1 ـ التصوير بألوان التمبرا أو الجواش
ان الوان التمبرا هي الوان مصحونة غير شفافة ، ولها قدرة كبيرة على تغطية سطح اللوحة أو الوسط الذي ترسم عليه ... وذلك بخلاف ألوان الماء العادية الشفافة التي تذوب في الماء ويمكن ان يرسم بها على الورق الخاص بالرسم بدون تحضير . أما ألوان التمبرا غير الشفافة فتحضر بخلطها بوسيط مائی لاصق ( من المواد التي تذوب في الماء ) كالمواد الراتنجية الطبيعية مثـل الصمغ العربي ( ويطلق الألوان المحضرة منه الجواشي Guazzo ) أو المواد الغروية الحيوانية مثل غراء الأرنب ، أو غراء الأسماك ، أو الغراء العادي من قرون وحوافر الحيوانات ، أو زلال البيض . أو من مواد معدنية كالشمع المذاب في عطر طيار مثل التربنتين ( ونلاحظ أن الشمع يوجد منه نوعين ، شـمع حيواني وهو شمع النحل ، وشمع معدني من مستخرجات البترول . وكذلك التربنتين منه النباتي والمعدني ) التمبرا عبر التاريخ : الملونة في يرى العلماء أن مادة الصمغ ومادة زلال البيض قد استعملت كمواد وسيطة لاصقة أو مثبتة للألوان في التاريخ المصري القديم . وقد عثر العالم الأثرى « اسبرل » على صمغ عرفه بأنه صمغ عربي كان يستعمل كوسيط لدهان الألوان في الأسرة الثامنة عشرة ، ويقول أن هذا الصمغ قد بلى وتفكك مخلفا المـادة حالة تفتت وانحلال . ويذكر أيضا أن عدة أحقاق للدهان وجـدت محتوية على طبقة سميكة من الصمغ منبسطة فوق اللون وقد ترسب في القاع في الأحقاق التي لم تكن محتوياتها قد تعرضت للجو وقد استعمل الصمغ أيضا في تصوير الملك اخناتون ورسوم الاميرات الصغيرات ، كما استعمل كذلك على اجزاء من الأرضية الملونة أما الغراء فقد استخرجه المصريون من العظـام والجلود والغضاريف بالاستخلاص بالماء المغلي ، ثم التركيز بالتبخير ، ثم صبه في قوالب ليبرد ويتحول الى مادة صلبة . وقد استعمل في تكوين ملاط الجسو ( الغراء ومسحوق الحجر الجيري ) كما ان متعمل كوسيط أو مادة مثبتة للألوان منذ عصر الأسرة الرابعة . كما يعتقد « توخ » أن الغراء قد استعمل في رسوم مقبرة « برنب » من الأسرة الخامسة ، ويجوز أنه استعمل كذلك لدهان الأثاث أو سطح الحائط سواء كان مصنوعا من مادة الجسو أو الحجر وذلك لسد المسام قبل التلوين Toch
ويرى بعض العلماء أن المصريين قد استعملوا زلال البيض ( البياض ) كوسيط أو كمادة لاصقة في التصوير المصري القديم من الأسرة الرابعة حتى أواخر الحكم الروماني . كما يرى البعض أن المصرى دهن أسطح الأحجار والجسو المستعملة كوسط للتصوير وذلك لسد المسام قبل الرسم عليها ولا يستبعد ان يكون المصرى قد استعمل الاسلوبين معا . وانني أذكر هنا أن لوحة كامس التي وجدتها بالكرنك كان عليها آثار من اللونين الأحمر والأزرق الفاتح اثناء الكشف عنها ، وضاع اثر هذه الألوان بعد ان استعملت المصلحة الماء لتنظيفها مما يرجح انها كانت مثبتة بمادة صمغية . كما انني لاحظت كذلك ان بعض احجار اخناتون الملونة والمعرضة للجو لم تتأثر بمياه الامطار مما جعلني ارجح استعمال زلال البيض في تركيبها . وهكذا يمكن أن نقرر أن ألوان التمبرا ، سواء كانت بوساطة الصمغ او الغراء او الزلال ، قد عرفت في مصر القديمة استعملت في تصوير معظم الصور المصرية التي وجدت على جدران المعابد والمقابر وعلى الأخشاب وأوراق البردي والجلود والأقمشة التي استعملت في تغطية الموتى ، وصنع اقنعة وتوابيت للموميات وكانت تعمل من طبقات مقواة الكتان والجسو او مخلفات ورق البردي والجسو ، وكانت هذه التوابيت والأقنعة تلون بألوان التمبرا بعد تحضير السطح الأخير بطبقة الجبس الناعم ليلون أو يكسى بأوراق الذهب وخاصة فوق وجوه الموميات وهكذا نرى ان الوان التمبرا قد انتشرت انتشارا كبيرا في العصور تتألف من التاريخية وما زالت مستعملة في كثير من الأعمال الفنية حتى الآن • من بأي نوع من الألوان . الرطوبة وتأثيرها على الألوان : من الأمثلة الظاهرة لتأثير الرطوبة على الأعمال الفنية مقبرة « نفر تاری » بالأقصر ، اذ تسربت اليها الرطوبة بعد اكتشافها وظهرت الأملاح على الجدران الداخلية مما سبب فساد الألوان وطردها ، وقد حارت مصلحة الآثار في علاجها عشرات السنين ولكن الحل البسيط هو عزل الجدران عن مصدر الرطوبة وتنظيفها من الأملاح ثم علاجها . ولذلك فيجب علينـا هنا أن نذكر أنه يجب سلامة الحائط وخلوه من الرطوبة قبل العمل على تحضيره للرسم عليه التأكد · . ولضمان خلو الحائط من الأملاح والرطوبة نراعي ما يلي : ( أ ) ابعاد الحوائط المراد الرسم عليها بالتمبرا عن مصادر المياه والرطوبة التي يمكن أن تتسرب اليها من الأساسات أو من الحوائط المجاورة لمصادر المياه أو من الدورات العلوية التي ترشح بالمياه بالطوابق السفلى الخ وذلك حتى لاتحمل اليها الأملاح التي لها تأثير ضار على الرسوم الحائطية والوانها ( ب ) يمكن عزل الحائط المرسوم عن مصادر المياه باحدى أساليب العزل المعروفة في العمارة كعمل طبقة عازلة من الأسفلت أو بياض السسيكا أو الواح الرصاص أو بناء حائط ثانوى بعرض نصف طوبة أو طوبة للرسم عليه في حالة المباني الجديدة ، أو تنقل الرسوم القديمة عليه في حالة الرسوم التي لها قيمة اثرية ويراد الاحتفاظ بها في مكانها او اي مكان آخر تنقل اليه
( ج ) في حالة تسرب بعض المياه من الأساسات الى الحائط المرسوم فيمكن تنكيس الأساسات وعمل أساسات جديدة معزولة عن المياه تماما • ( د ) ان تعذر تنكيس الأساسات فيمكن عمل فتحات في أسفل الجدار بها مواسير مخرمة من الحديد أو من الفخار وتبعد كل واحدة عن الأخـرى بحوالي سم وتصل الى منتصف الحائط ، وذلك حتى تخرج الرطوبة من داخل الجدار الى الخارج ولا تتسرب الى سطح الجدار ( شكل ٢٤ ) وذلك في الحالات البسيطة واذا وجد أن شكل هذه المواسير يشوه من شكل الحائط فيمكن أن تعمل نهاياتها بشكل زخرفي جميل يتمشى مع زخرفة الحائط ، أو تغطى فتحات هذه المواسير بوزره خشبية أو معدنية ساترة ، وتسمح بتنفيس الحائط ( هـ ) يراعى غسل المواد المستعملة في البناء أثناء اقامته ، فيغسل الطوب والحجر والرمل ... كما يغسل سطح الحائط قبل عمل الملاط ، وتكرر عملية الغسيل عدة مرات اذا ظهر به آثار للأملاح على سطحه بعد جفافه . وذلك بالطبع للتأكد من خلو الحوائط المعدة للرسوم من الأملاح • اذ ظهور الأملاح بالجدار يصيب الألوان المستعملة في التصوير الحائطي ويؤثر عليهـا اذا تبلورت على سطحها الخارجي فتفسـد الألوان ويتآكل سطح البياض . كما أن ظهور هذه الأملاح تحت سطح طبقة اللون يعمل على فصلها عن سطح الجدار في الأماكن التي تتبلور فيها تحضير السطح قديما : لقد اتبعت عدة طرق لتحضير السطح المراد الرسم عليه بالتمبرا فعولجت الحوائط بالبياض . وكان البياض المستخدم في مصر القديمة يتألف من مادتين أساسيتين هما الطين والجبس
( 1 ) الطين ـ ويرجع استعمال بياض الطين الى عصور ما قبـل الأسرات وأوائل عهد الأسرات . وتختلف أنواعه حسب المواد المكونة له ... ولكن على العموم يمكن القول بأننا نلاحظ أن هناك نوع من الملاط أو البياض خشن وهو المخلوط بالتبن ، ويتألف من طمى النيل العادي وهو خليط من الطين والرمل بنسب متباينة مع قدر طبيعي من كربونات الكلسيوم ر كربونات الجير ) ونسبة قليلة من الجبس أحيانا . أما النوع الثاني فهو أفضل ويكسب الملاط سطحاً ناعما ، وهو خليط طبيعي ناعم من الطين والحجر الجيري ، ويوجد في تجاويف وجيوب بسفوح التلال والأنجاد التي اكتسحته عنها مياه الأمطار العاصفة التي هطلت عليها ولا يزال هـذا النوع موجود حتى الآن ، ويعرف باسم ( الحيب أو الحيبة ) ، ويستخدم في بياض الظهارة للمباني الطينية أو الطوب النبيء - ( ب ) الجبس ـ أما بياض الجبس فقد استعمل كذلك في مصر القديمة خاصة في تسوية سطوح جدران المنازل والقصور والمقابر والمعابد وسقوفها لايجاد أسطح صالحة للتصوير . وكان الطين عادة يكسى ببياض الجبس وفى حالة عدم استخدام ملاط الطين كان الجبس يستخدم لستر العيوب وعدم الانتظام في أسطح الحجر لتسوية سطحه قبل التصوير عليه . ومن هذا نرى أن الجبس مادة عرفت في مصر منذ أزمان بعيدة القدم ، ويظن أن اسم الجبس مأخوذ من اسم مصر القديمة الذي حـور في اللغات الأوروبية فنطق اجبت كما سبق أن ذكرنا . وتوجد هذه المادة في أنحاء مصر المختلفة مثل الصحراء بالقرب من ساحل البحر الأحمر وفيما بين الاسماعيلية والسويس وفي منطقة بحيرة مريوط غرب الاسكندرية وفي الفيوم والمعصرة وأبو رواش - ( Egypt ) والجبس من الناحية الكيميائية عبارة عن مادة متبلورة مكونة من بلورات كبريتات الكلسيوم ( كبريتات الجير ) المائية ، أي محتوية على الماء ومتحدة به اتحادا تاما ( ۲ کا کب ٢٠ يد أ ) والجبس كبير الشبه في مظهره بالمرمر ( الكلسيت calcite ) الذي هو عبارة عن كربونات كلسيوم . وكثيرا ما يسمى الجبس مرمرا . وبتسخين الجبس الى درجة حرارة بين 100 و 130 مئوية تقریبا يفقد الجبس نحو ثلاثة أرباع مادته البلورية وتتكون منه مادة لها خاصية العودة الى الاتحاد بالماء فتكون من ذلك مادة تجمد وتصبح في النهاية صلبة جدا . وتعرف المادة المكلسة في صورتها النقية التي تصنع في أوروبا باسـم جبس باريس Plaster of Paris
ان الوان التمبرا هي الوان مصحونة غير شفافة ، ولها قدرة كبيرة على تغطية سطح اللوحة أو الوسط الذي ترسم عليه ... وذلك بخلاف ألوان الماء العادية الشفافة التي تذوب في الماء ويمكن ان يرسم بها على الورق الخاص بالرسم بدون تحضير . أما ألوان التمبرا غير الشفافة فتحضر بخلطها بوسيط مائی لاصق ( من المواد التي تذوب في الماء ) كالمواد الراتنجية الطبيعية مثـل الصمغ العربي ( ويطلق الألوان المحضرة منه الجواشي Guazzo ) أو المواد الغروية الحيوانية مثل غراء الأرنب ، أو غراء الأسماك ، أو الغراء العادي من قرون وحوافر الحيوانات ، أو زلال البيض . أو من مواد معدنية كالشمع المذاب في عطر طيار مثل التربنتين ( ونلاحظ أن الشمع يوجد منه نوعين ، شـمع حيواني وهو شمع النحل ، وشمع معدني من مستخرجات البترول . وكذلك التربنتين منه النباتي والمعدني ) التمبرا عبر التاريخ : الملونة في يرى العلماء أن مادة الصمغ ومادة زلال البيض قد استعملت كمواد وسيطة لاصقة أو مثبتة للألوان في التاريخ المصري القديم . وقد عثر العالم الأثرى « اسبرل » على صمغ عرفه بأنه صمغ عربي كان يستعمل كوسيط لدهان الألوان في الأسرة الثامنة عشرة ، ويقول أن هذا الصمغ قد بلى وتفكك مخلفا المـادة حالة تفتت وانحلال . ويذكر أيضا أن عدة أحقاق للدهان وجـدت محتوية على طبقة سميكة من الصمغ منبسطة فوق اللون وقد ترسب في القاع في الأحقاق التي لم تكن محتوياتها قد تعرضت للجو وقد استعمل الصمغ أيضا في تصوير الملك اخناتون ورسوم الاميرات الصغيرات ، كما استعمل كذلك على اجزاء من الأرضية الملونة أما الغراء فقد استخرجه المصريون من العظـام والجلود والغضاريف بالاستخلاص بالماء المغلي ، ثم التركيز بالتبخير ، ثم صبه في قوالب ليبرد ويتحول الى مادة صلبة . وقد استعمل في تكوين ملاط الجسو ( الغراء ومسحوق الحجر الجيري ) كما ان متعمل كوسيط أو مادة مثبتة للألوان منذ عصر الأسرة الرابعة . كما يعتقد « توخ » أن الغراء قد استعمل في رسوم مقبرة « برنب » من الأسرة الخامسة ، ويجوز أنه استعمل كذلك لدهان الأثاث أو سطح الحائط سواء كان مصنوعا من مادة الجسو أو الحجر وذلك لسد المسام قبل التلوين Toch
ويرى بعض العلماء أن المصريين قد استعملوا زلال البيض ( البياض ) كوسيط أو كمادة لاصقة في التصوير المصري القديم من الأسرة الرابعة حتى أواخر الحكم الروماني . كما يرى البعض أن المصرى دهن أسطح الأحجار والجسو المستعملة كوسط للتصوير وذلك لسد المسام قبل الرسم عليها ولا يستبعد ان يكون المصرى قد استعمل الاسلوبين معا . وانني أذكر هنا أن لوحة كامس التي وجدتها بالكرنك كان عليها آثار من اللونين الأحمر والأزرق الفاتح اثناء الكشف عنها ، وضاع اثر هذه الألوان بعد ان استعملت المصلحة الماء لتنظيفها مما يرجح انها كانت مثبتة بمادة صمغية . كما انني لاحظت كذلك ان بعض احجار اخناتون الملونة والمعرضة للجو لم تتأثر بمياه الامطار مما جعلني ارجح استعمال زلال البيض في تركيبها . وهكذا يمكن أن نقرر أن ألوان التمبرا ، سواء كانت بوساطة الصمغ او الغراء او الزلال ، قد عرفت في مصر القديمة استعملت في تصوير معظم الصور المصرية التي وجدت على جدران المعابد والمقابر وعلى الأخشاب وأوراق البردي والجلود والأقمشة التي استعملت في تغطية الموتى ، وصنع اقنعة وتوابيت للموميات وكانت تعمل من طبقات مقواة الكتان والجسو او مخلفات ورق البردي والجسو ، وكانت هذه التوابيت والأقنعة تلون بألوان التمبرا بعد تحضير السطح الأخير بطبقة الجبس الناعم ليلون أو يكسى بأوراق الذهب وخاصة فوق وجوه الموميات وهكذا نرى ان الوان التمبرا قد انتشرت انتشارا كبيرا في العصور تتألف من التاريخية وما زالت مستعملة في كثير من الأعمال الفنية حتى الآن • من بأي نوع من الألوان . الرطوبة وتأثيرها على الألوان : من الأمثلة الظاهرة لتأثير الرطوبة على الأعمال الفنية مقبرة « نفر تاری » بالأقصر ، اذ تسربت اليها الرطوبة بعد اكتشافها وظهرت الأملاح على الجدران الداخلية مما سبب فساد الألوان وطردها ، وقد حارت مصلحة الآثار في علاجها عشرات السنين ولكن الحل البسيط هو عزل الجدران عن مصدر الرطوبة وتنظيفها من الأملاح ثم علاجها . ولذلك فيجب علينـا هنا أن نذكر أنه يجب سلامة الحائط وخلوه من الرطوبة قبل العمل على تحضيره للرسم عليه التأكد · . ولضمان خلو الحائط من الأملاح والرطوبة نراعي ما يلي : ( أ ) ابعاد الحوائط المراد الرسم عليها بالتمبرا عن مصادر المياه والرطوبة التي يمكن أن تتسرب اليها من الأساسات أو من الحوائط المجاورة لمصادر المياه أو من الدورات العلوية التي ترشح بالمياه بالطوابق السفلى الخ وذلك حتى لاتحمل اليها الأملاح التي لها تأثير ضار على الرسوم الحائطية والوانها ( ب ) يمكن عزل الحائط المرسوم عن مصادر المياه باحدى أساليب العزل المعروفة في العمارة كعمل طبقة عازلة من الأسفلت أو بياض السسيكا أو الواح الرصاص أو بناء حائط ثانوى بعرض نصف طوبة أو طوبة للرسم عليه في حالة المباني الجديدة ، أو تنقل الرسوم القديمة عليه في حالة الرسوم التي لها قيمة اثرية ويراد الاحتفاظ بها في مكانها او اي مكان آخر تنقل اليه
( ج ) في حالة تسرب بعض المياه من الأساسات الى الحائط المرسوم فيمكن تنكيس الأساسات وعمل أساسات جديدة معزولة عن المياه تماما • ( د ) ان تعذر تنكيس الأساسات فيمكن عمل فتحات في أسفل الجدار بها مواسير مخرمة من الحديد أو من الفخار وتبعد كل واحدة عن الأخـرى بحوالي سم وتصل الى منتصف الحائط ، وذلك حتى تخرج الرطوبة من داخل الجدار الى الخارج ولا تتسرب الى سطح الجدار ( شكل ٢٤ ) وذلك في الحالات البسيطة واذا وجد أن شكل هذه المواسير يشوه من شكل الحائط فيمكن أن تعمل نهاياتها بشكل زخرفي جميل يتمشى مع زخرفة الحائط ، أو تغطى فتحات هذه المواسير بوزره خشبية أو معدنية ساترة ، وتسمح بتنفيس الحائط ( هـ ) يراعى غسل المواد المستعملة في البناء أثناء اقامته ، فيغسل الطوب والحجر والرمل ... كما يغسل سطح الحائط قبل عمل الملاط ، وتكرر عملية الغسيل عدة مرات اذا ظهر به آثار للأملاح على سطحه بعد جفافه . وذلك بالطبع للتأكد من خلو الحوائط المعدة للرسوم من الأملاح • اذ ظهور الأملاح بالجدار يصيب الألوان المستعملة في التصوير الحائطي ويؤثر عليهـا اذا تبلورت على سطحها الخارجي فتفسـد الألوان ويتآكل سطح البياض . كما أن ظهور هذه الأملاح تحت سطح طبقة اللون يعمل على فصلها عن سطح الجدار في الأماكن التي تتبلور فيها تحضير السطح قديما : لقد اتبعت عدة طرق لتحضير السطح المراد الرسم عليه بالتمبرا فعولجت الحوائط بالبياض . وكان البياض المستخدم في مصر القديمة يتألف من مادتين أساسيتين هما الطين والجبس
( 1 ) الطين ـ ويرجع استعمال بياض الطين الى عصور ما قبـل الأسرات وأوائل عهد الأسرات . وتختلف أنواعه حسب المواد المكونة له ... ولكن على العموم يمكن القول بأننا نلاحظ أن هناك نوع من الملاط أو البياض خشن وهو المخلوط بالتبن ، ويتألف من طمى النيل العادي وهو خليط من الطين والرمل بنسب متباينة مع قدر طبيعي من كربونات الكلسيوم ر كربونات الجير ) ونسبة قليلة من الجبس أحيانا . أما النوع الثاني فهو أفضل ويكسب الملاط سطحاً ناعما ، وهو خليط طبيعي ناعم من الطين والحجر الجيري ، ويوجد في تجاويف وجيوب بسفوح التلال والأنجاد التي اكتسحته عنها مياه الأمطار العاصفة التي هطلت عليها ولا يزال هـذا النوع موجود حتى الآن ، ويعرف باسم ( الحيب أو الحيبة ) ، ويستخدم في بياض الظهارة للمباني الطينية أو الطوب النبيء - ( ب ) الجبس ـ أما بياض الجبس فقد استعمل كذلك في مصر القديمة خاصة في تسوية سطوح جدران المنازل والقصور والمقابر والمعابد وسقوفها لايجاد أسطح صالحة للتصوير . وكان الطين عادة يكسى ببياض الجبس وفى حالة عدم استخدام ملاط الطين كان الجبس يستخدم لستر العيوب وعدم الانتظام في أسطح الحجر لتسوية سطحه قبل التصوير عليه . ومن هذا نرى أن الجبس مادة عرفت في مصر منذ أزمان بعيدة القدم ، ويظن أن اسم الجبس مأخوذ من اسم مصر القديمة الذي حـور في اللغات الأوروبية فنطق اجبت كما سبق أن ذكرنا . وتوجد هذه المادة في أنحاء مصر المختلفة مثل الصحراء بالقرب من ساحل البحر الأحمر وفيما بين الاسماعيلية والسويس وفي منطقة بحيرة مريوط غرب الاسكندرية وفي الفيوم والمعصرة وأبو رواش - ( Egypt ) والجبس من الناحية الكيميائية عبارة عن مادة متبلورة مكونة من بلورات كبريتات الكلسيوم ( كبريتات الجير ) المائية ، أي محتوية على الماء ومتحدة به اتحادا تاما ( ۲ کا کب ٢٠ يد أ ) والجبس كبير الشبه في مظهره بالمرمر ( الكلسيت calcite ) الذي هو عبارة عن كربونات كلسيوم . وكثيرا ما يسمى الجبس مرمرا . وبتسخين الجبس الى درجة حرارة بين 100 و 130 مئوية تقریبا يفقد الجبس نحو ثلاثة أرباع مادته البلورية وتتكون منه مادة لها خاصية العودة الى الاتحاد بالماء فتكون من ذلك مادة تجمد وتصبح في النهاية صلبة جدا . وتعرف المادة المكلسة في صورتها النقية التي تصنع في أوروبا باسـم جبس باريس Plaster of Paris
تعليق