وهذه الأرضية كاملة بمساحة حوالى ١٥ مترا ( شكل ٤١ ( وترجع الى القرن الرابع الميلادى. ونرى عليها ثلاث قصص .. الأولى عن مأساة « فيدرا الأئمة». وترى وهي جالسة فى قصرها وقد أرسلت خطابا الى ابن زوجها تعرض عليه حبها الآثم الذي رفضه الابن حفظا على شرف والده .. ولكنها لم تتوقع الرفض.
ولما حضر والده وشت به فدرا» الأئمة وقالت لزوجها أن ابنه راودها عن نفسها .. فئار الرجل عندما سمع من زوجته تلك القصة الملفقة وقتل ابنه ويمكن أن نرى في هذه القصة تشابها كبيرا بين حوادثها وحوادث قصة الأخرين في القصص المصرى القديم، كما تشابه قصة سيدنا يوسف وامرأة العزيز .
والقسم الثاني من رسوم هذه الأرضية الموزايكو يشمل اسطورتين : الأولى منهما تحكى ان الاله «ديو نيزوس» اله الخمر كان فى مركبته التي يجرها حيوانان خرافيين يعرفان على آلة موسيقية ، فقابلهما في الطريق «سكريتوس ، الذي استمع إلى الموسيقى فوقف حتى أقبل عليه الركب .. ولما عزموا عليه بالخمر شرب حتى ثمل وفقد وعيه فخلع ملابسه وبدأ يرقص مع راقصة عارية .
أما الأسطورة الثانية من الجزء الثاني فتحكى أن هرقل كان يسير مع أحد أتباعه فقابله الشيطان الذى أراد أن يغريه بالخمر ممثلة في عنقود العنب والكأس ولكنه رفض فنجي من الاثم الذى وقع فيه سابقه ، سكريتوس » .. وأعلنت الآلهة هذا البناء السار بالآلات الموسيقية . والجزء الثالث من اللوحة به نص يحكى أن الانسان يجب أن يبتعد عن
الخمر والنساء ويعمل لخير البشرية حتى يعيش في سلام
هذا وقد وجد الكثير من أعمال الموزاييك منذ القرن الثالث في المناطق العربية بشمال افريقيا .. كما نرى في آثار ليبيا والجزائر وتونس (شکل ٤٢) وكذلك في غرب آسيا بفلسطين ولبنان وسوريا (شکل (٤٣) .
وفي روما نجد الكثير من أعمال الموزايكو : اذ أن هذه المدينة كانت المركز الرئيسي لتجمعات الموسرين في العصر الرومانى ، وهم ذواقة للفنون ويمكنهم صرف المال على النواحى الفنية والجمالية . ولدينا نوعان من الموزايكو ، ويتميز النوع الاول بابسطة من المرمر استعملت فى كساء الأرضيات ، والنوع الثاني هو كالأبسطة الزجاجية التي تغطى الحوائط والعقود. ويعتبر موزايكو منزل « فاونو " Fauno بمدية أشهر تحف هذا الفن وأعظمها . ومخلفات هذه الدار موجودة بالمتحف الفنى ينابولى ومقاساتها ٥,١٥ × ٢,٦٥ من المتر، وهى تمثل معركة ابسوس الشهيرة التي دارت بين الاسكندر وداريوس .. وهذا التصوير منقول عن رسوم مصرية شهيرة وجدت في مدينة الاسكندرية من العصر الاغريقى ونقلت الى مدينة روما .. بومی با بطالبا من
وهكذا استطاع من الموزايكو ابتداء من القرن الرابع ان يغزر حوائط الكنائس واقواس النصر الجميلة عن طريق انتشاره الواسع وما تميز به من اللمسات الفنية الجديدة . وهنا يجدر بنا أن نوضح انه في هذا الفن المعبر اقوى تعبير فنى كانت تظهر الحاجة الى الابتعاد عن اشكال الموزايكو الكلاسيكية التقليدية. ويمكن أن نرى ذلك جليا ) اى الابتعاد عن الفن الفلاسيكي ) في كل
شکل (٤٢) موزاييك حائطي من آثار سوسه بتونس .
Cavallini Torriti Rosuti من روما ورافينا حيث نجد الأشكال بلا بروز .. وهى فى ثباتها هذا تفقد ضخامتها حتى أنها تصبح مجرد رموز وكان كل شيء لا يعتمد على اللون الازرق القاتم الكلاسيكى ، بل يعتمد على لون ذهبي حقيقي . هذا ولقد بلغ في الموزايكو ابتداء من القرن السابع حتى القرن الثالث عشر ، بما طرا عليه من تغییرات ، اوج ازدهاره في روما بظهور الفنانين " كافاليني " و " توریتی » و " روزوتی " وآل «کوزمانی » Cosmati وكانوا كلهم من الفنانين الممتازين .. ولقد زين هؤلاء الأخيرون نماذج كثيرة من الأرضية والوحدات المعمارية بأعمال الموزايكو الرائعة .
أما في مدينة البندقية فلقد كان لفن الموزايكو - نظراً لاتصاله الوثيق والمستمر بالفن البيزنطي - أمد طويل وشان كبير، لدرجة أنه كان واضحا في كثير من الأعمال التي زينت الكثير من العقود والجدران . ولقد اشتغل فنانو الموزايكو من مدينة البندقية بروما في القرن السادس عشر على أوراق الفنان ، رافائيللو » ، وفي القرن التاسع عشر تأسس Raffaello
بمدينة روما مركز للفنون ينبض بالحيوية وتخرج فيه كثير من فناني الموزايكو
ممن غزو أوروبا بأسرها . وقد انتعش فن الموزايكو فى مصر الحديثة منذ منتصف القرن العشرين وظهر كثير من الأعمال التي تستحق الذكر .. فأنشأ الاستاذ حسن الأعسر مصنعه لعمل الموزايكو . ومن أجمل أعماله لوحة بمطار القاهرة . كما عمل الاستاذ فتحى الألفى لوحة موزايكو لاستراحة كفر الشيخ . وكذلك للأستاذ صلاح عبد الكريم كثير من الأعمال، منها لوحة بميناء الاسكندرية وأخرى بمحطة مصر . وقد أعقب ذلك كثير من الأعمال في المباني الحديثة والكنائس على أيدى الفنانين الشبان الذين أعادوا لمصر مجدها الفنى القديم في مجال الموزايكو
طريقة تنفيذ الموزايكو :
تجمع القطع الصغيرة من الموزايكو الملونة حسب الوانها ويوضع كل لون في قسم خاص من المنضدة الصغيرة التي تستعمل لهذا الغرض . وبعد ذلك يفرد فرح من الورق الاصفر ) ويستعمل عادة النوع المعروف باسم كرافت )
شكل (٤٣) موزاييك من القرن الثالث الميلادي متحف دمشق الوطني .
كما يحضر الغراء الساخن فى غراية وبها فرشاة . وبعد تحديد الرسم والألوان على سطح الورق يحاول الفنان انتقاء قطعة من الموزايكو تناسب في لونها اللون الذي حدده على سطح اللوحة ، ويدهن وجهها ( الوجه الذي سيظهر على الحائط ( بالغراء الساخن ، ثم يثبت القطعة في مكانها على الورقة . وبعد تمام أجزاء اللوحة يرى أن الرسم قد صور بالموزايكو الملصوق على الورق .
هذا فيما يختص باللوحات الصغيرة ، أما في الأسطح الكبيرة فتقسم اللوحة إلى عدة أقسام ولا يستحسن أن يزيد كل جزء منها على ٥٠ × ٥٠سم ۲ ليسهل تجميعها الى جوار بعضها فى المكان المراد تنفيذها عليه .
ويبدأ العمل على الحائط المراد تنفيذ الموزايكو عليه بتحضير سطحه بعمل طبقة من بياض الاسمنت ، وذلك بطرطشة اسمنتية تترك ٤٨ ساعة على الأقل ثم يعمل فوقها بياض اسمنتى ( اسمنت ورمل ) ، وعند تمام جفافه بعد حوالي اسبوعين فى الجو العادى تعمل عليه طبقة رقيقة من مونة الأسمنت الابيض وبودرة الرخام بنسبة متساوية وتثبت عليها الأفرخ الملصق عليها الموزايكو مع استعمال الدق الخفيف المستمر على سطحها للتثبيت والعمل على دخول مادة الأسمنت بين اللحامات . ثم يوضع ماء بعد ذلك على السطح بالاسفنجة ليبلل الورق ويسهل نزعه او ازالته . واذا وجد أن الفراغات بين قطع الموزايكو لم يتخللها المونة الاسمنتية تماما .. نجد أن الأمر يحتاج الى العمل على ان تملأ هذه الفراغات بمحلول الاسمنت المخفف
الفسيفساء :
وان كنا نطلق كلمة الفسيفساء على انواع الموزايكو المختلفة الا انها تشمل كذلك القطع الصغيرة التى تصنع من الطين المحروق المغطى بزخارف والوان مزججة مختلفة وتلصق على الجدران بنفس الطريقة التي يلصق بها الموزايكو .. كما نرى فى الأفاريز على جدران المساجد الأثرية . أما عن طريقة صناعتها فذلك باعداد بلاطات من القيشانى بالأشكال الهندسية المطلوبة من الطين مختلفة الالوان كالاصفر والازرق والبنى وغيره من الالوان ... على أن تناسب هذه البلاطات التصميم الموضوع لزخرفة حوائط البناء . وبعد تقطيع هذه البلاطات يجرى عليها الأطوار التي يمر بها حريق القيشاني ، ذلك بأن تترك حتى تجف ثم تحرق الحريق الأول .. ثم تغطى بعد ذلك بالطلاء بالالوان المزججة حسب تخطيط التصميم ، ويعاد حريقها بعد ذلك لتكون معدة للعمل في الأفاريز على الحوائط الداخلية أو الخارجية وما شابهها من الأعمال . ويجب أن نلاحظ في صناعتها أن الطينة المستعملة يجب أن تكون من نوع وتركيب واحد ، وعلى درجة رطوبة واحدة ، حتى تكون درجات انكماشها متساوية فيكون بذلك القطع التي تنتجها متساوية .. خاصة في الأشكال الهندسية التي يجب أن تكون دقيقة الى حد كبير . أما في النوع الآخر من الفسيفساء غير المنتظم أو غير الهندسي في تقاسيمه ، فلا يؤثر كثيرا ان اختلفت درجات الانكماش .. وكل ما يجب مراعاته هو وضع التصميم المناسب على الشفاف ، ثم عمل ترابيع يجرى تجزئتها الى قطع حسب التصميم على نمط ما يجرى عمله في صناعة الزجاج الملون المعشق بالرصاص .. ثم تحرق هذه الأجزاء وتلون بالألوان المطلوبة ، سواء بالطلاء الشفاف أو المعتم أو متوسط الشفافية ، أو بالطلاء المذهب .
ولما حضر والده وشت به فدرا» الأئمة وقالت لزوجها أن ابنه راودها عن نفسها .. فئار الرجل عندما سمع من زوجته تلك القصة الملفقة وقتل ابنه ويمكن أن نرى في هذه القصة تشابها كبيرا بين حوادثها وحوادث قصة الأخرين في القصص المصرى القديم، كما تشابه قصة سيدنا يوسف وامرأة العزيز .
والقسم الثاني من رسوم هذه الأرضية الموزايكو يشمل اسطورتين : الأولى منهما تحكى ان الاله «ديو نيزوس» اله الخمر كان فى مركبته التي يجرها حيوانان خرافيين يعرفان على آلة موسيقية ، فقابلهما في الطريق «سكريتوس ، الذي استمع إلى الموسيقى فوقف حتى أقبل عليه الركب .. ولما عزموا عليه بالخمر شرب حتى ثمل وفقد وعيه فخلع ملابسه وبدأ يرقص مع راقصة عارية .
أما الأسطورة الثانية من الجزء الثاني فتحكى أن هرقل كان يسير مع أحد أتباعه فقابله الشيطان الذى أراد أن يغريه بالخمر ممثلة في عنقود العنب والكأس ولكنه رفض فنجي من الاثم الذى وقع فيه سابقه ، سكريتوس » .. وأعلنت الآلهة هذا البناء السار بالآلات الموسيقية . والجزء الثالث من اللوحة به نص يحكى أن الانسان يجب أن يبتعد عن
الخمر والنساء ويعمل لخير البشرية حتى يعيش في سلام
هذا وقد وجد الكثير من أعمال الموزاييك منذ القرن الثالث في المناطق العربية بشمال افريقيا .. كما نرى في آثار ليبيا والجزائر وتونس (شکل ٤٢) وكذلك في غرب آسيا بفلسطين ولبنان وسوريا (شکل (٤٣) .
وفي روما نجد الكثير من أعمال الموزايكو : اذ أن هذه المدينة كانت المركز الرئيسي لتجمعات الموسرين في العصر الرومانى ، وهم ذواقة للفنون ويمكنهم صرف المال على النواحى الفنية والجمالية . ولدينا نوعان من الموزايكو ، ويتميز النوع الاول بابسطة من المرمر استعملت فى كساء الأرضيات ، والنوع الثاني هو كالأبسطة الزجاجية التي تغطى الحوائط والعقود. ويعتبر موزايكو منزل « فاونو " Fauno بمدية أشهر تحف هذا الفن وأعظمها . ومخلفات هذه الدار موجودة بالمتحف الفنى ينابولى ومقاساتها ٥,١٥ × ٢,٦٥ من المتر، وهى تمثل معركة ابسوس الشهيرة التي دارت بين الاسكندر وداريوس .. وهذا التصوير منقول عن رسوم مصرية شهيرة وجدت في مدينة الاسكندرية من العصر الاغريقى ونقلت الى مدينة روما .. بومی با بطالبا من
وهكذا استطاع من الموزايكو ابتداء من القرن الرابع ان يغزر حوائط الكنائس واقواس النصر الجميلة عن طريق انتشاره الواسع وما تميز به من اللمسات الفنية الجديدة . وهنا يجدر بنا أن نوضح انه في هذا الفن المعبر اقوى تعبير فنى كانت تظهر الحاجة الى الابتعاد عن اشكال الموزايكو الكلاسيكية التقليدية. ويمكن أن نرى ذلك جليا ) اى الابتعاد عن الفن الفلاسيكي ) في كل
شکل (٤٢) موزاييك حائطي من آثار سوسه بتونس .
Cavallini Torriti Rosuti من روما ورافينا حيث نجد الأشكال بلا بروز .. وهى فى ثباتها هذا تفقد ضخامتها حتى أنها تصبح مجرد رموز وكان كل شيء لا يعتمد على اللون الازرق القاتم الكلاسيكى ، بل يعتمد على لون ذهبي حقيقي . هذا ولقد بلغ في الموزايكو ابتداء من القرن السابع حتى القرن الثالث عشر ، بما طرا عليه من تغییرات ، اوج ازدهاره في روما بظهور الفنانين " كافاليني " و " توریتی » و " روزوتی " وآل «کوزمانی » Cosmati وكانوا كلهم من الفنانين الممتازين .. ولقد زين هؤلاء الأخيرون نماذج كثيرة من الأرضية والوحدات المعمارية بأعمال الموزايكو الرائعة .
أما في مدينة البندقية فلقد كان لفن الموزايكو - نظراً لاتصاله الوثيق والمستمر بالفن البيزنطي - أمد طويل وشان كبير، لدرجة أنه كان واضحا في كثير من الأعمال التي زينت الكثير من العقود والجدران . ولقد اشتغل فنانو الموزايكو من مدينة البندقية بروما في القرن السادس عشر على أوراق الفنان ، رافائيللو » ، وفي القرن التاسع عشر تأسس Raffaello
بمدينة روما مركز للفنون ينبض بالحيوية وتخرج فيه كثير من فناني الموزايكو
ممن غزو أوروبا بأسرها . وقد انتعش فن الموزايكو فى مصر الحديثة منذ منتصف القرن العشرين وظهر كثير من الأعمال التي تستحق الذكر .. فأنشأ الاستاذ حسن الأعسر مصنعه لعمل الموزايكو . ومن أجمل أعماله لوحة بمطار القاهرة . كما عمل الاستاذ فتحى الألفى لوحة موزايكو لاستراحة كفر الشيخ . وكذلك للأستاذ صلاح عبد الكريم كثير من الأعمال، منها لوحة بميناء الاسكندرية وأخرى بمحطة مصر . وقد أعقب ذلك كثير من الأعمال في المباني الحديثة والكنائس على أيدى الفنانين الشبان الذين أعادوا لمصر مجدها الفنى القديم في مجال الموزايكو
طريقة تنفيذ الموزايكو :
تجمع القطع الصغيرة من الموزايكو الملونة حسب الوانها ويوضع كل لون في قسم خاص من المنضدة الصغيرة التي تستعمل لهذا الغرض . وبعد ذلك يفرد فرح من الورق الاصفر ) ويستعمل عادة النوع المعروف باسم كرافت )
شكل (٤٣) موزاييك من القرن الثالث الميلادي متحف دمشق الوطني .
كما يحضر الغراء الساخن فى غراية وبها فرشاة . وبعد تحديد الرسم والألوان على سطح الورق يحاول الفنان انتقاء قطعة من الموزايكو تناسب في لونها اللون الذي حدده على سطح اللوحة ، ويدهن وجهها ( الوجه الذي سيظهر على الحائط ( بالغراء الساخن ، ثم يثبت القطعة في مكانها على الورقة . وبعد تمام أجزاء اللوحة يرى أن الرسم قد صور بالموزايكو الملصوق على الورق .
هذا فيما يختص باللوحات الصغيرة ، أما في الأسطح الكبيرة فتقسم اللوحة إلى عدة أقسام ولا يستحسن أن يزيد كل جزء منها على ٥٠ × ٥٠سم ۲ ليسهل تجميعها الى جوار بعضها فى المكان المراد تنفيذها عليه .
ويبدأ العمل على الحائط المراد تنفيذ الموزايكو عليه بتحضير سطحه بعمل طبقة من بياض الاسمنت ، وذلك بطرطشة اسمنتية تترك ٤٨ ساعة على الأقل ثم يعمل فوقها بياض اسمنتى ( اسمنت ورمل ) ، وعند تمام جفافه بعد حوالي اسبوعين فى الجو العادى تعمل عليه طبقة رقيقة من مونة الأسمنت الابيض وبودرة الرخام بنسبة متساوية وتثبت عليها الأفرخ الملصق عليها الموزايكو مع استعمال الدق الخفيف المستمر على سطحها للتثبيت والعمل على دخول مادة الأسمنت بين اللحامات . ثم يوضع ماء بعد ذلك على السطح بالاسفنجة ليبلل الورق ويسهل نزعه او ازالته . واذا وجد أن الفراغات بين قطع الموزايكو لم يتخللها المونة الاسمنتية تماما .. نجد أن الأمر يحتاج الى العمل على ان تملأ هذه الفراغات بمحلول الاسمنت المخفف
الفسيفساء :
وان كنا نطلق كلمة الفسيفساء على انواع الموزايكو المختلفة الا انها تشمل كذلك القطع الصغيرة التى تصنع من الطين المحروق المغطى بزخارف والوان مزججة مختلفة وتلصق على الجدران بنفس الطريقة التي يلصق بها الموزايكو .. كما نرى فى الأفاريز على جدران المساجد الأثرية . أما عن طريقة صناعتها فذلك باعداد بلاطات من القيشانى بالأشكال الهندسية المطلوبة من الطين مختلفة الالوان كالاصفر والازرق والبنى وغيره من الالوان ... على أن تناسب هذه البلاطات التصميم الموضوع لزخرفة حوائط البناء . وبعد تقطيع هذه البلاطات يجرى عليها الأطوار التي يمر بها حريق القيشاني ، ذلك بأن تترك حتى تجف ثم تحرق الحريق الأول .. ثم تغطى بعد ذلك بالطلاء بالالوان المزججة حسب تخطيط التصميم ، ويعاد حريقها بعد ذلك لتكون معدة للعمل في الأفاريز على الحوائط الداخلية أو الخارجية وما شابهها من الأعمال . ويجب أن نلاحظ في صناعتها أن الطينة المستعملة يجب أن تكون من نوع وتركيب واحد ، وعلى درجة رطوبة واحدة ، حتى تكون درجات انكماشها متساوية فيكون بذلك القطع التي تنتجها متساوية .. خاصة في الأشكال الهندسية التي يجب أن تكون دقيقة الى حد كبير . أما في النوع الآخر من الفسيفساء غير المنتظم أو غير الهندسي في تقاسيمه ، فلا يؤثر كثيرا ان اختلفت درجات الانكماش .. وكل ما يجب مراعاته هو وضع التصميم المناسب على الشفاف ، ثم عمل ترابيع يجرى تجزئتها الى قطع حسب التصميم على نمط ما يجرى عمله في صناعة الزجاج الملون المعشق بالرصاص .. ثم تحرق هذه الأجزاء وتلون بالألوان المطلوبة ، سواء بالطلاء الشفاف أو المعتم أو متوسط الشفافية ، أو بالطلاء المذهب .
تعليق