"أبو الفضل": مشروعي أن أبقى رساماً
السويداء
يكاد يدهشك عندما تلتقيه في مرسمه تلك العلاقة التوءمية بينه وبين الرسم، فمن معجب إلى محب إلى عاشق- حسبما يقول- تدرجت العلاقة وتكاملت حتى أصبحت مسيرة ورفقة العمر، "عادل أبو الفضل" فنان لازمه التفوق لأنه أيقن وآمن فيما يعمل، فمن مركزالفنون التشكيلية إلى كلية الفنون الجميلة "بدمشق" كان يحصد المراتب الأولى والكثير من الجوائز.
له الكثير من المعارض الجماعية والفردية والمئات من اللوحات التي طالما أمتعت نظر المبصرين، eSuweda التقى الفنان "أبو الفضل" في الحوار التالي:
عادل أبو الفضل
** البداية كانت منذ الطفولة، فكأي طفل كنت أحب الرسم وأعجب به، ولكن الفرق أنه كان لدي رغبة واندفاع ذاتي في المدرسة لهذه المادة، حتى صار تفوقي فيها سبب بروزي بين زملائي، ففي المرحلة الابتدائية كانت اللوحة بالنسبة لي مادة تعبيرية أرسم فيها كل شيء من الطبيعة إلى المنزل إلى الإنسان، أما في المرحلة الإعدادية فصارت الأشياء أكثر وضوحا وصرت أمارس الجانب التطبيقي سواء في المادة المجسمة أو المحسوسة لأن أستاذ التربية الفنية كان يفعل ذلك أمامي، ولكن النقلة الحقيقية بالنسبة لي كانت في بداية المرحلة الثانوية.
** لأنه أصبح لدي وعي أكثر للعمل والبحث في العمل الفني، واختلف لدي مفهوم الجانب المدرسي، وكان ذلك في عام /1973/ لأن المدرس "فريد جميّل" طرح علي الدخول إلى مركزالفنون التشكيلية وكان ذلك أول نشوء وافتتاح المركز، وبالتالي فقد بدأت العلاقة الأكاديمية طريقها.
** أفضل ما قدمه مركز الفنون هو وجود مدرسين مختصين وأكفاء أمثال الأستاذ "جمال العباس" والأستاذ "فؤاد أبو سعدة" والأستاذ "زياد دلول" وهذا جعلني أفهم العمل الفني قبل دخولي كلية الفنون الجميلة، وقد فازت لي لوحة بعنوان طبيعة صامتة بالمركز الثالث في معرض أقيم "بالسويداء" شمل عدداً كبيراً من الفنانين في القطرعبر مسابقة مركزية، وأتذكر أني قد أهديت مجموعة من الالوان الزيتية وكانت تلك الهدية بمثابة الثروة بالنسبة لي، وأنا أعتبر المركز نقطة أشعاع حضارية للفنون التشكيلية في المحافظة.
** في عام /1975/ تقدمت لفحص كلية الفنون الجميلة "بدمشق" وقد قبلت وكنت من المتميزين، وهناك التقيت مجموعة من الفنانين السوريين المتميزين منهم من كان من زملائي مثل "أحمد معلى ونزار صابور وحمود شنتوت ويحيى أبو سعدة" وفي السنة الثانية شكلنا جماعة، وهذه كانت سابقة في الكلية، وأطلقنا عليها جماعة "الثور" وهي رمز الخصب لأن بيكاسو كان أسبانياً وللثور مدلولاته هناك طبعا.
** أنا أعشق الرسم وأعشق التصوير أيضا لأنني أعتقد أنه أبو الفنون ولأنك كفنان تستطيع التعبير عن أي شيء من خلال الخط واللون، ولأنه مادة غنية ممتعة وكان لدي إصرار على هذا التخصص، وقد قدم لي هذا التخصص الكثير ذاتيا، ولو عادت الأيام إلى كلية الفنون لعدت إلى نفس الاختصاص.
* ماذا عن أول المعارض؟
** أنا من الجانب المناصر للمعارض المشتركة، وقد شاركت في عدة معارض بعدة محافظات من القطر منها في "السويداء وحمص واللاذقية وحلب" وذلك أثناء وجودي في كلية الفنون وكانت مشاركتي تتراوح بين سبعة وعشرة أعمال، وكان المميز لدي في اللوحة هو المرأة كعنصر أساسي في الرسم، وبعد االتخرج كنت مشاركاً دائماً في كل المعارض السنوية لوزارة الثقافة ومعارض "السويداء" السنوية ومعارض نقابة المعلمين.
** أول معرض فردي كان في دولة قطر التي كنت مسافرا إليها عام /1991/ وشمل المعرض /38/ عمل وكانت اللوحات فيه مأخوذة من البيئة القطرية والبيئة السورية وكان اللوحات الخاصة "بقطر" مزيج بين التراث القطري من الجو إلى البحرإلى الصحراء إلى المرأة القطرية بلباسها وبيئتها، واللوحات الخاصة بالتراث السوري قدمت فيها مناظر للإنسان السوري في البيئة السورية وبعد عودتي من قطر أقمت عدة معارض منها معرض في المركز الثقافي "بالسويداء" عام /1996/ وشمل /35/ عملاً وتتالت المعارض بعدها حيث أقمت أنا والأستاذ "جمال العباس" معرضين وقد وصل عدد المعارض الفردية إلى /7/ معارض.
** اللوحة هي من مجموعة رسمتها عام /2007/ وهي تجربة غنية، وكانت المرأة هي العنصر الأساسي بالمجموعة، وقد أخذت اللوحة الطابع التعبيري والطابع الواقعي ورسمت فيها علاقة الإنسان مع الأرض لأنها برأيي علاقة مرتبطة بالأمومة.
** المدارس الفنية برأيي قد انتهت مع بداية القرن العشرين لأن هناك عدة مدارس اليوم موجودة في اللوحة الواحدة، والعمل الفني هو علاقة بحث، فأنا أقوم بحالة تجريبية متغيرة وهي محكومة بإبداع الفنان.
* ما مشروعك المستقبلي؟
** مشروعي هو أن أبقى رساما، فأنا أجد حياتي في الرسم وأقول في الرسم أنا الأفضل، ولو لم أكن رساما لكنت رساما.
يذكر أن الفنان "عادل أبو الفضل" من مواليد محافظة "السويداء" عام /1956/ وهو خريج كلية الفنون الجميلة قسم التصوير بجامعة "دمشق" عام /1981/ ومن الخمسة الاوائل على دفعته،
- طلعت االحسين
السويداء
يكاد يدهشك عندما تلتقيه في مرسمه تلك العلاقة التوءمية بينه وبين الرسم، فمن معجب إلى محب إلى عاشق- حسبما يقول- تدرجت العلاقة وتكاملت حتى أصبحت مسيرة ورفقة العمر، "عادل أبو الفضل" فنان لازمه التفوق لأنه أيقن وآمن فيما يعمل، فمن مركزالفنون التشكيلية إلى كلية الفنون الجميلة "بدمشق" كان يحصد المراتب الأولى والكثير من الجوائز.
له الكثير من المعارض الجماعية والفردية والمئات من اللوحات التي طالما أمتعت نظر المبصرين، eSuweda التقى الفنان "أبو الفضل" في الحوار التالي:
- لكل فنان بداية فمن أين بدأت؟
عادل أبو الفضل
** البداية كانت منذ الطفولة، فكأي طفل كنت أحب الرسم وأعجب به، ولكن الفرق أنه كان لدي رغبة واندفاع ذاتي في المدرسة لهذه المادة، حتى صار تفوقي فيها سبب بروزي بين زملائي، ففي المرحلة الابتدائية كانت اللوحة بالنسبة لي مادة تعبيرية أرسم فيها كل شيء من الطبيعة إلى المنزل إلى الإنسان، أما في المرحلة الإعدادية فصارت الأشياء أكثر وضوحا وصرت أمارس الجانب التطبيقي سواء في المادة المجسمة أو المحسوسة لأن أستاذ التربية الفنية كان يفعل ذلك أمامي، ولكن النقلة الحقيقية بالنسبة لي كانت في بداية المرحلة الثانوية.
- لماذا اعتبرت أن بداية المرحلة الثانوية نقلة نوعية؟
** لأنه أصبح لدي وعي أكثر للعمل والبحث في العمل الفني، واختلف لدي مفهوم الجانب المدرسي، وكان ذلك في عام /1973/ لأن المدرس "فريد جميّل" طرح علي الدخول إلى مركزالفنون التشكيلية وكان ذلك أول نشوء وافتتاح المركز، وبالتالي فقد بدأت العلاقة الأكاديمية طريقها.
- ماذا قدم لك مركز الفنون؟
** أفضل ما قدمه مركز الفنون هو وجود مدرسين مختصين وأكفاء أمثال الأستاذ "جمال العباس" والأستاذ "فؤاد أبو سعدة" والأستاذ "زياد دلول" وهذا جعلني أفهم العمل الفني قبل دخولي كلية الفنون الجميلة، وقد فازت لي لوحة بعنوان طبيعة صامتة بالمركز الثالث في معرض أقيم "بالسويداء" شمل عدداً كبيراً من الفنانين في القطرعبر مسابقة مركزية، وأتذكر أني قد أهديت مجموعة من الالوان الزيتية وكانت تلك الهدية بمثابة الثروة بالنسبة لي، وأنا أعتبر المركز نقطة أشعاع حضارية للفنون التشكيلية في المحافظة.
- ماذا عن دخولك كلية الفنون؟
** في عام /1975/ تقدمت لفحص كلية الفنون الجميلة "بدمشق" وقد قبلت وكنت من المتميزين، وهناك التقيت مجموعة من الفنانين السوريين المتميزين منهم من كان من زملائي مثل "أحمد معلى ونزار صابور وحمود شنتوت ويحيى أبو سعدة" وفي السنة الثانية شكلنا جماعة، وهذه كانت سابقة في الكلية، وأطلقنا عليها جماعة "الثور" وهي رمز الخصب لأن بيكاسو كان أسبانياً وللثور مدلولاته هناك طبعا.
- المعروف أنك تخصصت بالتصوير بالإضافة إلى الرسم فلماذا التصوير؟
** أنا أعشق الرسم وأعشق التصوير أيضا لأنني أعتقد أنه أبو الفنون ولأنك كفنان تستطيع التعبير عن أي شيء من خلال الخط واللون، ولأنه مادة غنية ممتعة وكان لدي إصرار على هذا التخصص، وقد قدم لي هذا التخصص الكثير ذاتيا، ولو عادت الأيام إلى كلية الفنون لعدت إلى نفس الاختصاص.
* ماذا عن أول المعارض؟
** أنا من الجانب المناصر للمعارض المشتركة، وقد شاركت في عدة معارض بعدة محافظات من القطر منها في "السويداء وحمص واللاذقية وحلب" وذلك أثناء وجودي في كلية الفنون وكانت مشاركتي تتراوح بين سبعة وعشرة أعمال، وكان المميز لدي في اللوحة هو المرأة كعنصر أساسي في الرسم، وبعد االتخرج كنت مشاركاً دائماً في كل المعارض السنوية لوزارة الثقافة ومعارض "السويداء" السنوية ومعارض نقابة المعلمين.
- بعدها استمرت المعارض فماذا عن المعارض الفردية؟
** أول معرض فردي كان في دولة قطر التي كنت مسافرا إليها عام /1991/ وشمل المعرض /38/ عمل وكانت اللوحات فيه مأخوذة من البيئة القطرية والبيئة السورية وكان اللوحات الخاصة "بقطر" مزيج بين التراث القطري من الجو إلى البحرإلى الصحراء إلى المرأة القطرية بلباسها وبيئتها، واللوحات الخاصة بالتراث السوري قدمت فيها مناظر للإنسان السوري في البيئة السورية وبعد عودتي من قطر أقمت عدة معارض منها معرض في المركز الثقافي "بالسويداء" عام /1996/ وشمل /35/ عملاً وتتالت المعارض بعدها حيث أقمت أنا والأستاذ "جمال العباس" معرضين وقد وصل عدد المعارض الفردية إلى /7/ معارض.
- المعروف أنك فزت بجائزة نقابة المعلمين فما اللوحة وماذا عنها؟
** اللوحة هي من مجموعة رسمتها عام /2007/ وهي تجربة غنية، وكانت المرأة هي العنصر الأساسي بالمجموعة، وقد أخذت اللوحة الطابع التعبيري والطابع الواقعي ورسمت فيها علاقة الإنسان مع الأرض لأنها برأيي علاقة مرتبطة بالأمومة.
- في أي مدرسة تجد نفسك اليوم؟
** المدارس الفنية برأيي قد انتهت مع بداية القرن العشرين لأن هناك عدة مدارس اليوم موجودة في اللوحة الواحدة، والعمل الفني هو علاقة بحث، فأنا أقوم بحالة تجريبية متغيرة وهي محكومة بإبداع الفنان.
* ما مشروعك المستقبلي؟
** مشروعي هو أن أبقى رساما، فأنا أجد حياتي في الرسم وأقول في الرسم أنا الأفضل، ولو لم أكن رساما لكنت رساما.
يذكر أن الفنان "عادل أبو الفضل" من مواليد محافظة "السويداء" عام /1956/ وهو خريج كلية الفنون الجميلة قسم التصوير بجامعة "دمشق" عام /1981/ ومن الخمسة الاوائل على دفعته،