نقص مضادات السموم يحول دون إنقاذ حياة المتوفين بسبب لدغات الثعابين
أكثر من 63 ألف شخص يلقون حتفهم سنويا لتعذر توفير جرعات الترياق.
الخميس 2022/11/03
انشرWhatsAppTwitterFacebook
إنتاج سموم الثعابين يساعد على صنع مستضداتها
يؤدي تعذر توفير جرعات الترياق اللازمة لإنقاذ حياة المصابين وخصوصا في المناطق الريفية إلى ازدياد عدد المتوفين بلدغات الثعابين. ولا يوجد، حالياً، وفق منظمة الصحة العالمية إلاّ عدد ضئيل من البلدان التي تنتج سموم الثعابين بكميات كافية لصنع مضادات السموم. وتقع غالبية الوفيات من لدغات الثعابين في جنوب آسيا، فيما تأتي منطقة الصحراء الأفريقية في المرتبة الثانية.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)– كشفت دراسة أجريت في أستراليا أن أكثر من 63 ألف شخص يقضون نحبهم سنويا من لدغات الثعابين، بسبب تعذر توفير جرعات الترياق اللازمة لإنقاذ حياتهم.
ويقول الباحث ريتشارد فرانكلين من كلية الطب العام بجامعة جيمس كوك الأسترالية إن لدغات الثعابين أودت بحياة شخصين في أستراليا عام 2019 مقابل 51 ألف شخص في الهند.
وأضاف في تصريحات للموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية أنهم وجدوا أن غالبية الوفيات من لدغات الثعابين تقع في جنوب آسيا، في المنطقة التي تمتد من أفغانستان إلى سريلانكا بما في ذلك باكستان والهند وبنغلاديش، فيما تأتي منطقة الصحراء الأفريقية في المرتبة الثانية من حيث ارتفاع معدل الوفيات.
وأشار إلى أن نيجيريا في صدارة الدول الأفريقية من حيث معدلات الوفاة الناجمة عن لدغات الثعابين. ويوضح أن “ضحايا لدغات الثعابين في جنوب آسيا ومنطقة الصحراء الأفريقية عادة ما يتوجهون إلى معالجين محليين أو مراكز طبية ذات إمكانيات محدودة، وبالتالي لا يحصلون على جرعات الترياق اللازمة لإنقاذ حياتهم”.
توفير جرعات الترياق اللازمة لاسيما في المناطق الريفية في العالم يمكن أن ينقذ أرواح الآلاف من الأشخاص الضحايا
وأشار إلى أن “توفير جرعات الترياق اللازمة لاسيما في المناطق الريفية في العالم يمكن أن ينقذ أرواح الآلاف من الأشخاص، ولا بد من ضخ استثمارات أكبر في هذا المجال وإعطاء أولوية للتصدي لهذه المشكلة”.
وذكر فرانكلين أن عدد الوفيات بسبب لدغات الثعابين يتراجع على مستوى العالم، ولكنه مازال من المتوقع أن يصل إلى 68 ألف شخص في عام 2050 بسبب الزيادة في تعداد البشر بشكل عام.
ويمكن أن تتسبّب لدغات الثعابين السامة في وقوع حالات طبية طارئة، فهي كفيلة بإحداث شلل قد يعيق التنفس، واضطرابات نزفية يمكنها أن تؤدي إلى نزف مميت، وفشل كلوي يتعذّر تداركه، وضرر وخيم في النُسج يمكنه إحداث عجز دائم وقد يسفر عن بتر الأطراف في بعض الأحيان. ويعاني الأطفال من آثار أكثر وخامة، وذلك بسبب انخفاض كتلة أجسامهم مقارنة بالبالغين.
وهناك، على عكس الكثير من الحالات المرضية الوخيمة الأخرى، علاج عالي النجاعة يمكّن من التصدي لتلك الحالات. ويمكن توقي معظم الوفيات والعواقب الوخيمة الناجمة عن لدغات الثعابين، بشكل تام، بإتاحة مضادات السموم على نطاق أوسع. وتمثّل تلك المضادات العلاج الناجع الوحيد لتوقي أو إبطال معظم الآثار السامة للدغات الثعابين. وترد تلك المضادات في قائمة الأدوية الأساسية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية وينبغي إدراجها في مجموعة خدمات الرعاية الصحية الأوّلية التي تُقدم عند وقوع لدغات الثعابين.
ومن المشكلات الكبيرة المطروحة في مجال صنع مضادات السموم، وفق منظمة الصحة العالمية هو إعداد المستمنعات الصحيحة (سمّ الثعابين). ولا يوجد، حاليا، إلاّ عدد ضئيل من البلدان التي تنتج سموم الثعابين بكميات كافية لصنع مضادات السموم. كما أنّ نقص القدرات التنظيمية اللازمة لمراقبة تلك المضادات في البلدان التي تشهد استفحال مشكلة لدغات الثعابين من الأمور التي تؤدي إلى تعذّر تقييم جودة المضادات ودرجة تناسبها.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه نظرا لانخفاض الطلب على مضادات السموم قام عدة من صانعيها بوقف إنتاجها ممّا جعل أسعارها تشهد ارتفاعا كبيرا في السنوات العشرين الماضية وأصبح العلاج، بالتالي، غير متاح لمعظم من هم في حاجة إليه. وأسهم ارتفاع الأسعار في زيادة خفض مستوى الطلب، إلى درجة تراجع العلاج بشكل كبير، أو حتى اختفاؤه، في بعض المناطق. كما أدّى دخول منتجات غير مناسبة أو منتجات لم تخضع لأيّ اختبار، أو حتى منتجات زائفة، إلى بعض الأسواق في الحدّ، عموماً، من مستوى الثقة في هذا النوع من العلاج. والجدير بالذكر أنّ توقف إمدادات مضادات السموم من الظواهر الوشيكة في أفريقيا وبعض بلدان آسيا.
وهناك توليفة من العوامل التي أدّت إلى وقوع الأزمة الراهنة، منها نقص البيانات عن عدد لدغات الثعابين وما يترتب على ذلك من صعوبة في تقدير الاحتياجات وتحديد الأسواق، فضلاً عن فشل سياسات التوزيع، وأسهمت في نزوع صانعي الأدوية إلى وقف إنتاج مضادات السموم أو رفع أسعارها. كما أدّى سوء التنظيم وتسويق المضادات غير المناسبة إلى فقدان ثقة الأطباء ومسؤولي الصحة العمومية والمرضى في المضادات المتوافرة، ممّا تسبّب في تراجع الطلب عليها.
وتفتقر النُظم الصحية في كثير من البلدان التي تشيع فيها لدغات الثعابين إلى البنية التحتية والموارد اللازمة لجمع بيانات إحصائية متينة عن المشكلة. وما يزيد من صعوبة تقييم الآثار الحقيقية كون الحالات التي تقوم المستوصفات والمستشفيات بإبلاغ وزارات الصحة عنها لا تمثّل، في كثير من الأحيان، إلاّ نسبة ضئيلة من العبء الحقيقي، ذلك أنّ كثيرا من الضحايا لا يتمكّنون أبدا من بلوغ مرافق الرعاية الأوّلية، ولا يُدرجون بالتالي في التقارير ذات الصلة.
ففي نيبال مثلاً، حيث يعيش 90 في المئة من السكان في المناطق الريفية، أبلغت وزارة الصحة في عام 2000 عن حدوث 480 لدغة من لدغات الثعابين أدّت 22 لدغة منها إلى الوفاة، غير أنّ الأرقام الخاصة بالعام نفسه والتي تم جمعها في إطار دراسة مجتمعية أُجريت في منطقة واحدة (شرق نيبال) أشارت إلى وقوع 4078 لدغة أدّت 396 لدغة منها إلى الوفاة.
وينعكس تدني كمية وجودة البيانات الخاصة بلدغات الثعابين في نقص مضادات السموم. ذلك أنّ تدني البيانات يسفر عن نزوع السلطات الصحية الوطنية إلى سوء تقدير الاحتياجات من تلك المضادات، ممّا يؤدي إلى انخفاض الطلب عليها وعزوف صانعيها عن إنتاجها، وإلى تنفيذ إستراتيجيات شراء وتوزيع غير مناسبة في البلدان.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أكثر من 63 ألف شخص يلقون حتفهم سنويا لتعذر توفير جرعات الترياق.
الخميس 2022/11/03
انشرWhatsAppTwitterFacebook
إنتاج سموم الثعابين يساعد على صنع مستضداتها
يؤدي تعذر توفير جرعات الترياق اللازمة لإنقاذ حياة المصابين وخصوصا في المناطق الريفية إلى ازدياد عدد المتوفين بلدغات الثعابين. ولا يوجد، حالياً، وفق منظمة الصحة العالمية إلاّ عدد ضئيل من البلدان التي تنتج سموم الثعابين بكميات كافية لصنع مضادات السموم. وتقع غالبية الوفيات من لدغات الثعابين في جنوب آسيا، فيما تأتي منطقة الصحراء الأفريقية في المرتبة الثانية.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة)– كشفت دراسة أجريت في أستراليا أن أكثر من 63 ألف شخص يقضون نحبهم سنويا من لدغات الثعابين، بسبب تعذر توفير جرعات الترياق اللازمة لإنقاذ حياتهم.
ويقول الباحث ريتشارد فرانكلين من كلية الطب العام بجامعة جيمس كوك الأسترالية إن لدغات الثعابين أودت بحياة شخصين في أستراليا عام 2019 مقابل 51 ألف شخص في الهند.
وأضاف في تصريحات للموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية أنهم وجدوا أن غالبية الوفيات من لدغات الثعابين تقع في جنوب آسيا، في المنطقة التي تمتد من أفغانستان إلى سريلانكا بما في ذلك باكستان والهند وبنغلاديش، فيما تأتي منطقة الصحراء الأفريقية في المرتبة الثانية من حيث ارتفاع معدل الوفيات.
وأشار إلى أن نيجيريا في صدارة الدول الأفريقية من حيث معدلات الوفاة الناجمة عن لدغات الثعابين. ويوضح أن “ضحايا لدغات الثعابين في جنوب آسيا ومنطقة الصحراء الأفريقية عادة ما يتوجهون إلى معالجين محليين أو مراكز طبية ذات إمكانيات محدودة، وبالتالي لا يحصلون على جرعات الترياق اللازمة لإنقاذ حياتهم”.
توفير جرعات الترياق اللازمة لاسيما في المناطق الريفية في العالم يمكن أن ينقذ أرواح الآلاف من الأشخاص الضحايا
وأشار إلى أن “توفير جرعات الترياق اللازمة لاسيما في المناطق الريفية في العالم يمكن أن ينقذ أرواح الآلاف من الأشخاص، ولا بد من ضخ استثمارات أكبر في هذا المجال وإعطاء أولوية للتصدي لهذه المشكلة”.
وذكر فرانكلين أن عدد الوفيات بسبب لدغات الثعابين يتراجع على مستوى العالم، ولكنه مازال من المتوقع أن يصل إلى 68 ألف شخص في عام 2050 بسبب الزيادة في تعداد البشر بشكل عام.
ويمكن أن تتسبّب لدغات الثعابين السامة في وقوع حالات طبية طارئة، فهي كفيلة بإحداث شلل قد يعيق التنفس، واضطرابات نزفية يمكنها أن تؤدي إلى نزف مميت، وفشل كلوي يتعذّر تداركه، وضرر وخيم في النُسج يمكنه إحداث عجز دائم وقد يسفر عن بتر الأطراف في بعض الأحيان. ويعاني الأطفال من آثار أكثر وخامة، وذلك بسبب انخفاض كتلة أجسامهم مقارنة بالبالغين.
وهناك، على عكس الكثير من الحالات المرضية الوخيمة الأخرى، علاج عالي النجاعة يمكّن من التصدي لتلك الحالات. ويمكن توقي معظم الوفيات والعواقب الوخيمة الناجمة عن لدغات الثعابين، بشكل تام، بإتاحة مضادات السموم على نطاق أوسع. وتمثّل تلك المضادات العلاج الناجع الوحيد لتوقي أو إبطال معظم الآثار السامة للدغات الثعابين. وترد تلك المضادات في قائمة الأدوية الأساسية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية وينبغي إدراجها في مجموعة خدمات الرعاية الصحية الأوّلية التي تُقدم عند وقوع لدغات الثعابين.
ومن المشكلات الكبيرة المطروحة في مجال صنع مضادات السموم، وفق منظمة الصحة العالمية هو إعداد المستمنعات الصحيحة (سمّ الثعابين). ولا يوجد، حاليا، إلاّ عدد ضئيل من البلدان التي تنتج سموم الثعابين بكميات كافية لصنع مضادات السموم. كما أنّ نقص القدرات التنظيمية اللازمة لمراقبة تلك المضادات في البلدان التي تشهد استفحال مشكلة لدغات الثعابين من الأمور التي تؤدي إلى تعذّر تقييم جودة المضادات ودرجة تناسبها.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه نظرا لانخفاض الطلب على مضادات السموم قام عدة من صانعيها بوقف إنتاجها ممّا جعل أسعارها تشهد ارتفاعا كبيرا في السنوات العشرين الماضية وأصبح العلاج، بالتالي، غير متاح لمعظم من هم في حاجة إليه. وأسهم ارتفاع الأسعار في زيادة خفض مستوى الطلب، إلى درجة تراجع العلاج بشكل كبير، أو حتى اختفاؤه، في بعض المناطق. كما أدّى دخول منتجات غير مناسبة أو منتجات لم تخضع لأيّ اختبار، أو حتى منتجات زائفة، إلى بعض الأسواق في الحدّ، عموماً، من مستوى الثقة في هذا النوع من العلاج. والجدير بالذكر أنّ توقف إمدادات مضادات السموم من الظواهر الوشيكة في أفريقيا وبعض بلدان آسيا.
وهناك توليفة من العوامل التي أدّت إلى وقوع الأزمة الراهنة، منها نقص البيانات عن عدد لدغات الثعابين وما يترتب على ذلك من صعوبة في تقدير الاحتياجات وتحديد الأسواق، فضلاً عن فشل سياسات التوزيع، وأسهمت في نزوع صانعي الأدوية إلى وقف إنتاج مضادات السموم أو رفع أسعارها. كما أدّى سوء التنظيم وتسويق المضادات غير المناسبة إلى فقدان ثقة الأطباء ومسؤولي الصحة العمومية والمرضى في المضادات المتوافرة، ممّا تسبّب في تراجع الطلب عليها.
وتفتقر النُظم الصحية في كثير من البلدان التي تشيع فيها لدغات الثعابين إلى البنية التحتية والموارد اللازمة لجمع بيانات إحصائية متينة عن المشكلة. وما يزيد من صعوبة تقييم الآثار الحقيقية كون الحالات التي تقوم المستوصفات والمستشفيات بإبلاغ وزارات الصحة عنها لا تمثّل، في كثير من الأحيان، إلاّ نسبة ضئيلة من العبء الحقيقي، ذلك أنّ كثيرا من الضحايا لا يتمكّنون أبدا من بلوغ مرافق الرعاية الأوّلية، ولا يُدرجون بالتالي في التقارير ذات الصلة.
ففي نيبال مثلاً، حيث يعيش 90 في المئة من السكان في المناطق الريفية، أبلغت وزارة الصحة في عام 2000 عن حدوث 480 لدغة من لدغات الثعابين أدّت 22 لدغة منها إلى الوفاة، غير أنّ الأرقام الخاصة بالعام نفسه والتي تم جمعها في إطار دراسة مجتمعية أُجريت في منطقة واحدة (شرق نيبال) أشارت إلى وقوع 4078 لدغة أدّت 396 لدغة منها إلى الوفاة.
وينعكس تدني كمية وجودة البيانات الخاصة بلدغات الثعابين في نقص مضادات السموم. ذلك أنّ تدني البيانات يسفر عن نزوع السلطات الصحية الوطنية إلى سوء تقدير الاحتياجات من تلك المضادات، ممّا يؤدي إلى انخفاض الطلب عليها وعزوف صانعيها عن إنتاجها، وإلى تنفيذ إستراتيجيات شراء وتوزيع غير مناسبة في البلدان.
انشرWhatsAppTwitterFacebook