موهوبين .. بل ورسل اصلاح عملوا لخدمة البشرية لتؤمن بقدرة الله الذي خلق العالم وأبدع خلقه
وفي هذا العهد بالذات اكتشف فانديك Giovanni van Dyk الهولندي أسلوب التصوير بالزيت وادخله الى ايطاليا انتونللودا میسینا Antonello a Messina ولكن للأسف منذ أن عملت هذه الطريقة وانتشرت في ايطاليا ، أهمل الفنانون الايطاليون الأفرسك ، ولم يعتنوا به العناية التي تكفل له الاستمرار والبقاء .. فكان ذلك سببا لتدهوره وانحطاطه في العالم . ثم زاد الأمر سوءا على سوء أن توالت على ايطاليا ثلاثة عهود فنيه هي عصر الباروك والروكوكو والحديث .. وكل منها حمل معه الى جسم الفن القديم أمراض الوهن والضعف، فكانت تلك العهود خاتمة فن الأفرسك الايطالي القديم .
أما عندنا في مصر فقد ظل هذا الفن في حالة ركود وجمود حتى أذن الله أن يتخصص بعض أبناء مصر في الأفرسكو وعادوا الى مصر في الثلاثينات .. ومنهم الاستاذ راغب عياد والاستاذ عبد العزيز فهيم والاستاذ أمين صبح والاستاذ حسنى البناني والاستاذ يوسف طبوزاده الذى أسعدني أن أعمل كمساعد له في تنفيذ لوحتى الأفرسكو في مدخل حديقة الحيوان بالجيزة عندما بدأت عملى بمصلحة المبانى عام ۱۹۳۸ . وللاستاذ عبد العزيز خالد درويش لوحة افرسك في مجمع المحاكم، وكذلك للمرحوم عبد الهادى الجزار لوحة أخرى بمجمع المحاكم صممها بعد أن كسب مسابقتها .. الا أن المنية لم تمهله لاتمام تنفيذها ... فأتمها الاستاذ حسنى البنانى الذى صور لوحة بمدخل مبنى التليفونات وأخرى بمحطةحلوان
بحث السطح المعد كحامل للتصوير :
يجب بحث الحائط الذى سيعد كحامل للتصوير للتأكد من بعده عن الرطوبة وخلوه من الأملاح وخاصة أملاح الكلسيوم القابلة للذوبان في الماء ، مثل نترات الكلسيوم وكلوريد الكلسيوم أو الصوديوم .. وهذه الأملاح يجب القضاء عليها والتأكد من خلو الحوائط منها قبل بداية أعمال التصوير على الحائط . وهذه الاحتياطات التي تتخذ هنا هي نفس ما سبق أن ذكرناه في تحضير الحوائط للتمبرا في الفصل السابق ، وتتلخص في ابعاد الحائط عن مصادر الرطوبة والأملاح مع التهوية الطبيعية حتى لا تكون الرطوبة سببا في تسرب الأملاح من خلال الجدار الى السطح المراد الرسم عليه فتضر بنقوشه .
تحضير المواد اللازمة للمونة :
لما كانت مونة الأفرسك تتكون من الرمل والجير لذلك وجب علينا العناية بتحضير هذه المواد لتكون معدة للعمل .
فالرمل المستعمل في البطانة يجب أن يكون من النوع النظيف الخالى من الأتربة والطفل والأملاح، ويكون من الرمل الحرش الذى يغربل في منخل سلك سعة فتحاته ۱ ملليمتر .. أما الرمل المستعمل للضهارة فيجب أن يكون كذلك من الرمل الناصع البياض الخالي من الأتربة والطفل والاملاح . ولذلك فيجب غسل الرمل في برميل أو تكنة أو حوض مملوء بالماء مع تقليبه تقليبا جيدا ثم يزال عنه الماء كلما اتسخ ويملأ بالمياه النظيفة .. وتكرر هذه العملية عدة مرات
الطبقة الاولى ويسميه الصناع زبد) (الجير) وهو الذى يستحسن استعماله في صناعة الملاط الخاص بتحضير السطح الذى يحضر للرسم عليه بالافرسكو أما الجزء الخشن المترسب فى الطبقة السفلى فيستعمل في أنواع الملاط العادي للبناء ولكنه لا يستعمل في أعمال التحضير للأفرسكو كما ذكرنا . .
تكوين مونة البطانة :
تعمل مونة البطانة من الجير المصفى بالطريقة السابقة والرمل السابق تحضيره والمنخول في منخل سعة فتحاته ۱ ملليمتر، وذلك بنسبة ١ : ٢ أى جزء من الجير وجزءين من الرمل، على أن تخلط خلطا جيدا . ويلاحظ أنه من المهم قبل عملية البياض ازالة الغبار الموجود على الحوائط وغسلها وتشبيعها بالماء تشبيعا جيدا قبل عملية الطرطشة وهي عملية لازمة ليتماسك البياض في الحائط .. اذ يطرطش الحائط بنفس المونة ويفضل البعض أن يضاف اليها قليل من الاسمنت لتقوية الطرطشة) ، ثم يترك الحائط ليجف بعد الطرطشة المدة خمسة أيام فى الطقس العادي ثم يتم بياض البطانة على الطرطشة ويترك ليجف كذلك لمدة ثلاثة أسابيع أيضا ولو) ان الفنانين الكلاسيكيين كانوا يتركون البياض لمدة سنة ليجف ( ويصبح بعد ذلك معدا لوضع الظهارة فوقه ، وهى الطبقة التي سيتم عليها عمل رسوم الأفرسكو . ويهتم بعض الفنانين بغسل الحائط بعد الطرطشة عدة مرات ويترك ليجف بعد كل مرة ، كما يهتمون بغسيله بعد عمل بياض البطانة ، وذلك للتأكد من خلو بياض البطانة من الأملاح حتى يمكن عمل البياض النهائى أو الضهارة في اطمئنان
تکوين مونة الظهارة :
وتتكون مونة الظهارة كذلك من الجير المصفى (زبد (الجير) والرمل المغسول السابق تحضيره والمنخول في منخل سعة فتحاته 1 ملليمتر وذلك بنسبة ١ : ٢ أي جزء من الجير وجزءين من الرمل، ويكسى بهذا الملاط السطح المراد التصوير عليه . وعندما يتعرض الملاط المكون من الجير والرمل للهواء لفترة طويلة أى بمرور الوقت ، يتبخر الماء وتجف عجينة الملاط وتصبح متماسكة ، وذلك للتفاعل الذي يحدث بداخلها - يفضل الرمل المختلط بها - اذ يجعلها مسامية ، وبذلك يستطيع ثاني أكسيد الكربون الموجود فى الهواء أن يتخلل أجزاء المونة الداخلية فيتفاعل مع الجير المطفأ مكونا كربونات الكالسيوم التي تربط حبيبات الرمل بعضها ببعض ، كما تربطها مع السطح الحامل وبذلك تتكون طبقة متماسكة من الملاط على السطح الحامل . ونلاحظ أن ملاط الظهارة يعمل بسمك بسيط بقدر الامكان (حوالى (الاسم) وذلك حتى لا تكون زيادة سمكه سببا للتشقق أو السقوط متضيع الرسوم . ..
وفي هذا العهد بالذات اكتشف فانديك Giovanni van Dyk الهولندي أسلوب التصوير بالزيت وادخله الى ايطاليا انتونللودا میسینا Antonello a Messina ولكن للأسف منذ أن عملت هذه الطريقة وانتشرت في ايطاليا ، أهمل الفنانون الايطاليون الأفرسك ، ولم يعتنوا به العناية التي تكفل له الاستمرار والبقاء .. فكان ذلك سببا لتدهوره وانحطاطه في العالم . ثم زاد الأمر سوءا على سوء أن توالت على ايطاليا ثلاثة عهود فنيه هي عصر الباروك والروكوكو والحديث .. وكل منها حمل معه الى جسم الفن القديم أمراض الوهن والضعف، فكانت تلك العهود خاتمة فن الأفرسك الايطالي القديم .
أما عندنا في مصر فقد ظل هذا الفن في حالة ركود وجمود حتى أذن الله أن يتخصص بعض أبناء مصر في الأفرسكو وعادوا الى مصر في الثلاثينات .. ومنهم الاستاذ راغب عياد والاستاذ عبد العزيز فهيم والاستاذ أمين صبح والاستاذ حسنى البناني والاستاذ يوسف طبوزاده الذى أسعدني أن أعمل كمساعد له في تنفيذ لوحتى الأفرسكو في مدخل حديقة الحيوان بالجيزة عندما بدأت عملى بمصلحة المبانى عام ۱۹۳۸ . وللاستاذ عبد العزيز خالد درويش لوحة افرسك في مجمع المحاكم، وكذلك للمرحوم عبد الهادى الجزار لوحة أخرى بمجمع المحاكم صممها بعد أن كسب مسابقتها .. الا أن المنية لم تمهله لاتمام تنفيذها ... فأتمها الاستاذ حسنى البنانى الذى صور لوحة بمدخل مبنى التليفونات وأخرى بمحطةحلوان
بحث السطح المعد كحامل للتصوير :
يجب بحث الحائط الذى سيعد كحامل للتصوير للتأكد من بعده عن الرطوبة وخلوه من الأملاح وخاصة أملاح الكلسيوم القابلة للذوبان في الماء ، مثل نترات الكلسيوم وكلوريد الكلسيوم أو الصوديوم .. وهذه الأملاح يجب القضاء عليها والتأكد من خلو الحوائط منها قبل بداية أعمال التصوير على الحائط . وهذه الاحتياطات التي تتخذ هنا هي نفس ما سبق أن ذكرناه في تحضير الحوائط للتمبرا في الفصل السابق ، وتتلخص في ابعاد الحائط عن مصادر الرطوبة والأملاح مع التهوية الطبيعية حتى لا تكون الرطوبة سببا في تسرب الأملاح من خلال الجدار الى السطح المراد الرسم عليه فتضر بنقوشه .
تحضير المواد اللازمة للمونة :
لما كانت مونة الأفرسك تتكون من الرمل والجير لذلك وجب علينا العناية بتحضير هذه المواد لتكون معدة للعمل .
فالرمل المستعمل في البطانة يجب أن يكون من النوع النظيف الخالى من الأتربة والطفل والأملاح، ويكون من الرمل الحرش الذى يغربل في منخل سلك سعة فتحاته ۱ ملليمتر .. أما الرمل المستعمل للضهارة فيجب أن يكون كذلك من الرمل الناصع البياض الخالي من الأتربة والطفل والاملاح . ولذلك فيجب غسل الرمل في برميل أو تكنة أو حوض مملوء بالماء مع تقليبه تقليبا جيدا ثم يزال عنه الماء كلما اتسخ ويملأ بالمياه النظيفة .. وتكرر هذه العملية عدة مرات
الطبقة الاولى ويسميه الصناع زبد) (الجير) وهو الذى يستحسن استعماله في صناعة الملاط الخاص بتحضير السطح الذى يحضر للرسم عليه بالافرسكو أما الجزء الخشن المترسب فى الطبقة السفلى فيستعمل في أنواع الملاط العادي للبناء ولكنه لا يستعمل في أعمال التحضير للأفرسكو كما ذكرنا . .
تكوين مونة البطانة :
تعمل مونة البطانة من الجير المصفى بالطريقة السابقة والرمل السابق تحضيره والمنخول في منخل سعة فتحاته ۱ ملليمتر، وذلك بنسبة ١ : ٢ أى جزء من الجير وجزءين من الرمل، على أن تخلط خلطا جيدا . ويلاحظ أنه من المهم قبل عملية البياض ازالة الغبار الموجود على الحوائط وغسلها وتشبيعها بالماء تشبيعا جيدا قبل عملية الطرطشة وهي عملية لازمة ليتماسك البياض في الحائط .. اذ يطرطش الحائط بنفس المونة ويفضل البعض أن يضاف اليها قليل من الاسمنت لتقوية الطرطشة) ، ثم يترك الحائط ليجف بعد الطرطشة المدة خمسة أيام فى الطقس العادي ثم يتم بياض البطانة على الطرطشة ويترك ليجف كذلك لمدة ثلاثة أسابيع أيضا ولو) ان الفنانين الكلاسيكيين كانوا يتركون البياض لمدة سنة ليجف ( ويصبح بعد ذلك معدا لوضع الظهارة فوقه ، وهى الطبقة التي سيتم عليها عمل رسوم الأفرسكو . ويهتم بعض الفنانين بغسل الحائط بعد الطرطشة عدة مرات ويترك ليجف بعد كل مرة ، كما يهتمون بغسيله بعد عمل بياض البطانة ، وذلك للتأكد من خلو بياض البطانة من الأملاح حتى يمكن عمل البياض النهائى أو الضهارة في اطمئنان
تکوين مونة الظهارة :
وتتكون مونة الظهارة كذلك من الجير المصفى (زبد (الجير) والرمل المغسول السابق تحضيره والمنخول في منخل سعة فتحاته 1 ملليمتر وذلك بنسبة ١ : ٢ أي جزء من الجير وجزءين من الرمل، ويكسى بهذا الملاط السطح المراد التصوير عليه . وعندما يتعرض الملاط المكون من الجير والرمل للهواء لفترة طويلة أى بمرور الوقت ، يتبخر الماء وتجف عجينة الملاط وتصبح متماسكة ، وذلك للتفاعل الذي يحدث بداخلها - يفضل الرمل المختلط بها - اذ يجعلها مسامية ، وبذلك يستطيع ثاني أكسيد الكربون الموجود فى الهواء أن يتخلل أجزاء المونة الداخلية فيتفاعل مع الجير المطفأ مكونا كربونات الكالسيوم التي تربط حبيبات الرمل بعضها ببعض ، كما تربطها مع السطح الحامل وبذلك تتكون طبقة متماسكة من الملاط على السطح الحامل . ونلاحظ أن ملاط الظهارة يعمل بسمك بسيط بقدر الامكان (حوالى (الاسم) وذلك حتى لا تكون زيادة سمكه سببا للتشقق أو السقوط متضيع الرسوم . ..
تعليق