تحقيق في أحوال تدمر القديمة ، من كتاب آثار تدمر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تحقيق في أحوال تدمر القديمة ، من كتاب آثار تدمر

    استفادت روما من مناقبه أكثر مما خسرت بسبب رذائله. لقد استطاع كلاوديوس في الحد من الفوضى التي أورثها غاليان ولكن ذلك التردي كان بحاجة لرجل مثل أورليان ، ذي الروح الوثابة ليضع حداً نهائياً لتلك الفوضى. لقد انشغل في السنتين الأوليتين من حكمه في مقارعة القوط والجرمان والفنداليين وبإصلاح أجهزة الأمن فاستغلت زنوبيا انشغاله في هذه الأمور لتقوم بضم أجزاء كبيرة من آسيا الصغرى لدولتها.

    من الجدير بنا الآن أن نتعرف على أحوال زنوبيا وأوضاع مملكتها في هذه الفترة.. لقد بلغت في هذه الأثناء إلى معظم ما يطمح إليه إنسان من مجد وكانت نموذجاً فريداً في تغيير مجريات الأمور ليس في مملكتها بل في العالم كله. فلقد انتقلت ببلدتها الصغيرة القابعة في الصحراء من بلدة ذات شأن بسيط إلى دولة يُحسب لها كل حساب وتسيطر على ممالك عظيمة الشأن مثل تلك التي حكمها السلوقيون والبطالمة وهم الذين لأمر ما لم يذكروا أي شيء عنها في كتبهم. ونجد بعد ذلك أن بلدة صحراوية امتلكت بلاداً تمتد من مصر جنوباً وحتى البحر الأسود شمالاً. بقيت زنوبيا تحرز النجاح تلو النجاح دون أن تتعرض لأية انتكاسة تذكر وذلك أثناء انشغال كلاوديوس في إخضاع المتمردين فيما حوله. لقيت هذه السياسة استحسان أورليان كما تخبرنا به منه موجهة لمجلس الشيوخ عندما سلك المسلك نفسه لإخضاع القوطيين، وبعد ذلك أصبح من الممكن له أن يزحف شرقاً لتحرير الأجزاء الشرقية من إمبراطوريته. رسالة (1)

    فعبر بجيوشه البوسفور وبيزنطه حيث لم يواجه أية مقاومة تذكر إلا في "تيانا" من أعمال الأناضول، وتمكن فيها من النصر بمناوراته المعهودة وغادرها متجهاً إلى إنطاكية. ولقد خاض في كل منها وحمص معركتين استعاد من خلالهما، المقاطعات الشرقية ونتيجة لذلك أسرعت زنوبيا باتجاه بلدتها للاحتماء بأسوارها.

    وما يجدر ذكره عن هذه المعارك . والأخيرة أشرسها . أن التدمريين كانوا متفوقين بالفرسان والفروسية وأما الرومان فبفنهم الحربي. إن هذه البلاد ما تزال حتى يومنا هذا تشتهر بخيولها وفروسية شعبها. تابع أورليان زحفه الى تدمر . متعرضاً لبعض المناوشات من الأعراب السوريين. ولقد أعد للأمر عدته إذ زود جيشه بالمؤن الكافية قبل بدئه حصار المدينة. كانت حاميتها تدافع عنها بعناد مستميت

    Vit. Zenob. Treb. Poll..
    ولقد أشير إلى ذلك في رسالة (1) من أورليان موجهة إلى موكابوس والذي يعتذر فيها عن طول فترة ذلك الحصار. لقد أجهدته محاولات عديدة باقتحام المدينة فقرر اللجوء إلى التفاوض فكتب رسالة (۲) وجهها لزنوبيا ولكنه صاغها بأسلوب فيه من الأمر أكثر مما يحمله من اقتراح. ولقد رفضت رسالته هذه بازدراء رغم ما وصلت إليه أوضاعها من تدهور، ولقد ذكرته في ردها بكليوباترا التي آثرت الموت على حياة الذل كما أنها عيرته بما ناله من مناوشات الأعراب السوريين. أطار هذا الجواب المتعالي صواب أورليان فأمر بالهجوم فوراً معززاً في الوقت نفسه الحصار فأسر

    بعض عملائها من الفرس وقام بشراء ضمائر البعض من البدو والأرمن. بدأت المؤن داخل المدينة بالنبوض بينما كان العدو جيد التموين ولابد أن يترك هذه الأمر أثره الذين كانوا يعولون على عدم قدرة أورليان على تأمين الغذاء لجيشه في مثل صحراء تدمر. . وفي اجتماع عام ضم ذوي الرأي أن يتم إعلام الفرس بما آلت إليه أحوالهم وأن النجدة ضد العدو المشترك. وقررت زنوبيا أن تقوم بالمهمة بنفسها فانطلقت على ظهر أحد الهجن (والتي ما تزال الوسيلة المثلى للسفر في الصحراء حتى اليوم) ولقد كان من الصعب عليها اجتياز الرقابة الشديدة للمحاصرين فلما علم أورليان بمغادرتها أرسل وراءها كوكبة من الفرسان حيث لحقوا بها وهي على وشك عبور الفرات. وهم لقد تقرر عندئذ تطلب منهم

    إن منظر هذه الملكة الأسيرة قد ملأ قلب أورليان بالبهجة ولكن هذه الغبطة داخلتها مشاعر مناقضة عندما فطن لما ستقوله الأجيال القادمة عنه والتي لن تنظر لهذا النصر. إلا أنه مجرد انتصار

    على امرأة.

    بعد أسر زنوبيا أخذ سكان تدمر بالاستسلام طلباً لرحمة الامبراطور إلا أن الكثير منهم ظل يدافع حتى النهاية. لقد عفا أورليان عن المستسلمين وبعد ذلك اتجه إلى حمص ومعه زنوبيا ومعظم ثروات تدمر وقد ترك فيها حامية من ستماية رام بأمرة ساندريو. وفي حمص أخذ أورليان بتدارس سلوك زنوبيا ودوافعها لهذا العناد المستميت (۳).

    (۱) فوبسكوس . (حياة أورليان) (۲) المصدر نفسه.

    (۳) لو كانت زنوبيا تريد الحياة الذليلة لقبلت أن تبقى ملكة تحت الحماية الرومانية ولكن حرصه أن يراها شعب روما ليرى مدى جسارة هذه الامرأة، هو الذي أبقاها حية لتسير مكبله في موكب النصر. ثم تجرعت السم عندما سمعت بما حل بشعبها ومدينتها. (خالد أسعد)
    دنت المنى ال ابرز لها هذا السلوك فهي هنا لم تتصرف بمثل ما تصرفت به كليوبترا، وهي المثل الأعلى الذي اتخذته زنوبيا مثلاً يحتذى، فهي هنا قد ابتاعت حياة ذليلة بثمن شمل أرواح أعز أصدقائها المخدوعين. فلقد أعدموا جميعاً وأما هي فأبقى على حياتها لتزين له موكب النصر. كان من بين من أعدموا " لونجين " متهماً بأنه هو الذي حرر لها الرسالة المتعجرفة التي أرسلتها للامبراطور. إن مواجهته لهذا المصير وبمثل تلك الشجاعة (۱) لأمر يدل على أنه كان نموذجاً نادراً الشجاعة والعلم. من الرجال في

    لم ينته سوء طالع تدمر عند هذا الحد، فلقد غدت وبشكل مذهل من دولة الأحرار والحرية إلى مسرح للعبودية والذل ومثل هذا الوضع الجديد لابد أن يؤدي لبعض من الأعمال اليائسة، فلقد قام المواطنون بحصار الحامية الرومانية وعندما وصل الخبر إلى أورليان وكان في طريقه أثناءها إلى روما عاد مسرعاً فاحتلها ثانية وقتل من سكانها أناساً . دون أن يميز بين جنس أو عمر.

    عن هذا البطش نرجع إلى رسالته (۲) الموجهة إلى باسوس الذي يأمره فيها بترميم معبد الشمس (بل) الذي دمره جنوده مخصصاً لهذه العملية ثلاثمائة أوقيه من الذهب الذي وجده في خزائن تدمر بالإضافة إلى ثمانمائة أوقيه من الفضة مما سلبه من الشعب كما أضاف لهذه المخصصات بعضاً من جواهر التاج.

    من المعلومات المستقاة عن بعض المؤرخين نجد أن زنوبيا قد أمضت أيامها الأخيرة في روما بعد أن اصطحبها أورليان . معه حيث زينت له موكب النصر وهنالك وهبها أرضاً في كونش بالقرب من الطريق الواصل ما بين روما والتيبر، حيث يمكن لمسافر أيامنا هذه أن يلحظ بعض الآثار التي يقال إنها بقايا المنزل الذي عاشت فيه. وروايات أخرى تضيف إلى ذلك أنها تزوجت هنالك وأنجبت

    بعض البنين (۳)

    لاشك أن حاكماً رومانياً قد تولى أمور إدارة هذه المدينة بعد أن سلبت حريتها وكان أول هؤلاء الحكام سوسيانوس باسوس الذي ذكرنا أن أورليان قد وجه إليه رسالة كما نجد أيضاً أن هيروكليس قد تولى هذا المنصب أيضاً متخذاً لنفسه لقب "رئيس" وذلك في الفترة التي قام بها دوقلسيان

    Zoc. Lib (1) Vopiscus (1)

    (۳) هذه مجرد أقوال والأصح أنها تجرت السم لتضع حداً لحياتها، وهذا أقرب إلى المعقول، وإن سماعها بما أصاب تدمر من تخريب وتقتيل كما تشير رسالة أورليان لباسوس جعلها تضع حداً لحياتها في روما. (خالد أسعد)
    (۲) بتشييد بعض الأبنية فيها. لقد استقينا هذه المعلومة من النص (۱) اللاتيني الوحيد الذي عثر عليه في تدمر وإليه نوجه عناية القارىء الكريم. إن ما قام به دوقلسيان من إشادة الأبنية في روما وسبالاتو وتدمر يدل على استمرار ازدهار فن العمارة على عكس ما ذهب إليه السيو (٢) وليم تمبل الذي يقول إن جسر تراجان كان آخر طور من

    يبدو كانت الفرق الأليرية (٤) تعسكر في تدمر حوالي العام ٤٠٠م ومن المشكوك فيه وجود حامية دائمة في تدمر إذ يقول بروكوبوس (٥) إن جوستنيان قام بترميم تدمر التي كانت شبه مهجورة آنئذ وأمن المياه لها ولحاميه تركها هناك. إن هذه الترميمات كانت تهدف إلى التحصين وليس التزيين. . أن هذا المؤرخ لايلم بتاريخ هذه المدينة فهو يذكر أنها بنيت في هذا المكان لصد هجمات الأعراب عن الأراضي الرومانية. بعد هذا لانجد أي ذكر لتدمر لدى الكتاب الرومان.

    فن العمارة القديم (۳)

    إن ما وقع من تطورات على هذه البلاد فيما بعد تدل على أ أن المسيحية لم تكن الدين السائد إلا لفترة قصيرة ولذا فإني لاأجد ما يستحق الذكر عن التاريخ الكنسي لهذه البلاد.

    أما أحوالها عند ظهور محمد فغامضة وما نجده من تعديلات على بعض أبنيتها يدل على استخدامها كحصن إلا أن تاريخ هذه التعديلات لا يمكن أن يكون أقدم من ستماية سنة قبل الآن(٦) وفي القرن الثاني عشر مر بهذه المدينة جاهل مخرف يدعى بنيامن الطليطلي وذكر بأنه وجد

    فيها جاليه من أبناء دينه تعد ألفي نسمة (٧)

    لم يذكر المؤرخون العرب شيئاً يستحق الذكر عدا ما رواه أبو الفدا، ذلك الأمير الحموي، الذي كتب في العام ١٣٢١م ما يستحق أن نقتطف منه بعض الحقائق فلقد حدد موقعها ونوع تربتها

    (۱) النص رقم ٢٧ .

    (۲) من مقالة له في دراسته عن المعارف الحديثة. (۳) بناه المهندس ابولودو الدمشقي واعتبر معجزة في ذلك الوقت. (خالد أسعد) Notita Imp. (1) Justin. Lib. 2 Cap. II (0) (٦) الترميمات التي حصلت في معبد وتحويله إلى حصن في عهد صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر الميلادي (خالد أسعد)

    (۷) لا صحة لما ذكره هذا المؤرخ اليهودي، وهذه من بعض عاداتهم وتواجدهم في كل مكان حضاري. ففي عهد ازدهار المدينة كان بعض اليهود في تدمر ودورا وليس في تدمر غير منزل واحد تشير الكتابة العبرية على ساكفه أن صاحبه يهودي. وفي دورا كانت جاليه صغيرة ولها كنيس . (خالد أسعد)
    قلعة أن أبا الفدا كان فيها. ويبدو وسور (1) ومافيها من نخيل وأشجار تين وأعمدة قديمة ويذكر وجود يجهل اسمها اليوناني وتاريخها القديم فهو لا يدعوها إلا باسم تدمر

    ومن ناحية أخرى فإن الجغرافيين الذين كتبوا عنها كانوا يعرفون بعضاً مما مر بها من أحداث ولكنهم كانوا يجهلون ما تضمه من بنيان. حتى أن كاستالدوس وأورتيليوس وآخرين غيرهم لم يدركوا بأنها تدمر نفسها التي يصفها أبو الفدا بل يطلقون عليها أسماء مستحدثة. وفي مجمل القول فإن آثار هذه المدينة لم تكن معروفة إلا على نطاق ضيق وحتى نهاية القرن الماضي ولم يكن يعرف أن بعضاً من عناصر أبنيتها القديمة قد استخدم في تحصين المدينة نتيجة الحروب التي كانت تدور بين المسلمين (العثمانيين) والفرس. كانت تدمر في تلك الفترة لاتستقر على حال.. إنه قدرها المتقلب الذي عرض أعظم آثار الدنيا في الفن والعمارة لمثل هذا المصير. لقد نشروا بحثاً عنها في كتابهم philosophical Transactions التبادل الفلسفي الثقافي) وهو أول كتاب اطلعت خلاله على وجود هذه المدينة. إن أسلوبه أمين وأما ما ورد فيه من أخطاء فقد جاءت نتيجة للسرعة من ناحية والجهلهم فن العمارة والنحت وهم في ذلك معذورون. إننا نأمل من خلال عملنا هذا أن ننصفهم لما قدموه من جهود وبعد أن تعرضوا للانتقاد من رجال الأدب والفن وهم الذين لا يعرفون أي شيء عن هذه الآثار أو طبيعة المنطقة المتواجدة فيها. إن استطعنا في عملنا هذا والذي كان ثمرة رحلتنا إليها عام ١٧٥١ أن نرضي | المهتمين بهذه الدراسات فإن فضل ذلك يعود لإمكانيات كانت بحوزتنا وكانوا هم يفتقرون إليها. وإن ما ندعيه من موضوعية في هذا البحث ومصداقية في تفاصيله لا يقل من شأن رجالات خان حلب (مصنع حلب . ما يقوم مقام قنصليه في هذه الأيام ( الذي يبقي لهم فضل تعريف الناس بوجود هذه من الروائع.

    وإبان هذه الفترة قام بزيارتها تجار انكليز قدموا إليها من حلب وقد سلبهم الأعراب وهم في الطريق إليها مما أجبرهم في المحاولة الأولى على العودة دون بلوغ هدفهم، ولكنهم أعادوا الكرة بعد ثلاث عشرة سنة وأقاموا فيها أربعة أيام.

    (۱) إن اسمها المعروف منذ أربعة آلاف عام هو تدمر والاسم اللاتيني بالميرا حملته أثناء فتره السيطرة الرومانية على الشرق فقط منذ القرن الأول الميلادي. (خالد أسعد)
    ضم البحث الذي قدموه لمحة تاريخية عن تاريخ تدمر القديم ووضعوا بعض الملاحظات عما عثروا عليه من نصوص وقام بكتابتها الدكتور هالي Doctor Hally وعلق على النصوص الأب سیللر (Seller.Ab). إن الجزء الأول من هذا البحث مقتضب جداً والثاني شديد الإسهاب ويتضمن أموراً تفتقر إلى الصحة. وقد استفدنا على كل حال في بحثنا من كلا الجزأين. إن كل ما استطعنا الحصول عليه من معلومات عن تاريخ تدمر وخاصة ما يخص فن العمارة فيها هو قيام كل من هادريان واورليان وجوستينيان بترميم اجزاء من ابنيتها كما يضيف النص اللاتيني إليهم اسم دوقلسيان.

    بعد السرد السابق سننتقل إلى الجزء الثاني من هذه الدراسة كما أشرنا في البدء.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٠٣-٢٠٢٣ ٢٠.٥٤_1.jpg 
مشاهدات:	29 
الحجم:	95.1 كيلوبايت 
الهوية:	62887 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٠٣-٢٠٢٣ ٢٠.٥٥_1.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	95.6 كيلوبايت 
الهوية:	62888 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٠٣-٢٠٢٣ ٢٠.٥٦_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	94.8 كيلوبايت 
الهوية:	62889 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٠٣-٢٠٢٣ ٢٠.٥٦ (1)_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	93.8 كيلوبايت 
الهوية:	62890 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٠٢-٠٣-٢٠٢٣ ٢٠.٥٧_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	90.6 كيلوبايت 
الهوية:	62891

  • #2
    Rome gained more from his virtues than it lost from his vices. Claudius was able to reduce the chaos inherited by Gallien, but that deterioration needed a man like Aurelian, with a leaping spirit, to put an end to that chaos once and for all. In the first two years of his rule, he was busy fighting the Goths, the Germans, and the Vandals, and reforming the security services, so Zenobia took advantage of his preoccupation with these matters to annex large parts of Asia Minor to her state.

    It is worthwhile for us now to get acquainted with the conditions of Zenobia and the conditions of her kingdom in this period.. During this period, she reached most of what a person aspires to in terms of glory, and she was a unique model in changing the course of things, not in her kingdom, but in the whole world. It has moved its small town in the desert from a town of simple importance to a country that is reckoned with and controls great kingdoms such as those ruled by the Seleucids and the Ptolemies, who for some reason did not mention anything about it in their books. After that, we find that a desert town owned a country extending from Egypt in the south to the Black Sea in the north. Zenobia continued to achieve success after success without suffering any significant setback, while Claudius was busy subduing the rebels around him. This policy found favor with Aurelian, as we are told by him addressed to the Senate when he took the same course to subdue the Goths, after which it became possible for him to march eastward to liberate the eastern parts of his empire. Message (1)

    He crossed with his armies the Bosphorus and Byzantium, where he did not face any significant resistance except in "Tiana" from Anatolia, where he managed to win with his usual maneuvers and left for Antioch. And he fought in each of them and Homs two battles, through which he regained the eastern provinces, and as a result, Zenobia hurried towards her town to take refuge in its walls.

    And what is worth mentioning about these battles. And the last is the fiercest. That the Palmyrene were superior cavalry and horsemanship, and the Romans Vbnhm war. This country is still to this day famous for its horses and the chivalry of its people. Aurelian continued his march to Palmyra. Exposed to some skirmishes from the Syrian Arabs. And he prepared for the command his equipment, as he provided his army with sufficient supplies before the start of the siege of the city. Its garrison was defending it with desperate stubbornness

    Vit. Zenob. Treb. Poll..
    This was indicated in a letter (1) from Aurelian addressed to Mochapus, in which he apologizes for the length of that siege. Numerous attempts to storm the city exhausted him, so he decided to resort to negotiation, so he wrote a letter (2) addressed to Zenobia, but he formulated it in a manner in which the matter is more than the suggestion it carries. I rejected his message with contempt despite the deterioration of her situation, and she mentioned him in her response to Cleopatra, who preferred death to a life of humiliation, as she reproached him for what he had suffered from the skirmishes of the Syrian Bedouins. This arrogant answer made Orléans right, and he ordered the attack at once, while reinforcing the siege and capturing him

    Some of its clients are Persians, and he bought the pronouns of some Bedouins and Armenians. The supplies inside the city began to pulsate while the enemy was well supplied, and this must have affected those who were counting on the inability of Aurelian to secure food for his army in a desert like Palmyra. . In a general meeting, people of opinion gathered that the Persians be informed of their situation and that help is against the common enemy. And Zenobia decided to do the task herself, so she set out on the back of a camel (which is still the best way to travel in the desert until today). They've then decided to ask them

    The sight of this captive queen filled Aurelian's heart with joy, but this joy was filled with contradictory feelings when he realized what future generations would say about him, which would not look at this victory. Except it's just a victory

    on a woman.

    After the capture of Zenobia, the inhabitants of Palmyra began to surrender, asking for the mercy of the Emperor, but many of them continued to defend until the end. Aurelian pardoned the surrendered, and then headed to Homs, with Zenobia and most of Palmyra's wealth. He left a garrison of sixty Rams there, under Sandrio's command. In Homs, Aurelian studied Zenobia's behavior and her motives for this desperate obstinacy (3).

    (1) FOBSCUS. (Life of Orléans) (2) Ibid.

    (3) If Zenobia wanted a humiliated life, she would have accepted to remain queen under Roman protection, but his eagerness for the people of Rome to see her, to see the extent of this woman's audacity, is what kept her alive to walk handcuffed in the victory procession. Then she swallowed the poison when she heard what happened to her people and her city. Follow Favorite
    Mona approached the most prominent of her this behavior, as here she did not behave as Cleopatra acted, and she is the ideal that Zenobia took as an example to follow. Here she had bought a humiliated life at a price that included the souls of her best deceived friends. They were all executed, but she spared her life to adorn his victory procession. He was among those executed, "Longin", accused of having edited her arrogant letter to the Emperor. That he faced this fate with such courage (1) indicates that he was a rare example of courage and knowledge. of men in

    Palmyra's misfortune did not end at this point, as it has become, in an amazing way, from the state of the free and freedom to a theater of slavery and humiliation, and such a new situation must lead to some desperate actions. He returned quickly, so he occupied it again and killed some of its inhabitants. without discriminating between gender or age.

    Concerning this oppression, we refer to his letter (2) addressed to Bassus, in which he orders him to restore the Temple of the Sun (Bel), which was destroyed by his soldiers, allocating for this operation three hundred ounces of gold that he found in the treasuries of Palmyra, in addition to eight hundred ounces of silver, which he robbed from the people, as he added to these allocations. Some of the crown jewels.

    From the information gleaned from some historians, we find that Zenobia spent her last days in Rome after being accompanied by Aurelian. With him she decorated the victory procession for him and there he gave her land in Conch near the road between Rome and the Tiber, where the traveler of these days can notice some of the effects that are said to be the remains of the house in which she lived. And other accounts add to that that she got married there and gave birth

    some boys (3)

    There is no doubt that a Roman ruler took over the affairs of managing this city after it was deprived of its freedom, and the first of these rulers was Sussianos Bassus, to whom we mentioned that Aurelian had addressed a letter to him. Ducelsian

    Zoc. Lib (1) Vopiscus (1)

    (3) These are just sayings, and it is more correct that she was poisoned to put an end to her life, and this is closer to reason, and that hearing of the destruction and killing that befell Palmyra, as indicated in the letter of Aurelian to Bassus, made her put an end to her life in Rome. Follow Favorite
    (2) By constructing some buildings in it. We have extracted this information from the only Latin text (1) that was found in Palmyra, and to it we direct the attention of the honorable reader. What Douclesian did of praising the buildings in Rome, Spalato and Palmyra indicates the continuation of the flourishing of architecture, in contrast to what Alsio (2) and William Temple went to, who says that the Trajan Bridge was the last phase of

    It seems that the Illyrian squads (4) were encamped in Palmyra around the year 400 AD, and it is doubtful that there was a permanent garrison in Palmyra, as Procopus (5) says that Justinian restored Palmyra, which was almost deserted at that time, and secured water for it and his protectors left it there. These restorations were aimed at fortification, not decoration. . This historian does not blame the history of this city, as he mentions that it was built in this place to repel the attacks of the Arabs on the Roman lands. After this, we do not find any mention of Palmyra among the Roman writers.

    ancient architecture (3)

    The developments that took place in this country later indicate that Christianity was not the dominant religion except for a short period, and therefore I do not find anything worth mentioning about the ecclesiastical history of this country.

    As for its conditions when Muhammad appeared, it is ambiguous, and what we find of modifications to some of its buildings indicates its use as a fortress, except that the date of these modifications cannot be older than six hundred years before now (6) and in the twelfth century, an ignorant and senile named Benjamin Al-Talili passed through this city and mentioned that he had found

    There is a community of people of his religion numbering two thousand people (7)

    Arab historians did not mention anything worth mentioning except for what was narrated by Abu al-Fida, that prince al-Hamawi, who wrote in the year 1321 AD what is worth extracting from it some facts, as he determined its location and the type of its soil

    (1) Text No. 27.

    (2) From an article he wrote in his study on modern knowledge. (3) It was built by the engineer Apollodo Al-Dimashqi and was considered a miracle at that time. (Khaled Asaad) Notita Imp. (1) Justin. Lib. 2 Cap. II (0) (6) The restorations that took place in a temple and its conversion into a fortress during the reign of Salah al-Din al-Ayyubi in the twelfth century AD (Khalid Asaad)

    (7) There is no truth in what this Jewish historian mentioned, and these are some of their customs and their presence in every civilized place. During the era of the city's prosperity, some Jews were in Palmyra and Dora, and there was only one house in Palmyra, indicating that the owner of the house was a Jew. And in Dora was a small community with a synagogue. Follow Favorite
    The castle that Aba Al Feda was in. It seems that Wall (1) and what is in it of palm trees, fig trees, and ancient columns, and mentions an existence that is ignorant of its Greek name and its ancient history, so he only calls it by the name of Palmyra.

    On the other hand, the geographers who wrote about it knew some of the events it went through, but they were ignorant of its structure. Even Castaldus, Ortelius, and others do not realize that it is Palmyra itself, which Abu al-Fida describes, but rather they call it new names. In sum, the effects of this city were not known except on a small scale until the end of the last century, and it was not known that some of the elements of its ancient buildings were used to fortify the city as a result of the wars that were taking place between the Muslims (Ottomans) and the Persians. Palmyra, during that period, was not stable. They published research on it in their book, Philosophical Transactions, which is the first book in which I learned about the existence of this city. His style is honest, and as for the mistakes that were mentioned in it, they came as a result of speed on the one hand, and their ignorance of the art of architecture and sculpture, and they are excused for that. We hope, through our work, to do justice to them for their efforts, and after they were criticized by men of literature and art, who do not know anything about these antiquities or the nature of the region in which they are located. If we are able to do this work, which was the fruit of our trip to it in 1751, we will be satisfied Those who are interested in these studies, the virtue of this is due to the capabilities that we had and that they lacked. And what we claim of objectivity in this research and credibility in its details is no less than the status of the men of Khan Aleppo (Aleppo Factory, which takes the place of its consulate these days), which keeps them the virtue of introducing people to the existence of these masterpieces.

    During this period, it was visited by English merchants who came to it from Aleppo and were robbed by the Arabs on the way to it, which forced them in the first attempt to return without reaching their goal, but they returned the ball after thirteen years and stayed there for four days.

    (1) Its name, which has been known for four thousand years, is Palmyra, and the Latin name Palmyra bore it only during the period of Roman control over the East since the first century AD. Follow Favorite
    The research they presented included a historical overview of the ancient history of Palmyra, and they made some notes about the texts they found, which were written by Dr. Doctor Hally, and commented on the texts by Father Seller (Ab Seller). The first part of this research is very brief and the second is very verbose and includes matters that lack health. In any case, we have benefited from both parts of our research. All that we have been able to obtain from information about the history of Palmyra, especially with regard to its architecture, is that Hadrian, Aurelian, and Justinian restored parts of its buildings, and the Latin text adds to them the name of Ducelsian.

    After the previous narration, we will move on to the second part of this study, as we indicated at the beginning.

    تعليق

    يعمل...
    X