كل شيء من حيز التخطيط إلى حيز الفعل والتطبيق بصدق وأمانة وبساطة ...
وتقع المعركة عند « غدير ذي قار » الذي ... يت المسرحية والمعركة باسمه وتنقل أخبار المعركة على لسان بعض الشخصيات التي أوجدها المؤلف : بشكل معقول وصحيح ويفاجأ الجمهور بالانتصار بدحفس التكبر والتعالي بضرب شوكة الغدر والقذارة . . . وانتصار الحق ، . كل الحق ويبرز ذلك جليا بعودة الفرسان الأبطال من المعركة مكللين بأكاليل النصر والفخار . ويتعالى المتاف على لسان الفرسان : بالبكر وشيبان ، يا لعيس وتميم ، يا لثارات النعمان ..
فتطفح الوجوه بشراً وعلى لسان سلمى بنة هاني بن مسعود الشيباني : و انا هزموا ، . هزمت جيوش كسرى الحرارة . . . مؤكداً سبب النصر : هزمناهم ، ووسط الحماس الذي شمل الجميع . خطب هاني بن مسعود الشيباني . . . بفرسان العرب وحـدة صفوفنا سبب نصرنا . . لقد حاربناهم بعدالة قضيتنا وهزمناهم بتكاتفنا وتعاضدنا و يتابع خطبته قائلا : هذه هي رايتهم التي كانوا يظنون انها ستنكس رؤوسنا ولكن خاب فألهم وطاش سهمهم . أمام ذلك العرض ومن خلال تلك الأسطر لا بد وأنه لابد له من تحقيق عدة جوانب برزت ضخامة عمل كبير ليخرج بشكله التام الممتاز وتختتم المسرحية بالابتهاج بالنصر ، وذلك بعرض رقصات وموسيقى ختامية للمسرحية . . . فلقد رسمت بـد المخرج بدراسة عميقة خطوط المسرحية وحركتها . . وأعطيت لغتها التاريخية . . آخذة بعين الاعتبار روح العصر ومميزاته . . : أي أن جهداً كبيراً في الاخراج برز جلياً واضحاً للملأ . . . وتضافرت الجهود . . . فمن الملابس التاريخية التي كانت آية الروعة واالواقعية إلى المكياج الدقيق الذي أعطى الشخصيات حقها بحيث لا يستطيع المشاهد الذي يعرف إحدى الشخصيات قبل العرض أن يميزها أثناء العرض . .. أما الديكور . . . فقد نقل المشاهد إلى مضارب العرب أيام زمان فلقد أجادت ريشة الرسام ونجحت تخيلات المصمم الدقيقة في اعطاء المسرحية الزمان المناسب . بحيث انطبق الزمان والمكان . . بعد أن أضيفت بعض الجوانب التي ذكرتها من لباس ومكياج واضاءة . وهنا أقف عند ناحية هامة مهدت لكل ماذكرت ، لقد كانت تلك الانتاجات الموسيقية وهي الموسيقى » بحيث هيأت المشاهد للعيش ساعتين في خضم الماضي آية في الابداع الموسيقي اذ انضمت الى باقي المؤهلات الأخرى لتصنع العمل الممتاز . . أضف إلى ذلك الموسيقى والرقصات في النص الأخير التي كانت تعيد مئات السنين إلينا لنعيش مع سذاجتها وروعتها فالشخصيات رغم كونها جميعاً من طلبة ثانوية جول جمال إلا أنهم كانوا خلال المسرحية كالشخصيات . وطبعاً الا من بعض الهفوات التي الحقيقية للمسرحية لا يخلو منها أي مسعى ضخم بهذا الشكل لقد أجادوا . . . فأعطوا كل ما في وسعهم وأحسسنا بذلك .
وهكذا فلقد غدت مسرحية صوت من ذي قار عالم في كامل متكامل . تضافرت فيه جهود فنية وعززته جهود كانت بارزة . . . فغدت عملا فنياً ممتازاً خدم . وكان ما التزم به من التصاق تام بالجماهير . مخلصاً للمدرسة التي تخرج منها وهي مدرسة الفن للشعب .. والتي تنال العناية والتشجيع والرعاية من قبل الدولة والمسؤولين إن النقطة التي بدأت منها المسرحية هي الحياة .
تعليق