مهرجان الحوزي بالجزائر يجمع محترفين وهواة في دورته الثانية عشرة
برمجة لقاء علمي يتناول موسيقى الحوزي على مستوى مركز الدراسات الأندلسية بمشاركة باحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ.
الثلاثاء 2022/12/20
نمط موسيقي يبحث عن الاستمرارية
تلمسان (الجزائر) - بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا، تنعقد الطبعة الثانية عشرة للمهرجان الوطني لموسيقى الحوزي في الفترة من الحادي والعشرين وحتى الخامس والعشرين من ديسمبر الجاري بقصر الثقافة عبدالكريم دالي بمدينة تلمسان الجزائرية.
ومنذ تأسيسه في العام 2006، يحاول المهرجان التعريف بموسيقى الحوزي وأعلامها، وتقديم دورات تدريبية في العزف على آلات موسيقى ارتبطت بهذا النمط، بهدف ضمان استمراريتها وتوارثها بين الأجيال الجزائرية، وترسيخها كجزء لا يتجزأ من الهوية.
والتظاهرة التي تختصّ بموسيقى الحوزي التي تنتمي إلى الموسيقى الأندلسية، لن تقتصر في دورتها الثانية عشرة على حفلات تؤدّيها فرق وفنانون محترفون وأيضا هواة، بل تهتمّ أيضا بالبُعد التعليمي والتثقيفي بفن الحوزي، الذي تعود بداياته إلى القرن الخامس عشر، إبّان حكم الدولة الزيانية، حيث تقدّم دروسا وورش عمل أو دورات تكوينية لفائدة الطلبة المتخصّصين في الموسيقى.
التظاهرة ستجمع ثلاث عشرة جمعية موسيقية وستعرف تكريما خاصا للفنان الشيخ العربي بن صاري والشيخة طيطمة
وستجمع هذه التظاهرة الفنية 13 جمعية موسيقية منها سبع من محافظة تلمسان، حسبما أبرزه المدير الولائي للثقافة والفنون أمين بودلفة، مضيفا أن هذه الطبعة ستعرف تكريما خاصا للفنان الشيخ العربي بن صاري والشيخة طيطمة.
والشيخ العربي بن صاري (1870 – 1964)، هو أحد أعلام موسيقى الحوزي والموسيقى الأندلسية في الجزائر، وكان له دور كبير في الحفاظ على ألحان النوبات، حيث قام بطريقة عصامية بتدوين الموسيقى الأندلسية. كما مثل الجزائر في المؤتمر الدولي الأول للموسيقى العربية الذي أقيم بالقاهرة في مارس 1932، وسجل العديد من الأسطوانات في الموسيقى الأندلسية، وتحديدا الطبع الغرناطي إضافة إلى المدائح الدينية، وكان ترك أكثر من ألف عمل في الموسيقى الأندلسية.
والشيخة طيطمة (1891 – 1962) هي الأخرى ابنة تلمسان، عرفت بأدائها موسيقى الحوفي والحوزي. وكانت عازفة ماهرة كالعود والكويترة والكمان، وأصبحت نجمة الأعراس العاصمية، بفضل موسيقى الحوزي وانضمت إلى الجوق النسوي الشهير المكون من فكاي وفضيلة الدزيرية وسلطانة داود أو رينات الوهرانية.
وستعرف الدورة الثانية عشرة للمهرجان مشاركة فنانين محترفين في هذا الطابع الموسيقي على غرار حاج قاسم إبراهيم ومريم بن علال، بالإضافة إلى جمعيات موسيقية ستفضل موسيقيين شبابا بغية تكوين جيل جديد في هذا النوع الفني الذي يحظى بشعبية في الجزائر.
وستقدم ضمن هذه الطبعة أيضا أقسام ماستر كلاس أو دورات تكوينية لفائدة الشباب بتأطير من مختصين في هذه الموسيقى حسبما أشار إليه ذات المسؤول، مضيفا أن هذا المهرجان سيسلط الضوء على شعر الحوزي والشعراء الذين تألقوا بتلمسان.
كما تمت برمجة لقاء علمي يتناول موسيقى الحوزي على مستوى مركز الدراسات الأندلسية بمشاركة باحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ.
ومن جهة أخرى وبهدف خلق ديناميكية اقتصادية وسياحية حول هذا المهرجان، ستقام معارض للفنون التشكيلية ومنتجات الصناعة التقليدية بوسط مدينة تلمسان ومدن مختلفة بالمحافظة، والتي ستحتضن سهرات موسيقية. كما سيتم تنظيم جولات سياحية للزوار الراغبين في اكتشاف مدينة الزيانيين.
ويعتزم مدير الثقافة والفنون لتلمسان الذي يعد أيضا محافظ هذا المهرجان بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ إعداد ملف من أجل اقتراح هذه الموسيقى كموسيقى عالمية.
والحوزي هو نوع موسيقي وغنائي مشتق من الموسيقى الأندلسية، ظهر بمحافظة تلمسان. وهو فن غنائي معروف بمقطوعات شعرية منظومة باللسان الدارج واللغة العامة في قالب موسيقي خاص، فهو يقرب من حيث الأداء من النغم الأندلسي، كما أنه يتميز بقلة اللجوء إلى نغمات متعددة وقصر المسافات الصوتية لمغنيه.
وقد ذاع صيت موسيقى الحوزي بتلمسان منذ القرن الخامس عشر على يد الشاعر سعيد بن عبدالله المنداسي (1583 – 1677) ثم من طرف أحمد بن تريكي وبعده بن مسايب وأخيرا من قبل عائلة بن سهلة مع بداية القرن الثامن عشر. ويعتبر هذا الطابع أقرب إلى الشعر منه إلى الموسيقى، حسبما أبرزه محافظ المهرجان.
برمجة لقاء علمي يتناول موسيقى الحوزي على مستوى مركز الدراسات الأندلسية بمشاركة باحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ.
الثلاثاء 2022/12/20
نمط موسيقي يبحث عن الاستمرارية
تلمسان (الجزائر) - بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا، تنعقد الطبعة الثانية عشرة للمهرجان الوطني لموسيقى الحوزي في الفترة من الحادي والعشرين وحتى الخامس والعشرين من ديسمبر الجاري بقصر الثقافة عبدالكريم دالي بمدينة تلمسان الجزائرية.
ومنذ تأسيسه في العام 2006، يحاول المهرجان التعريف بموسيقى الحوزي وأعلامها، وتقديم دورات تدريبية في العزف على آلات موسيقى ارتبطت بهذا النمط، بهدف ضمان استمراريتها وتوارثها بين الأجيال الجزائرية، وترسيخها كجزء لا يتجزأ من الهوية.
والتظاهرة التي تختصّ بموسيقى الحوزي التي تنتمي إلى الموسيقى الأندلسية، لن تقتصر في دورتها الثانية عشرة على حفلات تؤدّيها فرق وفنانون محترفون وأيضا هواة، بل تهتمّ أيضا بالبُعد التعليمي والتثقيفي بفن الحوزي، الذي تعود بداياته إلى القرن الخامس عشر، إبّان حكم الدولة الزيانية، حيث تقدّم دروسا وورش عمل أو دورات تكوينية لفائدة الطلبة المتخصّصين في الموسيقى.
التظاهرة ستجمع ثلاث عشرة جمعية موسيقية وستعرف تكريما خاصا للفنان الشيخ العربي بن صاري والشيخة طيطمة
وستجمع هذه التظاهرة الفنية 13 جمعية موسيقية منها سبع من محافظة تلمسان، حسبما أبرزه المدير الولائي للثقافة والفنون أمين بودلفة، مضيفا أن هذه الطبعة ستعرف تكريما خاصا للفنان الشيخ العربي بن صاري والشيخة طيطمة.
والشيخ العربي بن صاري (1870 – 1964)، هو أحد أعلام موسيقى الحوزي والموسيقى الأندلسية في الجزائر، وكان له دور كبير في الحفاظ على ألحان النوبات، حيث قام بطريقة عصامية بتدوين الموسيقى الأندلسية. كما مثل الجزائر في المؤتمر الدولي الأول للموسيقى العربية الذي أقيم بالقاهرة في مارس 1932، وسجل العديد من الأسطوانات في الموسيقى الأندلسية، وتحديدا الطبع الغرناطي إضافة إلى المدائح الدينية، وكان ترك أكثر من ألف عمل في الموسيقى الأندلسية.
والشيخة طيطمة (1891 – 1962) هي الأخرى ابنة تلمسان، عرفت بأدائها موسيقى الحوفي والحوزي. وكانت عازفة ماهرة كالعود والكويترة والكمان، وأصبحت نجمة الأعراس العاصمية، بفضل موسيقى الحوزي وانضمت إلى الجوق النسوي الشهير المكون من فكاي وفضيلة الدزيرية وسلطانة داود أو رينات الوهرانية.
وستعرف الدورة الثانية عشرة للمهرجان مشاركة فنانين محترفين في هذا الطابع الموسيقي على غرار حاج قاسم إبراهيم ومريم بن علال، بالإضافة إلى جمعيات موسيقية ستفضل موسيقيين شبابا بغية تكوين جيل جديد في هذا النوع الفني الذي يحظى بشعبية في الجزائر.
وستقدم ضمن هذه الطبعة أيضا أقسام ماستر كلاس أو دورات تكوينية لفائدة الشباب بتأطير من مختصين في هذه الموسيقى حسبما أشار إليه ذات المسؤول، مضيفا أن هذا المهرجان سيسلط الضوء على شعر الحوزي والشعراء الذين تألقوا بتلمسان.
كما تمت برمجة لقاء علمي يتناول موسيقى الحوزي على مستوى مركز الدراسات الأندلسية بمشاركة باحثين من المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ.
ومن جهة أخرى وبهدف خلق ديناميكية اقتصادية وسياحية حول هذا المهرجان، ستقام معارض للفنون التشكيلية ومنتجات الصناعة التقليدية بوسط مدينة تلمسان ومدن مختلفة بالمحافظة، والتي ستحتضن سهرات موسيقية. كما سيتم تنظيم جولات سياحية للزوار الراغبين في اكتشاف مدينة الزيانيين.
ويعتزم مدير الثقافة والفنون لتلمسان الذي يعد أيضا محافظ هذا المهرجان بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ إعداد ملف من أجل اقتراح هذه الموسيقى كموسيقى عالمية.
والحوزي هو نوع موسيقي وغنائي مشتق من الموسيقى الأندلسية، ظهر بمحافظة تلمسان. وهو فن غنائي معروف بمقطوعات شعرية منظومة باللسان الدارج واللغة العامة في قالب موسيقي خاص، فهو يقرب من حيث الأداء من النغم الأندلسي، كما أنه يتميز بقلة اللجوء إلى نغمات متعددة وقصر المسافات الصوتية لمغنيه.
وقد ذاع صيت موسيقى الحوزي بتلمسان منذ القرن الخامس عشر على يد الشاعر سعيد بن عبدالله المنداسي (1583 – 1677) ثم من طرف أحمد بن تريكي وبعده بن مسايب وأخيرا من قبل عائلة بن سهلة مع بداية القرن الثامن عشر. ويعتبر هذا الطابع أقرب إلى الشعر منه إلى الموسيقى، حسبما أبرزه محافظ المهرجان.