شجرة الميلاد... حكاية تكتنفها الرموز
- فاتن عساف
القنيطرة
لا يرتبط تقليد شجرة الميلاد بنص من العهد الجديد، بل بالأعياد الرومانية وتقاليدها التي قامت المسيحية بإعطائها معانٍ جديدة، فقد استخدم الرومان شجرة "شرّابة الراعي" كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر. ومع تحديد عيد ميلاد السيد المسيح يوم 25 كانون الأول أصبحت جزءاً من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل "المسيح"، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المراق من أجلنا.
الأب "عصام نعوم" كاهن رعية "مار يوسف" البتول للسريان الكاثوليك بمدينة "جرمانا" أضاف عندما التقاه eQunaytra عن طقوس الميلاد وشجرة الميلاد فقال: «هناك تقليد تطوّر حول شجرة الميلاد انطلاقاً من حدث هروب العائلة المقدّسة إلى مصر، فقد تم تناقل روايةٍ مفادها أن جنود "هيرودوس" كادوا يقبضون على العائلة المقدّسة، غير أن إحدى شجرات الراعي مدّدت أغصانها وأخفت العائلة، فكافأها الربّ بجعلها دائمة الخضار، وبالتالي رمزاً للخلود.
حين اعتبرت الشجرة تذكيراً بشجرة الحياة الوارد ذكرها في سفر التكوين، ورمزاً للحياة والنور "ومن هنا جاءت عادة وضع الإنارة عليها"، وقد تمّ تزيين أول الأشجار بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش، وأول شجرةٍ ذكرت في وثيقةٍ محفوظة إلى اليوم، كانت في "ستراسبورغ" سنة 1605 وهي مقاطعة بفرنسا، لكن أول شجرة ضخمةٍكانت تلك التي أقيمت في القصر الملكي في "إنكلترا" سنة 1840 على عهد الملكة "فيكتوريا"، ومن بعدها انتشر بشكلٍ سريع استخدام الشجرة كجزءٍ أساسيّ من زينة الميلاد
بالطبع، ليست هذه القصّة حقيقية وإنما أتت كجزءٍ من محاولات إضفاء الطابع المسيحي على عيدٍ كان بالأساس وثنيّاً، أما استخدام الشجرة فيعود حسب بعض المراجع إلى القرن العاشر في "إنكلترا"، وهي مرتبطة بطقوس خاصّة بالخصوبة، حسب ما وصفها أحد الرحّالة العرب، وهذا ما حدا بالسلطات الكنسيّة إلى عدم تشجيع استخدامها ولكن هذا التقليد ما لبث أن انتشر بأشكالٍ مختلفة في أوروبا خاصّة في القرن الخامس عشر في منطقة الألزاس في "فرنسا"».
الأب عصام نعوم
وتابع الأب "نعوم": «حين اعتبرت الشجرة تذكيراً بشجرة الحياة الوارد ذكرها في سفر التكوين، ورمزاً للحياة والنور "ومن هنا جاءت عادة وضع الإنارة عليها"، وقد تمّ تزيين أول الأشجار بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش، وأول شجرةٍ ذكرت في وثيقةٍ محفوظة إلى اليوم، كانت في "ستراسبورغ" سنة 1605 وهي مقاطعة بفرنسا، لكن أول شجرة ضخمةٍكانت تلك التي أقيمت في القصر الملكي في "إنكلترا" سنة 1840 على عهد الملكة "فيكتوريا"، ومن بعدها انتشر بشكلٍ سريع استخدام الشجرة كجزءٍ أساسيّ من زينة الميلاد».
في سؤال لماذا يهتم المحتفلون بتزيين شجرة عيد الميلاد وما هي قصتها؟ تحدث الأب"عصام"قائلا: «عادة تزيين شجرة عيد الميلاد، عادة شائعة عند الكثيرين من الناس، حيث يتم تنصيبها قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس، وعندما نعود إلى قصة ميلاد السيد "المسيح" في المراجع الدينية لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد. فنتساءل من أين جاءت هذه العادة ومتى بدأت؟
إحدى الموسوعات العلمية، أشارت إلى أن الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله "ثور" إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار ،ثم تقوم إحدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها، وفي عام 727 م أوفد إليهم البابا "بونيفاسيوس" مبشرا، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، وقد ربطوا ابن أحد الأمراء وهموا بذبحه كضحية لإلههم "ثور" فهاجمهم وأنقذ ابن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك، ثم قام بقطع تلك الشجرة ونقلها إلى أحد المنازل ومن ثم قام بتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد "المسيح"، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم أمريكا، ثم أخيراً لبقية المناطق، حيث تفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة والمعروفة».
أما عن معنى الرموز المستخدمة لزينة شجرة الميلاد فتقول الأخت "تريز أبو جودة": «مع مرور الزمن فقدت رموز الاحتفال معناها الحقيقي. ومن هذه الرموز "النجمة" وهي تشير إلى نجمة "بيت لحم" التي كانت علامة الوعد لأنها قادت المجوس إلى مكان ولادة "المسيح". و"اللون الأحمر"هو اللون الأول لعيد الميلاد واستخدم من قبل المؤمنين الأوائل لتذكيرهم بالدم الذي سفك من قبل المسيح، و"اللون الأخضر" هو اللون الثاني لعيد الميلاد. و"الشجرة" هي أجمل وأضبط خلفية للزخرفة الحمراء واللون الأخضر هو لون الشباب والأمل وأكثر الألوان غزارة في الطبيعة.
"الجرس" استعمل الجرس للعثور على الخروف الضال. سيدق الجرس لكل شخص أيضا ليجد طريقه للأب ويعني ذلك الهداية والرجوع. أما "الشموع" على شجرة الميلاد فكانت تمثل تقدير الإنسان للنجمة أما الآن فتستخدم الأشرطة الضوئية لذكرى ميلاد "المسيح"، في الكثير من البيوت تضاء الشموع وهي تمثل نور الله. و"العكازة" تمثل عصا الراعي والجزء المعقوف أو الملتوي من العصا كان يستخدم لجلب الخروف الضال».