مسيرة الفنان والصحفي والباحث سعد فنصة Saad Fansa..السنونوالسوري المهاجر في أمريكا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسيرة الفنان والصحفي والباحث سعد فنصة Saad Fansa..السنونوالسوري المهاجر في أمريكا

    [email protected]
    Mobile

    Name: Saad Fansa
    Nationality: Syrian American
    Age: 56
    Last Academic qualification: Graduation degree from Intermediate Tourism Institute
    Country of residence: USA
    Occupation: Founder and owner of Washington International Publishing House.
    Free lance writer and photographer.
    Specialization: T.V photography and programs directing.

    Other activities:
    A previous contractor with the Metropolitan Museum of Art to provide training courses on photographic and data documentation training for Syrian participants in neighboring countries as part of Addressing the Cultural Heritage Crisis in Iraq and Syria program.

    Archive keeper and photographer in the department of photography at the General Directorate of Antiquities and Museums, lecturer at the Intermediate College of Archeology in Damascus, writer and freelance journalist, ex-director of the Department of Photography.

    Certification of training as a news announcer from Al Quds Station.

    Certification in Archive keeping and Documentation conducted by the E.U Program for the Protection of Cultural Heritage.

    Certification in Educational Course for Teachers and Instructors at Intermediate Colleges conducted by the Ministry of Higher Education



    Exhibitions participated in

    Director of a documentary film “a story of a tablet” which summarizes stages of discovering a mosaic drawing and the efforts made to restoring and protecting such kinds of antiques.

    A delegated representative in a number of Syrian Antiquities exhibitions in Damascus, Cairo and Beirut and other museums, in addition to personal exhibitions of photographic art.

    Directed a 50 minute documentary in 1986 for the International council for the Protection of the Islamic Antiquities (Agha Khan Award).

    Winner of a number of awards and certificates of appreciation:

    1997 Certificate of praise presented jointly by the Syrian Ministry of Culture, the UNESCO, the Saudi Mashareq Foundation, and the Turkish ARISKA Organization for Islamic Heritage Research and Studies.
    1996 A Shield and Acknowledgment from the Syrian Photographic Art Club.
    1996 Certificate of Appreciation from the Ministry of Labor and Social Affairs.
    1989-92-93-94 Four certificates of Appreciation among which an award for black and white picture during the exhibitions of the Syrian Photographic Arts Club.
    Directed a documentary (the story of a picture) presented at the inauguration celebrating Damascus the Capital of Arab Culture 2008.
    Co- founder of Damascus Archeological Society, member of the management board, and the spokesman of the Society.
    Wrote articles on sexual psychological denotations of the ancient Syrian statues and figurines in the Neolithic period published by Fikr periodical 2009.

    Other accomplishments

    Established Washington International Publishing House as a private firm to distribute books through Amazon, and to disseminate the Arab and the Levant culture and creativity to the world 2019. https://www.washingtoniph.com/
    wrote and published a book about of the Arab Revolution 1916 “Unknown Facts” distributed through Amazon. https://www.amazon.com/Facts-Arabic-.../dp/0692084312

    Delivered a lecture in George Maison university about the history of the Middle East after the Arab Revolution 2018.

    Joined archeological explorations missions in different important Syrian historical sites in Rossafa (Sergiopolis) and others and published a number of relevant articles and studies.

    Has a weekly column 1992-2007 in the Syrian weekly magazine. Founoun (Arts). The column is a review documented by own shots of the most significant archeological discoveries in Syria.

    A Member in the Council of the Protection of Old Damascus as a photographer and director of T.V. documentaries 1992-93.

    Published many research and essays related to Islamic Arts and Middle East history before the Islam in a number of Arab periodicals and magazines: Al Fayssal, Al khafji/ Saudi Arabia / Arts Syria / Fikr and other Lebanese journals and magazines.

    Represented Syria in 2 successive events in Cairo. The first in 2001 an exhibition of Historic Documents at Cairo Opera House under the auspices of the Arab League. The second event in 2004 a sub regional workshop on Museums Handling Techniques conducted by ISESCO. He was elected speaker and record keeper of the workshop sessions and was also deputized by the participating delegations to prepare and deliver the final address in addition to his presentations during the workshop program.





    من اللقاء معه في مجلة المفتاح الثقافي..ومجلة فن التصوير:
    https://www.almooftah.com/?p=30775
    لقاء الفنان المتألق المبدع ( سعد بشير فنصة ) ..المصور والصحفي السوري المهاجر..
    الفنان المتألق المبدع (( سعد بشير فنصة )) ..المصور والصحفي السوري المهاجر..يحدثنا عن تجربته وعلاقته بالوسط الفني الفوتوغرافي وبالصحافة والإعلام وعن توثيقه للكثير من الفاعليات الفنية والثقافية – الجزء -1 – .. حاوره : (( المفتاح – الدكتورة : سناء فريد إسماعيل – ( Asia Zaffour ) – فريد ظفور )) ..
    مقدمة :
    بعيداً ..بعيداً يعبر ويبحر في زرقة السماء النقية ..ويشدّو ترحال خيوط طائرته الورقية حول أصابعه المبدعة ..ليعطيها حريتها ..فدعونا نحلق معه بالأفق بعيداً ..بعيداً ..ي
    قول (( أندريه بارو ..مدير متحف اللوفر: سورية عبارة عن متحف طبيعي ولكل إنسان متحضر وطنان ..بلد الولادة ..وسورية ))..**
    ** تصحيح :المقولة هي لشارل فيرلو .. قارئ الرقيمات المسمارية الأوغاريتية ..
    عاش الأستاذ سعد حياة أشبه بالإسطورة ..بل إنها إختلطت بالإسطورة ..فقد ولد ونشأ في كنف أقدم مدينتين في العالم دمشق الحضارة والدبلوماسية والثقافة والفن وحلب الإسطورة بالصناعة والتجارة والإبداع ..كيف لا ..وهو سلسل أسرة عريقة إمتشقت سيف الأدب والفن وشرب لبناته في كنف أسرته العريقة التي أعطته الكثير ..في زمن لايحلم بمثلها أقرانه..ولا أدل على ذلك من والده الأستاذ الأديب والباحث والصحفي بشير فنصة الذي وثق فترة الإنقلابات في سورية..
    كل حياة الفنان الضوئي والصحفي صراع على الوجود ومن أجل الوجود ..وحده فنان وإنسان إستثنائي ..فقد كان يوظف دفعة واحدة أرصدته الفنية والأدبية في كل عمل يقوم فيه..أكان هذا العمل كتابة أو مقالة أو توثقاً أثرياً أو فوتوغرافياً..
    هذا اللقاء ليس تعريفياً مدرسياً ولا دراسة كلاسيكية لخصائص أعماله الضوئية ..بل هو تحليل دقيق لذكرياته ورحلته الفنية الضوئية ..وإذا شئتم أن تلجُوا عوالمه ..وتدخلوا إلى أعماقه لكي نضعكم وجهاً لوجه أمام لغز عطاءاته وموهبته الفريده ..وعليكم أن تفكوا رموزه الإبداعية..
    المصور : فريد ظفور
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    تعقيب من الأستاذ سعد فنصة

    Saad Fansa
    أشكرك يا أستاذ فريد لهذه التوطئة اللطيفة عني .. و لكن وحب علي التنويه أنني لأكثر من عشر سنوات كانت صفحتي عن الأثار السورية في مجلة فنون الصادرة بدمشق .. تعنون صوري و مقالاتي بهذه المقولة التي تختصر كل المقولات العظيمة لسورية و تاريخها القديم .. (على الإنسان المتحضر في هذا العالم أن يفخر بأن له وطنان … بلده الأصلي .. و سورية .. ) و هذه المقولة هي لشارل فيرلو .. قارئ الرقيمات المسمارية الأوغاريتية .. عندما قرأ الأبجدية الأوغاريتية .. لأول مرة أمام الأكاديمية الفرنسية للعلوم .. منوها بأهمية هذا الكشف الذي غير الثقافة الإنسانية .. قاطبة .. و من ثم تناقلها عنه عدد من المؤرخين و الباحثين .. و نسبت خطأ الى أندريه بارو مكتشف مملكة ماري .. ثم مدير متحف اللوفر .. نظرا لشهرته الواسعة أنذاك .. و الى اليوم .. يتناقلها الإعلام ..بنسبها الى بارو ..نظرا لشهرته أكثر .. من شارل فيرلو .. و سبق لي أن بينت بالوثائق و التواريخ .. و الشهادات حول هذا الموضوع .. و كتبت عنه أكثر من مرة .. !!
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ الأسئلة:
    – 1- أستاذ سعد ماهي المناهل الأساسية الأولى التي اقتبست منها بدايات التصوير الفوتوغرافي والصحفي وشكّلت شخصيتك الثقافية الضوئية وطبـعت عوالمه الإبداعية .. لا شك أنها كانت قليلة وضحلة في زمن كانت الكاميرا والتصوير فعل شائن وحرام بمجتمعنا العربي ، هل لك أن حدثنا عن مسيرتك الفنية والأدبية ..

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    – 2- من هم رواد التصوير الضوئي في سورية وفي العالم العربي ..وبمن تأثرت ببداية مشوارك الصحفي والفوتوغرافي ..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    3- أستاذ سعد..صراع الأجيال أو لنقل سباق التتابع من الوالد ثم الإبن ومن ثم الأولاد فهلا تحبذا أن يتابعوا المسيرة أولادك..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    4- لمدينة الياسمين دمشق وكذلك لمدينة حلب لديكم حكاية أو قصة عشق ….هلا حدثتنا عن العلاقة الحميمة بينكما..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    – 5- أي أنواع التصوير تستهويك ..تصوير البورترية ..الطبيعة ..الطيور والحيوانات ..الكلوز أب .. التصوير المفاهيمي ..الخ..وماهي الأوقات والفصول المفضلة لديك للتصوير..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    – 6- من يعجبك من المصورين السوريين والعرب..والعالميين..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    – 7- ماذا يحتاج نادي فن التصوير السوري و إتحاد المصورين العرب ليكونا في كل منزل وعلى كل جهاز ..أي مالهما وماعليهما..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    – 8- كيف ترى دور المصورات العربيات وأين وصلن في الساحة الضوئية العربية..وهل أصبحنا ينافسن الرجل في التصوير..في عالمنا العربي..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    – 9- دور وعلاقة التصوير بالإعلام المكتوب والإلكتروني ..في زحمة التقنيات الحديثة..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    – 10- هناك نهضة فوتوغرافية وريادة في دول الخليج العربي ..فلماذا تعزو ذلك ..للوعي الجماهيري ..للظروف المادية المتطورة..للوعي بأهمية الصورة ..للنشاط البشري أو الإهتمام الحكومي..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    – مع تحيات فريق العمل بــ اللقاءات والتحقيقات في :
    – مجلة فن التصوير الضوئي – مجلة المفتاح – موقع ومنتديات المفتاح
    – عنهم:
    – – المفتاح – الدكتورة سناء فريد إسماعيل –
    – ( Asia Zaffour.آسيا ظفور ) – فريد ظفور ..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

    جواب السؤال الأول
    أختلف معك في الشق الثاني من السؤال .. و سأجيب عنه بداءة .. لقد نشأت في أجواء تحترم الثقافة و الإبداع الفني .. ولم يكن التصوير و الرسم و النحت فعلا شائنا في بداية تشكل وعي الطفولي .. لما حولي .. و لم يكن حمل كاميرة التصوير فعليا أمرا مستهجنا .. حتى في الشارع الذي نشأت فيه .. لقد تعرفت على التصوير من المصور الأرمني الشهير ديكران .. و الذي كان واحد من أبرز مؤسسي فن التصوير بمعناه الإحترافي .. بمدينتي حلب في النصف الثاني من القرن العشرين .. و كان والدي بحكم علاقاته الأدبية و الفنية ككاتب و صحفي .. يهتم بتوثيق حياتنا تماما كما كان والده .. و اقصد جدي ..يفعل مع أسرته .. كما كان والدي يهتم بصحتنا .. أنا و اشقائي و شقيقاتي بأن كان لنا طبيب خاص لرعايتنا .. كان المصور ديكران .. المصور الخاص للعائلة .. في مناسباتها المتنوعة و حضورها الإجتماعي و الإنساني بين الأصدقاء .. على مدى عقود .. و لعل المصور الشهير بدمشق جورج درزي و الذي كان يصور للصحيفة التي كان والدي و شقيقه الأصغر يتناوبان على إدارتها و تحريرها في الأربعينات و الخمسينات من القرن المنصرم .. في مرحلة سابقة لم أشهدها إذ لم أكن قد ظهرت فيها الى الوجود و لكنني إمتلكت صورا عائلية و أرشيفية بتوقيعه على الكثير منها لشخصيات سياسية كانت تنشر في الجريدة لا زلت أمتلك بعضها … !!
    جواب 2
    على الاقل ذكرت لك إثنان .. في جوابي السابق .. و أعتبر جورج درزي واحد من أبرز مؤسسيي فن التصوير بمعناه الإحترافي الواسع .. و لو قدر لك الإطلاع على غزارة نتاجه الفني .. ليس في الوجوه فحسب .. كما أشتُهر عنه .. كما كان أزاد .. أيضا .. و في مرحلة مبكرة .. جدا كان هناك هواة .. منذ ثلاثينات و أربعينات القرن الماضي منهم خالد معاذ و شفيق الإمام .. و أحمد القرملي .. و أسماء أخرى قامت بأعمال فنية و توثيقية غاية في الاهمية و أعتقد أن هناك مجموعة ليست بالقليلة جاءت فيما بعد رسخت لهذا الفن الجديد بعيدا عن الحرفة التقليدية ..باسماء كبيرة غدت علامة فارقة في تاريخ الفن كان من بينهم .. على سبيل المثال لا الحصر .. مروان مسلماني .. و صباح قباني .. و محمد طالو .. و جورج عشي .. و بهؤلاء .. تصادقت .. و بهم و بأقرانهم و جيلهم .. تأثرت .. أما و قد سألتني عن العالم العربي فليس لدي الكثير من المعلومات ..في تلك المرحلة المبكرة .. و إن كنت على إطلاع أن في القاهرة و بيروت و القدس و إستانبول.. ( بحكم المرحلة التاريخية ) .. تجارب أقدم .. و أعرق .. شاهدت بعضها .. في القاهرة و إستانبول .. و لكن لا تحضرني الذاكرة باسماء مغامريها و مصوريها الاوائل .. و كانوا كثرا بالتأكيد .. كما أن القسم الاكبر من هذه الأرشفات و الصور ..للأسف لم توثق أسماء مصوريها أو كان الكثير منهم غير معروفون .. أو إختلط على المدقق أسم مصور بأخر .. و هذه مسألة في غاية الأهمية التوثيقية .. لا ينظر اليها حتى اليوم بجدية .. و أحيانا قد لا يعني أسم المصور للمشاهد أو الناظر لعمل فني أو توثيقي الكثير .. إلا بعد مضي الزمن .. و الشهرة التي ينالها الفنان المصور فيما بعد ..و لكنني أنوه أنني قد تعرفت اليوم على كثير من التجارب العربية حديثا من خلال صفحتك المميزة .. و مجلتك الإليكترونية ( مجلة فن التصوير ) عن تجارب مذهلة لا تقل قوة .. و إستثنائية .. عن تجارب حققت نجاحات عالمية .. و حضورا لافتا .. و حقيقيا .. و مبدعا ..و لك الفضل في تعريفنا بها .. و القاء الضوء عليها .. !!
    جواب 3
    لا أؤمن بما يسمى الصراعات .. و المنافسات و السباقات في العلاقات الفنية و الإنسانية و أعتبرها خطأ فادحا في التوصيف .. و لأنني كنت شاهدا لمرحلة طويلة .. مالذي فعلته هذه المنافسات التي تحولت فيما بعد الى صراعات بين الأصدقاء و زملاء العدسة .. و ادت الى قطيعة و خلافات و تمزقات .. لذلك كنت أنا واعيا لهذا الخط الذي خططتُه لذاتي منذ البداية .. فكنت بذلك صديق الجميع .. و أنا لا أتدخل في مسيرة أبنائي إلا في اللحظة التي يُطلب فيها مني ذلك .. كي يكون لرأي قيمة و إحتراما .. أكبر مما يكون عندما أعرُضه عليهم .. ليل نهار .. بعاطفة الأبوة … و إهتمامها .. و من ثم يرمونه خلف ظهورهم بلا إكتراث .. كما يحصل لغيري من الاباء .. و هذا لا يعني أنني لا أراقب مسيرة تطورهم العلمي و إهتماماتهم .. فلدي يافعين .. أكبرهما بشير .. و هو مهتم بتقنيات الكومبيوتر .. و إنشاء البرامج .. و هو اليوم في الصف العاشر .. و نمير .. الصغير .. في الصف الخامس و في العاشرة من عمره .. و هو يرغب بأن يكون ممثلا سينمائيا أو تلفزيونيا .. و يمتلك من المواهب و الطاقات الرائعة في ذلك فضلا عن حساسيته المرهفة .. و تركيبته النفسية التي قد تؤهله ليكون وريثا للأم تيريزا في شعوره الإنساني بالمعذبين في هذا العالم .. و بالاخص في وطنه السوري الجريح بعمق .. و ألم شهده هو و شقيقه .. خلال أشهر و سنوات الآلام السورية .. في كارثته الإنسانية المريعة .. المهم أن طريقهما لا زال طويلا و شاقا سواء أكان هنا في الولايات المتحدة .. أم في سورية .. !!
    جواب 4
    حلب ولدت فيها .. و كنت أصغر مرافق لها في جمعية العاديات ..و من خلال رحلات هذه الجمعية تعرفت على أثارها و خاناتها و أبوابها و حاراتها و قلعتها .. و هنا كانت الشرارة الأولى لعشقي لأثار سورية مع فن التصوير .. فأنت عندما تدرك قيمة و أهمية تراث بلدك و تفوق ابداعه المعماري و الفني عبر القرون .. و فلسفة حياة سكانه و أهلوه .. لابد أن تفخر بإنتماءك اليه .. أما عندما تدمره الوحشية البربرية المعاصرة أمام أنظار العالم و صمته المريب .. لابد أنك ستشعر بالخجل و العار .. لإنتماءك النفسي و الإنساني .. لهذا الجنون و العبث .. أما دمشق فهي التي إحتضنتني الردح الأطول من عمري و فاق عشقي اليها كل الأمكنة و الأوطان .. كما ذكرت أنت عني يوما ما ذلك ..يا استاذ فريد .. في لقطة ذكية من لقطاتك و تعليقاتك المحببة .. و الكون عندي اصغر من حلب .. و دمشق هي خاتمته .. !!
    جواب 5
    عُرفت باهتمامي و عملي في تصوير الأثار قرابة الثلاثون عاما في متحف دمشق الوطني .. و لم أتخصص يوما في مجال وحيد .. أوحد .. أنا أصور كل ما يستفزني و يدفعني لتسجيله .. و قمت بتجارب مخبرية قبل دخول الفوتوشوب الى عملية إعادة بناء المشهد ..و دمجت الرسم بالتصوير .. في لوحات محددة عرضت في حينها و لفتت الإنتباه و لم أكن انا أول من إبتكر هذه الطرائق .. بل سبقني أخرون اليها .. و ليس هناك فصل محدد يستهويني .. أو ظهيرة ضوء ساطع .. أو يوم مغبر .. فأنا أمارس هوايتي بعيدا عن هذه التصنيفات الجوية أو الحيوية .. و في أوقات قد يجدها البعض غير ملائمة للتصوير .. و قد تكون .. في أقصى درجات العتم .. و إنحسار الضوء .. و لي قصص طريفة .. في التصوير الليلي .. أيام الشريحة الفيلمية .. و قبل شيوع نظام الديجيتال .. بسنوات طويلة .. و سبق لي أن كتبت أن تصوير البورتريه .. هو أعمق بكثير مما يظنه البعض .. و قد أقضي سنوات التقاعد الأخيرة من عمري أمارس التصوير الوجهي الفني .. بدراسات ضوئية جديدة كليا و غير تقليدية ..!!
    جواب 6
    من السوريين القدماء قد لا تعجبني لوحات مروان مسلماني .. المكبرة .. و الضخمة ….فحسب بل لأني قمت بالتعلم منها .. و دراسة بعضها .. و المساهمة في قراءة إضاءاتها و تكويناتها .. فانا مغرق في فهم هذا الفنان .. و أحترم تجربة الفنان الرائع جورج عشي في صوره التي كنت مع بعضها لحظة التوثيق و التي كان يصطادها بحرفية و إدراك واسع لما يريد من صور الشارع الغنية بحركة الناس .. حالاتهم الإنفعالية النادرة .. و فيصل الست في تقنياته اللونية الفريدة .. و أحمد غازي أنيس في تنويعاته البصرية الفائقة .. و المتقدمة .. و فنان البوتريه هيثم كواكبي الذي غادرنا قبل أسابيع قليلة .. و قائمة طويلة من فنانين المتوسط العمري .. من جيلي .. و أقدر كثيرا الأبيض و الاسود عند طوني مزاوي و له فيه عالمه الخاص .. و سبقه في هذا العالم و أكتشافه الفنان سامر قزح .. و من ثم توقف عن الإنتاج .. و كذلك .. تجربة زياد الست .. و خصوصا عندما تعلم في فرنسا و اليابان .. و امتلك الحرفية السورية الصعبة .. و توجها بالتكنولوجيا المتقدمة .. لليابانيين .. و عدساتهم .. و كان قد سبقه اليها الفنان عمر البحرة .. و التي كانت دائما تثير إهتمامي بمغامراته و تجاربه المبكرة و التي سبق بها الجميع و أسماء كبيرة لمعت فجأة بأعمالها الجميلة و الفريدة ثم خبت فجأة .. و لعل تجارب الراحل علي رضا النحوي و عبد المعين عبدو .. و هشام طنطا .. و رضا بلال .. و ليد عوض و غيرهم .. لا تزال في ذائقتي البصرية .. بأعمالهم الجميلة ..و ثقافتهم الرفيعة بالبحث عن المدهش و المثير و غالبيتهم سبق لي أن كتبت عنهم .. و نوهت بأهمية تجاربهم و معارضهم .. أما من العرب ففي لبنان لفتت إنتباهي أعمال فاروجان سيتيان ..في البورتريه للمشاهير .. و كانت صورته الخالدة لاديب لبنان و العرب الكبير مخائيل نعيمة لا تزال .. مدرسة حقيقية للتصوير الوجهي .. و من مصر سبق لي أن حضرت في دار الأوبرا في القاهرة معرضا للصور الوثائقية .. للأسف لم أعد أذكر الكثير من الأسماء .. سوى المصور الأرمني المصري ليكيجيان من بين تعداد طويل منهم .. و أخمن أنه ربما كان الأشهر من بينهم .. قديما .. كذلك .. المصور العثماني القديم عبد اللهيان .. مصور السلطان عبد الحميد في إستانبول .. و هنا لابد للإشارة التاريخية الى الدور الواسع للمصورين الارمن في بسط سلتطتهم الزمنية الطويلة على أسرار هذا الفن منذ نشأته الاولى .. و حتى غدا فنا مكشوفا في عالمنا منذ الستينات و السبعينات .. من القرن الماض .. أما و قد سألتني عن المصورين العالميين .. فلابد أن الأمريكيين .. أنسل أدامز و يوشف كارش .. يتصدران روعة الاعمال الفنية التي لاتبرز في زمنيهما .. و اصبحت اليوم من العلامات الفارقة في تاريخ فن التصوير ..أما عن مصوروا اليوم فهم من الروعة و التقنيات .. بحيث أن قائمتهم لم تعد تتوقف عند أسم أو حدّ .. و لعل مشاهداتي هنا في الولايات المتحدة الأمريكية و في متاحفها .. تجعل من مصوري الناشيونال جيوغرافي .. في القمة دائما .. !!
    جواب 7
    لقد مضى على إنتسابي لنادي فن التصوير أكثر من ثلاثين عاما قضيت نصفها في العمل أفقيا .. و شاقوليا .. مع بقية أعضاء النادي في أمور إدارية .. و كان أبرزها تنظيم المعارض الخارجية .. أو المشاركة بها .. إضافة الى أنني كنت بمثابة الناطق الإعلامي و الصحفي للنادي .. لذلك هذا التجمع الراقي بحاجة الى كل شيء بدأ من المقر .. و لا إنتهاء بالإحتكاك الثقافي او الفني الواسع مع العالم .. النادي و غالبية التجارب .. و بمن فيها أنا … ندور داخل عالمنا .. مكررين غالبية التجارب التي مرت بها أجيال سابقة .. سواء في الداخل السوري أم في الخارج العالمي .. و لا يعنيني كثيرا التنظيمات النقابية و المهنية و الفنية .. سواء اصار عضوا في الفيا أراب .. أم في الأمم المتحدة .. و كل هذه المنظمات و التنظيمات .. لا تعلن أهدافها الحقيقية .. و الحفية .. و هي ممارسة نوع من الرقابة على خيال الفنان .. و كلها أثبتت فشلها فالفن ليس بحاجة الى منظمات و تنظيمات تكون عليه جهة وصائية .. أو رقابية .. إنه فقط بحاجة الى الكثير من المعرفة .. و الأكثر منها .. الحرية .. و الفردانية بوصفها الؤسس الحقيقي للإبداع ..
    جواب 8
    ليس هناك لدي أي تفريق ثقافي .. أو عضوي .. أو جنسي ما بين .. مصور .. أو مصورة .. فقط هناك فنان .. و فنانة .. عين موهوبة .. أو مدربة ..تدرك ما تريد .. و تتحسس الجمال .. و اللون .. و قيم الإضاءة و غيرها .. و تصوب نحو هدفها بنجاح .. و تحقق المراد .. بلوحة فريدة .. أو تعيد تأليف المشهد مرة أخرى بتشكيله .. أكان عبر تقنيات المخبر قديما أم عبر طرائق الحذف و الإختصار الإلكتروني .. عند التصوير الديجيتال .. و لا أجد مكانا للمنافسة إلا في العقول البدائية ..و أنظمتها المتخلفة التي جعلت من الناس تتزاحم على ركوب الباص .. أو الحصول على وظيفة .. أو السعي لتأمين لقمة العيش المريرة .. المنافسة في الإبداع محض هراء .. إذ لكل التجارب الفنية خصوصيتها .. و تفردها .. و عند اللحظة الحاسمة بتكوين المشهد المبدع تختفي كل هذه الفوارق .. و لم يبق إلا تسليط الضوء .. عليها .. و كم من الأعمال الإعتيادية .. قام بها رجال أو نساء .. و نالت من الأهمية بما لا تستحق .. و روج لها الإعلام .. بما لا يقارن من أعمال رائعة .. بقيت .. مغفلة .. أو في الظلال .. و لا بد أنك يا أستاذ فريد شاهد عميق .. و صادق .. طوال عقود على ما أقول .. !!
    جواب 9
    هذا سؤال عام .. و غير واضح .. و على عكس ما يعلق الساسة .. عادة .. مجاملين المحاور بقولهم : هذا سؤال جيد … لأنه صادف هوى في نفوسهم .. و أنا سأقول عنه .. أنه سؤال غير جيد .. لأنه بات بديهيا الإجابة عنه .. الصورة اهم بأشواط من المقال أو النص المكتوب .. خصوصا في عالمنا .. العربي .. و العالم .. مهما تطورت التقنيات .. فالثقافة المكتوبة تتراجع .. و نحن بالذات أمة أقرأ .. قراء للعناوين و الصور .. في أحسن الاحوال ..
    جواب 10
    .. نعم أتفق معك .. و لكنني لا أسميها نهضة .. و كل هذه العوامل التي ذكرتها صحيحة بالمجمل .. و لكنني أضيف عليها البحوث و التجارب الفردية .. المتميزة و المغامرة ..و لولا أؤلئك لما أطلقت عليها أنت بالخطأ .. ( نهضة) .. دعني أسميها إستثمار سريع .. و ناجح .. , إستهلاك متطور للتقنيات البصرية .. و سهولة بالإستخدام .. و أنا متأكد من إصطلاحي هذا .. فأنا لم أسمع كثيرا عن نجاحات هذه النهضة .. أيام فيلم الأبيض و الأسود .. أو الشريحة الفليمية .. أيا كان لونها .. إلا على أضيق نطاق .. مثلا فسر لي .. أنت .. مالذي يعينيه ذلك .. ؟؟
    في رحلة تصوير الى معلولا .. في عام 1990 من اليمين .. أقصى اليمين .. سعد فنصة .. و من البحرين على خميس .. و صبحي كديمي و هند زينو و عبد الكريم الإنصاري و أحمد غازي أنيس و فتاة نسيت أسمها و من ثم حسن الأشقر و من البحرين أيضا على مبارك .. و أخيرا هشام طنطا
    Saad Fansa
    مع الاصدقاء .. و يبدو فيها .. من اليمين أنطون مزاوي .. رضا بلال .. سعد فنصة .. أكرم الغطريف .. و يسرى عجم .. و جورج عشي و عادل مهنا .. و إبراهيم قوبا و و محمود سالم و عمار البيك .. و خالد الجمعات .. و أخرون .
    تابعوا معنا تتمة اللقاء مع الفنان المتألق (( سعد بشير فنصة Saad Fansa )) -ج2-.. الأستاذ سعد فنصة فنان مبدع خدم التصوير والآثار في سورية..وأسس لمشروع متحف ضوئي لم يرى النور بعد..
    Saad Fansa
    محاطا بالأصدقاء .. سامر قزح .. علي رضا النحوي .. و مروان مسلماني .. إثناء تسلمي جائزة لوحة الأبيض و الأسود من معاون وزير الثقافة .. عام 1991.. و يبدو فيصل عجمي .. نقيب الفنانين
    تتمة أسئلة الحوار مع الفنان سعد بشير فنصة Saad Fansa
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    11- كثرت الجوائز العربية والمسابقات في المغرب والمشرق ولعل أكثرها إنتشاراً جائزة الشارقة وجائزة حمدان للتصوير (( هبا )) ..وغيرهما ..فعلى ماذا يدل هذا التطور برأيك…

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    – 12- فن التصوير الضوئي أصبح له مدارسه وإختصاصاته المتعددة في دول العالم المتقدمة فأين نحن من ذلك.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    – 13- فن التصوير المفاهيمي أو كاريكاتير الصورة أو فن الفكرة ..أو التجريد بالصورة ..كيف تراه بين فنون التصوير الضوئي الأخرى.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    – 14- شركات التصوير كثيرة ومتنوعة وكل يوم يوجد الجديد ..فأي الماركات تستهويك من كاميرات وعدسات ومعدات. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    – 15- منظمة التصوير العالمية أو إتحاد المصورين العالمي ( فياب FIAB ) هل أصبح للمصور العربي وإتحاد المصورين حضورهم فيه وماسر تفوق الخليجيين بجوائز الفياب..

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    16- تملكون و لديكم أرشيف وتاريخ طويل من الصور وصور البورتريه والمقالات للكثير من الشخصيات الفنية والفكرية والأدبية والثقافية من سورية والوطن العربي والعالم ..فماهي أهم الصور التي تعتز بها.. ولنفترض جدلاً بأنه يوجد متحف للتصوير الضوئي فهل تساهم وتقدم بعض أعمالك له..

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    – 17- ماهي فلسفتك في التصوير وماهو أسلوبك الذي تعتمده أو البصمة التي تحب أن تتميز بها عن غيرك.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    – 18- كثرت أدوات الإتصال والتواصل من موبايلات وتاب ولاب توب وأنترنت.. في كل منزل أصبح موجود كاميرا وموبايل وماشاكلها..ماهي نصيحتك للشباب وللأجيال القادمة التي تحب التصوير الضوئي..

    – ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    – 19- كثرت المدارس وورشات العمل ودروس التصوير ..فهل تعتبر ذلك دليل عافية لاسيما وأننا نعيش ثورة الملومات والإتصالات السريعة.. – ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    – 20- يقال أن عصرنا عصر الصورة والصورة هي جواز سفر ولاتحتاج إلى ترجمان لقرأتها ..فكيف توضح لنا ذلك.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    مع الاصدقاء .. و يبدو فيها .. من اليمين أنطون مزاوي .. رضا بلال .. سعد فنصة .. أكرم الغطريف .. و يسرى عجم .. و جورج عشي و عادل مهنا .. و إبراهيم قوبا و و محمود سالم و عمار البيك .. و خالد الجمعات .. و أخرون ..
    الأجوبة : Saad Fansa
    جواب 11
    إذا كنت تقصد أن كثرة الجوائز .. تعني تطورا .. فلسوف أحيلك الى جوابي السابق .. ما تراه أنت نهضة .. او تطور .. لا أراه .. كذلك .. فالجوائز يجب أن تمنح على أضيق نطاق .. و في مجال البحث العلمي الفوتوغرافي .. .. و التفرد الفني .. الذي لا مثيل له .. أو يجب أن تمنح للفئة الشابة كمحاولة لتشجيعها .. على المتابعة .. و الإعتراف بموهبتها .. و دعني أتحدث بصراحة حول هذا الموضوع .. من خلال تجربتي الخاصة .. قد لا تتوافق معي بالرؤية في هذه النقطة … تحفل جدران منزلي خلال العقود الماضية بعشرات الجوائز و براءات التقدير و كنت عضوا في لجان التحكيم لمسابقان تمنح هذه الجوائز و تلك الشهادات فيما مضى .. و على أكثر من صعيد .. هذه الجوائز لا تعني شيئا .. و حتى لو كانت من أعلى هيئة ممثلة للفوتوغراف في العالم .. إن كان هناك .. تواجدا لمثل هذه الهيئة … لتقويم العمل الفني .. الفوتوغرافي .. فكما كان لي صورا .. هي غاية في الروعة .. الفنية .. كان لي أكثر منها .. بكثير .. من الصور الرديئة .. لو عرضت في معرض متخصص للصور الفاشلة .. لحازت على أحط الجوائز العكسية .. قدرا .. في البشاعة .. و الفشل .. و كثر من كبار الفنانين هم مثلي .. لذلك جاءت تقنيات الديجيتال اليوم لتتسع معها مساحة عرض الصور الناجحة .. و توجت ببرامج الفوتوشوب .. و التي من شأنها أن تعيد إنتاج أردأ الصور فنية و إلتقاطا .. الى أعمال .. مغايرة تماما لحظة التصوير الفاشل .. ,, أخمن أن الجائزة يجب أن يحوز عليها برنامج الفوتوشوب .. أو مبتكره .. أو مخترع نظام الإلتقاط الإليكتروني ….و أقصد نظام الديجيتال .. أما كثرة الجوائز .. فهي تقلل من أهمية و شأن الجائزة .. و أنا هنا أتفق مع رؤية و توجه الفنان الفذ جورج عشي بأن تحتسب فنية اللقطات التي تبرز دور و قوة المصور الفنان في لوحة الأبيض و الأسود فقط .. فمن خلال هذين اللونين .. الذي لا لون فيهما .. ألإبيض .. لا لون فيه .. و الأسود الظلام التام .. و العتم الشامل .. و الذي لا لون فيه أيضا .. يصنع الفنان الحقيقي لوحته الحقيقية بعيدا عن وهج اللون و جاذبيته المؤكدة للعين ..
    Saad Fansa
    جواب 12
    عندما أطلع على بعض الصور الرائعة التي تنشرها في مجلتك ( فن التصوير ) لمصورين عرب أدرك تماما مقولة الكتب و المفكر الأمريكي توماس فريدمان .. بأن العالم بتقنياته الحديثة جعلت العالم يكاد يكون .. في مستوى واحد .. أو متقارب .. فالصور التي يحققها فنانون عرب و محليون هي من الروعة و الكفاءة .. و البحث مما يؤهلها .. لان تكون .. في مصاف الأعمال العالمية .. و أرجو أن لا يفهم حديثي هذا .. بالتناقض مع جوابي على سؤالك السابق .. بل بإعتبار أنه يُكمله .. فالمعرفة التقنية لا تزال كما كانت قديما .. هي المؤهل الأساس .. فكيف أكون شاعرا دون أن أتقن القوافي و الأوزان .. و علم العروض .. و حتى لو إمتلكتها .. فكيف أصير شاعرا و أنا لا أمتلك الموهبة و الرؤية التي تؤهلني لكتابة أربعة أبيات من الشعر .. و حتى لو إمتلكت الموهبة .. كيف سأمسي شاعرا مجددا .. إذا لم أمتلك الإذن الموسيقية لأكتب إيقاعا شعريا موسيقيا تستسيغه الأذن .. و تطرب لسماعه .. و إلا سيكون شعري جافا كالشعر الصحراوي .. و ليس هناك فيه ما أتمايز عن الأخرين .. و كذلك ينطبق هذا الرأي على التصوير و تقنياته .. !!
    Saad Fansa
    جواب 13
    Saad Fansa
    التصوير علم و معرفة واسعة .. بالتقنية .. و عين مدربة على إصطياد هدفها .. بلا تلكؤ .. و إلا ضاعت منه .. في الصور النادرة ..ذات الاهداف المتحركة .. أما الثابتة فليست اسهل .. و لكنها تحتاج الى مدة زمنية قد تطول أو تقصر .. للدراسات الضوئية و إختيار المنظور و تأليف تفاصيل المشهد .. و لا تهمني التصنيفات المدرسية .. و المذهبية فيه .. لا من قريب أو بعيد .. فهي المسألة متروكة للنقاد .. و ليست للمصور المبدع بالجديد و المثير .. !!
    Saad Fansa
    جواب 13
    أنه فن شأنه في ذلك .. شأن تيارات و مذاهب الفنون الأخرى .. أفهمه .. و أتحسسه .. و يندر أن يتاح لي الوقت لممارسته .. و أستمتع به أحيانا … بتقليب صفحات المواقع المتخصصة به على الفيس بوك .. و اذهل أحيانا من عبقرية الفكرة و لمعتها .. و تجسده هنا بكثرة معارض واشنطن العاصمة .. و متاحفها .. و الذي أنا من روادها الدائمين .. حيث أعيش اليوم ..
    Saad Fansa
    جواب 14
    هواية التصوير بلا أدنى شك .. مكلفة جدا لصاحبها .. لقد تمكنت من إستغلال الكثير من التقنيات بالعدسات و الكاميرات .. من خلال عملي الوظيفي كمدير للتصوير و الأرشيف البصري في المديرية العامة للأثار و المتاحف .. بدمشق .. لقد تعاملت بروعة مثالية مع طراز mamia من التقنية اليابانية القديمة قياس 6×6 فوجدتها تقارب الهزبلاد بقييم عدستها .. و قوة إحتمالها في أقصى الظروف التي رافقتني فيها .. بدرجات الحرارة المرتفعة .. خلال رحلات التصوير في بوادي الشام و مناطق الحفريات الاثرية .. و لكن بقيت Nikon هي الاوفر حظا .. و الأطول وقتا بين يداي و على عيني قرابة العشرين عاما .. متواصلة .. و لي تجارب سيئة مع طرز أخرى .. و عادة أنا لا ابدل كثيرا بين الطرز .. و التقنيات .. وأعدها شكلا من أشكال الرفاهية القصوى التي كنا مبعدين عنها طوال عقود .. و نيكون هي المقبولة بسعرها حتى هنا في الولايات المتحدة .. بسعرها المقبول مع الجودة العالية بالتقنية في صناعة العدسات .. التي تنقل اللون .. و تدرجاته و حدته .. بشكل مذهل .. حيث تتشارك التصنيع مع العدسة الألمانية الفاخرة من طراز كارل زايس .. و الحديث يطول .. و لا أريد الإغراق فيه أكثر .. !!
    Saad Fansa
    جواب 15
    كما سبق لي أن علقت .. نعم هناك حضور قوي الأن في عالم التصوير .. للمصوريين الخليجيين .. و لذلك أسبابه الواضحة .. أولا إنفتاح دول الخليج على التقنيات الحديثة .. تجاريا .. و إعتمادها تكاليف منخفضة نسبيا عن بقية البلدان المجاورة .. منذ مدة زمنية نافت عن الثلاث أو الأربعة عقود .. مما ساهم بتكوين جيل متطور تقنيا حتى الحدود العالمية .. و إهتمام و تشجيع كبير من أعلى المستويات على توسيع القاعدة الشعبية لهذا الفن .. لذلك أتت ثماره .. كما نشهد فصولها .. اليوم
    Saad Fansa
    جواب 16
    .. أمتلك صورا و أرشيفا شخصيا .. بعضه جرى إهداؤه الي .. و أعتز به كثيرا .. و هو ليس من الكثرة .. بالكم .. و لكنه بالكيف يعد وثائقيا .. و نادرا .. بعض لوحات و صور قليلية من تصويرالراحلين العزيزين د. مروان مسلماني .. و د. صباح قباني ..و غيرهم مما سبق لي أن كتبت عنهم أو نشرت لهم .. و منهم أيضا فنانون تشكيليون .. كفاتح المدرس .. كما أمتلك أرشيفا نادرا لا مثيل له .. للرؤساء و الملوك العرب .. جزء منه من تاريخ سورية المعاصر .. ورثته من أبي و عمي .. و افخر بأهميته .. و سأكتب عنه نصوصا متتابعة على حلقات .. تروي قصة كل صورة و حدث .. و بما أنك سألتني فيما لوكان هناك متحف للتصوير .. وجب علي إعلامك للتاريخ و التوثيق ..بأنني تقدمت في العام 2009 _ 2010 الى وزارة الثقافة .. و مديرية الاثار .. _ مكان عملي الحالي _ بنص و مقترح لإقامة نواة متحف فوتوغرافي في دمشق .. تمت الموافقة عليه .. على الورق .. فقط .. نظرا للظروف القائمة في سورية .. تأجل المقترح بعد أن تم تحديد المكان في خان اسعد باشا العظم بدمشق .. و أختيار اللوحات الوثائقية و المعدات القديمة التي ستعرض فيه .. و لكن الظروف المأساوية التي حملتها الايام في العام التالي منعتني من متابعة هذا المشروع .. و جاءت مغادرتي لدمشق في ظروف أقسى ساهمت في إنكسار هذا الحلم الذي سعيت لتحقيقه .. طوال سنوات عملي المتحفي .. و الأرشيفي
    Saad Fansa
    جواب 17
    ليس لدي أي فلسفة أو فذلكة .. أو حذلقة .. فأنا بعيد عن حرتقات التصوير و المصوريين .. كما أنني لا أحب طرح شعارات فارغة بإسم مدارس وهمية .. و تجارب فلسفية .. لا وجود لها .. إلا في خيال أصحابها .. و ليس لي موقف سلبي من مطلقيها أو من أراهم يخوضون فيها .. و لكنني على الاقل لست مساهما فيها .. و الاهم أنني لم أغرق ذاتي في كثيرا في البحث عن بصمة .. أو تميز ما بإستثناء عملي في التصوير الاثري ..
    Saad Fansa
    جواب 18
    لقد مارست التدريس لفن التصوير لسنوات طويلة .. و كنت أنصح طلبتي بأن التصوير فن يمكن تعلمه .. و لكن يصعب تعليمه .. و بعضهم الأن يحمل شهادة الدكتوراه .. و منهم من سبقني بفنيته و معارضه .. و نجاحه باشواط .. و هم الان زملاء لي على الفيس بوك .. و قد أكون يوما قد ساهمت بنجاح البعض .. و لكنني أؤكد أن بعضهم قد تفوق علي بمراحل .. قل نظيرها .. خصوصا من كان يمتلك البذرة الفنية للنمو .. إن التصوير عالم رحب .. و إرتباطه وثيق الصلة بالعلوم التطبيقية العريقة .. و المصور المتدرب عليه أن لا يركن الى نصائح الاخرين .. و تجاربهم .. سواء أكانت ناجحة .. أم فاشلة .. و يحقق ذاته الفنية .. و قبلها المعرفية بخبرته الذاتية .. و التي لا تتحقق إلا بإخفاقاته المتكررة .. كما أتعلم أنا و إياهم سوية الى اليوم ..بكل فخر ..
    و أنا حتى اليوم أتعلم . شيئا جديدا .. تماما مثلهم .. و عليهم هم الأن أن يسدوا الي النصح .. فقد أستعين بأولادي الصغار اليافعين في تقنيات الموبايل و الديجيتال ( خليها على ربك يا أستاذ فريد .. لقد تخلفنا .. ) ..
    Saad Fansa
    جواب 19
    طبعا .. بالتأكيد .. و لكن مشاهدة معرض متكامل .. مثلا .. يعرض تقنيات و عدسات جديدة كليا .. مع تجارب و لوحات فنية لمصورين .. متخصصين و هواة .. يعادل بالتأكيد هذه الورشات .. و الدراسات .. و أحيانا يفوقها .. مع ذلك ليس هناك إلا الفائدة المعممة من هكذا نشاطات ..
    جواب 20
    Saad Fansa
    المقصود حسب ما أقدره من سؤالك .. هو كم من الوقت تقضيه أمام شاشة الكومبيوتر .. لتتابع شأنا ما .. أو أمام شاشة التلفزيون .. وحتى في السينما .. أو على الأقل مع شاشة الموبايل الصغيرة .. تتابع أفلاما .. أو مسلسلات .. و برامج متنوعة .. و لتكتشف أن الصورة التي تجلس أمامها لمراقبتها ليس أقلها البرامج الرياضية .. و حتى الإباحية .. .. و تشدك اليها تستغرق أكثر من نصف وقتك .. و عمرك ..لقد إخترقت الصورة .. و منذ زمن طويل .. حياتنا بدءا من الصحيفة اليومية .. و لا إنتهاء بغزو الفضاء .. و عوالم مغرقة في السرية الجنسية .. و خلف الأبواب النفسية المغلقة للمجتمعات و الثقافات ..

    أنت تقضي معظم وقتك الإنساني .. في حياتك .. أمام الصورة ..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إلى اللقاء في الجزء الثالث والأخير مع الفنان المتألق سعد فنصة
    Saad Fansa
    في رحلة تصوير الى معلولا .. في عام 1990 من اليمين .. أقصى اليمين .. سعد فنصة .. و من البحرين على خميس .. و صبحي كديمي و هند زينو و عبد الكريم الإنصاري و أحمد غازي أنيس و فتاة نسيت أسمها و من ثم حسن الأشقر و من البحرين أيضا على مبارك .. و أخيرا هشام طنطا..
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ


    Saad Fansa

    تابعوا معنا تتمة اللقاء مع الفنان الكبير (( سعد بشير فنصة )) -ج3 – الذي عمل مدرسا للتصوير و مديراً للآثار والمتاحف خلفاً للفنان الراحل الدكتور مروان مسلماني ومدرساً ومدرساً بمعهد الآثار خلفاً للمصور عمر البحرة ..ويعد دراسة عن تاريخ التصوير في سورية لينصف بعض الفنانين ومنهم عادل مرعي مهنا ..
    جواب 21
    سأحاول شرح هذه العلاقة .. بإختصار شديد .. من خلال قصة لطيفة سبق لي أن قراتها في مجلة فن التصوير .. منذ أكثر من ثلاثة عقود .. ( عرض النحات الفرنسي الشهير عام 1912 على صديقه المصور الألماني إدوارد شتايغن .. تمثالا كان قد نحته للتو لشخصية الأديب و الشاعر بلزاك .. فتناول شتايغن التمثال ووضعه في ليلة صافية على ضوء القمر .. و بقي لزمن طويل يحاول أن يلتقط إنعكاس ضوء القمر الضعيف على التمثال لتسجيله على لوحه الحساس .. و لم تكن حينها أملاح الفضة ..التي تمتص إيقاع الضوء و تدرجاته بذات السرعة في التطور اللاحق فيما بعد لإستقطابه بأجزاء الثانية .. و عندما ظهّر شتايغن الصورة _ اللوحة _ عن تمثال بلزاك .. قال .. فنان عظيم مثلي .. ينحت تمثالا لكاتب عظيم .. لا بد له من مصور أعظم يبدو فيها بلزاك و كأنه شهب نازل من السماء .. ) هذا فقط مثال عن علاقة التصوير الضوئي بالنحت .. فما بالك بعلاقته ببقية الفنون .. و كيف إستفاد منها في تكويناته .. و تأليفه للمشاهد كما في الرسم .. و كيف قدر للعدسات من تغيير مسار تاريخ الفنون و عوالم جديدة من الألوان التي لم يسبق إستخدامها من قبل إختراع و إكتشاف فن التصوير .. التي كانت سببا غير معلن عن ظهور كل التيارات و المدارس الفنية في التشكيل البصري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر .. و حتى في بدايات السينما .. يمكنك قراءة الصورة السينمائية و قوة حضورها و تعبيرها .. من أن المخرج كان في ما مضلى من أيام مصورا فوتوغرافيا .. و الى الأن لا زلت أقرا بعيني حساسية عين أي مخرج تلفزيوني أو سينمائي ..من خلال رؤيته البصرية التي لابد لها أنها مرت عبر وقوفه خلف عدسة التصوير .. و ساهمت دراساته الضوئية بتميزه عن .. مخرجين فاقدين للموهبة .. و ما أكثرهم
    جواب 22
    لا ادعي شرف إرساء أي رسالة .. لقد عملت مدرسا للتصوير .. و نلت تقديرا و إحتراما عميقين .. و ذكريات عريضة أعتز بها كما عمالت .. مصورا للأثار .. و توثيقها و تنظيم معارضها .. و تحفل ذاكرتي بالقصص المحزنة و الطريفة .. و المغامرات المؤلمة .. و عملت في الصحافة اللبنانية التي فتحت أمامي أبوابا واسعة من حرية الرأي الى حدود مقبولة حينها .. مع الكثير من الخيبات .. إضافة الى تجاربي المقلة في تصوير و إخراج الأفلام الوثائقية التي كنت إنتجها لوحدي .. و مع ذلك لا أنسب الى نفسي أي إدعاء ليس على حقيقته .. بل علي أن أشكر ألة التصوير التي منحتني كل تلك الصور التي أحبها .. و قلمي الذي جعلني أغادر هذا الوطن بعد أن حل به واحدة من أكثر مأسي القرن إيلاما للذاكرة الإنسانية .. و بالرغم أن حالة ( الأنا ) في تكويني النفسي .. عالية .. إلا أنه لا يمكنني الإعتراف هنا بعد مضي كل هذه العقود أن هناك مصورون كنت شاهدا على إستشهادهم و هم يوثقون المجزرة السورية المستمرة منذ سنوات .. و كان بعضهم من طلبتي .. أفتقدهم اليوم بخسارة الأصدقاء .. وكانوا دائما من الأهمية .. أكثر مني بأشواط .. و أن أتواضع أمامك .. و أمامهم .. عند ذكرهم .. و تذكارهم .. فهم كانوا أصحاب رسالة .. و ليس أنا .. بالتأكيد .. !!
    ليس هناك سؤال رقم 23
    جواب 24
    مروان مسلماني إنسان بسيط .. و متواضع .. و لم أتعلم يوما منه ما يسمى التواضع .. و ربطتني به صداقة إمتدت عقودا لحين رحيله قبل في شهر شباط قبل عامين .. و كتبت عنه عشرات المقالات و الدراسات .. و رافقته في أصعب لحظات حياته .. و لكنني لم أخترق حياته الأسرية رغم معرفتي العميقة بها .. لقد تعرفت على ابنه و إبنته من بعيد .. و لم أتشرف بالتعرف على شقيقه المهندس عدنان .. و لكنني أؤكد أن العزيز خالد حمودة كان مقربا جدا من مروان .. و كذلك سناء الأرناؤوط التي كانت مقربة منه في أخر سنوات عمره .. و مرّ علينا الكثير من الأصدقاء المشتركين و كان رحمه الله شيخ قبيلة المصورين .. الفنانين .. و لعل صداقته التاريخية الكبيرة و إرتباطه الفني العميق كانت مع النحات الكبير الراحل سعيد مخلوف .. و سبق لي أن كتبت عن علاقتهما الإنسانية و تعاونهما الفني بين التصوير و النحت في مجلة فكر .. التي تصدر في لبنان .. في أكثر من مناسبة .. !!
    جواب 25
    مروان رحمه الله لم ينحت تمثالا واحدا في حياته .. و لم يكن يجيد النحت .. كان يوصي أصدقاءه النحاتين .. بصنع إنموذج ( ماستر ) و كان يقوم هو بعمل قوالب عنه .. و إنتاج نسخ من مادة إنتقاها و عمل على دراسة حلات مقاومتها للكسر و حقق فيها نجاحا باهرا .. إذ إنتقاها من مادة الرزين التي تصنع منها الأسنان البديلة .. و هذه من أسرار مروان و لست مضطرا لكشفها أمام أحد .. و لا ضرورة لذكر أسماء النحاتين الذين تعاون مروان معهم .. و هم فنانون كبار .. و يعلمون جيدا حقيقة كلامي هذا .. و أذكر .. دائما أنني موثق و مدقق .. و لا أرضى برواية قصص غير حقيقية عن شخصيات كنت أنا شاهدا عليها .. أو لصيقا بشخصياتها .. و لم يكن مروان مسلماني رجلا ثريا كي يتبرع للجمعيات الخيرية بما يحصله من جهد .. لقد عاش رحمه الله حياة شبه بائسة .. و كان هو يردد بالذات ملازمة الفقر .. و الفقراء له .. و هو لم يملك ثمنا لمنزل .. مثلا .. فبيته كان بالإيجار .. و فقد مرسمه .. قبل بضع سنوات من رحيله .. و عانى الامرين و هو مهجر عن منزله .. و توفاه الله و هو لا يملك اإلا تاريخه و أسمه العريض .. و إنسانيته و كرمه الذي فاق الحدود مع زملاءه و أصدقاءه و بعض اقرباءه .. و أشهد أنه قدم لهم الكثير من المساعدات أيام التألق و النجاح .. و كان مسؤولا عن رعاية أمه المريضة و والده المتقدم في العمر بحكم الشيخوخة .. و كان هو بالذات من يقوم علة أودهم .. نعم لقد كان يتبرع للفقراء بالمال دون أن يصرح عن ذلك أو يتفاخر به .. و لكنني لا أرغب في الخوض في مبالغات غير حقيقية .. !!
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
    جواب 26
    لقد تعرض للإستغلال الكبير .. من البعض .. على صناعة النسخ من تماثيله الصغيرة التي كانت تباع مرخصة في المواقع الأثرية .. و نافسه البعض على تقليد نسخ رديئة .. و مشابهة لنماذجه .. بعد أن لمسوا الرواج الكبير .. و الأرباح المقبولة نسبيا التي كانت تحققها خلال مواسم الفورات السياحية في سورية .. و بعضهم قام بسرقته الموصوفة .. بالأدلة و الشواهد التي كنت أنا بالذات .. و قلة قليلة من الاصدقاء شهود عليها .. و قاموا بتزيين كتبهم و مقالاتهم .. دون أن يكلفوا الإشارة اليه .. او تقديم جزء يسير من ريع منشوراتهم التي ما كانت لتتم أو تباع .. ولا صوره الجميلة .. لذلك قام هو بطباعة كتبه الهامة التي توثق جوانب متعددة من تنوع الأثار السورية و هي توثق أيضا جهده و نتاجه في التصوير الأثري .. لذلك لا أستغرب عند إبتعاده عن الأضواء في أخر سني حياته أن يعمد اللصوص و القراصنة لسرقة نتاجه و صوره و كتبه .. فهذه كانت فلكلورا .. في حياتنا الثقافية السورية .. لهزالة قوانين حماية الملكية الفكرية و الفساد الهائل الذي تراكم عبر السنون ..
    جواب 27
    لقد كانت هذه التقويمات التي تظهر مع بداية كل عام فتحا جديدا في التعرف على الوجه الحضاري و النشاط البشري في سورية طوال قرابة أكثر من ثلاثين عاما متواصلة .. قدم فيها أجمل مخزونه البصري عن سورية بحرا و برا و جبلا و سهلا .. و نهرا و حقلا .. وشارعا و طفلا .. و الكثير الكثير من أثارها .. برؤية مبكرة و واعية تدرك ما تريد من هدفها .. الى كل اصقاع العالم ..مروان مسلماتي .. كان سفيرا .. فوق العادة لسورية و أثارها .. الى العالم ..
    جواب رقم 28 ..
    و كان في ذروة تألقه عندما تعرفت اليه بداية الثمانينات .. و بالرغم من الفارق العمري كنا أصدقاء .. ويبدو أنه لمس بإحساسه العال شيئا ما يمزني .. كما كان يردد عني دائما .. شيئ ما صادف هوى في نفسه.. و أنا لم أغرقه بالأسئلة ..كما كان يفعل الكثر من أصدقاءه و أقرباءه .. فكنا نتحدث في لقاءاتنا بكل شيء .. أقله التصوير .. و أما و قد سألتني عن إبتكاراته فقد كان يصمم بنفسه أجهزة خشبية بسيطة للطبع التلامسي .. ( الكونتاكت ) لأعمال التوثيق المتحفي .. كما كان يقوم بتصنيع عاكسات الضوء من مكونات بسيطة للغاية .. و عندما أحس في إحدى السنوات بضغط العمل في طباعة الصور و إظهارها و تنشيفها بالطرق القديمة .. طلب الى إحدى الشركات المصنعة للأدوات المعدنية بتصنيع جهاز تنشيف الصور على الهواء الفاتر .. كي لا يتنظر الى اليوم التالي ليجف شريط فيلمه الذي كان المصورون يعلقونه على حبل .. ليمسي إنتاجه .. الأسرع و الأعلى طوال سنوات .. !!
    جواب 29
    سبق لي أن أطلقت على الراحل العزيز مروان شيخ قبيلة المصورين .. الفنانين .. و كان هو على رأسهم .. عونا .. و ثقافة .. و حضورا عالميا .. و مرجعية علمية لي و لغيري .. و للكثر .. و لكن مروان لم يمارس التعليم في حياته .. لقد كلفه .. الدكتور صباح قباني في بداية تأسيس التلفزيون السوري عام 1960 .. بتقديم برنامج عن التصوير الضوئي .. قدم منه بضع حلقات ثم إعتذر .. كما قال لي لعدم قدرته على الوقوف امام الكاميرا .. للتعليم .. فمروان لم يمارس التعليم في حياته .. ولم يكن ليرغب فيه .. فعندما كلفته وزيرة الثقافة عند إفتتاح معهد الأثار .. إعتذر فورا .. و قام بترشيحي بدلا عنه .. و رفضت إدارة المعهد لصغر سني .. إذ لم اكن أتجاوز العشرون عاما حينها .. فإتصل بالفنان جورج عشي و الذي كان في أوج تالقه .. و كلفه بالتدريس … و لكنه إعتذر .. و رشحني الأستاذ جورج مرة أخرى فلم تقبل إدارة المعهد .. و قيل وقتها لوزيرة الثقافة .. لا يمكن ان يكون مدرسا .. طلابه أكبر منه .. فجاء الصديق الفنان عمر البحرة .. و تسلم التدريس عدة سنوات إلا أنه قبيل سفره الى الإمارات العربية المتحدة إستقال بعد أن رشحني للتدريس أمام إدارة المعهد و قام الدكتور مروان مسلماني بإقناع الإدارة بوزارة الثقافة .. بما له من حضور كبير و بعد أن تمرست أكثر بالدراسة و البحث .. و عندما إستقال من عمله في المديرية العامة .. كنت المرشح الأبرز لتولي مكانه .. و هكذا كان ..
    جواب 30
    كل هذه الاسماء .. التي عددتها في سؤالك .. و غيرها .. كانت بغالبيتها أكثر الفنانين حضورا .. في الشأن الفوتوغرافي في سورية .. طوال سنوات .. و التقيت و صادقت غالبيتهم .. و كتبت كثيرا عن نشاطهم طوال سنوات .. و من حصيلة هذه الاسماء التي إنطفئ معظمها .. و بعضها غادر الساحة الفنية لإعتبارات يضيق المتاح هنا لشرحه .. و تبيان أسبابه .. و لعلي أشعر بالكثير من الحرج لأنني غفلت عن تجارب قديمة و عريقة لمصوريين مبتكرين .. و كان على رأسهم الفنان عادل مهنا الذي مارس التعليم و قام بالتضحية الكبيرة في سبيل توسيع إنتشار هذا الفن .. منذ أواسط سبعينات القرن الماضي .. عبر معرضه الفريد الذي خاض فيهغمار البحث وجوه نادرة من الشارع و الحياة اليومية للبسطاء و الفقراء و المهمشين .. و أعمل اليوم على تحقيق الجزء الثاني من توثيق تاريخ فن التصوير الضوئي تتمة للجزء الأول .. و سأقدم فيه دراسة حقيقية .. عن دور هذا الفنان الهام .. و غيره الكثر الذين كانت لهم تجارب عميقة في تصوير البورتريه .. كهيثم الكواكبي الذي غادرنا قبل بضعة أسابيع .. و سبقه الى دار البقاء كثر كانوا أصدقاء أعزاء و فنانون أقدر تجاربهم الفنية و البحثية كعبد الكريم الأنصاري و كما أن تجربة الفنان التشكيلي بطرس خازم و مأمون الحمصي أمد الله في عمريهما ..لهما قدر و نصيب من الدراسة .. لانهما بالأساس فنانين تشكيليين من أصحاب الخبرة و الموهبة الواسعة في التعامل مع اللون .. كذلك الراحل الاثري علي رضا النحوي و صديقنا الخفيف الظل و صاحب النكتة الحاضرة العزيز منير البكر .. الذي توقف إنتاجه منذ مدة طويلة .. و أخمن أنه يحتمل أنه يخفيها عن الأنظار .. و أما الراحلين الكبيرين .. طارق الشريف و صباح قباني و الذي فقدناه مع مطلع هذا العام .. فالبرغم من أنني سبق لي أن قدمت عنهما قراءات موجزة في نصوص سبق نشرها .. إلا أن كال واحد منهما جدير بالتوقف عند تاريخه .. بشكل منفصل ..
    كما أن الموثقين بالصورة و الكلمة الفنانين الجليلين الراحلين خالد معاذ و من ثم أتى بعده قتيبة الشهابي .. ليقتفي اثره ..بحيث سندرك اليوم و بعد كم الدمار الهائل الذي حصل للاثار و التراث السوري و التدمير الممنهج الذي وقع عليه .. أهمية جهديهما في حفظ كم كبير من الوثائق و المعلومات النادرة و المصنفات الهامة لتاريخ الشام و أهلها .. و لا يمكنني أغفال دور كثير من الاصدقاء و الزملاء الشباب .. و منهم ..الفنان الصديق جلال شيخو و الذي قدم أعمالا لها طابعها الخاص و نكتها المميزة عن دمشق .. طوال عقود .. لا زلت أحفظ الكثير في ذاكرتي عنها و عنه .. و كل هؤلاء و غيرهم .. كنت أتعلم شيئا جديدا منهم و من تجاربهم و لم أكن يوما أحسن من أحدهم .. أو شعرت لحظة بالتفوق على فنية تجربة واحد منهم .. أو هم قد أشعروني يوما .. بأنني كنت أقل منهم .. و أكثر هذه الشخصيات الفنية الموهوبة بعمق و الذي ساهم بتاريخه الطويل في توسيع قاعدة هذا الفن و الإخلاص له هو الفنان جورج عشي.. و مع وسائل التعبير الاخرى التي إمتلكها .. و تملكته .. من عزف موسيقي و كتابة شعرية و أدبية و صحفية .. الى الرسم .. و التصوير الفوتوغرافي .. بحيث يعد بشخصه معملا فريدا للإنتاج البصري و الذوقي الرفيع .. فكان بحق أستاذ الكاميرا .. بوجهها الحضاري المتفوق و مايسترو الإبداع .. كما كنت أصفه دائما في تنظيم نادي فن التصوير الضوئي .. و دفعه .. ليرتق خلال سنوات الحماس و الذروة الإبداعية في المعارض و النشاطات .. حتى المستويات العالمية .. و كنت شاهدا عليه بأنه دفع ضريبة شهرته و نجاحه .. بأن كان دافعا للكثيرين من الفنانين الشباب كي يحققوا طموحاتهم الفنية عبره و كنت شاهدا مرات أخر على دوره في تأسيس هذا التجمع الذي دفع وزارة الثقافة لتخصيصه بجناح مستقل يعرض نتاجه .. جنبا الى جنب مع اللوحة المرسومة و المحفورة و المنحوتة .. كما أعترف بذلك الراحل العزيز مروان مسلماني أمامي في أكثر من مناسبة و الذي ترأس النادي في أولى دوراته بعد التأسيس مباشرة.. كما كان الفنان الكبير جورج عشي مدرسة وعميقة صاحب رؤية واضحة بجعل فن التصوير قائما في معارضه للأبيض و الأسود .. فحسب .. أسوة بمعارض فنية كبرى .. لم تعترف بعد بلوحة الألوان كما في الجمعية الملكية البريطانية و غيرها من أعرق نوادي الفن و تجمعاته الفوتوغرافية في العالم ..



  • #2



    تعليق


    • #3








      تعليق

      يعمل...
      X