اللون والضوء في التصوير
الی جوار تلك التعاريف السابق شرحها يهمنا هنا ان نورد كلمـة عن الألوان ولو اننا سنتناول ذكرها ـ کتراكيب تستعمل في التصـوير ـ عنـد الكلام عن كل نوع من أنواع التصوير .. ولكن يهمنا هنا ذكر كلمة بسيطة عن الضـوء واللون لأن المصور يهمـه ان يكون على علم ودراية بنظرية الضـوء والألوان ، وبخطوطها العريضة ، حتى يتسنى له الأفادة منها عندما يحتـاج اليها في حياته العملية .. لأن ذلك يساعد الفنان على تفهم عمله .. بالرغم من انه دائما يفضل ان يلجأ الى احساسه المرهف ، وسرعة بديهته ، لتحديد الألوان الأكثر ملاءمة من غيرها ، للحصول على الضـوء في أبسط صورة ، أو في اعقدها ، وذلك لأن الفنان الراسخ في فنه يكون دائما عنـده حـسـاسية باللون .. ويعرف كيف واين يستخدمه ـ بحكم غريزته واحساسه الصادق ـ دون أن يرهق نفسه في التفكير والبحث عن النظريات العلمية ولكن بالرغم فان الالمام بالقوانين الطبيعية الخاصة بالضوء والألوان بعد أمرا ذا فائدة كبيرة لتخطى العقبات وتذليل العراقيـل بصـورة افضـل ، وتلك العقبات يمكن أن تعترض سبيل المصور في عمله كل يوم . من ذلك .. نلاحظ ان حزمة الأشعة الشمسية او الضـوء الأبيض الساقط على منشور ثلاثي من البللور يتفرق في الوان الطيف وينتج عنه درجات لا حد لها من الألوان التي تبدأ من الأحمر الى الأصفر ، ومن الأخضر الى الأزرق الى الكحلي ، على أنه اذا حدث تجميع لكل الوان الطيف في نقطة واحدة سيتكون من جديد الضوء الأبيض ... هذا ماأثبته السير اسحق نيوتن . أما الوان الأجسام فتحددها عملية امتصاص بعض الاشعاعات وانكسار البعض الآخر ، ولذلك فان الجسم ذا اللون الأصفر نراه كذلك اذ انه يعمل على أن تنكسر على العين الاشعاعات صفراء اللون ويمتص الاشعاعات الأخرى ويطلق علماء الطبيعة على خليط من لونين اسم الألوان المكملة التي اذا كانت مختلطة ببعضها البعض بالنسب المضبوطة تحدد النور الأبيض . ومن اتحاد ثلاثة الوان فقط بكل الطرق الممكنة يمكن الحصول على كل الألوان التي تبدو أمامنا في الطبيعة ، ويطلق على هذه الألوان الثلاثة اسم الألوان الأولية أو الأساسية أو الابتدائية . رنستطيع في التصوير ان نثبت بكل سهولة أن لونين الون اصلى واللون المكمل له ) ـ أحدهما يكون قبالة الآخـر في مجلة الطيف ( شکل 1 ) - يحددان اللون البني كما هو الحال عند خلط اللون الأزرق باللون البرتقالي مثلا ، أو البنفسجى بالأصفر ، أو الأخضر بالأحمر وهلم جرا . وأول الألوان الاساسية هو اللون الأصفر وهو لون له قوة انعكاس عظيمة ، ويتألف في معظم الزهور الطبيعية ( ويرمز به عادة للشمس ) وينتج منه عدد لا نهاية له من الدرجات اللونية والظلال . واذا مزج مع اللون الأحمر أنتج اللون البرتقالي المكمل للأزرق واذا مزج مع اللون الأزرق أنتج لونا ثانويا آخر هو الأخضر المكمل للأحمر وثاني الألوان الاساسية هو اللون الأحمر ، ويقع بين الضوء الأصـفر وهو لون ايجابي المظهر ويتلو اللون الأصفر في هذا الترتيب . واذا اضيف لاي لون من الألوان الأخرى أكسبه درجة معينة من الحرارة بقـدر والأزرق ..
ما يضاف منه اليها . واللون الأحمر لونا له قوة مضاعفة وتوافق عظيم مع اللون الأصفر أكثر من الازرق ، لأنه في الحالة الأولى يكون لونا ساخنا مرتفع الحرارة بالرغم من أن هذه الحرارة تكون ضعيفة مع اللون الأزرق . ونلاحظ ان الأحمر يظهر أكثر وضوحا مما او كان وسط اللون الاسود مع أنه لون ايجابي في كلتا الحالتين اما ثالث الألوان الأساسية فهو اللون الازرق ، وله مسلة وثيقة بالظلال ويرتبط ببرودة اللون هو ومركباته المشتقة منه . وهو لون قوى في الضوء الشديد كما انه يظهر بتأثير افتح عندما يقل النور ، وذلك بالنسبة لامتصاصه الضـوء ... ولهذا فانه يخدع المصور الذي يرسم على النور لما يبدو فيه من مظهر غير حقیقی والألوان الثانوية أولها البرتقالي ... وهو ينسجم مع اللون الأسود . . كما أنه يظهر بوضوح فوق الأرضية البيضاء ، وتتوقف درجة تأثيره في الابصار على مقدار النور الساقط عليه ومسافة بعده عن النظر ونلاحظ أن ضوء الشمس يزيد توهج مظهر اللون البرتقالي كما يزيد من توهج كل الالوان التي يدخل في تركيبها هذا اللون . اما ثاني الألوان الثانوية فهو اللون الأخضر وهو يقف وسطا في مقياس الألوان الطبيعية سبة للظل والنور . ويعتبر لونا كامل الظل عندما يتركب من ثلاثة أجزاء من الأصفر وثمانية اجزاء من الأزرق ، وهو لون طبيعي جميل وله تأثير هادي على أعصاب الانسان - والبنفسجي هر ثالث الألوان الثانوية وهو أبرد الألوان الثلاثة وأقربها ظلا الى الأسود ، ويعتبر من الألوان السـارة المريحة التي تعكس قليلا من النور .
ويقال عن اللون انه نقى او خالص عنـدما لا يكون مخلوطا في الضـوء الابيض ، وانه كثيف عندما يكون منيرا جدا ، ومشبع عندما يكون خالصـا وكثيفا في آن واحد . وتسمى في التصوير مجموعة الألوان التي يتم الحصول عليها بخلطها ببعضها البعض بالصيفة ، بينما تحدد كثافة اللون ودرجتـه فعلى سبيل المثال يكون اللون الأخضر الذي يضاف اليه اللون الأبيض ذا درجة فاتحة بينما يكون ذا درجة غامقة اذا اضيف اليه اللون الأزرق ، وكثيرا ما جرى التمييز في التصوير بين الأصباغ الساخنة والأصباغ الباردة والأصباغ المحايدة . أما النوع الأول ـ أي من الألوان الساخنة ـ فيأتي في مقدمتهـا الألوان الحمراء والأصفر الذهبي والبرتقالي وطينة سيينا الطبيعية والمحروقة · اما الألوان الباردة فهي على العكس من ذلك ويغلب وجودها في الألوان الزرقاء والخضراء والبنفسجية . أما الألوان المحايدة فليست سوى الألوان الرمادية التي يتم الحصول عليها بخلط الأبيض بالأسود . وتسمى الألوان الباردة بالألوان المتغلغلة أو الاقصائية بينما يطلق على الألوان والأصباغ الساخنة اسم الألوان المقربة . ولو أمعنا النظر في اون ما ثم حولنا نظرنا الى لون آخر ، فان هذا الأخير يبدو وقد طرا عليه تغيير في لونه بسبب التأثر بمكمله .. ولو دققنا النظر لبضع لحظات في اسطوانة زرقاء واتبعنا ذلك بالنظر الى مسطح أبيض فاننا سوف نرى اسطوانة تعطينا انطباعا باللون البرتقالي وهو اللون المكمل للون الأزرق ، ويطلق على هذه الظاهرة البصرية اسم « التضاد المتعاقب » . أما اذا دققنا النظر في لونين مختلفين متقاربين في آن واحد فسرعان مانلاحظ ان كل لون يبدو وقد تغير بسبب التأثير المتبادل من كل لون على الآخر .. بمعنى ان مکمل اللون الاول يغير القيمة الحقيقية للآخر .. والعكس صحيح . ويطلق على هذه الظاهرة اسم « التضاد المزدوج » ولهذه الأسباب نجد انه كثيرا ما يحدث عند رسم منظر خارجي من الطبيعة أن ترى العين ـ بعـد تأثرها باللون المسيطر كل الألوان المرئية الأخرى وقد طرأ عليها تغيير ، ولذلك فمن الممكن ان يحدث خطأ في الرسم التسجيلي للطبيعة .. وذلك بالمبالغة في درجة تلوين اللوحة بلون معين . وتفاديا لمثل هذا الاجهاد فان الشيء الوحيد الممكن عمله هو اراحة العين بالتوقف عن العمل واستئنافه بعد ذلك . ويمكن للألوان المكملة القريبة أن تكون زاهية باكتسابها ذبذبات خاصة كما هو الحال بالنسبة للاحمر بجانب الاخضر والبنفسجي بجانب الاصفر والبرتقالي بجانب الازرق .. الخ . في حين ان الالوان المتشابهة الموضوعة الى جانب بعضها البعض مثل الاخضر مع الاصفر المخضر ، والاحمر مع البرتقالي ، والبنفسجي مع الازرق فنراها صماء باهتة بوجه خاص . ويمتص اللون الأسود كل الوان الطيف ولا يعمل على انكسار اى منها . ولذلك فاذا وضعنا اونا على خلفية سوداء اللون فانه يبدو لنا أكثر كثافة وتألقا ، بينما يمكن أن يتأثر اللون الاسود ايضـا باللون المتصل به واو الى حد ما ، ولا سيما الألوان النقية التي تميل الى تغييره بما لها من الوان مكملة . وعلى العكس من ذلك تظهر الألوان فوق اللون الابيض اكثر بهـتـانا من حالتها الطبيعية . ويقول الفنـان العظيم « ليوناردو دافنشي » في كتابه عن التصوير : « ان الشيء الأبيض يظهر أكثر بياضا عندما يكون في مجال اكثر عتامة .. ويبدو أكثر عتامة عندما يكون في مجال اكثر بياضا » .
هذا وان اللون في التصوير مسألة نسبية بمعنى ان اللون يبدو دائمـا مختلفا باختلاف الألوان التي تتناسق معه . ويذكر دافنشی كذلك : « ان هناك من بين الألوان التي تتساوى في الكمال لون يبز بقيـة الألوان بشرط ان ينظر اليه في معيـة اللون الذي يناقضـه تمام التناقض كاللون الباهت مع اللون الأحمر ، واللون الاسود مع الابيض ، وبالرغم من أنه لا هذا ولا ذاك يعتبر لونا مستقلا وكذلك الأزرق مع الاصفر والاخضر مع الاحمر لأن كل لون يتميز بنقيضه أكثر من مثيله مثل الفامق في الفاتح والفاتح في الغامق . فالملابس السوداء تظهر الأجسام اكثر بياضا مما هي عليه حقيقة ، والملابس البيضـاء تظهر الأجسام سمراء ، اما الملابس الصفراء فتظهرها ملونة ، ولكن الملابس الحمراء تظهرها شاحبة » . والظلال هي الأخرى معرضة للتأثير باللون المكمل للجسم الصادر منـه هذه الظلال . ويؤكد هذا ليوناردو في قوله « ان لون ظل اى لون يدخل دائما ضمن لون موضوعه ، وتختلف درجة لونه قربا او بعدا من لون ظله ، وكذلك درجة نوره » . كما يقول كذلك « كثيرا ما يكون ظل الأجسام الظليلة لا يصاحبها الوان الضوء ، وتكون الظلال مائلة للاخضرار والانوار مائلة الاحمرار طالما كان الجسم من لون مماثل » . ومن قوله كذلك « انني كثيرا ما رأيت جسما ابيض اللون رانوارا حمراء وظلالا تميل الى الزرقة وهذا ما يحدث في جبـال الثلج عندما تكون الش مس نارا تلظى » . ثم قال « ان ظل اللون الابيض تحت الشمس والهواء له ظلاله التي تميل الى الازرق ، وينتج هذا لأن الابيض ليس لونا في حد ذاته لكنه اي لون من الالوان » . ان الاشعاع هو ظاهرة طبيعية كثيرا ما نجدها في المناظر الطبيعية كما ان المصدر المضيء يعد أقوى منه ، وانتشار الأشعة يبدو أكثر اتساعا ، وان الجسم الفاتح ـ الموضوع فوق خلفية غامقـة ـ يبـدو أكبر بكثير واكثر انارة مما هو عليه في الواقع ( شكل ٢ ) ، ويحدث الشيء نفسه بين جسـمين لهما لون واحد وأبعاد ومسافة متساوية ، ولكن تختلف درجة اضاءتهما ... فالجسم الأكثر اضاءة يبدو أكبر من الجسم الآخـر الأقل اضـاءة ، ولون الأجسام تبدو لنفس هذه الظاهرة غير واضحة الى حد ما عندما توضع فوق خلفية أكثر وضوحا كما هو الحال بالنسبة لأوراق الشجر والأغصان الصغيرة تحت قبة السماء . ...
الی جوار تلك التعاريف السابق شرحها يهمنا هنا ان نورد كلمـة عن الألوان ولو اننا سنتناول ذكرها ـ کتراكيب تستعمل في التصـوير ـ عنـد الكلام عن كل نوع من أنواع التصوير .. ولكن يهمنا هنا ذكر كلمة بسيطة عن الضـوء واللون لأن المصور يهمـه ان يكون على علم ودراية بنظرية الضـوء والألوان ، وبخطوطها العريضة ، حتى يتسنى له الأفادة منها عندما يحتـاج اليها في حياته العملية .. لأن ذلك يساعد الفنان على تفهم عمله .. بالرغم من انه دائما يفضل ان يلجأ الى احساسه المرهف ، وسرعة بديهته ، لتحديد الألوان الأكثر ملاءمة من غيرها ، للحصول على الضـوء في أبسط صورة ، أو في اعقدها ، وذلك لأن الفنان الراسخ في فنه يكون دائما عنـده حـسـاسية باللون .. ويعرف كيف واين يستخدمه ـ بحكم غريزته واحساسه الصادق ـ دون أن يرهق نفسه في التفكير والبحث عن النظريات العلمية ولكن بالرغم فان الالمام بالقوانين الطبيعية الخاصة بالضوء والألوان بعد أمرا ذا فائدة كبيرة لتخطى العقبات وتذليل العراقيـل بصـورة افضـل ، وتلك العقبات يمكن أن تعترض سبيل المصور في عمله كل يوم . من ذلك .. نلاحظ ان حزمة الأشعة الشمسية او الضـوء الأبيض الساقط على منشور ثلاثي من البللور يتفرق في الوان الطيف وينتج عنه درجات لا حد لها من الألوان التي تبدأ من الأحمر الى الأصفر ، ومن الأخضر الى الأزرق الى الكحلي ، على أنه اذا حدث تجميع لكل الوان الطيف في نقطة واحدة سيتكون من جديد الضوء الأبيض ... هذا ماأثبته السير اسحق نيوتن . أما الوان الأجسام فتحددها عملية امتصاص بعض الاشعاعات وانكسار البعض الآخر ، ولذلك فان الجسم ذا اللون الأصفر نراه كذلك اذ انه يعمل على أن تنكسر على العين الاشعاعات صفراء اللون ويمتص الاشعاعات الأخرى ويطلق علماء الطبيعة على خليط من لونين اسم الألوان المكملة التي اذا كانت مختلطة ببعضها البعض بالنسب المضبوطة تحدد النور الأبيض . ومن اتحاد ثلاثة الوان فقط بكل الطرق الممكنة يمكن الحصول على كل الألوان التي تبدو أمامنا في الطبيعة ، ويطلق على هذه الألوان الثلاثة اسم الألوان الأولية أو الأساسية أو الابتدائية . رنستطيع في التصوير ان نثبت بكل سهولة أن لونين الون اصلى واللون المكمل له ) ـ أحدهما يكون قبالة الآخـر في مجلة الطيف ( شکل 1 ) - يحددان اللون البني كما هو الحال عند خلط اللون الأزرق باللون البرتقالي مثلا ، أو البنفسجى بالأصفر ، أو الأخضر بالأحمر وهلم جرا . وأول الألوان الاساسية هو اللون الأصفر وهو لون له قوة انعكاس عظيمة ، ويتألف في معظم الزهور الطبيعية ( ويرمز به عادة للشمس ) وينتج منه عدد لا نهاية له من الدرجات اللونية والظلال . واذا مزج مع اللون الأحمر أنتج اللون البرتقالي المكمل للأزرق واذا مزج مع اللون الأزرق أنتج لونا ثانويا آخر هو الأخضر المكمل للأحمر وثاني الألوان الاساسية هو اللون الأحمر ، ويقع بين الضوء الأصـفر وهو لون ايجابي المظهر ويتلو اللون الأصفر في هذا الترتيب . واذا اضيف لاي لون من الألوان الأخرى أكسبه درجة معينة من الحرارة بقـدر والأزرق ..
ما يضاف منه اليها . واللون الأحمر لونا له قوة مضاعفة وتوافق عظيم مع اللون الأصفر أكثر من الازرق ، لأنه في الحالة الأولى يكون لونا ساخنا مرتفع الحرارة بالرغم من أن هذه الحرارة تكون ضعيفة مع اللون الأزرق . ونلاحظ ان الأحمر يظهر أكثر وضوحا مما او كان وسط اللون الاسود مع أنه لون ايجابي في كلتا الحالتين اما ثالث الألوان الأساسية فهو اللون الازرق ، وله مسلة وثيقة بالظلال ويرتبط ببرودة اللون هو ومركباته المشتقة منه . وهو لون قوى في الضوء الشديد كما انه يظهر بتأثير افتح عندما يقل النور ، وذلك بالنسبة لامتصاصه الضـوء ... ولهذا فانه يخدع المصور الذي يرسم على النور لما يبدو فيه من مظهر غير حقیقی والألوان الثانوية أولها البرتقالي ... وهو ينسجم مع اللون الأسود . . كما أنه يظهر بوضوح فوق الأرضية البيضاء ، وتتوقف درجة تأثيره في الابصار على مقدار النور الساقط عليه ومسافة بعده عن النظر ونلاحظ أن ضوء الشمس يزيد توهج مظهر اللون البرتقالي كما يزيد من توهج كل الالوان التي يدخل في تركيبها هذا اللون . اما ثاني الألوان الثانوية فهو اللون الأخضر وهو يقف وسطا في مقياس الألوان الطبيعية سبة للظل والنور . ويعتبر لونا كامل الظل عندما يتركب من ثلاثة أجزاء من الأصفر وثمانية اجزاء من الأزرق ، وهو لون طبيعي جميل وله تأثير هادي على أعصاب الانسان - والبنفسجي هر ثالث الألوان الثانوية وهو أبرد الألوان الثلاثة وأقربها ظلا الى الأسود ، ويعتبر من الألوان السـارة المريحة التي تعكس قليلا من النور .
ويقال عن اللون انه نقى او خالص عنـدما لا يكون مخلوطا في الضـوء الابيض ، وانه كثيف عندما يكون منيرا جدا ، ومشبع عندما يكون خالصـا وكثيفا في آن واحد . وتسمى في التصوير مجموعة الألوان التي يتم الحصول عليها بخلطها ببعضها البعض بالصيفة ، بينما تحدد كثافة اللون ودرجتـه فعلى سبيل المثال يكون اللون الأخضر الذي يضاف اليه اللون الأبيض ذا درجة فاتحة بينما يكون ذا درجة غامقة اذا اضيف اليه اللون الأزرق ، وكثيرا ما جرى التمييز في التصوير بين الأصباغ الساخنة والأصباغ الباردة والأصباغ المحايدة . أما النوع الأول ـ أي من الألوان الساخنة ـ فيأتي في مقدمتهـا الألوان الحمراء والأصفر الذهبي والبرتقالي وطينة سيينا الطبيعية والمحروقة · اما الألوان الباردة فهي على العكس من ذلك ويغلب وجودها في الألوان الزرقاء والخضراء والبنفسجية . أما الألوان المحايدة فليست سوى الألوان الرمادية التي يتم الحصول عليها بخلط الأبيض بالأسود . وتسمى الألوان الباردة بالألوان المتغلغلة أو الاقصائية بينما يطلق على الألوان والأصباغ الساخنة اسم الألوان المقربة . ولو أمعنا النظر في اون ما ثم حولنا نظرنا الى لون آخر ، فان هذا الأخير يبدو وقد طرا عليه تغيير في لونه بسبب التأثر بمكمله .. ولو دققنا النظر لبضع لحظات في اسطوانة زرقاء واتبعنا ذلك بالنظر الى مسطح أبيض فاننا سوف نرى اسطوانة تعطينا انطباعا باللون البرتقالي وهو اللون المكمل للون الأزرق ، ويطلق على هذه الظاهرة البصرية اسم « التضاد المتعاقب » . أما اذا دققنا النظر في لونين مختلفين متقاربين في آن واحد فسرعان مانلاحظ ان كل لون يبدو وقد تغير بسبب التأثير المتبادل من كل لون على الآخر .. بمعنى ان مکمل اللون الاول يغير القيمة الحقيقية للآخر .. والعكس صحيح . ويطلق على هذه الظاهرة اسم « التضاد المزدوج » ولهذه الأسباب نجد انه كثيرا ما يحدث عند رسم منظر خارجي من الطبيعة أن ترى العين ـ بعـد تأثرها باللون المسيطر كل الألوان المرئية الأخرى وقد طرأ عليها تغيير ، ولذلك فمن الممكن ان يحدث خطأ في الرسم التسجيلي للطبيعة .. وذلك بالمبالغة في درجة تلوين اللوحة بلون معين . وتفاديا لمثل هذا الاجهاد فان الشيء الوحيد الممكن عمله هو اراحة العين بالتوقف عن العمل واستئنافه بعد ذلك . ويمكن للألوان المكملة القريبة أن تكون زاهية باكتسابها ذبذبات خاصة كما هو الحال بالنسبة للاحمر بجانب الاخضر والبنفسجي بجانب الاصفر والبرتقالي بجانب الازرق .. الخ . في حين ان الالوان المتشابهة الموضوعة الى جانب بعضها البعض مثل الاخضر مع الاصفر المخضر ، والاحمر مع البرتقالي ، والبنفسجي مع الازرق فنراها صماء باهتة بوجه خاص . ويمتص اللون الأسود كل الوان الطيف ولا يعمل على انكسار اى منها . ولذلك فاذا وضعنا اونا على خلفية سوداء اللون فانه يبدو لنا أكثر كثافة وتألقا ، بينما يمكن أن يتأثر اللون الاسود ايضـا باللون المتصل به واو الى حد ما ، ولا سيما الألوان النقية التي تميل الى تغييره بما لها من الوان مكملة . وعلى العكس من ذلك تظهر الألوان فوق اللون الابيض اكثر بهـتـانا من حالتها الطبيعية . ويقول الفنـان العظيم « ليوناردو دافنشي » في كتابه عن التصوير : « ان الشيء الأبيض يظهر أكثر بياضا عندما يكون في مجال اكثر عتامة .. ويبدو أكثر عتامة عندما يكون في مجال اكثر بياضا » .
هذا وان اللون في التصوير مسألة نسبية بمعنى ان اللون يبدو دائمـا مختلفا باختلاف الألوان التي تتناسق معه . ويذكر دافنشی كذلك : « ان هناك من بين الألوان التي تتساوى في الكمال لون يبز بقيـة الألوان بشرط ان ينظر اليه في معيـة اللون الذي يناقضـه تمام التناقض كاللون الباهت مع اللون الأحمر ، واللون الاسود مع الابيض ، وبالرغم من أنه لا هذا ولا ذاك يعتبر لونا مستقلا وكذلك الأزرق مع الاصفر والاخضر مع الاحمر لأن كل لون يتميز بنقيضه أكثر من مثيله مثل الفامق في الفاتح والفاتح في الغامق . فالملابس السوداء تظهر الأجسام اكثر بياضا مما هي عليه حقيقة ، والملابس البيضـاء تظهر الأجسام سمراء ، اما الملابس الصفراء فتظهرها ملونة ، ولكن الملابس الحمراء تظهرها شاحبة » . والظلال هي الأخرى معرضة للتأثير باللون المكمل للجسم الصادر منـه هذه الظلال . ويؤكد هذا ليوناردو في قوله « ان لون ظل اى لون يدخل دائما ضمن لون موضوعه ، وتختلف درجة لونه قربا او بعدا من لون ظله ، وكذلك درجة نوره » . كما يقول كذلك « كثيرا ما يكون ظل الأجسام الظليلة لا يصاحبها الوان الضوء ، وتكون الظلال مائلة للاخضرار والانوار مائلة الاحمرار طالما كان الجسم من لون مماثل » . ومن قوله كذلك « انني كثيرا ما رأيت جسما ابيض اللون رانوارا حمراء وظلالا تميل الى الزرقة وهذا ما يحدث في جبـال الثلج عندما تكون الش مس نارا تلظى » . ثم قال « ان ظل اللون الابيض تحت الشمس والهواء له ظلاله التي تميل الى الازرق ، وينتج هذا لأن الابيض ليس لونا في حد ذاته لكنه اي لون من الالوان » . ان الاشعاع هو ظاهرة طبيعية كثيرا ما نجدها في المناظر الطبيعية كما ان المصدر المضيء يعد أقوى منه ، وانتشار الأشعة يبدو أكثر اتساعا ، وان الجسم الفاتح ـ الموضوع فوق خلفية غامقـة ـ يبـدو أكبر بكثير واكثر انارة مما هو عليه في الواقع ( شكل ٢ ) ، ويحدث الشيء نفسه بين جسـمين لهما لون واحد وأبعاد ومسافة متساوية ، ولكن تختلف درجة اضاءتهما ... فالجسم الأكثر اضاءة يبدو أكبر من الجسم الآخـر الأقل اضـاءة ، ولون الأجسام تبدو لنفس هذه الظاهرة غير واضحة الى حد ما عندما توضع فوق خلفية أكثر وضوحا كما هو الحال بالنسبة لأوراق الشجر والأغصان الصغيرة تحت قبة السماء . ...
تعليق