للأديبة :لينا هويان الحسن.. خيانة كاملة.. رواية سيرة نسليهان بنت الباشا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • للأديبة :لينا هويان الحسن.. خيانة كاملة.. رواية سيرة نسليهان بنت الباشا

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1673908064024.jpg 
مشاهدات:	8 
الحجم:	64.0 كيلوبايت 
الهوية:	52843
    عن صفحة Kinana Eissa ? قراءة تثري المكتوب:

    #خيانة_كاملة
    رواية سيرة نسليهان بنت الباشا
    هي...
    الرواية التي قرأتها في كل مكان لفرط ما تعلقت بها ولفرط ما أ دهشتني ، لترتبط بأماكن أحبها وتحبني ولتزيد تعلقي بأماكن زرتها فتركت الأثر في قلبي، فتخلق لي ذاكرة جديدة مصاغة في زمن ولى. ولأنني تعودت طي الصفحات التي أحب، فوجئت بصفحات الرواية وهي تنحني صفحة تلو أخرى بين أصابعي بنهم من يقرأ أدباً خالداً فطوت الصفحات نفسها تباعَا بسطوة الواثق وغرور المقتدر، أليس كل أدب خالد ينطوي على عامل الإغناء والسحر ينتمي إليك أيضَا امتنانًا واحتلالًا ورهبة وتمردًا؟ أدب فريد يتقمص عبورًا تخيلًيا لكل تلك الأحداث المشوقة والشخصيات المدهشة التي تصارعك كقارئ رغبة بالبقاء الهش الذي لا ينتهي بانتهاء السطور بل يقتات على خلود الإبداع وتفرده ،فمن الصفحة الأولى، تثير الرغبة فيك تلك السيرة بأن تمتد للأبد، فيحملك الكتاب في صفحاته نحو رحلة داخلية مجنونة تبتكر فيك هروبًا جميلاً يدفعك للتفكير بكل شيء مرة أخرى.
    متى تحتلك رواية (أنثوية للغاية) مفعمة بالحقيقة جدًا، خارجة من عالم مواز، لغتها مورقة رشيقة، فلسفتها تحذيرية صوفية تغريبية، حكاية جدلية معاصرة تتحدث عن ماض لايزال طازجًا حين يقدمه السرد الروائي ببراعة (الآن)،رغم أنه يتحدث عن الماضي البعيد، عن أسطرة الضعف البشري، حين تغدو الشخوص كآلهة من نوع خاص، لا تغادر فناء ذاكرتك ولا تحتل إلا عقلك الباطن وتطالب بأحقية مسح كل من قرأت عنهم، فتغدو (آنا كارنينا)و (كاثرين) و (جوستين) و (جولييت) و (جميلة ) أشباحًا هائمة أمام (نسليهان) تطالب بأحقيتها أمام إبداع متقن لملامح هذه الشخصية الفريدة التي لا يمكن للفضاء التخيلي لأي قارئ نخبويًا كان أم عاديًا إلا أن يزداد امتداداً ودهشة وتأثيرًا باكتشافه لها، ولعلاقتها مع بقية الشخوص اللاعتيادية.
    .أن تقرأك الرواية أولًا.. هي تميمة سحرية دستها لينا هويان الحسن لنا في هذا الإبداع الأدبي، لتقض مضاجعنا بالقلق والرؤى والتفلت من النمط و الخروج عن العادي وابتكار الإذهال العفوي الذي يترك روحك فاغرة لفضائها لأطول وقت ممكن من الزمن، حكاية امرأة تحدت الموروث المجتمعي والديني والبطرياركية المزينة بقدسية ألقاب السلطة الذكورية ونبلها المزيف. امرأة أعلنت تمردها للعشق، والجنون والسحر و طغيان الأنوثة واحتراقها.

    العنونة اللامألوفة

    اعتمدت المؤلفة عبارات وجملًا ضمنية، اقتطعتها من السرد الشيق لتعنون مقاطع بحد ذاتها، فالحكاية ليست تسلسلَا منطقيا ًمملًا، بل قفزات محكمة بين التذكر الاسترجاعي (الفلاش باك) لفرلان المدهشة و الحبوبة آسيا و ودادا بحري وبين حاضر نسليهان المتأجج بالممنوعات والغضب والنقمة والتمرد والطقسية الرمزية، فكأن (العنونة) بحد ذاتها هو تمرد تقني على مسار السرد ذاته، الكاتبة ترفض القواقع الجاهزة، الكاتبة تعلن تمردها في بصمتها الأسلوبية بدءًا بالعنوان حتى آخر كلمة.


    المرأة الرمز... والانعتاق

    جعلت المؤلفة بطلة روايتها كاتبة مغوية، شغوفة عاشقة، لا تأبه بألقابها الملكية ولا بفداحة نسبها الارستقراطي ، تحكي قصص النسوة اللواتي كن جزءًا من حياتها.،جواري محمود باشا و رغم ذلك فقد نجحن بأن يمحين هاجس (امرأة الخدر) لدى المتلقي.
    دادا بحري، آسيا، فرلان كلهن بطلات...في رواية لينا، جميعهن يلوين عنق السرد نحوهن بإيقاع متفاوت، فلكل منهن حكايتها وأسلحتها و خيباتها وإخفاقات الحياة التي تسكنها، ولكل منهن جرح واسع يمتد بامتداد الأنوثة المرتبطة بكل أنواع العبودية والتحيز الجنسي، باختلاف جغرافية الزمن وقسوته وطقسية إجحافه بحق النساء في مجتمع ذكوري لا يفقه عن روح المرأة و مشاعرها وعقلها وكيانها الإنساني بل يدرك سحر جسدها وطغيان أنوثتها كسلعة مستهلكة.
    فهل كل الكاتبات متمردات بالفطرة؟ وهل من يتلون الحكايا هنن الهاربات من العرف؟ والخارجات عن القوانين؟ و الشجاعات المتمسكات بذؤابة الحقيقة في َ وجه الذكورة العمياء وروعنتها؟ لعل الإجابة تكمن في رمزية فستان خاتون توركان.. الأيقوني. الذي لن ينسى

    تقنيات الرواية مابعد الحداثية

    أبدعت المؤلفة في الانطلاق بسرد ما بعد حداثي عبر صفحات (نسليهان بنت الباشا) ينطلق من مقومات السيرة و مع التفاعل الحواري التراثي و التاريخي، ذي الصبغة الفلسفية الوجودية، تعالق نصي أنيق طازج بعيد معطيات الخطاب التاريخي المرهون برسالة محددة ومفاهيم إسقاطية، بل المتفرد بجدلية الطرح و شعرية (اللغة الخاصة للغاية) وجمالية أدبية لا تكترث بإكمال المشهد التاريخي فحسب بل توظفه في غرضية ناجعة، أعادت قولبة الأحداث التاريخية كحبكات ثانوية على هامش السرد الذي استطاع أن ينجح فنيًا متعاليا على النمط الروائي الشائع المتداول.

    البعد التاريخي المصاغ بدقة

    التاريخ لعبة المؤلفة الذكية للغاية، من يقرأ أعمال لينا هويان الحسن، يدرك سعة اطلاعها وثقافتها و موسوعيتها وذكاءها الشديد في استخدام الحقائق،لكن الأكثر رهبة أن تستطيع خلق نسختها الخاصة من التفاصيل التاريخية بإقناع يدفعك أثناء المرور بشوارع دمشق وأبوابها وجوامعها و أزقتها للبحث عن شبح نسليهان الذي ما زال يتجول ساخرًا بنقمة حول المدينة التي آوت... ملايين الغرباء فانتموا إليها وانتمت لهم، ثم تلك المعلومات التاريخية الدقيقة الأشبه بتطويع التوثيق لصياغة الحكاية، فمن البرتغال لبغداد لليبيا لمملكة البرونو للهند وثم لدمشق.... ثم إلينا. ولن ننسى ان رواية تنتصر للمرأة عموما وتختفي بالمرأة السورية الخارجة من شرنقتها للتو هو نسق آخر مبطن للمحور الاجتماعي الطبقي والبعد السياسي الضمني، الذي يصور لنا انتقال سوريا العثمانية إلى حصار من نوع آخر، تتخذ فيه المرأة دورها المتواضع في خلق التغيير .


    الحب الملتهب المتشابك

    في ثنائيات ضدية تقف نسليهان بين يوسف وناظم بيك، بين العشق والكره، بين الشبق والرغبة بين التعلق والحقد، نتناول الحب الملتهب المتشابك بلهفة، وعلاقة الشره الجسدي المغلف بالرغبة المتحررة من القولبة الجاهزة والمعتقد السائد والانتقام الغاضب. إنها قصص ساحرة تتحدى موروث شهرزاد برمته.. لتجعل للحكائية منطقَا معاصرًا غنيًا وجاذبًا وثوريًا.

    سيدتي... القارئة.... وسيدي القارئ... هذا كتاب سأهديه لكل من أحب، هو يقظة. من نوع خاص، استرسال رجعي قصدي، هو إرث لكل أنثى كسرت القيد و تكبدت عناء رفض العادات البالية والقوالب العفنة و خرجت من قيم الفضيلة الجاهزة لتحقيق عدالة الحياة بارتداء الذنوب النبيلة والشريرة والتباهي بها، هو الكتاب الذي سأهديه لابنتي.. الصغيرة بابتسامة من يقلدها حلمًا يختزل كل كوابيس الماضي والمستقبل والحاضر المعاش.

    إذهال... وتفرد
    لينا هويان الحسن
    Lina Hawyan Alhassan

    #kinana Issa
    #النقد رؤية محلقة
يعمل...
X