كتابان جديدان للشاعر الراحل عبدالله البردوني يشعلان الجدل في اليمن وخارجه
صالح البيضاني
السبت 2022/12/
البردوني كان جوهرا فردا مستقلا عن الجميع
غالبا ما يثير نشر نصوص لكاتب أو شاعر بعد رحيله الجدل، خاصة إذا كان قد أهمل في حياته تلك النصوص. الكثير من الأدباء يهملون بعض ما يكتبونه من أعمالهم، لذا تمثل إعادة نشره نوعا من التشويه كما يرى البعض رغم تبريرات آخرين بأنها تقدم صورة عن مسار أدبي. في حالة الشاعر اليمني عبدالله البردوني الذي نشر له مؤخرا كتابان، يبدو الأمر أكثر تعقيدا، إذ ثار جدل محتدم بين المثقفين اليمنيين في الداخل والخارج حول هذه الأعمال.
عدن - تسبب إصدار الهيئة العامة للكتاب الخاضعة لسلطة الحوثيين في صنعاء لديوانين جديدين غير منشورين للشاعر اليمني الراحل عبدالله البردوني في موجة من الجدل الثقافي وصلت حد التشكيك في نسبة العملين إلى البردوني، الذي ظل حاضرا من خلال قصائده في قلب الصراعات التي يشهدها اليمن منذ سنوات.
وبينما أكد أدباء يمنيون على أن هذه الأعمال الجديدة التي صدرت للبردوني بعد أكثر من عقدين ونيف على رحيله جزء أصيل من تراثه الأدبي المخفي قسرا، أبدى أدباء آخرون تخوفهم من العبث بأدب الشاعر والسعي لتوظيفه سياسيا وحتى توجيهه طائفيا في خضم الصراع المحتدم الذي تشهده البلاد، وخصوصا بعد تسرب معلومات عن اعتزام هيئة الكتاب في حكومة صنعاء (غير المعترف بها دوليا) إصدار المزيد من الكتب التي لم يطبعها البردوني في حياته، أو بعض النصوص المتناثرة التي نشرها في الصحافة اليمنية التي يجري الانتقاء منها وتحويلها إلى كتب تعزز الخطاب الثقافي والطائفي للسلطة.
شكوك وأخطاء
علي المقري: المقدمة السياسية زادت الشكوك حول حقيقة النصوص
في تصريح لـ”العرب” يقول الروائي اليمني علي المقري الذي كان أول من فجّر الأزمة من خلال التساؤلات حول حقيقة انتساب الأعمال المنشورة إلى البردوني، إن “القارئ للكتاب الذي يضم ديوانين للبردوني يشعر بمدى فداحة ما قامت به هيئة الكتاب في صنعاء، فبغض النظر عن صحة انتساب هذا الكتاب إلى البردوني، فقد امتلأ بالكثير من الأخطاء اللغوية والعروضية والأسلوبية، مما لا يليق إلصاقها بشاعر له تجربة متميّزة وعظيمة”.
وعن خلفية الجدل الإعلامي والثقافي المشتعل حول أعمال البردوني الجديدة، يضيف المقري “ناهيك عمّا وصلنا من معلومات تفيد بأن مخطوط الكتاب يحتوي على عدد من الخطوط، ولم يُكتب بخط محمد الشاطبي، كاتب البردوني، وحده كما تدعي الهيئة والمدافعون عنها، إلى جانب ما قاله المطلعون على النسخة الأصلية بأن هناك حذفا لبعض القصائد”.
ويتابع “طالبنا الهيئة بإتاحة الفرصة لمجموعة من الشعراء والخبراء
صالح البيضاني
السبت 2022/12/
البردوني كان جوهرا فردا مستقلا عن الجميع
غالبا ما يثير نشر نصوص لكاتب أو شاعر بعد رحيله الجدل، خاصة إذا كان قد أهمل في حياته تلك النصوص. الكثير من الأدباء يهملون بعض ما يكتبونه من أعمالهم، لذا تمثل إعادة نشره نوعا من التشويه كما يرى البعض رغم تبريرات آخرين بأنها تقدم صورة عن مسار أدبي. في حالة الشاعر اليمني عبدالله البردوني الذي نشر له مؤخرا كتابان، يبدو الأمر أكثر تعقيدا، إذ ثار جدل محتدم بين المثقفين اليمنيين في الداخل والخارج حول هذه الأعمال.
عدن - تسبب إصدار الهيئة العامة للكتاب الخاضعة لسلطة الحوثيين في صنعاء لديوانين جديدين غير منشورين للشاعر اليمني الراحل عبدالله البردوني في موجة من الجدل الثقافي وصلت حد التشكيك في نسبة العملين إلى البردوني، الذي ظل حاضرا من خلال قصائده في قلب الصراعات التي يشهدها اليمن منذ سنوات.
وبينما أكد أدباء يمنيون على أن هذه الأعمال الجديدة التي صدرت للبردوني بعد أكثر من عقدين ونيف على رحيله جزء أصيل من تراثه الأدبي المخفي قسرا، أبدى أدباء آخرون تخوفهم من العبث بأدب الشاعر والسعي لتوظيفه سياسيا وحتى توجيهه طائفيا في خضم الصراع المحتدم الذي تشهده البلاد، وخصوصا بعد تسرب معلومات عن اعتزام هيئة الكتاب في حكومة صنعاء (غير المعترف بها دوليا) إصدار المزيد من الكتب التي لم يطبعها البردوني في حياته، أو بعض النصوص المتناثرة التي نشرها في الصحافة اليمنية التي يجري الانتقاء منها وتحويلها إلى كتب تعزز الخطاب الثقافي والطائفي للسلطة.
شكوك وأخطاء
علي المقري: المقدمة السياسية زادت الشكوك حول حقيقة النصوص
في تصريح لـ”العرب” يقول الروائي اليمني علي المقري الذي كان أول من فجّر الأزمة من خلال التساؤلات حول حقيقة انتساب الأعمال المنشورة إلى البردوني، إن “القارئ للكتاب الذي يضم ديوانين للبردوني يشعر بمدى فداحة ما قامت به هيئة الكتاب في صنعاء، فبغض النظر عن صحة انتساب هذا الكتاب إلى البردوني، فقد امتلأ بالكثير من الأخطاء اللغوية والعروضية والأسلوبية، مما لا يليق إلصاقها بشاعر له تجربة متميّزة وعظيمة”.
وعن خلفية الجدل الإعلامي والثقافي المشتعل حول أعمال البردوني الجديدة، يضيف المقري “ناهيك عمّا وصلنا من معلومات تفيد بأن مخطوط الكتاب يحتوي على عدد من الخطوط، ولم يُكتب بخط محمد الشاطبي، كاتب البردوني، وحده كما تدعي الهيئة والمدافعون عنها، إلى جانب ما قاله المطلعون على النسخة الأصلية بأن هناك حذفا لبعض القصائد”.
ويتابع “طالبنا الهيئة بإتاحة الفرصة لمجموعة من الشعراء والخبراء