الفنان الجزائري رابح درياسة الذي غيبه الموت في 2021 - أرشيفية
2021، سنة لا يكاد فيها الحزن على قامة فنية وإعلامية ينتهي حتى تفجع ساحتاهما بأخبار الموت التي لازمت هذه السنة.
مشاهير الجزائر.. 2021 تخطف أرواح قامات فنية وإعلامية
يونس بورنان - العين الإخبارية - الجزائر
الجمعة 2021/12/31م
وودعت الجزائر على مدار أشهر 2021 العديد من القامات الفنية والإعلامية البارزة التي كان لها الأثر الكبير في مجالاتها، وجمهورها الواسع الذي صنفها "قامات" لشدة تعلقه أو احترامه لها.
- رابح درياسة.. الشعلة المتقدة التي وحدت الجزائر بلغة الفن
- آخرهم كريم بوسالم.. كورونا يخطف 5 إعلاميين في الجزائر خلال شهر
وشاءت الأقدار أن يختار الموت من بين تلك الوجوه الفنية والإعلامية شخصيات اشتركت في مشوارها في تحدي ومواجهة مختلف الظروف والمصاعب، لكنها وقفت عاجزة عن قدر الموت الذي أخذها وترك أثرها غير منسي عند جمهورهم.
وإن كان الموت هو المصير الموحد بينهم، إلا أن أسباب رحيلهم اختلفت، واللافت أن معظمهم غادر الحياة بتحالف السرطان وكورونا وتعقيدات كِبر العمر التي أنهت مشوارهم.
وتستعرض "العين الإخبارية" في هذا التقرير أبرز الشخصيات الفنية والإعلامية التي ودعتها الجزائر في 2021.
شخصيات فنية
رابح درياسة
آخر الراحلين عن عالمنا، كان "عملاق الأغنية الوطنية والملتزمة"، الفنان رابح درياسة في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن عمر ناهز 87 عاماً.
ونعاه الجزائريون بكل حزن وهو المنبعث من ذلك الزمن الجميل الذي لا تزال كل الأجيال تردد أغانيه التي لم يستطع الحديث منها مجاراتها، بل أعيد أداؤها لقوة ألحانها ومضمون كلماتها الراقية والمتزنة.
لم يكن الراحل رابح درياسة مجرد فنان فقط، بل كان "سلاح توعية قوي" ضد كل ما يرمز للفتنة والعنصرية، حتى إن كثيرين وصفوه بـ"موحد الجزائر بالفن" في أيام استقلالها الأولى قبل نحو 60 عاما، خصوصاً عبر الأغنية البدوية التي عاش ورحل عميدا لها.
فريد قسايسية
في 12 يوليو/تموز فجعت الساحة الفنية برحيل مفاجئ للفنان فريد قسايسية عن عمر ناهز 58 عاماً بعد إصابته بسكتة قلبية.
وفاته شكلت صدمة لمتابعيه ومحبيه، فيما أكدت عائلته بأنه عانى في أيامه الأخيرة من التهميش الذي لازمه، وأبعدته عن المشهد الفني.
واشتهر الفنان الجزائري الراحل فريد قسايسية بلقب في الوسطين الإعلامي والفني "لا يُعرف إلا به" وهو "فريد الروكور".
وهو اللقب الذي التصق به منذ بداية تسعينيات القرن الماضي بعد مشاركته الأولى في برنامج تلفزيوني فني على التلفزيون الجزائري الحكومي بعنوان "بلاد ميوزيك"، كان يؤدي خلالها أدوارا كوميدية بهذا الاسم.
بلاحة بن زيان
الموت غيب أيضا في 3 مايو/أيار الماضي، الفنان الكوميدي بلاحة بن زيان عن عمر ناهز 68 عاما بعد معاناة مع مرض القلب.
والفنان الراحل بلاحة بن زيان واحد من أشهر الفنانين الكوميديين في الجزائر، وبرع في أداء أدوار الفكاهة بالدراما والمسرح ما أكسبه جمهوراً واسعاً يتابع أخباره وأعماله كلما رأت النور على الشاشة، كان آخرها أدائه دور "النوري" في الأجزاء الثلاثة للمسلسل الفكاهي الاجتماعي "عاشور العاشر".
نعيمة عبابسة
صوت عذب غيبه الموت أيضا في 2021، كان الفنانة نعيمة عبابسة في 19 أبريل/نيسان الماضي، عن عمر 53 عاماً نتيجة إصابتها بفيروس كورونا، الذي أدى إلى انهيار جهازها المناعي كونها كانت تعاني منذ 25 سنة من مرض سرطان الثدي.
ونعيمة هي إحدى شقيقات الفنانة العربية فلة الجزائرية التي نعتها بالدموع وكلمات مؤثرة عبر فيديو نشرته عبر حسابها على "أنستقرام".
ريم غزالي
حسناء الشاشة الجزائرية من الوجوه الفنية التي ودعها الجزائريون في 2021، وهي الفنانة ريم غزالي التي توفيت في 17 مارس/أذار الماضي، عن عمر ناهز 38 عاما بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان.
وعانت الفنانة الجزائرية الراحلة ريم غزالي منذ عدة سنوات من مرض السرطان، واضطرت لاستئصال ورم من الدماغ بعد عملية جراحية عاجلة لإنقاذها من فقدان الذاكرة والبصر نتيجة الورم، وهي العملية التي تكللت بالنجاح.
الشيخ الناموس
كما ودعت الجزائر في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، عميد الأغنية الشعبية وعميد الموسيقيين الجزائريين الفنان محمد رشيدي عميد الموسيقيين الجزائريين عمر ناهز 100 عام بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من 80 عاماً.
وعاصر الفنان الراحل "الشيخ الناموس" عمالقة الفن الشعبي الجزائري منذ أربعينيات القرن الماضي الذين رحلوا منذ عدة سنوات، أبرزهم محمد العنقى وعمر الزاهي وبوجمعة العنقيس.
وحطم الفنان الجزائري الراحل محمد رشيدي الرقم القياسي في سنوات العطاء للفن الجزائري، والذي دخله من باب العزف الموسيقي منذ صغره في ثلاثينيات القرن الماضي، ليترك إرثاً موسيقياً تجاوز عمره الـ80 عاماً كاملة لم يسبقه فيها أي فنان جزائري آخر.
شخصيات إعلامية
أما شهر يوليو/تموز فقد كان لاختطاف أرواح قامات إعلامية معظمها رحلت متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا.
وكان من أبرزهم الإعلامي كريم بوسالم الذي توفي بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" عن عمر ناهز 45 عاما.
واشتهر الإعلامي الراحل كريم بوسالم بتقديم نشرة أخبار الثامنة الرئيسية على التلفزيون الجزائري الحكومي منذ تسعينيات القرن الماضي، وكان من بين الإعلاميين الذين واجهوا همجية وتهديد الجماعات الإرهابية ورفضوا الهجرة خارج بلادهم خلال تلك الفترة الدامية.
كما غيب الموت الإعلامي سليمان بخليلي متأثرا بمضاعفات فيروس كورونا، عقب مكوثه لأكثر من 15 يوماً بالمستشفى، قبل أن تتدهور صحته بشكل مفاجئ ويفارق الحياة.
واشتهر الإعلامي الراحل ببرنامج "خاتم سليمان" الذي كان يبث على التلفزيون الجزائري منذ تسعينيات القرن الماضي، وكذا على بعض المحطات التلفزيونية العربية.
وفي الشهر ذاته، توفي الإعلامي كمال بودقال الصحفي بجريدة "لوسوار دالجيري" (مساء الجزائر) الناطقة بالفرنسية نتيجة إصابته بفيروس كورونا، واشتهر بدفاعه عن انشغالات الجزائريين في المدن والقرى التي عمل بها مراسلا بحسب ما ورد في نعي الصحيفة.
وكذا الإعلامي عدلان حميدشي، وكان يعمل مديرا لعدة صحف جزائرية رياضية مستقلة بينها "الخبر الرياضي" و"المحترف".
وفي اليوم ذاته، رحل الإعلامي عبد القادر جبلون بعد إصابته بفيروس كورونا عن عمر ناهز 75 عاماً، وسبق له أن عمل في عدة صحف جزائرية بينها جريدة "الشعب" والصحيفة الأسبوعية "المنتخب".