"القلم والبندقية: صور من الثورة الفلسطينية الكبرى 1936– 1939"
18 يناير 2023
شارك هذا المقال
حجم الخط
صدر حديثًا عن دار "فارابي كتاب" (FARABİ KİTAP)- إسطنبول كتاب "القلم والبندقية: صور من الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 – 1939"، من تأليف الكاتبة والصحافية التركية بيرين بيرسايغلي موت، وذلك بنسخة تركية، ونسخة عربية ترجمها فجر بكداش.
وتحاول بيرين في هذا الكتاب، كما يقول الناشر، العودة بنا إلى الأدب الفلسطيني الأول ورموزه الذين مهّدوا لولادة أدب وأدباء ما بعد نكبة 1948، ومواصلة حركة النضال والمقاومة الفلسطينية ضد المحتل. وهو محاولةٌ لإكمال المشهد الأدبي الفلسطيني المعاصر، الذي ساهم واقع الاحتلال وما تمخّض عنه من حروب وانكسارات وتهجير وخذلان، بفرض ارتباطه الوثيق بحركة النضال والمقاومة الفلسطينية، بمختلف أشكالها وأساليبها. ففي كتابها الأول "بين أشجار الزيتون.. صور من أدب المقاومة الفلسطينية" (2021) قدمت الكاتبة المناصرة لثورة الفلسطينيين والسوريين، أبرز رموز الأدب والفكر والفنّ في فلسطين ما بعد النكبة، ممّن عرفناهم وعرفنا نتاجاتهم الإبداعية، كغسان كنفاني ومحمود درويش وناجي العلي وفدوى طوقان وسميح القاسم وآخرين غيرهم. وكان دافعها الرئيس لتسليط الضوء على سيَرهم وأعمالهم ينبع من قولها: "لفهم أي مجتمع ونضالاته، لا تكفي وجهة النظر السياسية وحدها، فالمرآة الحقيقية هي أدب وفن ذلك المجتمع. فمن أجل فهم أميركا اللاتينية، مثلًا، يجب النظر إلى الشعراء والكتّاب مثل إدواردو جاليانو وغابرييل غارسيا ماركيز وخوسيه ساراماغو وأوكتافيو باز وبابلو نيرودا، ويجب النظر إلى نجيب محفوظ لفهم مصر، وإلى دوستويفسكي وتولستوي لفهم روسيا، وإلى جورج أورويل وجون شتاينبك وجاك لندن لفهم أوروبا وأميركا... كُتب هذا الكتاب في محاولة لتعريف شعب بلادنا بفلسطين".
إلا أن بيرين، وبعد صدور كتابها الأول، شعرت بأن تعريفها بفلسطين يحتاج إلى العودة زمنيًا ووضع مقدّمة تشكّل من خلالها جسرًا تاريخيًا ومعرفيًا يمكّنها من تقديم صورة حقيقية للمشهد الثقافي- النضالي الفلسطيني خلال الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى والتحولات التي مرّت بها البلاد وصولًا إلى إعلان دولة الاحتلال 1948.
وتقول الكاتبة: "في كتابي الثاني، حاولت تقديم صور بعض الشخصيات التي تركت بصماتها في المجتمع الفلسطيني قبل النكبة للتأكيد بأن نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال لم يبدأ بعد عام 1948 بل قبل ذلك. والثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939 كانت أهم مشهد في هذا النضال".
وتكمل: "أسماء عز الدين القسام، إبراهيم طوقان، نوح ابراهيم، عبد الرحيم محمود، محمد عزة دروزة، خليل بيدس، زليخة الشهابي، أسمى طوبي، خليل السكاكيني، ليست سوى بعض الأسماء التي حاولت من خلالها الإضاءة على تلك الفترة".
ثم تبدأ بيرين عبر كتابها الذي جاء في 315 صفحة، بسرد سِيَر حياة تلك الشخصيات، وقصص عنها استطاعت أن تختار تفاصيلها بعناية فائقة. إذ تمكّنت من رصد أهم إبداعاتها الأدبية والفكرية من جهة، وأبرز محطات النضال والمقاومة التي خاضوها من جهة أخرى، لتقدّم في نهاية كل سيرة ذلك الخليط المتجانس والمتماسك الذي اختارته ليكون عنوان كتابها: "القلم والبندقية"!
18 يناير 2023
شارك هذا المقال
حجم الخط
صدر حديثًا عن دار "فارابي كتاب" (FARABİ KİTAP)- إسطنبول كتاب "القلم والبندقية: صور من الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 – 1939"، من تأليف الكاتبة والصحافية التركية بيرين بيرسايغلي موت، وذلك بنسخة تركية، ونسخة عربية ترجمها فجر بكداش.
وتحاول بيرين في هذا الكتاب، كما يقول الناشر، العودة بنا إلى الأدب الفلسطيني الأول ورموزه الذين مهّدوا لولادة أدب وأدباء ما بعد نكبة 1948، ومواصلة حركة النضال والمقاومة الفلسطينية ضد المحتل. وهو محاولةٌ لإكمال المشهد الأدبي الفلسطيني المعاصر، الذي ساهم واقع الاحتلال وما تمخّض عنه من حروب وانكسارات وتهجير وخذلان، بفرض ارتباطه الوثيق بحركة النضال والمقاومة الفلسطينية، بمختلف أشكالها وأساليبها. ففي كتابها الأول "بين أشجار الزيتون.. صور من أدب المقاومة الفلسطينية" (2021) قدمت الكاتبة المناصرة لثورة الفلسطينيين والسوريين، أبرز رموز الأدب والفكر والفنّ في فلسطين ما بعد النكبة، ممّن عرفناهم وعرفنا نتاجاتهم الإبداعية، كغسان كنفاني ومحمود درويش وناجي العلي وفدوى طوقان وسميح القاسم وآخرين غيرهم. وكان دافعها الرئيس لتسليط الضوء على سيَرهم وأعمالهم ينبع من قولها: "لفهم أي مجتمع ونضالاته، لا تكفي وجهة النظر السياسية وحدها، فالمرآة الحقيقية هي أدب وفن ذلك المجتمع. فمن أجل فهم أميركا اللاتينية، مثلًا، يجب النظر إلى الشعراء والكتّاب مثل إدواردو جاليانو وغابرييل غارسيا ماركيز وخوسيه ساراماغو وأوكتافيو باز وبابلو نيرودا، ويجب النظر إلى نجيب محفوظ لفهم مصر، وإلى دوستويفسكي وتولستوي لفهم روسيا، وإلى جورج أورويل وجون شتاينبك وجاك لندن لفهم أوروبا وأميركا... كُتب هذا الكتاب في محاولة لتعريف شعب بلادنا بفلسطين".
إلا أن بيرين، وبعد صدور كتابها الأول، شعرت بأن تعريفها بفلسطين يحتاج إلى العودة زمنيًا ووضع مقدّمة تشكّل من خلالها جسرًا تاريخيًا ومعرفيًا يمكّنها من تقديم صورة حقيقية للمشهد الثقافي- النضالي الفلسطيني خلال الفترة التي تلت الحرب العالمية الأولى والتحولات التي مرّت بها البلاد وصولًا إلى إعلان دولة الاحتلال 1948.
وتقول الكاتبة: "في كتابي الثاني، حاولت تقديم صور بعض الشخصيات التي تركت بصماتها في المجتمع الفلسطيني قبل النكبة للتأكيد بأن نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال لم يبدأ بعد عام 1948 بل قبل ذلك. والثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939 كانت أهم مشهد في هذا النضال".
وتكمل: "أسماء عز الدين القسام، إبراهيم طوقان، نوح ابراهيم، عبد الرحيم محمود، محمد عزة دروزة، خليل بيدس، زليخة الشهابي، أسمى طوبي، خليل السكاكيني، ليست سوى بعض الأسماء التي حاولت من خلالها الإضاءة على تلك الفترة".
ثم تبدأ بيرين عبر كتابها الذي جاء في 315 صفحة، بسرد سِيَر حياة تلك الشخصيات، وقصص عنها استطاعت أن تختار تفاصيلها بعناية فائقة. إذ تمكّنت من رصد أهم إبداعاتها الأدبية والفكرية من جهة، وأبرز محطات النضال والمقاومة التي خاضوها من جهة أخرى، لتقدّم في نهاية كل سيرة ذلك الخليط المتجانس والمتماسك الذي اختارته ليكون عنوان كتابها: "القلم والبندقية"!
- عنوان الكتاب: القلم والبندقية: صور من الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 – 1939
- المؤلف: بيرين بيرسايغلي موت
- المترجم: فجر بكداش