قيس عاصم منقري
Qays ibn ’Asim al-Menqari - Qaïs ibn ’Assem al-Minqari
قيس بن عاصم المنقري
(… ـ نحو20هـ/… ـ نحو 640م)
قيس بن عاصم بن سِنان بن خالد ابن مِنْقَر بن عبيد بن مقاعس، أبو علي، يرتفع نسبه إلى سعد بن زيد مناة من تميم، وأمه أمّ أصْعَر بنت خَليفة ابن جَرْول بن مِنْقَر.
شاعر وفارس من مخضرمي الجاهلية والإسلام، اشتهر وساد في الجاهلية، إذ كان شديد البأس شجاعاً، ترأس قومَه بني سعد في يوم (الكُلاب الثاني)، وشارك قبيلته في أكثر أيامها ووقائعها كيوم جَدود، واللَّهازم، وغيرهما، وأُثر عنه كرم النفس والجود، قيل: كان بينه وبين الشاعر عَبْدَة بن الطبيب خصومة، وسمع أن عليه حِمالة لقومه لايستطيع تأديتها فأعطاه إياها من ماله. وكثيراً ما كان يعزز تلك القيم في نفوس أبنائه. اشتُهر قيسٌ بالحلم فعفا عن قاتل ابنه، وطلَّق زوجته بناء على طلبها بعد أن أسلمت، وكان لايزال مشركاً.
حرّم الشاعر على نفسه الخمرةَ في الجاهلية، ويظهر ذلك في شعره إذ قال:
فَواللهِ لا أحْسو يَـدَ الـدّهر خَمْـرَةً
ولا شُربة تذري بذي اللبِّ والفجر
فكيف أذوقُ الخمرَ، والخمرُ لم تَزَلْ
بصاحِبها حـتى تَكَسَّعَ في الغُـدْرِ
وكان من الذين يئدون بناتهم في الجاهلية.
وفد الشاعر على النبيr في العام التاسع للهجرة مع بني قومه من تميم، فأسلم وَحَسُن إسلامه، واحتفى به الرسولr قائلاً: «هذا سيد أهل الوبر»، وولاّه صدقاتِ قومه. روى قيس بعض الأحاديث النبوية، وذكر بعض الإخباريين أن قيساً ارتدَّ بعد وفاة الرسولr عن الإسلام، وتبع سَجاح المتنبئة، وكان مؤذنها. قال في ذلك:
أَضْحَتْ نَبيّتنُا أنثى نُطيفُ بهــا
وأَصبَحَـتْ أنبيـاءُ الله ذُكـرانـا
ولما تزوجت سَجاح بِمُسيَلمةَ الكذاب الحنفي، آمنت به، وتبعها قيس، فلما غزا خالد بن الوليد اليمامة وقتل مسيلمة، أخذ قيس بن عاصم أسيراً، فادعى أن مسيلمة أخذ ابناً له، فجاء يطلبه، فاستحلفه خالد على ذلك فحلف فَخلّى سبيله، ونجا بنفسه.
عمّر قيس طويلاً، وانتقل بعد الفتوح للحياة في البصرة وباديتها، وأنجب نسلاً يقال إنّ عددهم ثلاثة وثلاثون ولداً، وحين حضرته الوفاة جمع أولاده، وقال فيهم وصية عُدَّتْ من المآثر الأدبية نثراً وشعراً، ومما جاء فيها:
يا بَنيّ، إذا مِتُّ فسوّدوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم، فيسفّه الناسُ كبارَكم»، ثم جمع ثمانين سهماًَ فربطها بوتر، ثم قال: اكسروها، فلم يستطيعوا، ثم قال: فرِّقوا بينها واكسروها سهماً سهماً؛ فكسروها، فقال: هكذا أنتم في الاجتماع وفي الفرقة، ثم قال:
إنما المجّد ما بنى والـدُ الصّدْ
قِ وأحَيا فِعـالـه المولـــود
وتَمامُ الفضلِ الشجاعةُ والحلـ
ـم إذا زانـه عَفـافٌ وجــودُ
تعددت أغراضه الشعرية، فقال في المدح والفخر والهجاء، ويعد شعره تعبيراً عن أحد وجوه الحياة القبلية في الجاهلية.
توفي قيس ورثاه عبدة بن الطبيب بأبيات عُدت من أشهر المراثي، ومنها:
عليكَ سلامُ اللهِ قيسُ بن عاصم
ورحمتُهُ ما شاء أن يَتَرَحّما
وما كان قيس هُلكُهُ هلكُ واحدٍ
ولكنّه بنيان قومٍ تهدّمــا
عبد الرحمن عبد الرحيم
Qays ibn ’Asim al-Menqari - Qaïs ibn ’Assem al-Minqari
قيس بن عاصم المنقري
(… ـ نحو20هـ/… ـ نحو 640م)
قيس بن عاصم بن سِنان بن خالد ابن مِنْقَر بن عبيد بن مقاعس، أبو علي، يرتفع نسبه إلى سعد بن زيد مناة من تميم، وأمه أمّ أصْعَر بنت خَليفة ابن جَرْول بن مِنْقَر.
شاعر وفارس من مخضرمي الجاهلية والإسلام، اشتهر وساد في الجاهلية، إذ كان شديد البأس شجاعاً، ترأس قومَه بني سعد في يوم (الكُلاب الثاني)، وشارك قبيلته في أكثر أيامها ووقائعها كيوم جَدود، واللَّهازم، وغيرهما، وأُثر عنه كرم النفس والجود، قيل: كان بينه وبين الشاعر عَبْدَة بن الطبيب خصومة، وسمع أن عليه حِمالة لقومه لايستطيع تأديتها فأعطاه إياها من ماله. وكثيراً ما كان يعزز تلك القيم في نفوس أبنائه. اشتُهر قيسٌ بالحلم فعفا عن قاتل ابنه، وطلَّق زوجته بناء على طلبها بعد أن أسلمت، وكان لايزال مشركاً.
حرّم الشاعر على نفسه الخمرةَ في الجاهلية، ويظهر ذلك في شعره إذ قال:
فَواللهِ لا أحْسو يَـدَ الـدّهر خَمْـرَةً
ولا شُربة تذري بذي اللبِّ والفجر
فكيف أذوقُ الخمرَ، والخمرُ لم تَزَلْ
بصاحِبها حـتى تَكَسَّعَ في الغُـدْرِ
وكان من الذين يئدون بناتهم في الجاهلية.
وفد الشاعر على النبيr في العام التاسع للهجرة مع بني قومه من تميم، فأسلم وَحَسُن إسلامه، واحتفى به الرسولr قائلاً: «هذا سيد أهل الوبر»، وولاّه صدقاتِ قومه. روى قيس بعض الأحاديث النبوية، وذكر بعض الإخباريين أن قيساً ارتدَّ بعد وفاة الرسولr عن الإسلام، وتبع سَجاح المتنبئة، وكان مؤذنها. قال في ذلك:
أَضْحَتْ نَبيّتنُا أنثى نُطيفُ بهــا
وأَصبَحَـتْ أنبيـاءُ الله ذُكـرانـا
ولما تزوجت سَجاح بِمُسيَلمةَ الكذاب الحنفي، آمنت به، وتبعها قيس، فلما غزا خالد بن الوليد اليمامة وقتل مسيلمة، أخذ قيس بن عاصم أسيراً، فادعى أن مسيلمة أخذ ابناً له، فجاء يطلبه، فاستحلفه خالد على ذلك فحلف فَخلّى سبيله، ونجا بنفسه.
عمّر قيس طويلاً، وانتقل بعد الفتوح للحياة في البصرة وباديتها، وأنجب نسلاً يقال إنّ عددهم ثلاثة وثلاثون ولداً، وحين حضرته الوفاة جمع أولاده، وقال فيهم وصية عُدَّتْ من المآثر الأدبية نثراً وشعراً، ومما جاء فيها:
يا بَنيّ، إذا مِتُّ فسوّدوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم، فيسفّه الناسُ كبارَكم»، ثم جمع ثمانين سهماًَ فربطها بوتر، ثم قال: اكسروها، فلم يستطيعوا، ثم قال: فرِّقوا بينها واكسروها سهماً سهماً؛ فكسروها، فقال: هكذا أنتم في الاجتماع وفي الفرقة، ثم قال:
إنما المجّد ما بنى والـدُ الصّدْ
قِ وأحَيا فِعـالـه المولـــود
وتَمامُ الفضلِ الشجاعةُ والحلـ
ـم إذا زانـه عَفـافٌ وجــودُ
تعددت أغراضه الشعرية، فقال في المدح والفخر والهجاء، ويعد شعره تعبيراً عن أحد وجوه الحياة القبلية في الجاهلية.
توفي قيس ورثاه عبدة بن الطبيب بأبيات عُدت من أشهر المراثي، ومنها:
عليكَ سلامُ اللهِ قيسُ بن عاصم
ورحمتُهُ ما شاء أن يَتَرَحّما
وما كان قيس هُلكُهُ هلكُ واحدٍ
ولكنّه بنيان قومٍ تهدّمــا
عبد الرحمن عبد الرحيم