أنواع منه ، وهي الطين والجبس والطباشير مع الغراء . وكلمة جسر هي تسمية أوروبية أنت من أن المصورين في ايطاليا واسبانيا في العصور الوسطى يستخدمون الجبس ممزوجا بالغراء السائل لتكوين أرضية يصورون عليها ، وكانوا يسمونها جسو gesso وهي تسمية الطباشير المأخوذة من اسم الجبس اذ أن الطباشير قد صنعوه من اللون مضافا اليه قليل من الجبس ( المقتول ) لتقويته فأطلقوا عليه كذلك كلمة « جسو » گتسمية لمادة الطباشير أو أصابع الطباشير الملونة ... كما أطلقوا كلمة - جسو ، على مادة الأرضية التي يحضر منها اللوحات للتلوين اذ أن الأصل فيها مادة الجبس ، سواء كانت مصنوعة من مادة ملونة أو بيضاء مثل الجبس أو مسحوق الحجر الجيري أو أكسيد الزنك أو الاسبداج أو تركيب منهـا أو من بعضها مضافا اليه محلول الغراء لتقويته . gypsum وبناء على ما قاله تشينينو تشينینی Cennino Cennini ( من القرن الخامس عشر ) ان الجبس كان نوعين هما غير المطفأ Besso grosso والجبس المطفأ gesso sottile وكلاهما كان يستعمل مع الغراء . وفي القرن الحادي عشر أشار تيوفيلس فيما كتبه الى استعمال كل من الجير المطفأ مع الغراء ، ومسحوق الطباشير النقى مع الغراء في تغشية الجلود لاعداد أرضية للتصوير ، وذكر تشرتش أن الأرضية المعتادة للتصوير بألوان التمبرا الايطالية والاسبانية كانت تتكون اما من تراب الطباشير النقى مع الفراء الرخو او من الجبس المحروق ممزوجا بالغراء السائل ، واستخدام مادتين مختلفتين في غرض واحد بهذه الكيفية ، واستعمال اسم واحد لكليهما لمما يدعو الى الكثير من الحيرة . ويقول تشرتش كذلك « ان الجسر هو المصنوع من المصيص والفراء السائل او من تراب الطباشير والغراء .. » . وهناك مثل بارز للتصوير على الشيد المصنوع من تراب الطباشير الا وهو العلبة التي وجدت في مقبرة توت عنخ آمون ، وهي عبارة عن صندوق عادي جدا من الخشب غطيت سطوحه الخارجية بهذا النوع كتحضير للرسم عليه بالألوان فصورت بمنتهى الدقة مناظر قتال وصيد 46 وكثيرا ما كان يصور على الحجر ، أو تطلى الأحجار باللون الأبيض ، لا في جدران المقابر والمعابد فحسب ، بل في التماثيل الكبيرة والصغيرة والتوابيت والأشياء الأخرى ايضا ولاسيما ماكان منها من الحجر الجيري او الرملي وهما الأحجار الأكثر شيوعا كسطح للرسم عليه . لكن لم يقتصر الرسم على هذين النوعين اذ نجد أنه رسم أحيانا على الأحجار الأخرى كالجرانيت والمرمر والكوارتز والشست . وكانت توضع على الحجر غالبا طبقة رقيقة من البياض الجيري قبل تصوير المناظر على جدران المقابر والمعابد كما نرى في معبد مدينة هابو وكان الحجر الرملي فيه أكثر خشونة مما يلزم لقبول التصوير عليه بكيفية مرضية مما دعا الفنان الى الطلاء قبل وضع اللون عليه . أما استخدام ورق البردي كمادة للتصوير أو الكتابة عليها ... فهو معروف منذ عهد قدماء المصريين ، كما نرى في أمثلة كثيرة بالمتحف المصرى والمتاحف العالمية ، وهو بلا شك مادة جيدة للرسم عليها بألوان التمبرا ... وحتى الآن يستعمل الفنانون الورق العادي أو أنواع الورق الأخرى بدون تحضير اذا ما استعملت للألوان المائية التي منها ألوان التمبرا وكان الخشب يغطى كذلك الجسور قبل استعماله كأرضية للتصوير
ولكن كذلك أمكن استعمال الخشب مباشرة وخاصة في حالة الأثاث والصناديق ، وكانت في هذه الحالة تلون بلون واحد هو مادة اللون الأحمر أو الأبيض أو الأصفر أو البني 00 وهي الألوان الطبيعية التي استعملها المصرى
- العوامل الأساسية من لوازم التمبرا : وتتلخص العوامل الأساسية من لوازم الرسم بالتمبرا في السطح أو الحائط المراد الرسم عليه ، والوسيط المستعمل لتثبيت اللون ، والألوان المصحونة صحنا جيدا لاستعمالها في الرسم ، والفرش المستعملة في التصوير ، ثم صحيفة الألوان أو البليت : 1 ـ أما السطح المراد التصوير عليه فهو أنواع كثيرة أهمها : ( ا ) ورق الرسم الذي يمكن الرسم عليه بدون تحضير ( ب ) الأخشاب ويمكن الرسم عليها مباشرة أو بعد تنعيم سطحها ودهانه بطبقة من الجسو أو لون التمبرا ليكسب السطح كله لونا موحدا يمكن الرسم عليـه . ( ج ) الأسطح المتعلق بها مواد دهنية كدهانات الزيت وكذلك الأسطح الملساء اللامعة مثل الزجاج فيمكن قبل الرسم عليها أن ندهن سطحها بمادة مرارة الثور وهي مادة لها قوة على الالتصاق . . ( د ) الحوائط وتحضر للرسم عليها بمـا يشـابه الى حد كبير الأسلوب الذي اتبع في مصر القديمة ، وذلك بأن يؤخذ كمية مناسبة من الجبس الجيد ( الجبس الملكي ) وتخلط تدريجيا مع الماء الموضوع في اناء مع تقليبه ، حتى يصل الى قوام مناسب ، لیکسی به الجدار كبياض ضهارة فوق بياض البطانة العادي الذي يعمل فوق طرطشة من الأسمنت والرمل والذي يصنع عادة من الجير والرمل بنسبة 1 : 4 تقريبا ، وقد يضاف له كمية بسيطة من الأسمنت للتقوية . وان طبقة بياض البطانة تعمل على تغطية الانبعاجات والفجوات بين الأحجار في الحائط ، وتوجد سطحاً منتظما يسهل تغطيته بالجبس للرسم عليه بعد أن يجف تماما . ويلاحظ ألا تزيد طبقة بياض الجبس عن 7 سم حتى لا تكون سهلة التشقق أو السقوط • أما الجسو المستعمل في البياض فيكون تركيبه عادة من حجم من المسحوق الى حجم مساو له من سائل الغراء المكون من الغراء والماء بنسبة 1 : 5 بالوزن ، مع ملاحظة أن أفضل أنواع الغراء المستعمل هنا هو غراء الأرنب . وبهذا يمكن تكوين معجون « الجسو » الذي يمكن أن نكسى به الجدار كضهارة خارجية فوق البطانة الداخلية من مونة الجير والرمل كما شرحنا في الفقرة السابقة . ٥٤ ويمكن أن تكون هذه الضهارة الخارجية من طبقة أو طبقتين على أن تكون الطبقة الخارجية قوامها أخف وذرتها أدق حتى تصلح لعمل سطح ناعم للتصوير عليه ( وذلك في حالة ما اذا كانت الطبقة الأولى خشنة وليست دقيقة الذرات ) • وبعد تمام جفاف « الجسو » يمكن الرسم عليه بالوان التمبرا ... الا أن بعض الفنانين يفضلون دهان الحائط أو الجزء من الحائط الذي سيعد لتصوير التمبرا بسائل الغراء أو زلال البيض في حالة تحضير الوان التمبرا بالغراء أو البيض كوسيط . بعد تمام تحضير الأرضية المعدة للتلوين بحيث تكون جافة وناعمة السطح 000 يرسم على سطحها التصميم المطلوب ، وهو عادة يكبر من التصميم الصغير المحضر على الورق ، او ان هذا التصميم يكبر على الورق العادي او ورق الشفاف ثم ينقل الى سطح اللوحة بطريقة الطبع بالتتريب بعد عمل ثقوب فوق الخطوط الارشادية المراد اظهارها لتحديد معالم التصوير باللون ٢ ـ المواد الوسيطة لتثبيت اللون في تصوير التمبرا هي ثلاثة ، وسنتكلم عنها فيما يلي ، وهي الصمغ والفراء وزلال البيض ، ويعرف باسمها نوع التصوير المنتمى اليها فيقال مثـلا تمبرأ الصمغ وتمبرا الغراء وتمبرا البيض . ويميل البعض الى ادخال أنواع أخرى من ألوان التمبرا منهـا ما يكون فيه الوسيط المثبت للون من مادة يدخل في تركيبها الشمع أو الزيت المستوى أو اللبن أو الدقيق أو المصطكة وغيرها مما استعمله الفنانون القدامى في لوحاتهم ومحاولاتهم لايجاد المادة التي تصلح أكثر من غيرها . وأنواع ألوان التمبرا هي : ( 1 ) الألوان التي يستعمل فيها الصمع كوسيط ( تميرا الصمغ ) وهي ألوان مائية تحتوى على المادة الملونة المسحوقة جيدا وناع بقدر الامكان ، وتخلط بمحلول من الماء والصمغ العربي النظيف وهذا الصمغ يستخرج عادة من شجر السنط Acacia arabica وهو من الأشجار التي عرفت في مصر القديمة باسم ( شندت ) . وقد عشر أسبول على صمغ من هذا النوع كان يستعمل كمادة لاصقة للدهان في الأسرة الثامنة عشرة . ويقول أن هذا الصمغ قد تحلل مخلفا المادة الملونة في حالة تفتت وانحلال ... ويذكر أيضا أنه قد وجدت عدة أحقاق للدهان كانت محتوية على طبقة سميكة من الصمغ فوق اللون وقد ترسبت في قعور الأحقاق التي لم تكن محتوياتها قد تعرضت للجو . وقد استعمل الصمغ أيضا في تصوير الملك اخناتون والأميرات الصغيرات . كما استعمل كذلك على أجزاء من الأرضية الملونة . ولصناعة ألوان التمبرا يحضر محلول الصمغ باضافة الماء المغلى بنسبة ۲ : ۱ بالوزن على أن يكون الصمغ مسحوقا ... أما اذا كان الصمغ كتل ( وهذا أفضل حتى يتأكد الانسان من نقائها ) فيترك الصمغ حتى يذوب في الماء جيدا ، وبعد ذلك يصفى السائل الناتج ويضاف اليه عادة مادة من المواد التي تمنع التعفن مثل قطعة صغيرة من الشبة أو الكافور أو بضع قطرات من التيانافتول ، أو أي مادة من المواد التي يمكن أن تمنع الخليط من التعفن والفساد . كما يمكن اضافة بعض قطرات من الجليسرين للمحلول حتى تصبح طبقة اللون لينة وناعمة السطح فلا تنكسر بعد جفاف اللون وخاصة اذا كان مرسوما على مادة الورق أو أي وسط آخر معرض للثنى . وبعد تحضير الألوان يمكن تعبئتها وحفظها في أنابيب أو أوعية ذات أغطية محكمة ، أو تشكل بشكل أقراص ( على نمط الطريقة المصرية القديمة ) لتستعمل في الرسم عند اللزوم • ( ب ) الألوان المستعمل فيها الغراء كوسيط ( تمبرا الغراء ) وقد استعمل هذا النوع من التصوير في مصر منذ عهد الفراعنة اذ انهم عرفوا الغراء كمادة لاصقة وصنعوه من بعض المواد الجيلاتينية المحتوية على جيلاتين 07 وذلك مثل العظام والجلود والغضروف وأوتار العضلات ... الخ بالاستخلاص بالماء المغلى وتركيز السائل الناتج بواسطة التبخير ثم صبه في قوالب ، يتحول فيها بعد أن يبرد الى كتلة جامدة . وقد استعمله المصري في أغراض مختلفة ومنها أنه استعمل كمادة مثبتة للألوان ويظن بعض العلماء انه استخدم منذ الأسرة الرابعة والخامسة في مصر القديمة اذ أن المصرى وجد أن الألوان التي لم يمكنه تنعيمها وسحقها ـ كالألوان المركبة صناعيا ـ كان عليه أن يجد لها وسيط أقوى من الصمغ الذي استعمله مع الألوان الطبيعية حتى يربط بين ذرات الألوان ببعضها البعض ويربط الألوان كذلك بسطح اللوحة ( أي كوسيط يربط اللون والوسط ) ولذلك استعمل الغراء السائل مضافا الى اللون جيدا ی الذي سحقه بقدر الامكان وألوان تمبرا الغراء تحضر الى الآن بنفس الأسلوب تقريبا ولتحضيرها يحضر سائل من الغراء والماء بنسبة 1 : 4 اضافة قليل من الشب للمحلول مما يعمل على منع التعفن ، ثم يخلط كمية من هذا المحلول الى كمية مساوية من اللون المسحوق سحقا جيدا وبذا يكون اللون معـدا للاستعمال . ولما كان الوان التمبرا المصنوعة بالغراء يسهل ذوبانها في الماء أو التفكك والتحلل من تأثيره ، فقد لجأ المصريون القدماء في بعض الأحوال الى تغطية طبقة اللون بالشسمع حتى يكون اللون بعيدا عن تأثير الماء أو الرطوبة ... الا أن هذا كان يمنع تأثير اللون القوى ويضيع من بهجته ... ولذلك فان الفنانين اليوم يميلون إلى استعمال أسلوب جديد وهو رش الصورة بمحلول يحتوى على 4 ٪ فورمالين مما يجعل الألوان أقل تأثرا بالرطوبة وبالماء اذا تعرضت لها • . 4 ( ج ) الألوان المستعمل فيها زلال البيض ( تمبرا البيض ) ويستعمل فيها الزلال الطبيعي الموجود في محتويات البيضة ( البياض والصفار ) ونلاحظ أن المصورين القدامى منذ عهد قدماء المصريين قد استعملوا البياض كما أن هذا الاستعمال لزلال بياض البيض كمادة لاصقة في التصوير بألوان التمبرا ظل مستعملا من الأسرة الرابعة حتى أواخر العصر الروماني . ويرى البعض أن المصرى دهن به سطوح الأحجار والجسو المستعملة كوسط لسد المسام ، ويجوز أن المصرى قد استعمله كذلك في تكوين اللون أو في كليهما . وأذكر أنني لاحظت عندما كنت أعمل بآثار الكرنك أن بعض قطع من آثار اخناتون الملونة التي كانت تحتوى على أملاح وحاولت تنظيفها بالماء ( بتركها في حوض به ماء جاري لمدة أسبوعين ) لم تتأثر بالماء الى حد بعيد مما جعلني أرجح استعمال زلال البيض في تكه ينهـا وكنت أنوى عمل بعض التجارب على مادة اللون للتأكد من وجود آثار المكبريت مما يزيد في ترجيح استعمال زلال البيض في تكوين اللون الا أن الوقت لم يسمح . كما انه من الثابت استعمال هذه المادة لصناعة ألوان التمبرا وخاصة في الأسرة الثامنة عشرة وزلال البيض مادة معقدة التركيب تحتوى على الكبريت بنسبة صغيرة ... وهـذا الزلال موجود في البياض والصفار كما سنرى في تركيبهما الكيميائي فيما . ولذلك فقد استعمل البياض في تركيب الألوان كما ذكرنا في مصر القديمة ولا يزال يستعمله بعـض الفنانين ، وبعضهم يستعمل الصفار ، كما يستعمل البعض كلاهما معا لتوفير المادة 000 الا أنه من الأفضل بالطبع استعمال الصفار لأن تكوينه جعل فيه خواص أكفأ وأقوى من البياض للعمل على تماسك الألوان عند تحضير ألوان التمبرا . وذلك بالطبع راجع الى أن كمية مادة الزلال وهي المادة اللاصقة ـ تزيد نسبتها في الصفار عن البياض . كما أن الصفار بحتـوى على نسبة كبيرة من الزيت على شكل مستحلب مائى بمساعدة مادة الليستين ( Lecithin ) وهذا ما يجعله أكفأ من البياض في ايجـاد التماسك اللازم للألوان اذ أنه من خواص الزيت أن يبطىء الجفـاف وبذلك تبقى المـادة الملونة معلقة في الوسط الزلالي مما يجعل اللون أكثر ثباتا وأقل ذوبانا في الماء • ويهمنا أن نورد هنا فيما يلى جدولا يبين المواد المكونة لبياض البيضة وصفارها و نسب هذه المواد في التكوين 000 علما بأن هذه النسب ، ليست ثابتة ، بل انها تختلف من عينة الى أخرى حسب النوع وطبيعة الجو وطبيعة المرعى - ولتحضير ألوان التمبرا بواسطة صفار البيض تؤخذ بيضة طازجة ويفصل الصفار فيها عن البياض ( الذي يعمل الاحتياط في فصله ليكون سليما ) ثم يوضع هذا الصفار في قدح ويضاف اليه نسبة من الماء البارد تساوى حجمه تقریبا ۰۰۰ . ثم يقلب ويضاف اليه نقطتين من الخل لمنع التعفن . ومن جهة أخرى يحضر معجون من اللون والماء بنسبة متساوية ويسحق جيدا بالهون حتى تنعم ذراته . وعند تكوين اللون العمل يخلط حجم من هذا المعجون اللوني مع حجم مماثل من صفار البيض السابق تحضيره ويقلب الخليط جيدا 000 ثم يضاف اليه ماء بالنسبة التي يفضلها المصور اذ أن تقدير نسبة الماء في اللون المركب يتوقف على نوع المادة الملونة ، وأرضية التلوين ، ودرجة اللون ، والقوام الذي يستريح اليه المصور حسب تعوده •
ولكن كذلك أمكن استعمال الخشب مباشرة وخاصة في حالة الأثاث والصناديق ، وكانت في هذه الحالة تلون بلون واحد هو مادة اللون الأحمر أو الأبيض أو الأصفر أو البني 00 وهي الألوان الطبيعية التي استعملها المصرى
- العوامل الأساسية من لوازم التمبرا : وتتلخص العوامل الأساسية من لوازم الرسم بالتمبرا في السطح أو الحائط المراد الرسم عليه ، والوسيط المستعمل لتثبيت اللون ، والألوان المصحونة صحنا جيدا لاستعمالها في الرسم ، والفرش المستعملة في التصوير ، ثم صحيفة الألوان أو البليت : 1 ـ أما السطح المراد التصوير عليه فهو أنواع كثيرة أهمها : ( ا ) ورق الرسم الذي يمكن الرسم عليه بدون تحضير ( ب ) الأخشاب ويمكن الرسم عليها مباشرة أو بعد تنعيم سطحها ودهانه بطبقة من الجسو أو لون التمبرا ليكسب السطح كله لونا موحدا يمكن الرسم عليـه . ( ج ) الأسطح المتعلق بها مواد دهنية كدهانات الزيت وكذلك الأسطح الملساء اللامعة مثل الزجاج فيمكن قبل الرسم عليها أن ندهن سطحها بمادة مرارة الثور وهي مادة لها قوة على الالتصاق . . ( د ) الحوائط وتحضر للرسم عليها بمـا يشـابه الى حد كبير الأسلوب الذي اتبع في مصر القديمة ، وذلك بأن يؤخذ كمية مناسبة من الجبس الجيد ( الجبس الملكي ) وتخلط تدريجيا مع الماء الموضوع في اناء مع تقليبه ، حتى يصل الى قوام مناسب ، لیکسی به الجدار كبياض ضهارة فوق بياض البطانة العادي الذي يعمل فوق طرطشة من الأسمنت والرمل والذي يصنع عادة من الجير والرمل بنسبة 1 : 4 تقريبا ، وقد يضاف له كمية بسيطة من الأسمنت للتقوية . وان طبقة بياض البطانة تعمل على تغطية الانبعاجات والفجوات بين الأحجار في الحائط ، وتوجد سطحاً منتظما يسهل تغطيته بالجبس للرسم عليه بعد أن يجف تماما . ويلاحظ ألا تزيد طبقة بياض الجبس عن 7 سم حتى لا تكون سهلة التشقق أو السقوط • أما الجسو المستعمل في البياض فيكون تركيبه عادة من حجم من المسحوق الى حجم مساو له من سائل الغراء المكون من الغراء والماء بنسبة 1 : 5 بالوزن ، مع ملاحظة أن أفضل أنواع الغراء المستعمل هنا هو غراء الأرنب . وبهذا يمكن تكوين معجون « الجسو » الذي يمكن أن نكسى به الجدار كضهارة خارجية فوق البطانة الداخلية من مونة الجير والرمل كما شرحنا في الفقرة السابقة . ٥٤ ويمكن أن تكون هذه الضهارة الخارجية من طبقة أو طبقتين على أن تكون الطبقة الخارجية قوامها أخف وذرتها أدق حتى تصلح لعمل سطح ناعم للتصوير عليه ( وذلك في حالة ما اذا كانت الطبقة الأولى خشنة وليست دقيقة الذرات ) • وبعد تمام جفاف « الجسو » يمكن الرسم عليه بالوان التمبرا ... الا أن بعض الفنانين يفضلون دهان الحائط أو الجزء من الحائط الذي سيعد لتصوير التمبرا بسائل الغراء أو زلال البيض في حالة تحضير الوان التمبرا بالغراء أو البيض كوسيط . بعد تمام تحضير الأرضية المعدة للتلوين بحيث تكون جافة وناعمة السطح 000 يرسم على سطحها التصميم المطلوب ، وهو عادة يكبر من التصميم الصغير المحضر على الورق ، او ان هذا التصميم يكبر على الورق العادي او ورق الشفاف ثم ينقل الى سطح اللوحة بطريقة الطبع بالتتريب بعد عمل ثقوب فوق الخطوط الارشادية المراد اظهارها لتحديد معالم التصوير باللون ٢ ـ المواد الوسيطة لتثبيت اللون في تصوير التمبرا هي ثلاثة ، وسنتكلم عنها فيما يلي ، وهي الصمغ والفراء وزلال البيض ، ويعرف باسمها نوع التصوير المنتمى اليها فيقال مثـلا تمبرأ الصمغ وتمبرا الغراء وتمبرا البيض . ويميل البعض الى ادخال أنواع أخرى من ألوان التمبرا منهـا ما يكون فيه الوسيط المثبت للون من مادة يدخل في تركيبها الشمع أو الزيت المستوى أو اللبن أو الدقيق أو المصطكة وغيرها مما استعمله الفنانون القدامى في لوحاتهم ومحاولاتهم لايجاد المادة التي تصلح أكثر من غيرها . وأنواع ألوان التمبرا هي : ( 1 ) الألوان التي يستعمل فيها الصمع كوسيط ( تميرا الصمغ ) وهي ألوان مائية تحتوى على المادة الملونة المسحوقة جيدا وناع بقدر الامكان ، وتخلط بمحلول من الماء والصمغ العربي النظيف وهذا الصمغ يستخرج عادة من شجر السنط Acacia arabica وهو من الأشجار التي عرفت في مصر القديمة باسم ( شندت ) . وقد عشر أسبول على صمغ من هذا النوع كان يستعمل كمادة لاصقة للدهان في الأسرة الثامنة عشرة . ويقول أن هذا الصمغ قد تحلل مخلفا المادة الملونة في حالة تفتت وانحلال ... ويذكر أيضا أنه قد وجدت عدة أحقاق للدهان كانت محتوية على طبقة سميكة من الصمغ فوق اللون وقد ترسبت في قعور الأحقاق التي لم تكن محتوياتها قد تعرضت للجو . وقد استعمل الصمغ أيضا في تصوير الملك اخناتون والأميرات الصغيرات . كما استعمل كذلك على أجزاء من الأرضية الملونة . ولصناعة ألوان التمبرا يحضر محلول الصمغ باضافة الماء المغلى بنسبة ۲ : ۱ بالوزن على أن يكون الصمغ مسحوقا ... أما اذا كان الصمغ كتل ( وهذا أفضل حتى يتأكد الانسان من نقائها ) فيترك الصمغ حتى يذوب في الماء جيدا ، وبعد ذلك يصفى السائل الناتج ويضاف اليه عادة مادة من المواد التي تمنع التعفن مثل قطعة صغيرة من الشبة أو الكافور أو بضع قطرات من التيانافتول ، أو أي مادة من المواد التي يمكن أن تمنع الخليط من التعفن والفساد . كما يمكن اضافة بعض قطرات من الجليسرين للمحلول حتى تصبح طبقة اللون لينة وناعمة السطح فلا تنكسر بعد جفاف اللون وخاصة اذا كان مرسوما على مادة الورق أو أي وسط آخر معرض للثنى . وبعد تحضير الألوان يمكن تعبئتها وحفظها في أنابيب أو أوعية ذات أغطية محكمة ، أو تشكل بشكل أقراص ( على نمط الطريقة المصرية القديمة ) لتستعمل في الرسم عند اللزوم • ( ب ) الألوان المستعمل فيها الغراء كوسيط ( تمبرا الغراء ) وقد استعمل هذا النوع من التصوير في مصر منذ عهد الفراعنة اذ انهم عرفوا الغراء كمادة لاصقة وصنعوه من بعض المواد الجيلاتينية المحتوية على جيلاتين 07 وذلك مثل العظام والجلود والغضروف وأوتار العضلات ... الخ بالاستخلاص بالماء المغلى وتركيز السائل الناتج بواسطة التبخير ثم صبه في قوالب ، يتحول فيها بعد أن يبرد الى كتلة جامدة . وقد استعمله المصري في أغراض مختلفة ومنها أنه استعمل كمادة مثبتة للألوان ويظن بعض العلماء انه استخدم منذ الأسرة الرابعة والخامسة في مصر القديمة اذ أن المصرى وجد أن الألوان التي لم يمكنه تنعيمها وسحقها ـ كالألوان المركبة صناعيا ـ كان عليه أن يجد لها وسيط أقوى من الصمغ الذي استعمله مع الألوان الطبيعية حتى يربط بين ذرات الألوان ببعضها البعض ويربط الألوان كذلك بسطح اللوحة ( أي كوسيط يربط اللون والوسط ) ولذلك استعمل الغراء السائل مضافا الى اللون جيدا ی الذي سحقه بقدر الامكان وألوان تمبرا الغراء تحضر الى الآن بنفس الأسلوب تقريبا ولتحضيرها يحضر سائل من الغراء والماء بنسبة 1 : 4 اضافة قليل من الشب للمحلول مما يعمل على منع التعفن ، ثم يخلط كمية من هذا المحلول الى كمية مساوية من اللون المسحوق سحقا جيدا وبذا يكون اللون معـدا للاستعمال . ولما كان الوان التمبرا المصنوعة بالغراء يسهل ذوبانها في الماء أو التفكك والتحلل من تأثيره ، فقد لجأ المصريون القدماء في بعض الأحوال الى تغطية طبقة اللون بالشسمع حتى يكون اللون بعيدا عن تأثير الماء أو الرطوبة ... الا أن هذا كان يمنع تأثير اللون القوى ويضيع من بهجته ... ولذلك فان الفنانين اليوم يميلون إلى استعمال أسلوب جديد وهو رش الصورة بمحلول يحتوى على 4 ٪ فورمالين مما يجعل الألوان أقل تأثرا بالرطوبة وبالماء اذا تعرضت لها • . 4 ( ج ) الألوان المستعمل فيها زلال البيض ( تمبرا البيض ) ويستعمل فيها الزلال الطبيعي الموجود في محتويات البيضة ( البياض والصفار ) ونلاحظ أن المصورين القدامى منذ عهد قدماء المصريين قد استعملوا البياض كما أن هذا الاستعمال لزلال بياض البيض كمادة لاصقة في التصوير بألوان التمبرا ظل مستعملا من الأسرة الرابعة حتى أواخر العصر الروماني . ويرى البعض أن المصرى دهن به سطوح الأحجار والجسو المستعملة كوسط لسد المسام ، ويجوز أن المصرى قد استعمله كذلك في تكوين اللون أو في كليهما . وأذكر أنني لاحظت عندما كنت أعمل بآثار الكرنك أن بعض قطع من آثار اخناتون الملونة التي كانت تحتوى على أملاح وحاولت تنظيفها بالماء ( بتركها في حوض به ماء جاري لمدة أسبوعين ) لم تتأثر بالماء الى حد بعيد مما جعلني أرجح استعمال زلال البيض في تكه ينهـا وكنت أنوى عمل بعض التجارب على مادة اللون للتأكد من وجود آثار المكبريت مما يزيد في ترجيح استعمال زلال البيض في تكوين اللون الا أن الوقت لم يسمح . كما انه من الثابت استعمال هذه المادة لصناعة ألوان التمبرا وخاصة في الأسرة الثامنة عشرة وزلال البيض مادة معقدة التركيب تحتوى على الكبريت بنسبة صغيرة ... وهـذا الزلال موجود في البياض والصفار كما سنرى في تركيبهما الكيميائي فيما . ولذلك فقد استعمل البياض في تركيب الألوان كما ذكرنا في مصر القديمة ولا يزال يستعمله بعـض الفنانين ، وبعضهم يستعمل الصفار ، كما يستعمل البعض كلاهما معا لتوفير المادة 000 الا أنه من الأفضل بالطبع استعمال الصفار لأن تكوينه جعل فيه خواص أكفأ وأقوى من البياض للعمل على تماسك الألوان عند تحضير ألوان التمبرا . وذلك بالطبع راجع الى أن كمية مادة الزلال وهي المادة اللاصقة ـ تزيد نسبتها في الصفار عن البياض . كما أن الصفار بحتـوى على نسبة كبيرة من الزيت على شكل مستحلب مائى بمساعدة مادة الليستين ( Lecithin ) وهذا ما يجعله أكفأ من البياض في ايجـاد التماسك اللازم للألوان اذ أنه من خواص الزيت أن يبطىء الجفـاف وبذلك تبقى المـادة الملونة معلقة في الوسط الزلالي مما يجعل اللون أكثر ثباتا وأقل ذوبانا في الماء • ويهمنا أن نورد هنا فيما يلى جدولا يبين المواد المكونة لبياض البيضة وصفارها و نسب هذه المواد في التكوين 000 علما بأن هذه النسب ، ليست ثابتة ، بل انها تختلف من عينة الى أخرى حسب النوع وطبيعة الجو وطبيعة المرعى - ولتحضير ألوان التمبرا بواسطة صفار البيض تؤخذ بيضة طازجة ويفصل الصفار فيها عن البياض ( الذي يعمل الاحتياط في فصله ليكون سليما ) ثم يوضع هذا الصفار في قدح ويضاف اليه نسبة من الماء البارد تساوى حجمه تقریبا ۰۰۰ . ثم يقلب ويضاف اليه نقطتين من الخل لمنع التعفن . ومن جهة أخرى يحضر معجون من اللون والماء بنسبة متساوية ويسحق جيدا بالهون حتى تنعم ذراته . وعند تكوين اللون العمل يخلط حجم من هذا المعجون اللوني مع حجم مماثل من صفار البيض السابق تحضيره ويقلب الخليط جيدا 000 ثم يضاف اليه ماء بالنسبة التي يفضلها المصور اذ أن تقدير نسبة الماء في اللون المركب يتوقف على نوع المادة الملونة ، وأرضية التلوين ، ودرجة اللون ، والقوام الذي يستريح اليه المصور حسب تعوده •
تعليق