سيرة فنان عربي من الاردن خالد حمزة

**fotoartbook** · 10-21-2021, 08:36 PM

التشكيلي الأردني خالد الحمزة: أتحاور مع أعمالي الفنية عند تنفيذها

تم نشره في الأربعاء 25 آب / أغسطس 2021.

ذات صلة

Facebook Twitter
خالد سامح

اغتنت التجربة الفنية للفنان التشكيلي الأردني الدكتور خالد الحمزة بالعديد من المؤثرات الثقافية والابداعية، لا سيما وأنه مطلع على العديد من التجارب العالمية في الفنون البصرية، وجال بتجاربه التشكيلية في العديد من العواصم العربية والعالمية، لذا نجد لوحاته منفتحه دوماً على آفاق حداثية وتتكئ على التجريب والمغامرة وتقديم كل ما هو جديد ويثري المشهد التشكيلي الأردني والعربي.

حصل الحمزة على ماجستير التربية الفنية والتصميم والفن الجداري من كلية التربية الفنية جامعة حلوان -القاهرة عام 1984، ودكتوراة في تاريخ الفن والعمارة من جامعة ولاية أوهايو الأمريكية عام 1993.وهو عميد كلية الفنون الجميلة السابق جامعة اليرموك -اربد، أقام العشرات من المعارض حول العالم وله العديد من المؤلفات في الفن التشكيلي.

د. الحمزة اختتم مؤخرا معرضا بعنوان «أمواج» احتضنه جاليري بيكاسو بالقاهرة، ولاقى ترحيب واشادة نخبة من النقاد والفنانين المصريين، وعن المعرض وأطروحاته الجمالية والفكرية كان لـ»الدستور» معه ذلك الحوار:

س: حدثنا عن معرض «أمواج» والجديد الذي تطرحه فيه؟.

تم افتتاحه منتصف شهر تموز الحالي، ولقد وقع الاختيار على «أمواج» كعنوان للمعرض مع أنه عنوان لمجموعة واحدة هي الأقدم من ثلاث مجموعات عرضت مختارات منها، فقد عرضت كذلك أعمالا من مجموعة «فن التصوير: تحية إلى بهزاد ودوشامب»، وأخرى من المجموعة الأحدث وهي «السلالم». كل الأعمال المعروضة في مجال التصوير، ويظهر فيها التنوع الذي عملت عليه خلال السنوات الخمس الماضية. أزعم بأن كل تجربة في تلك المجموعات تقول بصريا شيئا مختلفا بخصوص الموضوع والتقنيات المستخدمة فيها.

كيف تنظر لتجربة عرض نماذج من تجربتك الحديثة في معرض فردي في القاهرة تحديدا، وما الذي أضافه لك ذلك في مسيرتك الابداعية؟.

القاهرة مدينة غنية على كل الصعد، وهي المركز الثقافي العربي الحديث على مدى أكثر من قرن، فهي من هذا الباب فرصة لامتحان ما نقدمه من فن في ساحة غنية بالتجارب الفنية المتميزة. ثم إنها المقر بالنسبة لي لسنوات طوال بسبب الدراسة للدرجة الأولى في التربية الفنية، ودراسة الماجستير الأول في تصميم الفن الجداري الدخلي، ومحاريب مصر.ثم هناك زياراتي المتكررة للأهل والأصدقاء الكثر المحبين والجو الثقافي والفني الذي أخبره جيدا. ولم أبتعد عن القاهرة حتى البحث للدكتوراه في الولايات المتحدة حيث درست مؤسسات قانصوه الغوري المعمارية بكل ثرائها وتنوعها بسبب وقوفها في نهاية عصر المماليك مشرفة على بدء العصر العثماني في مصر.

أعتقد بأن كل معرض لأعمال الفنان يضيف إليه وما بالنا بمعرض في القاهرة، تحاور وتستمع لأراء متعددة بشأن الأعمال المعروضة خاصة والفن عامة. ثم هناك تقاليد العرض والتنظيم المحكم التي نقدرها، إذ يحضر الفنان أعماله ويترك الباقي على إدارة قاعة العرض. كانت تجربة ممتعة ومريحة مع جاليري بيكاسو ومديره الأستاذ إبراهيم عبد الرحمن، إعداد مميز ورحابة ولطف وكرم مع زائري المعرض من المهتمين والنقاد والإعلاميين.

أشاد الكثير من النقاد بحرفيتك في المزج بين التجريدية والتشخيصية..حدثنا عن تلك التجربة؟.

كتب عن المعرض عدة مقالات نشر بعضها والبعض الآخر في طريقه إلى النشر. ومما نشر مقالة للناقدة المعروفة الأستاذة فاطمة علي نشرت في صحيفة «القاهرة» التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية أسبوعيا. أجد فيها لفتات مهمة وتحليلا متزنا وراقيا. أما في موضوع التجريد والتشخيص فإنني لا أراهما على تضاد أو على طرفي نقيض، إذ إن كل تشخيص به تجريد على درجة ما، ولكن ما يقصد به تجريد في معظم الأحيان، ليس في الكتابة العربية فحسب بل في بعض الغربية أيضا، هو اللااستحضار، أي الذي لا يستحضر شيئا من العالم المحيط بنا أو هكذا يزعم. وعليه تجدني حرا في التنقل بين الاستحضار للأشياء والأشخاص واللااستحضار أي التعامل مع عناصر الفن أو التصميم. لقد التفت، في هذا السياق، الناقد الفني الهام فاروق يوسف، في مقالة نشرت مؤخرا عن أعمالي، إلى جانب مهم لم يقله أحد قبله ألا وهو أنني أذهب إلى التشخيص من اللااستحضار وليس العكس كما هو شائع.

ما مفهومك لـ»الطاقة» التي يبثها الفنان في لوحته التشكيلية والتي تحدث نقاد مصريون عنها في أعمالك الجديدة؟.

يحتاج كل عمل وحتى العادي منها إلى طاقة تحققه، والعمل الفني كذلك تلزمه طاقة كبيرة تعين على إنجازه. أما أن تترك هذه الطاقة آثارها في العمل الفني فهذا شيء آخر، ويمكنك تلمسها في الكثير من الأعمال في تاريخ الفن الطويل. أفكر مليا وطويلا في الموضوع العام للتجربة أكثر من كل عمل على حدة. أذهب إلى العمل دون رسوم أولية أو تحضير مسبق لتكوين العمل، إذ اعتمد على الحوار الفعال معه أثناء إنجازه، حوار بصري مشحون. إن فترة العمل الفعلي لدي قصيرة نسبيا وتكون متسلسلة على حلقات تفصل بينها أيام في كثير من الحالات. وقد يكون حضور الطاقة في اعمالي ناتجا أيضا عن حركة عناصر العمل كالخط واللون والملمس، وكذلك عن الأشكال الدائرية أو شبه الدائرية في التكوين. هذه الحركة الدائبة التي تبدو في الأعمال هي تأثير طاقة لا يتوقف فعلها بانتهاء العمل.ويمكن القول إنه إذا اتسمت علاقة الفنان مع عمله بالصدق الفني فستجد شحنات الروح متفلتة فيه.

هل تفكر بعرض تجربتك الجديدة تلك في عمّان؟.

نعم سأحاول عرض المجموعتين الأخيرتين بالإضافة إلى حوالي ثلاثين عملا نحتيا، وكلها لم تعرض من قبل، في عمان. كانت فترة الجائحة فرصة ثمينة لإنتاج هذه المنحوتات من البيئة القريبة والمحيطة بي. يبقى لدينا مشكلة في قاعات العرض في عمان من حيث مساحاتها وتفضيلاتها وعددها، فهي بحسب عدد السكان قليلة جدا. هناك عزوف واضح منذ سنوات قبل الجائحة من قبل الفنانين الأردنيين عن العرض، لأسباب وعقبات جمة نأمل أن تعمل كل الجهات الرسمية والخاصة المهتمة بالفن على تذليلها. أخيرا شكرا جزيلا لك على اهتمامك ومتابعتك للأنشطة الفنية التي أقوم بها.

سيرة فنان عربي من الاردن خالد حمزة

سيرة فنان عربي من الاردن خالد حمزة

تعليق