Mohammed Dunia
٢٠ أكتوبر، الساعة ٨:٠٠ م ·
مقالات مترجمة
علوم طب صحة..
الأرض
هل هي استثناء في الكون؟
ماذا لو كنا وحيدين في هذا الكون اللا متناهي؟ هل تنفرد الأرض بإيوائها حياة حيوانية، تاركة للكواكب الأخرى الحياة الميكروبية؟ عالمان أمريكيان يعيدان إلى الأذهان النظرية التي تفيد بأن الأرض هي فردوس نادر، إن لم يكن الوحيد في كوننا.
" لا بد وأن الميكروبات تعيش في العديد من مناطق الكون، ولكن بالتأكيد ليس الحضارات التقانية. إن الحياة الذكية، وحتى الحياة الحيوانية البسيطة، نادرتان في مجرتنا وفي الكون. إنهما استثنائيتان وغير موجودتين إلا على أرضنا "، وفقاً لما ورد في كتاب " الأرض نادرة "، الذي نشره مؤخراً عالمان من جامعة واشنطن، ويفندان فيه كل الفرضيات المقبولة عموماً منذ الستينيات. يرى " بيتر وارد "، عالم الإحاثة الاختصاصي بالانطفاءات الشمولية للأنواع، و " دونالد براونلي "، الفلكي وأحد كبار علماء وكالة الفضاء الأمريكية، أن الأرض هي جنة تأوي كل العناصر الضرورية لظهور حياة معقدة.
لما اعتبر المؤلفان أن " البيئات الملاحظة في الكون مرعبة للحياة بشكل عام "، أشاروا إلى فرادة مجموعتنا الشمسية ولاحظوا الوضع الخاص للأرض في المجرة: " لمنظومتنا الشمسية مواصفات نوعية وربما استثنائية. الشمس هي نجم فريد تماماً. إنها أضخم من 95 % من النجوم الأخرى وقد بقيت مستقرة منذ مليارات السنوات، موجدة بذلك منطقة قابلة للعيش ". هذا التأكيد فندته الاستكشافات الأحدث: قد لا تكون الشمس على هذا القدر من الاستثنائية في الكون. " يقدر عدد النجوم من النمط G الشبيهة بالشمس، خارج المجموعة الشمسية، بنحو 10 %. ومن بين 200 مليار نجم، تعتبر هذه النسبة ضخمة "، وفقاً لعبارة عالم الفيزياء الفلكية الفرنسي " ألن ليجيه "، الذي يضيف: " ربما يكون عشر هذا التقدير كاف إلى حد كبير كي نقول إن الشمس هي شيء عادي نسبياً في المجرة ".
تتمثل الخاصية الأخرى للأرض في أنها تقع في المنطقة القابلة للعيش في المجموعة الشمسية. فهي ليست قريبة كثيراً من الشمس، مثل كوكب الزهرة المضطرم، ولا بعيدة عنها كثيراً، مثل المريخ البارد. لو كانت الأرض أكثر قرباً إلى نجمها، لتغير محور دورانها وندر تعرض أحد وجوهها للإضاءة وانتهى بالتجلد. وعلى العكس، لو كانت تقع عند الطرف الخارجي للمجموعة الشمسية، لتعرضت باستمرار لصدم الأحجار النيزكية والكويكبات. وفي الحالتين، ما كان يمكن للحياة أن تتطور احتمالاً فيها أبداً. " عدا ذلك، نحن محظوظون بأننا نتوضع في بيئة هادئة جداً من مجرة الدرب اللبنية وعلى مسافة 25000 سنة ضوئية تقريباً من مركز المجرة. لو كانت الأرض في مكان آخر، حيث تتميز النجوم بكثافة أكبر، لدمرها حتماً انفجار مستعرٍ أعظم ( سوبرنوفا ) أو سفطها ثقب أسود! "، وفقاً لتأكيد المؤلفين.
هنالك عنصر آخر يبرز القيمة الاستثنائية للأرض: كوكب المشتري. وفقاً للمؤلفين، يتصرف هذا الكوكب العملاق كـ " مصيدة مذنبات " أو " ممص ثقالي " ينظف المجموعة الشمسية من جزء كبير من الأشياء التي تهدد الأرض باصطدامٍ معقِّم. " تشير دراسات عديدة إلى أن الأمور كان يمكن أن تكون أسوأ، إذ كان يمكن أن يكون عدد الاصطدامات أعلى يـ 10000 مرة لو أن المشتري والكواكب العملاقة الأخرى لم تكن تمتصها أو تطردها في الفضاء البعيد. وفي الوقت الراهن، أفضل مشتري وجدناه هو مشترينا "، على حد عبارة " بيتر وارد ".
من أجل أن تتطور الحياة على أحد الكواكب، يجب أن يكون لها محور دوران مستقل، وتلك هي حال الأرض، وذلك بفضل القمر. " لقد أبقى وجود القمر محور الأرض مستقراً، في حين تترجح كواكب أخرى لا أقمار لها بشكل شواشي ( فوضوي ) ولا تصلح أجواؤها بوضوح لنمو أية حياة "، على حد تأكيد " دونالد براونلي ".
مما لا شك فيه أن القمر يؤدي دوراً كبيراً في استقرار الأرض. ولكن هل يكفي ذلك كي نستنتج من هذا الوضع نموذجاً مقبولاً للكون كله؟ " ليس وضع الأرض بالنسبة لتابعها القمر نوعياً على نحو يخالف تشكل المنظومة الشمسية. في حالة الأرض، القمر ضروري، غير أن كل شيء يتعلق بالشكل الخاص للنظام الكوكبي المرصود. يجب أن تكون كواكب الأرض المستقبلية مستقرة، مع أو دون قمر. ذاك هو أحد شروط الحياة "، وفقاً لعبارة عالم الفلك الفرنسي " ج. لاسكار ".
عن " العلم والحياة " الفرنسية ترجمة محمد الدنيا
Mohammed Dunia
٢٠ أكتوبر، الساعة ٨:٠٠ م ·
مقالات مترجمة
علوم طب صحة..
الأرض
هل هي استثناء في الكون؟
ماذا لو كنا وحيدين في هذا الكون اللا متناهي؟ هل تنفرد الأرض بإيوائها حياة حيوانية، تاركة للكواكب الأخرى الحياة الميكروبية؟ عالمان أمريكيان يعيدان إلى الأذهان النظرية التي تفيد بأن الأرض هي فردوس نادر، إن لم يكن الوحيد في كوننا.
" لا بد وأن الميكروبات تعيش في العديد من مناطق الكون، ولكن بالتأكيد ليس الحضارات التقانية. إن الحياة الذكية، وحتى الحياة الحيوانية البسيطة، نادرتان في مجرتنا وفي الكون. إنهما استثنائيتان وغير موجودتين إلا على أرضنا "، وفقاً لما ورد في كتاب " الأرض نادرة "، الذي نشره مؤخراً عالمان من جامعة واشنطن، ويفندان فيه كل الفرضيات المقبولة عموماً منذ الستينيات. يرى " بيتر وارد "، عالم الإحاثة الاختصاصي بالانطفاءات الشمولية للأنواع، و " دونالد براونلي "، الفلكي وأحد كبار علماء وكالة الفضاء الأمريكية، أن الأرض هي جنة تأوي كل العناصر الضرورية لظهور حياة معقدة.
لما اعتبر المؤلفان أن " البيئات الملاحظة في الكون مرعبة للحياة بشكل عام "، أشاروا إلى فرادة مجموعتنا الشمسية ولاحظوا الوضع الخاص للأرض في المجرة: " لمنظومتنا الشمسية مواصفات نوعية وربما استثنائية. الشمس هي نجم فريد تماماً. إنها أضخم من 95 % من النجوم الأخرى وقد بقيت مستقرة منذ مليارات السنوات، موجدة بذلك منطقة قابلة للعيش ". هذا التأكيد فندته الاستكشافات الأحدث: قد لا تكون الشمس على هذا القدر من الاستثنائية في الكون. " يقدر عدد النجوم من النمط G الشبيهة بالشمس، خارج المجموعة الشمسية، بنحو 10 %. ومن بين 200 مليار نجم، تعتبر هذه النسبة ضخمة "، وفقاً لعبارة عالم الفيزياء الفلكية الفرنسي " ألن ليجيه "، الذي يضيف: " ربما يكون عشر هذا التقدير كاف إلى حد كبير كي نقول إن الشمس هي شيء عادي نسبياً في المجرة ".
تتمثل الخاصية الأخرى للأرض في أنها تقع في المنطقة القابلة للعيش في المجموعة الشمسية. فهي ليست قريبة كثيراً من الشمس، مثل كوكب الزهرة المضطرم، ولا بعيدة عنها كثيراً، مثل المريخ البارد. لو كانت الأرض أكثر قرباً إلى نجمها، لتغير محور دورانها وندر تعرض أحد وجوهها للإضاءة وانتهى بالتجلد. وعلى العكس، لو كانت تقع عند الطرف الخارجي للمجموعة الشمسية، لتعرضت باستمرار لصدم الأحجار النيزكية والكويكبات. وفي الحالتين، ما كان يمكن للحياة أن تتطور احتمالاً فيها أبداً. " عدا ذلك، نحن محظوظون بأننا نتوضع في بيئة هادئة جداً من مجرة الدرب اللبنية وعلى مسافة 25000 سنة ضوئية تقريباً من مركز المجرة. لو كانت الأرض في مكان آخر، حيث تتميز النجوم بكثافة أكبر، لدمرها حتماً انفجار مستعرٍ أعظم ( سوبرنوفا ) أو سفطها ثقب أسود! "، وفقاً لتأكيد المؤلفين.
هنالك عنصر آخر يبرز القيمة الاستثنائية للأرض: كوكب المشتري. وفقاً للمؤلفين، يتصرف هذا الكوكب العملاق كـ " مصيدة مذنبات " أو " ممص ثقالي " ينظف المجموعة الشمسية من جزء كبير من الأشياء التي تهدد الأرض باصطدامٍ معقِّم. " تشير دراسات عديدة إلى أن الأمور كان يمكن أن تكون أسوأ، إذ كان يمكن أن يكون عدد الاصطدامات أعلى يـ 10000 مرة لو أن المشتري والكواكب العملاقة الأخرى لم تكن تمتصها أو تطردها في الفضاء البعيد. وفي الوقت الراهن، أفضل مشتري وجدناه هو مشترينا "، على حد عبارة " بيتر وارد ".
من أجل أن تتطور الحياة على أحد الكواكب، يجب أن يكون لها محور دوران مستقل، وتلك هي حال الأرض، وذلك بفضل القمر. " لقد أبقى وجود القمر محور الأرض مستقراً، في حين تترجح كواكب أخرى لا أقمار لها بشكل شواشي ( فوضوي ) ولا تصلح أجواؤها بوضوح لنمو أية حياة "، على حد تأكيد " دونالد براونلي ".
مما لا شك فيه أن القمر يؤدي دوراً كبيراً في استقرار الأرض. ولكن هل يكفي ذلك كي نستنتج من هذا الوضع نموذجاً مقبولاً للكون كله؟ " ليس وضع الأرض بالنسبة لتابعها القمر نوعياً على نحو يخالف تشكل المنظومة الشمسية. في حالة الأرض، القمر ضروري، غير أن كل شيء يتعلق بالشكل الخاص للنظام الكوكبي المرصود. يجب أن تكون كواكب الأرض المستقبلية مستقرة، مع أو دون قمر. ذاك هو أحد شروط الحياة "، وفقاً لعبارة عالم الفلك الفرنسي " ج. لاسكار ".
عن " العلم والحياة " الفرنسية ترجمة محمد الدنيا