منزل "خالد العظم" متحف تاريخي لمرحلة دمشقية
دمشق
منزل قديم في "دمشق" تحول مع الزمن إلى متحف يأتيه الكثيرون من الزوار ليطلعوا على حياة الدمشقيين القديمة داخل منازلهم.
موقع "eDamscous" للحديث عن القصر التقى من سكان المنطقة السيد "منير أحمد" فيقول: «القصر له أهمية تاريخية وتراثية كبيرة، والمكان الذي يقع فيه القصر له مكانة استراتيجية هامة وخاصة أن ارتباطه بخالد العظم من أهم الأمور التي توثق لهذه المدينة الجميلة».
والتقى الدكتور "اياد يونس" نائب المدير ليحدثنا قائلاً: «يقع متحف "دمشق" التاريخي في حي "ساروجة" احد الاحياء القديمة في "دمشق" وهو خارج سورها يعود تاريخ بناء البيت إلى القرن الثامن عشر أي إلى حوالي مئتي عام وتبلغ مساحة البيت 3136 م2 مالك البيت هو "محمد فوزي العظم" ومن ثم "خالد العظم" ويعد البيت من المباني الأثرية بسبب صفاته التاريخية والفنية الهامة التي تعبر عن التراث الحضاري وأيضاً لسبب هجرة اصحابه بعد وفاة المالك فقد تم استملاك البيت لمصلحة المديرية العامة للآثار والمتاحف عام 1969 وفي عام 1970 بُدئ بترميم البيت بسبب وضعه الخطير وخوفاً من تهدمه وانهياره استمرت اعمال الترميم حتى عام 1980 وفي تاريخ 26/4/1982 تم فيه عقد أول ندوة دولية عن "دمشق".
عراقة البناء
ينقسم البيت الدمشقي القديم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول هو للحياة اليومية وهو مخصص للنساء يسمى "الحرملك" يضم هذا القسم عدة غرف تكون جزءاً اساسياً من الحياة المعيشية اليومية بسبب تعدد استخداماته، والقسم الثاني مخصص لاستقبال الضيوف حيث تكون فيه الزيارات اليومية والجلسات للأهل والاصدقاء ويدعى هذا القسم "السلملك"، أما القسم الثالث الأخير فهو مخصص لكافة الحاجات والخدمات التي يحتاجها أهل المنزل فالمنازل الدمشقية الأولى كانت تحتوي على العائلة كلها من الجدين حتى أصغر حفيد، يحتوي هذا القسم على الحمام والمطبخ وغرف المونة ومكان الغسيل، جميع المنازل الدمشقية القديمة كانت تحتوي على فسحة سماوية واسعة في وسطها بحرة تتدفق المياه من أطرافها».
يتابع معنا السيد "يونس" قائلاً: «للبيت الشامي أي "المتحف" يوجد مدخلان المدخل الأول شمالي من جهة المصالح العقارية والمدخل الثاني جنوبي يطل على أحد أزقة منطقة "العقيبة" ويمكن الدخول له من الباب الرئسي من الجهة الشمالية ويشغل المتحف قسم الحرملك وهو فسحة سماوية كبيرة ذو أرضية مغطاة بالحجر الأسود والمزي يحتوي على بحرتين الأولى صغيرة ذات حنايا من الرخام الأبيض والمزي الزهر وأحواض للنباتات والأشجار والثانية بحرة كبيرة ذات الحنايا من الرخام الأبيض مدهونة بالداخل باللون الأزرق وهي قريبة من الفسحة السماوية وتطل هذه الفسحة على ست قاعات مختلفة الأحجام والمطبخ والحمام.
"خالد العظم" الشخصية المعروفة لدى الدمشقيين بصفته أحد أهم أعيان "دمشق" فقد ولد عام 1903 وورث باكراً مهام والده الاجتماعية والسياسية، أسس غرفة الصناعة عام 1935، أنشأ شركة الأسمنت في "دمشق" عام 1930 وعين وزيراً للخارجية عام 1939 في نفس العام كلفه الجنرال الفرنسي "دانتر" بتشكيل الوزارة في "دمشق"، رشح نفسه لرئاسة الجمهورية في عام 1945 فاز حينها "شكري القوتلي" وكلف "خالد العظم" بتشكيل الوزارة عين وزير العدل، في عام 1946 بعد انسحاب القوات الفرنسية قام بإلغاء الامتيازات الاجنبية في "سورية"، ترأس الوزارة للمرة الثانية عام 1948 مع احتفاظه بوزارة الدفاع، في عام 1949 اعتقله "حسني الزعيم" من قصره وفي نفس العام عاد إلى منصبه كرئيس للوزراء للمرة الثالثة ووزيراً للمالية، ترأس الوزارة عام 1951 للمرة الرابعة، وأعاد ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ولكن "القوتلي" فاز مرة أخرى في عام 1961 شارك في صياغة بيان الانفصال وفي عام 1963 التجأ إلى "لبنان" حتى مات هناك بعد سنتين كاتباً مذكراته».
يتابع معنا السيد "يونس" مضيفاً عن أقسام البيت الشامي التاريخي: «القاعة الأولى هي القاعة ذات المصعدين لها درج ذو مصعدين من الحجر الأسود مشكلاً امام باب القاعة شرفة تطل على أرض الحديقة واقيمت هذه القاعة فوق قبو بمكان متهدم من البناء وللقاعة سقف قديم مؤلف من ثلاثة أقسام مصنوع من الخشب المحفور والمزخرف المدهون بالعجمي، مقابل الباب مصب من الرخام المشقف تعلوه زخارف على الجانبين وكافة أبواب القاعات مطلة على الباحة هي من خشب الجوز مع حشوات من الخيوط العربية، الأيوان أي "الليوان" يقع من الناحية الجنوبية للقاعة بين قاعتين يتألف من عتبة على مستوى الباحة مفروشة بالرخام ولليوان قوس مركز من ناحيتين على حجر وهو مزخرف زخرفة خشبية بعدة ألوان مذهبة تعرف بالعجمي وسقف الليوان مرتفع بما يعادل ارتفاع طابق كامل».
متحف دمشق
يتابع معنا السيد "يونس": «القاعة الثانية هي قاعة غرب الليوان وهي قاعة صغيرة تقوم على طزر واحد وعتبة سقفها وجدرانها من الخشب، رمم حديثاً وأرضيتها مرخمة بأشكال هندسية جميلة اما القاعة الثالثة فهي القاعة الجنوبية الشرقية وهي كبيرة ذات طزر واحد وعتبة يفصل العتبة عن الطزر قوس حجري مدهون بزخارف نباتية حديثة تتضمن زخارف الطزر عدداً من المرايا ما يدل على أنها تعود إلى القرن الثامن عشر، في الوسط تنحدر زخارف نائتة تنتهي بفوانيس من الخشب المحفور وفي العتبة مصب رخامي محفور بزخارف نباتية مذهبة تعلوه قطع من الأخشاب أما ارضية العتبة والطزر فهي رخام مشقف يتدنى مستوى العتبة عن مستوى الطزر وفي وسطها فسقية رخامية يتدفق منها الماء».
يتابع الدكتور "يونس": «القاعة الرابعة هي القاعة ذات الطزرين تتألف من طزرين وعتبة يفصل بينهما قسمان من الحجر المزخرف مكسوة بالخشب العجمي المدهون بزخارف نباتية وهندسية، رصفت أرضية الطزرين والعتبة بالرخام المشقف ووسط العتبة فسقية ماء مثمنة الشكل، أما القاعة الخامسة فهي اكبر القاعات في الدور تتألف من ثلاثة طزرات وعتبة تنفصل الطزرات عن العتبة بأقواس حجرية عليها تزيينات ملونة من الحجر، تضم هذه القاعة سقوفاً خشبية هامة ذات سوك متدلية الزوايا والقاعة السادسة هي اهم قاعات الدور وهي القاعة الحلبية الشمالية الغربية تعد أهم قاعة من حيث القدم واسلوب الزخرفة مؤلفة من طزر واحد وعتبة فيها سقفان سقف العتبة هام لأنه من اصل البناء وتعد الحلقة الخشبية من اجمل الحلقات الموجودة في "دمشق"، تم في القاعة بعض الاصلاحات لوجود تاريخ 1240 هـ بين زخارف الحلقة الخشبية والعتبة المزينة بالحجرالأبلق وفيها مصب رخامي جميل وفي وسطها فسقية رخامية جميلة جداً، وللقاعة ثلاث نوافذ عليا مزينة بزخارف تعد فريدة من نوعها في "دمشق" أما المطبخ فيقع في الجهة الجنوبية الشرقية وهو ذو ارضية مرصوفة بحجر أبيض وأسود على سوية واحدة بصدر المطبخ مدخنة تحتها مواقد المطبخ وتنور الخبز العربي وإلى يسار باب المطبخ هناك فتحة كانت مياه "بردى" تسير من خلالها، الحمام يقع بين المطبخ والقاعة ذات المصعدين وتتألف من ثلاثة أقسام الأول القسم الجواني حيث حلة الماء وله قبة ذات فتحات زجاجية للإضاءة والثاني الوسطاني له مصطبة مرتفعة للجلوس عليها بعد الخروج من القسم الجواني والقسم الأخير البراني وهو القسم الأخير من الحمام».
- رامي العايق
دمشق
منزل قديم في "دمشق" تحول مع الزمن إلى متحف يأتيه الكثيرون من الزوار ليطلعوا على حياة الدمشقيين القديمة داخل منازلهم.
موقع "eDamscous" للحديث عن القصر التقى من سكان المنطقة السيد "منير أحمد" فيقول: «القصر له أهمية تاريخية وتراثية كبيرة، والمكان الذي يقع فيه القصر له مكانة استراتيجية هامة وخاصة أن ارتباطه بخالد العظم من أهم الأمور التي توثق لهذه المدينة الجميلة».
القصر له أهمية تاريخية وتراثية كبيرة، والمكان الذي يقع فيه القصر له مكانة استراتيجية هامة وخاصة أن ارتباطه بخالد العظم من أهم الأمور التي توثق لهذه المدينة الجميلة
والتقى الدكتور "اياد يونس" نائب المدير ليحدثنا قائلاً: «يقع متحف "دمشق" التاريخي في حي "ساروجة" احد الاحياء القديمة في "دمشق" وهو خارج سورها يعود تاريخ بناء البيت إلى القرن الثامن عشر أي إلى حوالي مئتي عام وتبلغ مساحة البيت 3136 م2 مالك البيت هو "محمد فوزي العظم" ومن ثم "خالد العظم" ويعد البيت من المباني الأثرية بسبب صفاته التاريخية والفنية الهامة التي تعبر عن التراث الحضاري وأيضاً لسبب هجرة اصحابه بعد وفاة المالك فقد تم استملاك البيت لمصلحة المديرية العامة للآثار والمتاحف عام 1969 وفي عام 1970 بُدئ بترميم البيت بسبب وضعه الخطير وخوفاً من تهدمه وانهياره استمرت اعمال الترميم حتى عام 1980 وفي تاريخ 26/4/1982 تم فيه عقد أول ندوة دولية عن "دمشق".
عراقة البناء
ينقسم البيت الدمشقي القديم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول هو للحياة اليومية وهو مخصص للنساء يسمى "الحرملك" يضم هذا القسم عدة غرف تكون جزءاً اساسياً من الحياة المعيشية اليومية بسبب تعدد استخداماته، والقسم الثاني مخصص لاستقبال الضيوف حيث تكون فيه الزيارات اليومية والجلسات للأهل والاصدقاء ويدعى هذا القسم "السلملك"، أما القسم الثالث الأخير فهو مخصص لكافة الحاجات والخدمات التي يحتاجها أهل المنزل فالمنازل الدمشقية الأولى كانت تحتوي على العائلة كلها من الجدين حتى أصغر حفيد، يحتوي هذا القسم على الحمام والمطبخ وغرف المونة ومكان الغسيل، جميع المنازل الدمشقية القديمة كانت تحتوي على فسحة سماوية واسعة في وسطها بحرة تتدفق المياه من أطرافها».
يتابع معنا السيد "يونس" قائلاً: «للبيت الشامي أي "المتحف" يوجد مدخلان المدخل الأول شمالي من جهة المصالح العقارية والمدخل الثاني جنوبي يطل على أحد أزقة منطقة "العقيبة" ويمكن الدخول له من الباب الرئسي من الجهة الشمالية ويشغل المتحف قسم الحرملك وهو فسحة سماوية كبيرة ذو أرضية مغطاة بالحجر الأسود والمزي يحتوي على بحرتين الأولى صغيرة ذات حنايا من الرخام الأبيض والمزي الزهر وأحواض للنباتات والأشجار والثانية بحرة كبيرة ذات الحنايا من الرخام الأبيض مدهونة بالداخل باللون الأزرق وهي قريبة من الفسحة السماوية وتطل هذه الفسحة على ست قاعات مختلفة الأحجام والمطبخ والحمام.
"خالد العظم" الشخصية المعروفة لدى الدمشقيين بصفته أحد أهم أعيان "دمشق" فقد ولد عام 1903 وورث باكراً مهام والده الاجتماعية والسياسية، أسس غرفة الصناعة عام 1935، أنشأ شركة الأسمنت في "دمشق" عام 1930 وعين وزيراً للخارجية عام 1939 في نفس العام كلفه الجنرال الفرنسي "دانتر" بتشكيل الوزارة في "دمشق"، رشح نفسه لرئاسة الجمهورية في عام 1945 فاز حينها "شكري القوتلي" وكلف "خالد العظم" بتشكيل الوزارة عين وزير العدل، في عام 1946 بعد انسحاب القوات الفرنسية قام بإلغاء الامتيازات الاجنبية في "سورية"، ترأس الوزارة للمرة الثانية عام 1948 مع احتفاظه بوزارة الدفاع، في عام 1949 اعتقله "حسني الزعيم" من قصره وفي نفس العام عاد إلى منصبه كرئيس للوزراء للمرة الثالثة ووزيراً للمالية، ترأس الوزارة عام 1951 للمرة الرابعة، وأعاد ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ولكن "القوتلي" فاز مرة أخرى في عام 1961 شارك في صياغة بيان الانفصال وفي عام 1963 التجأ إلى "لبنان" حتى مات هناك بعد سنتين كاتباً مذكراته».
يتابع معنا السيد "يونس" مضيفاً عن أقسام البيت الشامي التاريخي: «القاعة الأولى هي القاعة ذات المصعدين لها درج ذو مصعدين من الحجر الأسود مشكلاً امام باب القاعة شرفة تطل على أرض الحديقة واقيمت هذه القاعة فوق قبو بمكان متهدم من البناء وللقاعة سقف قديم مؤلف من ثلاثة أقسام مصنوع من الخشب المحفور والمزخرف المدهون بالعجمي، مقابل الباب مصب من الرخام المشقف تعلوه زخارف على الجانبين وكافة أبواب القاعات مطلة على الباحة هي من خشب الجوز مع حشوات من الخيوط العربية، الأيوان أي "الليوان" يقع من الناحية الجنوبية للقاعة بين قاعتين يتألف من عتبة على مستوى الباحة مفروشة بالرخام ولليوان قوس مركز من ناحيتين على حجر وهو مزخرف زخرفة خشبية بعدة ألوان مذهبة تعرف بالعجمي وسقف الليوان مرتفع بما يعادل ارتفاع طابق كامل».
متحف دمشق
يتابع معنا السيد "يونس": «القاعة الثانية هي قاعة غرب الليوان وهي قاعة صغيرة تقوم على طزر واحد وعتبة سقفها وجدرانها من الخشب، رمم حديثاً وأرضيتها مرخمة بأشكال هندسية جميلة اما القاعة الثالثة فهي القاعة الجنوبية الشرقية وهي كبيرة ذات طزر واحد وعتبة يفصل العتبة عن الطزر قوس حجري مدهون بزخارف نباتية حديثة تتضمن زخارف الطزر عدداً من المرايا ما يدل على أنها تعود إلى القرن الثامن عشر، في الوسط تنحدر زخارف نائتة تنتهي بفوانيس من الخشب المحفور وفي العتبة مصب رخامي محفور بزخارف نباتية مذهبة تعلوه قطع من الأخشاب أما ارضية العتبة والطزر فهي رخام مشقف يتدنى مستوى العتبة عن مستوى الطزر وفي وسطها فسقية رخامية يتدفق منها الماء».
يتابع الدكتور "يونس": «القاعة الرابعة هي القاعة ذات الطزرين تتألف من طزرين وعتبة يفصل بينهما قسمان من الحجر المزخرف مكسوة بالخشب العجمي المدهون بزخارف نباتية وهندسية، رصفت أرضية الطزرين والعتبة بالرخام المشقف ووسط العتبة فسقية ماء مثمنة الشكل، أما القاعة الخامسة فهي اكبر القاعات في الدور تتألف من ثلاثة طزرات وعتبة تنفصل الطزرات عن العتبة بأقواس حجرية عليها تزيينات ملونة من الحجر، تضم هذه القاعة سقوفاً خشبية هامة ذات سوك متدلية الزوايا والقاعة السادسة هي اهم قاعات الدور وهي القاعة الحلبية الشمالية الغربية تعد أهم قاعة من حيث القدم واسلوب الزخرفة مؤلفة من طزر واحد وعتبة فيها سقفان سقف العتبة هام لأنه من اصل البناء وتعد الحلقة الخشبية من اجمل الحلقات الموجودة في "دمشق"، تم في القاعة بعض الاصلاحات لوجود تاريخ 1240 هـ بين زخارف الحلقة الخشبية والعتبة المزينة بالحجرالأبلق وفيها مصب رخامي جميل وفي وسطها فسقية رخامية جميلة جداً، وللقاعة ثلاث نوافذ عليا مزينة بزخارف تعد فريدة من نوعها في "دمشق" أما المطبخ فيقع في الجهة الجنوبية الشرقية وهو ذو ارضية مرصوفة بحجر أبيض وأسود على سوية واحدة بصدر المطبخ مدخنة تحتها مواقد المطبخ وتنور الخبز العربي وإلى يسار باب المطبخ هناك فتحة كانت مياه "بردى" تسير من خلالها، الحمام يقع بين المطبخ والقاعة ذات المصعدين وتتألف من ثلاثة أقسام الأول القسم الجواني حيث حلة الماء وله قبة ذات فتحات زجاجية للإضاءة والثاني الوسطاني له مصطبة مرتفعة للجلوس عليها بعد الخروج من القسم الجواني والقسم الأخير البراني وهو القسم الأخير من الحمام».