نظرية الفوضى في علم النفس - بواسطة: شدن النوافله - ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٢
نظرية الفوضى في علم النفس نظرية فوضى الكون أو نظرية شواش (بالإنجليزية: Chaos Theory) أو الشواشية، أو نظرية العماء، تعد من أكثر النظريات الحديثة إثارة للجدل وذلك لأنها فسرت الكثير من الأحداث التي توقفت عندها النظريات الأخرى ولم تستطع تفسيرها حيث أوجدت روابط أو صلات بين الظواهر المتباينة.[١]
تُفسر هذه الروابط والصلات هذه العشوائية بأنها ظاهرية فقط وأن كل ما يحدث من تعقيد في السلوك الإنساني يسير وفق نمط معين بعكس الفوضى الظاهرية التي يبديها ذلك السلوك،[١]
ونظرية الفوضى هي فرع من فروع الرياضيات وتعد من أحدث النظريات الرياضية الفيزيائية.[٢] تتعامل النظرية مع الجمل المتحركة الديناميكية اللاخطية التي تسلك سلوكاً عشوائياً (غير محدد أو مرتبط بعلاقة أو اقتران ثابت)، وربما تعود أسباب هذا السلوك إلى عدم تحديد الشروط الابتدائية أو ما يسمى بتأثير الفراشة (حركة جناح فراشة في مكان ما ربما يسبب إعصاراً في مكان آخر بعد عدة سنين) وغيره من الأسباب وتنص على أنه بالضرورة هناك ترتيب منتظم للأحداث العشوائية.[٢]
نظرية الفوضى في علم النفس عبر التاريخ في عام 1800م أشار يوهان غوتليب فيتشه إلى أنه "لا يمكنك إزالة حبة رمل واحدة من مكانها دون تغيير شيء ما عبر جميع أجزاء الكل اللامحدود"، وفي عام 1961 كان لورنتز يستخدم نموذجًا حاسوبيًا رقميًا للتنبؤ بالطقس، ومن باب الاختصار أدخل الشرط الأولي (0.506) بدلاً من إدخال القيمة الدقيقة الكاملة (0.506127) فكان الناتج مختلفاً تماماً.[٢]
إن رقماً صغيراً جدا وكثيراً ما يتم إهماله في الحسابات اليومية قد شكل فارقاً محورياً في النتيجة النهائية للبحث مما أثار فضول عالم الرياضيات والأرصاد الجوية الأمريكي إدوارد نورتون لورنتز ودعاه إلى القيام بدراسة نظرية جدية للبحث في إمكانية تفسير تغيير رقم عشري قليل جداً (يتم إدخاله إلى نظام ما) لنتيجة كاملة.[٢]
نشر إدوارد نورتون لورنتز دراسته في ورقة بحثية اعتبرت مهمة جدا إلى وقتنا الحالي عام 1963، وهذا ما يسمى بحساسية الظروف الأولية ويعني بالضرورة أن النظام (أياً يكن) يبدي حساسية واضحة جدا اتجاه أي متغير بسيط يحدث في بداية عمله.[٢]
تأثير الفراشة في البعد الإنساني بحسب نظرية الفوضى لو قمنا بتطبيق هذه النظرية على التعاملات الإنسانية فسنجد أن كلمةً واحدة بل أصغر كلمة في اللغة العربية (أف) لها بالغ الأثر فقد تتسبب في غضب الله على عبده إذا ما نطقها في وجه أحد من والديه؛ "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".[٣]
لا يُمكن نسيان أن طلقة واحدة من سلاح طالب صربي (غابريلو يرنسيف) قد تسببت باندلاع الحرب العالمية الأولى عندما أصابت الأرشيدوق (فرانز فيرديناند)، ونظرية الفوضى من أعمق النظريات ويمكن تفسير العديد من الظواهر عن طريقها خاصة فيما يتعلق بالطقس وهناك العديد من الكتب التي تشرحها بشكل مفصل مثل: علم اللامتوقع لجيمس غليك ونظرية الفوضى: مقدمة قصيرة جدا لليونارد سميث.[٤]