يعتقد البعض أن سبب السمنة الوحيد هو تناول الكثير من الطعام وعدم ممارسة التمارين الرياضية. وعلى الرغم من أن هذا السبب هو من أهم أسباب السمنة، إلا أنه ليس السبب الوحيد المؤدي لها، وهذا ما يفسر استمرار معاناة البعض من السمنة المفرطة بغض النظر من عدم تناولهم للطعام بكثرة وقيامهم بممارسة الرياضة بانتظام.
في المقابل، يعتقد البعض الآخر أن السمنة دائماً ما تكون وراثية، وأنه لا يوجد أي علاج أو حل لها، فنراهم يائسين ومستسلمين للسمنة وزيادة الوزن، ولا يبذلون أية جهود في سبيل التخلص منها.
تعد السمنة مرضاً كغيرها من الأمراض الأخرى، بالتالي فإن لها العديد من الأسباب المحتملة، ولا شكّ أن معرفة سبب السمنة هي المفتاح الرئيسي للعلاج والتخلص منها.
نتناول في هذا المقال جميع أسباب السمنة المفرطة المحتملة لدى الصغار والكبار، والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بها.
- اتباع عادات غذائية غير صحية
- الخمول وعدم الحركة
- الوراثة
- العوامل النفسية
- قلة النوم
- الإصابة ببعض الأمراض
- تناول بعض الأدوية
- أسباب السمنة أخرى
يتم تشخيص إصابة الفرد بالسمنة عادةً عندما يتجاوز مؤشر كتلة الجسم لديه قيمة الـ 30، ويمكن أن يساهم تحديد سبب السمنة المفرطة لدى الفرد في اختيار العلاج المناسب لحالته، وبالتالي التقليل من خطر حدوث لديه العديد من المضاعفات والآثار السلبية المرتبطة بالسمنة.
وفيما يلي نذكر عدد من أسباب حدوث السمنة عند الأطفال والكبار:
اتباع عادات غذائية غير صحية
يعدّ مقدار ما يتناوله الفرد من الطعام والشراب يومياً واحداً من الأسباب التي يمكن أن تحدد إمكانية إصابته بالسمنة، ولكن ذلك ليس العامل الوحيد، حيث تعتمد زيادة الوزن أيضاً على أنواع الأطعمة والمشروبات التي يتم تناولها.
يمكن أن تحدث السمنة نتيجة لعدم وجود توازن بين السعرارت الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية التي يحرقها الجسم خلال اليوم. بالتالي، إن تناول الفرد لكمية كبيرة من السعرات الحرارية يومياً وعلى المدى الطويل يمكن أن يسبب تراكمها في الجسم وتخزينها على شكل دهون.
ومن الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية مقارنة بغيرها والتي ينصح بعدم الإكثار منها تجنباً للإصابة بالسمنة:
- الأطعمة السريعة والأطعمة المقلية.
- اللحوم الدهنية واللحوم المعالجة.
- بعض منتجات الألبان.
- الأطعمة الغنية بالسكر، مثل المخبوزات، والبسكويت، والكاتشب.
- العصائر المحلاة والمشروبات الغازية.
لذا، وفي هذه الحالة يمكن علاج السمنة بسهولة، من خلال تجنب الإكثار من تناول هذه الأطعمة، والحرص على تناول نظام غذائي متنوع ويحتوي على الأطعمة الطازجة، مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
الخمول وعدم الحركة
في أيامنا الحالية وبسبب التكنولوجيا، يميل معظم الأفراد إلى عيش حياة خالية من النشاط والحركة، وهو أمر يؤثر على ما يتم حرقه من سعرات حرارية خلال اليوم، فبالتالي إن تناول الفرد لسعرات حرارية معتدلة لا يعني أنه لن يكون عرضة للإصابة بالسمنة، وذلك في حال لم يقم بأي نشاط حركي يساعد في حرق ما يتناوله من سعرات.
أيضاً، يمكن أن يؤثر النشاط البدني على العديد من هرمونات الجسم التي لها دور في عمليات الأيض ومعالجة الطعام، فمثلاً يساعد النشاط الحركي على زيادة استقرار مستويات هرمون الإنسولين في الجسم، والتي يؤدي عدم استقرارها إلى زيادة الوزن.
فتجنباً للإصابة بالسمنة أو علاجها، يمكن للأفراد البالغين ببساطة ممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً، أما الأطفال الصغار فينصح بممارستهم للرياضة لمدة 60 دقيقة يومياً.
الوراثة
تلعب الوراثة دوراً في الإصابة بالسمنة المفرطة، حيث أن هناك 15 جين على الأقل لها دور في الإصابة بالسمنة، والتي يمكن أن تؤثر على عملية تحويل الطعام في الجسم إلى طاقة وعملية تخزين الدهون في الجسم.
ومن الجينات التي لها دور في الإصابة بالسمنة هو الجين المرتبط بكتلة الدهون والسمنة، حيث يمكن أن يرتبط هذا الجين بـ:
- الإصابة بالسمنة مباشرة.
- ممارسة الفرد للسلوكيات التي تسبب السمنة، مثل تناول كميات كبيرة من الطعام، وخاصة الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
- عدم قدرة الفرد على الشعور بالشبع.
ويعود ارتباط هذا الجين بالإصابة بالسمنة نظراً لتأثيره على مستويات هرمون الجريلين في الجسم.
لكن، إن معاناة الفرد من السمنة الوراثية لا تعني اليأس والاستسلام للواقع، فهناك العديد من الخيارات المتاحة يمكن أن تساعد في السيطرة على الوزن لدى الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بالسمنة، بما في ذلك الالتزام بحمية غذائية مناسبة، وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى العلاجات الدوائية والجراحية التي يمكن أن يستعين بها الطبيب.
العوامل النفسية
من أسباب السمنة المخفية والتي لا يأخذها البعض بالحسبان، إصابة الفرد بالتوتر والاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية، حيث يرتبط الأمران فمن الممكن أن يقوم الفرد بتناول الكثير من الطعام بهدف تحسين نفسيته ومزاجه والتقليل من مستويات التوتر لديه.
كما يمكن يحفز الشعور بالإجهاد والتوتر من إفراز هرمون الكورتيزول، والذي له دور في توازن طاقة الجسم ومستويات الشهية لدى الفرد.
بالتالي، من المهم الاهتمام بالحالة النفسية والعاطفية للفرد بهدف علاج السمنة وزيادة الوزن لديه.
قلة النوم
نعم، لا داعي للاستغراب، فعدم نوم الفرد لساعات كافية يمكن أن يكون سبباً محتملاً لإصابته بالسمنة، حيث أن هناك علاقة وطيدة ما بين قلة النوم وارتفاع مؤشرة كتلة الجسم أو الإصابة بالسمنة.
وما يمكن أن يفسر وجود هذه العلاقة هو ما يحدث من تغيرات هرمونية نتيجة لقلة النوم، والتي تتسبب بزيادة الشهية لدى الفرد. فالنوم لمدة تقل عن 7 ساعات يومياً يمكن أن يتسبب بزيادة هرمون الجريلين المسؤول عن تحفيز الشهية، وفي الوقت نفسه يتسبب بانخفاض إنتاج هرمون اللبتين المسؤول عن ثبيط الشهية.
لذا، فالنوم لساعات كافية يومياً، يمكن أن يساهم وبشكل كبير في تخفيف السمنة لدى الفرد.
الإصابة ببعض الأمراض
ترتبط العديد من الأمراض والمشكلات الصحية بزيادة خطر الإصابة بالسمنة، حيث يمكن أن تتسبب هذه الحالات باضطرابات هرمونية تؤثر على عمليات الأيض في الجسم أو أنها تتسبب بعدم قدرة المريض على الحركة.
ومن الأمراض والمشكلات الصحية التي يمكن البحث عنها عند القيام بتحديد أسباب السمنة المفرطة المحتملة لدى الفرد:
- متلازمة الأيض، والتي تتضمن الإصابة بمرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم.
- تكيس المبايض.
- خمول الغدة الدرقية.
- متلازمة كوشينغ.
- التهاب المفاصل.
فالكشف عن هذه الأمراض وتقديم العلاج المناسب للسيطرة عليها يمكن أن يساهم وبشكل كبير في علاج السمنة المرتبطة بها.
تناول بعض الأدوية
إن تناول الفرد لبعض أنواع الأدوية يمكن أن يكون سبباً من أسباب السمنة المفرطة لديه، ومن هذه الأدوية:
- الكورتيزون.
- أدوية السكري والإنسولين.
- حبوب منع الحمل الهرمونية.
- بعض الأدوية النفسية أو أدوية الصرع.
- بعض أنواع مضادات الاكتئاب.
لذا، من المهم دائماً سؤال الفرد حول الأدوية التي يتناولها، فمن الممكن أن يقوم الطبيب باستبدالها واختيار أدوية أخرى ذات تأثير أقل أو معدوم على الوزن.
يمكن أن تتضمن أسباب السمنة أيضاً ما يلي:
- التقدم بالسن.
- الحمل.
- انقطاع الطمث.
- مكان السكن ونمط الحياة.
- التوقف عن التدخين
تتعدد أسباب السمنة وزيادة الوزن لدى الفرد، في حين أن معظمهم يمكن التحكم به كتجنب الأطعمة والمشروبات عالية السعرات الحرارية وممارسة الرياضة. إلا أن هناك أسباب للسمنة لا يمكن التحكم بها ومنها الوراثة والإصابة بالأمراض، ولكن من الممكن أن يقوم الفرد باستشارة الطبيب وأخصائي التغذية حول كيفية الحفاظ على وزنه في هذه الحالات.
المصدر:
[1] Yvette Brazier. What is obesity, and what causes it? Retrieved on the 6th of December, 2022.
[2] National Heart, Lung, and Blood Institute (NHLBI). Overweight and Obesity. Retrieved on the 6th of December, 2022.
[3] Danielle Moores. Obesity. Retrieved on the 6th of December, 2022.
[4] Osama Hamdy. Obesity. Retrieved on the 6th of December, 2022.