"فاروق المخلف"... الخط على الزجاج
عبد العظيم عبد الله
الحسكة
شاب لم يذق من طعم الحياة إلا عشرين عاماً، ومع ذلك سطّر وأبدع مع الخط العربي، فجعله الحبيب والأنيس، وأعطاه كل ما يلزم لنيل الإعجاب والثناء.
مدوّنة وطن eSyria التقت الشاب الخطّاط "فاروق المخلف" في مدينته "بالقامشلي" ليسرد عن بدايته وكيفية تعلقه بفن الخط العربي حيث قال: «عندما كنت طالباً في الصف الأوّل الثانوي اهتز قلبي لفتاة وسكنت قلبي، ولم أجد زاداً لمؤانستي وتخفيف آلامي إلا التفنن والتعلق والاستئناس بالخط العربي، وكنت أفرّغ جميع شحناتي فيه، ورفعت شعار الحب والعشق لذاك الفن، وزاد إصراري على الغوص في بحوره بعدما كسبت الكثير من الدعم والتشجيع من الأهل والأصدقاء وكوادر المدرسة، وكانت انطلاقتي معه بالتمعّن جيداً في أنواع خطوطه والوقوف عندها مطولاً».
الخط العربي رسالة تحمل الكثير من القيم والمعاني الجميلة ومن بينها القيمة الفنية، وأعرف عن الخطاط "فاروق" أنه شاب طموح ويسعى للتألق والإبداع فيه، وتعرفت على بعض من لوحاته ففيها الكثير من مزايا النجاح والجمالية
للنجاح معلّمون مخلصون فلمن تُعطى باقات الثناء من معلّمي "فاروق"؟ فقال عن ذلك: «أُولى ثمار نجاحي لمن شجّعني معنوياً، وفي بداياتي تقرّبت من نخبة وخيرة خطّاطي المحافظة، وتدرّبت عند مجموعة منهم، وقمت بتدوين كل ما يلزم لنجاح الخطاط في ذاكرتي، ورسمت في مخيلتي الأسس والضوابط المهمة والأساسية لنجاحي، واستعنت ببعض المراجع النظرية في ذلك، وبعد عامين من البحث والتعليم خطوت خطوات متقدمة في فن الخط».
الخطاط فاروق المخلف والرسم على الزجاج
- هل يشكل تطوير الخطوط العربيّة المعروفة حالة صحيّة في فن الخط؟ أم إن الالتزام بالقواعد التي وضعها الأقدمون بحرفيتها هو الصواب؟ ولماذا؟
** «التجديد والتطوير حالة مطلوبة لجميع الفنون والآداب، بما في ذلك فن الخط العربي، مع ضرورة الحفاظ عليه وعدم العبث بأسسه وأساسياته الرئيسيّة وحتّى جزئيّاته إن كانت من جوهر الفن، ولكن لابدّ للفنان كلّ في مجاله أن يضفي بصمته الذاتية على فنه ليزيده جمالاً وتألقاً، فأنواع الخطوط ثابتة ورسمها بالشكل السليم أمر ضروري».
فاروق والخطاط إبراهيم عمر
- لا شك أن الحاسوب أثّر على عمل الخطاطين بشكل أو بآخر.. كيف تعاملتم مع هذا الدخيل المسيطر؟ وما المناطق التي لا يستطيع ولوجها في اختصاصكم؟
** «أهم مسألة في اللغة العربية وجماليتها يكمن في الخط العربي، ولذلك حتّى نحافظ على رونقه وجماليته لابدّ من التركيز على نقطة مهمة في وقتنا الحاضر ضرورة الاستغناء عن الكتابة في الحاسوب لمن يرغب في التعليم السليم، فالخط يزداد جمالاً من خلال الكتابة باليد، فمن الصعب إعطاء الحاسوب الجمالية الحقيقية لبعض أنواع الخطوط وخاصة النسخ والثلث، وهنا يتطلب دور نقابة الفنانين بأخذ دورها الكامل من خلال الدورات والاختبارات الدورية وإعطاء رخص للشهادات، والطفل في المدرسة بالدعم والتشجيع وإجراء المسابقات والمحاسبة على الخط السيئ، ولكن ومع الآسف هناك توجّه كبير للعمل والتخطيط من خلال الحاسوب وذلك لسرعة إنجاز العمل وهو ما يطلبه أغلبية الزبائن لمن يخطط من أجل مورد الرزق».
- هل توافق على الفصل بين الخطاطين الذين يتخذون من الخط مهنة (كتابة اللافتات) والخطاطين الذين يتخذونها فناً (معارض ولوحات) وأين أنت من النوعين إن صح الفصل؟
** «من أهم متطلبات الحفاظ على الرونق السليم للخط العربي الفصل بين مهنته وهوايته، ومن هذا المنبر ندعو لتأسيس نقابة خاصة بالفنانين لتكون الراعية للخطاطين وتشجيعهم على المعارض وتصميم اللوحات الخاصة بذلك وبعيداً عن الآلة الجامدة الحاسوب، ولا ضير في وضع جوائز ولو معنوية في ذلك، وأنا أخذت الخط كهواية وحب وأمارسه عن ذلك، خاصة أنني طالب جامعي وسيكون مورد رزقي من شهادتي الجامعية».
- ما الجديد الذي تقدمه بالكتابة على الزجاج على مستوى المدينة وربما أبعد؟
«عندما أرسم أو أخطط على الزجاج فأشعر وكأنني في سماء صافية ونقيّة، ولكوني أخذت من الخط معشوقاً وحبيباً فإنني أبحث عن كل جديد فيه، والرسم والتخطيط على الزجاج نادراً ما يستخدمه فنانو المنطقة، فالكتابة على الزجاج تعطي دقة عالية للكلمات والحروف، ويضفي نقاوة مميّزة للوحة، وكل من يتأملها يشعر بجو جميل وممتع، ويأخذ الزجاج الوقت الأكبر من تخطيطي لأكون أول من يجيد بذلك على مستوى المحافظة ومن ثم طموح مشروع لأبعد من ذلك».
أمّا الخطّاط "إبراهيم عمر" فقد تحدّث عن "فاروق" بالقول: «الخط العربي رسالة تحمل الكثير من القيم والمعاني الجميلة ومن بينها القيمة الفنية، وأعرف عن الخطاط "فاروق" أنه شاب طموح ويسعى للتألق والإبداع فيه، وتعرفت على بعض من لوحاته ففيها الكثير من مزايا النجاح والجمالية».